في بداية القول لابد لي من ان اذكر شيئا مهما كبداية للموضوع وحتى لا يفهد المراد بعكس حقيقته....اتجبجب كثير حين يدور حديث عن كلمة الحب وذلك لاني موقن ان الكثير منا يفهم الحب على انه حالة رفاهية يجب ان لا نقترب منها او قد يفهمه الاخر على انه شئ يضيع دين المرء او على انه لعبة الفاشلين لاستدراج عطف الاخرين...وانا لابد ان انوه هنا اني اتحدث عن صدق المشاعر لا زيفها...
كل ذلك مهم بالنسبة لي ان اراى فيه ارائكم وايضاحاتكم... وهو شئ مهم بالنسبة لي وللكثيرين من اخواني... لكن الشئ الاهم هو ما اراه او اقراءه في عذابات ومرارة الفشل في العلاقات العاطفية التي تحصل احيانا حتى بدون ارادتنا
ما اراه انا هو الاتي:
ان لكل منا شخصية لها حدودها وجغرافيتها وطبيعتها ... تحب اشياءا وتكره اخرى .. لكل انسان طبيعة تختلف عن الاخر...ولكل شخص طريقة في الحياة اختارها واقتنع انها الملائمة والمناسبة لتحقيق ذاته واغراضه مهما كانت.... لحد الان لا شئ يلوح في الافق...لكن حينما نقع في العاطفة المسماة (الحب) ... تأتي شخصية اخرى تزاحمنا على قلبنا ...الذي تربعت فيه ذاتنا المقدسة.. فتزاحمها مكانها وتحاول اما ان تزيحها او تقاسمها المكان...
في رائي الشخصي المتواضع... ان الحب هو نفسه بالنسبة للجميع ...واقصد هنا الصادق منه والمحبة الحقيقية وليست التي تبنى على المصالح..فالجميع صادق في ادعائه للاخر بانه يحبه وانه يريد ان يكون دائما بقربه... لكن اساس الخلاف يدور حول مركز واحد ... الا وهو هل نعطي للاخر نفس المساحة في قلوبنا لما نعطيه لانفسنا وذواتنا المقدسة... بمعنى اخر اننا جميعا نملك ملكة الانا ...لا يمكن ان يوجد شخص لايمتلك خصلة الانانية... لكن هل هذه الانانية مستعدة لان تدوس على كل شئ في سبيل ان تحقق ذاتها ...على نحن على استعداد لان نضحي ببعض الاشياء في سبيل ان نكون بقرب من نحب...هنا تبرز وتتضح المشكلة...هناك الكثير ممن يرى ان لا مصلحة له في اعطاء مساحة من قلبه للاخر .. وان اعطاءه هذه المساحة تكون كأنها منة له على الاخر..فيبقى يمن بها على حبيبه وكأنه يعيره بها الى ان تصل الامور بالاخر ليكفر بالحب والقلب ومساحاته...اعتقد ان على من يحب ان يمنح الاخر مساحة من قلبه لحبيبه بكل اريحية وعن طيب خاطر.. لان الاخر يمنحه راحة البال والامان والحنان...اذن المسئلة تتعلق بمدى انانيتنا وتعلقنا بذاتنا المقدسة وبمدى استعدادنا للتضحية وكم يمكن ان نعطي للاخر الذي نسميه الحبيب...
من لا يكون على استعداد للتضحية او التنازل عن بعض انانيته ...بعضها فقط وليس كلها ... سيفشل لامحالة في حبه... وهو ابدا لن يعترف ولن يشعر بخطأه الجسيم الذي ارتكبه ..بل سيحاول بشتى الطرق والوسائل ان يستنزف الاخر اكثر ..لانه يعتقد انه كان ضحية ...وفي الحب لايوجد ضحية ابدا.. انما هو عقد كسائر العقود..اتفق طرفان فيه ثم لم يتفقا بعد مدة ..لكن الانانية تصور لصاحبها بانه كان ضحية لكذبة ومؤامرة الاخر ... من يحب لا يمكن ان يقسو او يؤذي الاخر او ان يصفه بصفات لا تليق به , لا يمكن ان يتعمد ان يؤذيه ... علما ان جميعنا نخطئ ..لكننا حين نخطئ بحق الحبيب سرعان ما نبادر للاعتذار منه خوفا من ان نكون جرحناه او اذيناه بقصد او بدون قصد...من يملك ثقافة الاعتذار والتسامح هو من تسامت روحه فوق حب الذات والانانية والعكس صحيح.. فان من يصر على الخطأ وتأخذه العزة بالاثم ويقلب الحقائق فهو لايمكن ان يكون الا محبا لذاته متعلقا بها ومنحها مكانة فوق مكانة البشر
اخيرا احب جدا من الجميع ان ينروا هذه الصفحة بارائهم ... واعتقد انه ليس عيبا ان تحدثنا عن مشاعرنا وعواطفنا وتجاربنا ... ليستفيد منها الاخرين
تحياتي وامتناني للجميع