والصلاة الدائمة على محمّد وآله الطيبين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في كتاب
الكامل في التاريخ
لإبن الأثير
ص 663و664
فلما قتل عمار قال علي لربيعة وهمدان : أنتم درعي ورمحي ، فانتدب له نحو من اثني عشر ، وتقدمهم علي على بغلة ، فحملوا معه حملة رجل واحد فلم يبق لأهل الشام صف إلا انتفض ، وقتلوا كل من انتهوا إليه حتى بلغوا معاوية ، وعلي يقول :
أقتلهم ولا أرى معاويه الجاحظ العين العظيم الحاويه
[ ص: 664 ] ثم نادى معاوية فقال : علام يقتل الناس بيننا ؟ هلم أحاكمك إلى الله ، فأينا قتل صاحبه استقامت له الأمور . فقال له عمرو : أنصفت . فقال له معاوية : ما أنصفت ، إنك لتعلم أنه لم يبرز إليه أحد إلا قتله . فقال له عمرو : ما يحسن بك ترك مبارزته . فقال له معاوية : طمعت فيها بعدي ! وكان أصحاب علي قد وكلوا به رجلين يحافظانه لئلا يقاتل ، وكان يحمل إذا غفلا ، فلا يرجع حتى يخضب سيفه ، وإنه حمل مرة فلم يرجع حتى ( انثنى سيفه ، فألقاه إليهم وقال : لولا أنه انثنى ) ما رجعت إليكم ابن إسحاق فقال الأعمش لأبي عبد الرحمن : هذا والله ضرب غير مرتاب . فقال أبو عبد الرحمن : سمع القوم شيئا فأدوه ما كانوا بكاذبين