|
باحث عقائدي
|
رقم العضوية : 63498
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 133
|
بمعدل : 0.03 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
أخشى أن يخرج المهدي ونكون مثلهم .
بتاريخ : 11-06-2011 الساعة : 12:42 AM
أخشى أن يخرج المهدي عج ونكون مثلهم .
((وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوا۟ إِذۡ جَآءهُمُ الۡهُدَى إِلاَّ أَن قَالُوا۟ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً ))سورة الإسراء رقم الآية 94
لعل هذا الموضوع علامة خطر لكل من يتمنى ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف .
مسيرة الأنبياء والمصلحين في التاريخ أنبأتنا بأن كل الشعوب انتظرت طلعتهم البهية . سنوات من العذاب والانتظار. أجيال هلكت وهي تتلهف لرؤية طلعت هذا النبي أوذاك المصلح أو الإمام . دول قامت امم انقرضت كلهم كان ينادي . لو بعث الله رسولا .
فكل أمة انتظرت مخلصها وتعذبت في انتظاره . بمجرد أن ظهر كفروا به . وحاربوه وقاتلوه ووقفوا سدا منيعا دون دعوته .
والمهدي عج أمره من أعقد الأمور ، وأعجب الأمور ، وأغرب الأمور ، من حيث غيبته ، من حيث عمره الطويل ، من حيث العلامات المصاحبة لظهورة ، من حيث قدرته العجيبة ، وامكاناته الخارقة ، والأعجب من ذلك أن يظهر قبله من يفتننا فلا نستطيع أن نميز بين المهدي وبين من يدعي المهدوية ويملك من الامكانات أكثر مما يملك المهدي من حيث المغريات التي يسيل لها لعاب كل انسان خصوصا وأن هذا الدعي الذي يفتن الناس يخرج للناس وهم في ضنك شديد وعسر مريع وحاجة وفاقة لم تمر البشرية بمثلها ، وإذا الخير يتناثر بين يديه فتكون زهرة الحياة الدنيا وزينتها بين يديه : ((وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيۡتَ فِرۡعَوۡنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمۡوَالاً فِى الۡحَيَاةِ الدُّنۡيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا۟ عَن سَبِيلِكَ))سورة يونس رقم الآية 88 . فهذا نبي وهو يستغيث بالله تعالى لأن فرعون يملك كل ما من شأنه أن يخدع النفوس ويضللها . ونحن المنتظرون للمهدي لا يوجد معانا نبي لكي يعصمنا من الزيغ إلا اخلاص النية وصدق الانتظار وطلب العون والمدد من الله تعالى أن يُثبت قلوبنا على حبه وأن يجعل لنا آية تدلنا عليه .
فقصت موسى وفرعون تتشابه إلى حد بعيد من حيث المعنى مع قصة الإمام المهدي عج. وبين الدعي الذي يخرج بين يديه يملآ الدنيا خيرا .
فالمهدي مثل موسى عليهما السلام . موسى يملك كل الامكانات التدميرية المدعومة الهيا ، عصا تشق الماء وتنقلب تنينا مخيفا . آيات بينات دعوات مستجابات . ولكنه لم يفلح أن يقدم دليلا واحدا على صدق دعواه ولمدة سنوات طويلة اضناه فيها التعب والتبليغ .
وفرعون يملك الذهب والسلطة والجاه العريض فتبعته الألوف ، قال لهم أنا ربكم الأعلى فأستجابوا له . قال لهم ما ارى لكم من إله غيري فأطاعوه وتبعوه لقتال موسى عليه السلام . فهرب بالقلة القليلة من المخلصين واخيرا حتى هؤلاء تخلوا عنه على الرغم من أنهم شاهدوا من الآيات على يد موسى ما يعجز عن الاتيان بها كل جبابرة الأرض ومردتها وابالستها . ولكنهم خذلوه ، فما راع موسى وأخيه إلا تفرق القوم عنهما ، فرفع عينيه المغرورقتان بالدموع وأخيه يجلس تحت قدميه خائر القوى وهو يسمع اخيه النبي ينادي رب السموات : (( قَالَ رَبِّ إِنِّى لا أَمۡلِكُ إِلاَّ نَفۡسِى وَأَخِى)) سورة المائدة رقم الآية 25
وكذلك عيسى عليه السلام . انتظرته الامة طويلا وتحملت من ألم الانتظار ما ذكره كتابهم : ((قالوا له أأنت المسيح الذي ننتظرك ؟؟ )) ولكنه عندما بُعث . وجاء لهم بما يعجز عن الاتيان به كل شياطين الارض وملوكها ومردتها وفراعنتها وقياصرتها ، من التكلم بالمهد . وابرائ الأعمى والأبرص والمشلول . واحياء الموتى ولكن كل هذه العلامات لم تحرك قلوبهم عليه ولم تميلها إليه . حتى أهل بيته لم يؤمنوا به : ((فقالوا أليس هذا يسوع الناصري الذي لم يؤمن به حتى أخوته ؟)) . وحتى الصفوة من أصحابه الحواريين ، تطايروا عنه في احلك الساعات وتركوه وحيدا فريدا. فامتدت يد العناية الإلهية إليه .فرفعه الله إليه ، بعد أن رأى تعالى الخذلان والخيانة لنبيه حتى من آل بيته .
وهكذا دفع الانتظار لنبي قادم دفع باليهود والنصارى أن يتركوا المدنية في روما وفلسطين ، يأتوا إلى المكان الذي وصفته التوارة لهم صحراء قاحلة لا ماء ولا شجر ولا اي حياة , وبقوا ينتظرونه طيلة قرون متمادية متحملين كل مصاعب الحياة . ولكنه صلى الله عليه وآله وسلم عندما ظهر كفروا به وحاربوه ولم يؤمنوا له .
ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب رب العالمين . من بين الألوف من أصحابه لم يؤمن به حق الإيمان إلا سبعة عليٌ أحدهم .
خذلوه في كل المشاهد التي كان فيها بحاجة إليهم واسلموه برمته لأعدائه وكادوا في اكثر من مناسبة أن يجهضوا الدعوة الإسلامية . ولكن الله حفظه في أيات بينات واضحات ، يُخرجه من بين الأعدء ولم يروه ، يعفي اثره في الصحراء ، يأمر حمامة تعشعش على باب الغار . عنكبوت ينسج بيته على فتحة الغار . مدد من الملائكة بالآلاف مسومين معلمين ينصرونه . لماذا لأن الله تعالى عرف أن الأمة خذلته فلم يبق معه إلا نفر بعدد اصابع اليد الواحدة حتى أنه ص رفع يديه إلى السماء قائلا : رب إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض أبدا . فلو كان اصحابه مخلصين لما أمد الله تعالى نبيه بالملائكة منزلين أو مردفين آلاف مؤلفة . فلم يبق بين يديه إلا علي يذود عن الرسالة برمتها المتمثلة في شخص الرسول ص .
وهكذا تتوالى عمليات الخذلان والخيانة من قبل كل الأتباع والاصحاب الذين كانوا يتلهفون لرؤية من ينتظرونه .
وخذ مثلا جد المهدي وسيد شباب أهل الجنة . الحسين بن علي بن ابي طالب . كاتبه القوم وانتظروه وخاطبوه في رسائلهم : اقدم يا ابن رسول الله ، لقد طال شوقنا إليك ستقبل على جنود مجندة . ولكن ماذا حدث ؟؟؟
من بين عشرات الملايين من المسلمين في امبراطورية إسلامية مترامية الأطراف. لم يكن مع الحسين في كربلاء سوى بضع نفرات من اصحابه واهل بيته واغلبهم اطفال ونساء .
فإذا لم يجد تعالى في قوم نوح إلا بيتا من المسلمين .
ولم يجد مع لوط حتى من اهل بيته من خانة وخذله .
وموسى بقى هو واخيه حائرا في صحراء سيناء .
ويحيى يُقتل وحيدا فريدا ويُهدى رأسه إلى بغي من بغايا بني إسرائيل .
وعيسى خذله حتى حوارييه ولم يؤمن به حتى اخوته .
ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم فر عنه اصحابه فخلد الله تعالى موقفهم هذا في نص يقطر خزيا أبد الدهر : ((إِذۡ تُصۡعِدُونَ وَلاَ تَلۡوُونَ عَلَىٰ أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ فِى أُخۡرَاكُمۡ)) سورة آل عمران رقم الآية 153
وعلي بن ابي طالب عليه السلام خذلته الأمة وعندما ناشدهم النصرة لم يأته إلا المقداد حالقا راسه قابضا على سيفه . فقال سلام الله عليه : لو وجدت عشرة لنهاهضت القوم
وفي صفين وقفوا على رأسه بالسيوف عشرون ألف سيف وهم يقولون له : اجب القوم وإلا سلمناك برمتك إلى معاوية . فقال قولته الخالدة بعد أن نظر إلى كثرة جيشه العاصين له مشيرا إلى مالك الأشتر: ((فلم يتبقى لي إلا هذا الشيخ ، لقد كان لي كما كنت لرسول الله ص)) .
فإذا كان الحسين عليه السلام اطلق ندائه في كربلاء مناديا النصير والمغيث والذاب عن حرم رسول الله ص فلم يستجب له من هذه الملايين إلا من قٌتل بين يديه .
وهكذا توالى مسلسل الخذلان لأئمة الهدى من بعدهم واحدا بعد الآخر . حتى أنهم لم يجدوا من يحملهم إلى قبرهم سوى الحمالين .
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فكونوا على حذر يا اخوان يا من يتمنى ظهوره الميمون . انتظروه بصدق واخلاص .
فأنا أقسم وأنا أتحمل قسمي
(( والله ما دمتم تنتظروه ولم تغيروا فلن يخرج )) . لأن الله تعالى لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم . فإذا غيرنا أنفسنا بحيث نجعلها ضمن المواصفات التي ينشدها الامام المهدي في أتباعه . فإن الله تعالى سوف يُحدث التغيير ويُعجل بظهوره الميمون .
بعد قراءتك لهذه السطور المهدوية أما آن لك أيها الموالي أن تعيد تقييم ولائك وأنتظارك للمهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟
اللهم أجعل لنا نورا يرشدنا إلى طلعته البهية ، ولا تفتنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به يا الله .
|
|
|
|
|