[ابوحوراء السويراوي]

الــزهـــد :-
(( أزهـــد الــنــاس مـــن تـــرك الـــحـــرام ))
أن الله عـز وجـل لم يحرم لبس الثياب الحسنه .. ولا الطيبات من المطاعم
والمشارب .. بل هو جعلها للمؤمنين بالاستحقاق .. وان شاركهم فيها غيرهم
من الكفرة وغيرهم من الذين يشربون من مائهم الاسن ..
أمـا في الاخرة فهي للمؤمنين خاصه لا يشاركهم فيها غيرهم .. يقول سبحانه :
(( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق . قل هــي
. للذين أمنو في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة . كذالك نفصل الايات لقوم
. يــعــلــمــون ))
الايه الكريمه توضح لنا أن طيبات هذه الدنيا من : ماكول . وملبوس .
ومشروب. ومسكن .حلال . ما دامت لا تشغل الانسان عـن الله تبارك وتعالى .
والزاهد ليس هو الذي يترك ما أحله الله له .. بل ياخذ منه ما يسد حاجته ..
الزاهد الحق هو الذي يترك ما حرمه الله عليه ..
يقول الامام عــلــي ( ع ) : (( الزهادة قصر ألامل ، والشكر عند النعم ،
والتورع عن المحارم ، فلا يغلب الحرام صبركم ، ولا تـــــنـــســـوا
عــنــد الــنــعــم شــكــركـــم ))
قال : (( الـزهـد كله بين كلمتين من القران ،)) :-
قال سـبـحانـه : (( لــكــيــلا تــأســوا عــلــى مــا فــاتــكــم ، ولاتــفــرحـوا
. بــمــا أتــاكـــم ))
يـقـسم الـزهـد الـى ثـلاث أقـسـام :
1 - فــرض ..
2 - نــفــل ..
3 - وســلامــه ..
وقالو : الـفـرض : هــو الـزهـد فـي الـحـرام .. وقد حذر النبي (ص) مــن
الـكـسـب الـحـرام .
قال : ( من لم يبال من أين اكتسب المال ، لم يبال الله من أين أدخـلـه النار )
وقال : ( كــل لــحــم نــبــت مــن الــحــرام ، فـالــنــار أولــى بــــــــــــه )
وقال : ( من اكتسب مالا من الحرام ، فأن تصدق به لم يقبل منه وان تركه
. وراءه كان زاده الى النار )
وقال : ( حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم )
فاذا راقب الانسان نفسه وحاسبها ، فأن الله ينضر اليه بعين الرضى ..
ويا طوبى لمن يتقلب في جنات رضوان الله ..
ونرى كثير من الناس تـسـهـتـويـهـم مفاتن العجب بالنفس .. فيهيمون بها حبأ.
ويركبون عجله الباطل .. وويستنكرون بها الحق جنه الله الخضراء ...
وهـذا حـوار جـرى بـيـن نـبـي الله مـوسـى (ع) وابــلــيــس ..
وسترى ابليس يصرح في ختام الحوار أن المعجب بنفسه جندي في ثكنته الشيطان .
ولعلك الان راغب أن تسمع كلمات ذالك الحوار، اليك كلماته ..
قال الامام الصادق (ع) : قال رسول الله (ص) :-
( بينما موسى جالس اذ أقبل ابليس ، وعليه بـرنـس ذو ألوان ، فلما دنا منه خلع
البرنس ، وقام الى موسى فسلم عـلــه .
فقال لـه مــوســى : مــن أنــت ؟؟
- أنــا ابــلــيــس .
- أنــت ، فــلا قــرب الله دارك
- أنــمــا جــئــت لاســلــم عــلــيــك لــمــانــك مــن الله تــعــالــى .
- فــمــا هــذا الــبــرنــس .
- قــال ابــلــيــس: أخــتــطــف بــه قــلــوب بـنــي ادم .
- فقال له مــوســى : فأخـبـرنـي بـلـذنـب الـذي اذا أذنـبـه ابـن ادم استحوذت عليه .
- قال : اذا أعـجـبـتـه نـفـسـه ، واسـتـكـثـر عـمـلـه ، وصـغـر فـي عـيـنـه ذنـبـه .؟؟
والعجب أنواع .. وكلها .. بل وكل خلق سيء يتاصل في نفس الانسان يجعـلـــه
بــجـانـب نـور الـحـق .. ويسير في ظلمات الباطل ...
ترى كيف تكون نهايه من يترك الحق .. ولو كان عزيزأ قـويـأ ..؟؟
والضعيف الذي يصبغ نفسه بصبغه الحق ، ويعمل به ، كيف ينتهي أمـره ..؟؟؟
وقال الامام الصادق (ع ) :-
1 - المستبصر على سبيل نجاة ، متمسك بالحق ، متعلق بفرع الاصل ، غير
. شـاك ولا مرتاب ،ولا يجد عني ملجأ ..
2 - وطبقه استحوذ عليهم الشيطان ، شأنهم الرد على اهل الحق ودفع بالباطل
. حـسـدأ مـن عـنـد انفسهم ..
وامــا الامام الـحـسـن الـعـسـكـري (ع) يـوصنــا .. الوصــيــه:-
ولــيــكــن جــنـاحــاك قــويــيــن لــتــســتــطــع الــتــحــلــق فـي افــاقــهـــا
الــفــســيــحــه .. ضــعــهــا شــعــلــه فـي لــبــك .. فــأنــهــا تــجــعــل
فــؤادك يــزدهــي بــجــنــات الــحــبــور .. أمــا نــفــســك فـأنــهــا تـغـنــى
بــنــشــوة الــصــفــاء ...
وقال : اوصيكم بتقوى الله . والورع في دينكم .. والاجتهاد لله .. وصدق الحديث
.. وأداء الامانه الى من أئتمنكم من بر أو فاجر .. وطول السجود .. وحسن الجوار
.. فبهذا جاء محمد رسول الله (ص)
وقال : صــلوا في عشائرهم .. واشهدوا جنائزهم .. وعودوا مرضاهم .. وأدوا
حقوقهم .. فأن الرجل منكم اذا ورع في دينه .. وصدق في حديثه .. وأدى الامانه
.. وحـسـن خـلـقــه مــع الــنــاس ، قـــيــل :-
هـــــــذا شـــيــــعـــي فــــــيـــــســــرنـــــي ذالـــــــك ..
اتـــقـــو الله .. وكـــونـــوا لـــنـــا زيــــنـــأ .. ولا تـــكـــونـــو عــلــنــا شــيــنــأ ..
جــــروا الــيـــنــا كـــل مـــودة .. وادفــعـــو عـــنــــا كــــل قـــــبـــيــــح؟؟
- نسائلكم الدعاء .. كريم سابط