العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية فارس اللواء
فارس اللواء
عضو برونزي
رقم العضوية : 54354
الإنتساب : Aug 2010
المشاركات : 254
بمعدل : 0.05 يوميا

فارس اللواء غير متصل

 عرض البوم صور فارس اللواء

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي حوار المصري اليوم الذي لم ينشر مع الأستاذ الدكتور عبد الرحمن البر 1-2
قديم بتاريخ : 11-04-2011 الساعة : 06:11 PM


مقدمة الدكتور عبدالرحمن البر:

هذا الحوار الذي أنشره اليوم كان في الأصل حوارا طلب الأستاذ أحمد الخطيب الصحفي بجريدة المصري اليوم إجراءه معي، وطلبت منه الأسئلة مكتوبة وتفضل بإرسالها، وكتبت هذه الإجابات عليها، وكانت الأسئلة والإجابات على مرحلتين: الأولى : عقب الحادثة الإجرامية بتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، وانصبت الأسئلة فيها على علاقة الإخوان بالأقباط ثم بالنظام الحاكم. وتأخر الأستاذ أحمد في النشر حتى قامت الثورة التونسية ونجحت في الإطاحة بالديكتاتور زين العابدين بن علي ، فطلب الأستاذ أحمد أن يضيف للحوار مجموعة من الأسئلة تتعلق بالثورة التونسية وموقف الإخوان منها، فكتبت له الإجابات، وقبل أن ينشرها قامت ثورة 25 يناير في مصر وتطورت الأحداث على النحو المعلوم .

ويبدو أن الأستاذ أحمد الخطيب رأى أن الأحداث تجاوزت مضامين هذين الحوارين، وأن نشرهما لم يعد ذا أهمية ، ومن ثم لم ينشرهما.

غير أني أرى أنه من باب توثيق الأحداث فإن نشر الحوارين ربما يكون مفيدا، وشاهدا على ثبات الفكرة الصحيحة، خصوصا مع تكرر الحديث عن علاقة الإخوان مع المسيحيين بين الحين والحين، ولهذا رأيت أن أنشر هذا الحوار كاملا بالنص الذي أرسلته للأستاذ أحمد الخطيب دون تغيير أو زيادة أو نقصان، والله المستعان.



-من واقع الأحداث الأخيرة بكنيسة القديسين، كيف ترى العلاقة بين الأقباط وجماعة الإخوان المسلمين ومن المسئول عن توتر هذه العلاقة رغم لغة التطمينات التي ترسلها "الجماعة" من آن لأخر للجماعة القبطية ؟

- لا أرى - على الأقل من جهة الإخوان- توترا في العلاقة بين الإخوان المسلمين وبين إخواننا من المواطنين المسيحيين في مصر ، والإخوان منذ نشأة الجماعة حتى الآن وهم يدعون إلى وحدة الأمة وإلى البر بغير المسلمين والإقساط إليهم؛ عملا بقول الله تعالى ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة/8] ولم يحصل على الإطلاق أن شارك أحد من الإخوان المسلمين في عمل يضر بوحدة الأمة، أو موجه ضد أحد المسيحيين، ودائما كانوا يدعون الإخوة المسيحيين على كل المستويات للمشاركة في فعالياتهم ومناسباتهم المختلفة، وكثيرا ما حضرت قيادات مسيحية وكنسية إفطارات الإخوان المركزية وفي المحافظات ، بل سبق أن دعم الإخوان ترشيح بعض المسيحيين في المجالس التشريعية ، وعلى حد علمي فإن النظام وأجهزة الأمن هي التي تمارس بعض الضغوط على بعض القيادات المسيحية للتراجع عن تمتين العلاقة مع الإخوان وعدم قبول دعواتهم للمناسبات والفعاليات المختلفة.

- أشار الإخوان في تفسيراتهم للتفجير من خلال التصريحات الصحفية، بأن الموساد وراء الحادث دون الاعتراف بوجود حالة احتقان سابقة بين الأقباط والمسلمين ودون الاعتراف بوجود ظلم واقع على الأقباط وهو ما يدفع المسيحيون بعدم الثقة بكم ؟

- أما فيما يخص الاعتراف بوجود حالة احتقان، فلم ينكر الإخوان وجود حالة احتقان مجتمعي عام نتيجة الظلم الشائع والفساد المستشري الذي طال مختلف المؤسسات، وقد رأينا آلاف الوقفات الاحتجاجية خلال العام الماضي، ودائماً يحذِّر الإخوان من أن ثمة أيادي غير بريئة تحاول أن تستفيد من هذا الاحتقان وتعمل على تأجيج نار الفتنة، مستغلة بعض المتعصبين من المسلمين ومن المسيحيين على السواء، ومستغلة الإدارة السيئة من قبل النظام للأسباب المؤدية إلى ذلك.

وحين نقول بأن الموساد من وراء إثارة الفتن فنحن لا نتكلم من فراغ، بل من واقع يدركه كل العقلاء، ومن أقوال خرجت من قلب الكيان الصهيوني، بل من لسان رئيس مخابراته السابق، الذي تكلم بوضوح عن دورهم الكبير في إثارة الفتنة في مصر، وهي تصريحات نشرتها الصحف وتداولها الناس، فضلا عن أن البحث عن المستفيد من كل حدث هو أحد وسائل التحليل الصحيح لهذا الحدث، ولا ريب عند عامة العقلاء أن أكبر مستفيد مما جرى هو الكيان الصهيوني.

أما مسألة الظلم الواقع على المسيحيين فنحن نقول بكل وضوح: لا يوجد ظلم واقع من المسلمين على إخوانهم المسيحيين في مصر، إنما يوجد ظلم من النظام المستبد ومن سدنة الفساد في مصر على عموم المصريين مسلمين ومسيحيين، وخصوصا الذين لا يسيرون في فلك النظام ولا يشاركون في الفساد. وأن ما قد ينزل ببعضهم من النظام المستبد فإن مواطنيهم المسلمين يصيبهم مثله بل أكثر منه، ولا ذنب للشعوب ولا للإسلام كدين في هذه المظالم.

بل إن كل منصف يرى أن التضييق الأكبر من هذا النظام المستبد يقع على التيار الإسلامي الذي لا تغادر مجموعة منه سجون الظلم والاستبداد حتى تحل مجموعة أخرى محلها، والتي تُقْصَى أمنيّاً عن كل مواقع القيادة والتأثير على المستوى الرسمي والشعبي، بل إن كثيراً من القوانين في المجالات المختلفة وُضِعتْ خِصِّيصا لمنع وصول الإخوان إلى المواقع القيادية، ومن ذلك قوانين تعيين العمد والعمداء، وقوانين النقابات والعمل الأهلي، وقوانين الطوارئ، وغيرها من القوانين سيئة السمعة، بل اندفع النظام المستبد إلى تغيير الدستور وإلغاء كافة ضمانات نزاهة أية عملية انتخابية للحيلولة دون وصول الإخوان إلى البرلمان والمجالس المحلية.

بل يقف الأمن في النظم المستبدة بالمرصاد لكل من يرتبط بالإخوان، وذلك بالمنع من الوظائف، والمنع من السفر، والاعتقال المتكرر.

ولهذا فالإخوان - من واقع إحساسهم بهذا الظلم- يستنكرون كل صوره التي تقع على أي مصري مسيحيا كان أو مسلما.

أما ما تدعيه أنت من أن المسيحيين لا يثقون بالإخوان المسلمين فهو تحليل عام منك يناقض أصول التحليل العلمي والقراءة المنصفة التي تقول إن عددا غير قليل من إخواننا المسيحيين يثقون كل الثقة في الإخوان المسلمين، والسبب في عدم ثقة البعض - فيما أرى - هو ذلك التخويف من النظام ومن جهات مختلفة بقصد بقاء الأمة في حالة فرقة؛ ليسهل الاستبداد بها وامتصاص ثرواتها، وإلا فلتقل لي مثلا واحدا أو فلتذكر لي شيئا واحدا ينتقص فيه الإخوان المسلمون من حقوق شركاء الوطن والتاريخ والكفاح.

- إلى متى يبقى بينكم وبين الأقباط هذا الشرخ في العلاقة، ولماذا لا تتوصلون إلى اتفاق حول نقاط الاختلاف المثارة بينكم، وتكون لغتكم أكثر شفافية ووضوح بحيث يقبلها الطرف الثاني ؟


- من جهة الإخوان المسلمين فهم لم ولن يحدثوا شرخا على الإطلاق، وهم يدعون كل الأطياف الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في الأمة للتوحد والتجمع في مواجهة الاستبداد والفساد .

والإخوان على استعداد دائما للحوار والنقاش مع أي كان في أي مسألة وعلى استعداد دائما للقيام بكل ما من شأنه رفعة الوطن وتأكيد وحدته، ولغتنا في ذلك في منتهى الشفافية ، وعلى من يقرأ لنا أن يعرف أن من أخص خصائصنا وأهم أخلاقنا الوضوح والصدق، وأنه ليس لدينا شيء خفي غير ما نعلنه، وأننا نفعل ذلك ديناً قبل كل شيء، وكل من تعامل مع الإخوان بصدق وإخلاص يدرك ذلك غاية الإدراك.

- قديما كانت تلجأ الأجهزة الأمنية للإخوان في حال نشوب أي حادث طائفي مثل ما حدث في أحداث الزاوية الحمرا عندما اتصل وزير الداخلية وقتئذ، النبوي إسماعيل بعمر التلمساني مرشد الجماعة الأسبق للتدخل وإخماد نار الفتنة، لماذا غابت هذه الروح وهل للأمر علاقة بضعف مصداقيتكم لدى الأقباط أم لعدم اقتناع الدولة بدوركم الآن ؟

- أعتقد يقينا أن هذا الأمر لا علاقة له بما تسميه ضعف مصداقيتنا لدى الأقباط، ولا بعدم اقتناع الدولة بقدرة الجماعة على القيام بدور مهم في هذا الموضوع، ولكن الموضوع باختصار ووضوح: أن النظام المستبد يرى أن كل نجاح يحققه الإخوان المسلمون في أية قضية وطنية هو خصم من رصيده المتآكل -بل المنعدم أصلا- بفعل الفساد والإفساد، ولذلك فهو يسعى بكل وسيلة لمنع الإخوان المسلمين من القيام بأي دور إصلاحي في أي مجال، لأنه يعلم صدقهم وسلامة توجههم ووضوح برنامجهم وارتباط الشعب بالمشروع الإسلامي، ويخشى على الدوام من التفاف الناس حول رموزهم وتأييد الجماهير لمشروعهم الذي يحقق أمل جماهير الأمة.

هل تتصور يا عزيزي أن أحد ضباط أمن الدولة اقتحم مكتبة أحد الإخوان ليصادر مطبوعات أعدها الإخوان لنشر الفضيلة في المجتمع، فلما سأله الأخ: هل أنتم ضد الفضيلة يا باشا؟ قال: نحن لسنا ضد الفضيلة، ولكن نحن ضد أن يتولى الإخوان حملة لنشر الفضيلة!!

يا عزيزي إن الجمعيات الخيرية ولجان العمل الخدمي والتطوعي التي يشترك الإخوان في إدارتها تعطل أمنيا حتى لا يقوم الإخوان بخدمة شعبهم؛ خوفا من أن يكون ذلك سببا لزيادة حب الناس لهم.

فهل عرفت لماذا يستبعد الإخوان من القيام بواجبهم في هذا الملف المهم؟

ومع ذلك فالإخوان على أتم الاستعداد لأداء هذا الدور، وهم يفعلون ما بوسعهم في هذا المجال.

- من المسئول الأول والحقيقي عن مثل هذه التفجيرات من وجهة نظركم وكيف ترى نزع فتيل الأزمة الطائفية في مصر والتي تطل برأسها بين الوقت والأخر ؟

- المجرم الحقيقي الذي ارتكب هذه الفاجعة المنكرة يجب على أجهزة الأمن كشفه من خلال عمل مهني صحيح ودقيق لا يقوم على انتزاع اعترافات باطلة من هذا أو ذاك تحت الضغط والتعذيب، وعلى جهات التحقيق أن تحدد بوضوح من هو المستفيد الحقيقي من إثارة الفتنة في مصر.

لكن ثمة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق أجهزة الأمن التي فرغت معظم وقتها وجعلت معظم شغلها تتبع المعارضين السياسيين وملاحقة الإخوان والوطنيين والمصلحين من شباب الحركات الوطنبة المخلصين، وثمة مسؤولية تقع على عاتق الحكومة التي لا تحسن إدارة شؤون الأمة فضلا عن أن تحسن إدارة الأزمات فيها، والتي لم نَرَ منها محاسبة حقيقية للمهملين، ولا ضربا بقوة على أيدي المفسدين، وثمة مسؤولية تقع على عاتق الدعاة والمثقفين والمفكرين الذين انشغل بعضهم بقضايا هامشية أو وقع بعضهم -ولو من غير قصد- في فخ التحريض وإثارة الفتنة من خلال منابرهم الدعوية أو الإعلامية.

ولهذا أرى أن نزع فتيل مثل هذه الأزمات لا يكون بالاجتماعات الشكلية والمظهرية بين المسؤولين على المستوى السياسي أو الديني، بل بإقرار العدل والحريات وسيادة القانون، ومناقشة القضايا بمنتهى الشفافية، والعمل على إدماج كل الأطياف في المجتمع في أعمال مشتركة، وفتح الأبواب أمام الدعاة الوسطيين المعتدلين لتنوير الأمة وتصحيح المفاهيم ونشر قيم الوسطية والاعتدال، ثم لا بد من محاسبة المجرم الحقيقي ومن يقف وراءه وفق القانون بشكل رادع لكل من يفكر في النيل من حرمة الوطن والمواطنين.

- تحمل عبارتكم التي تكررونها في كل مناسبة تجتمعون فيها مع الأقباط "لهم ما لنا وعليهم ما علينا" كثير من التعميم والغموض يظهر في رد الأفعال الأقباط السلبي على الإخوان وتخوفاتهم التي ينقلها الكتاب والمفكرين الأقباط بين الوقت والأخر عن طبيعة وشكل العلاقة بين الطرفين ؟

- هذه ليس عبارة اخترعناها وليست مصطلحا صككناه، ولكنها عبارة فقهاء الإسلام منذ عصوره الأولى، وهي منسوبة لسيدنا علي رضي الله عنه، ولا أدري ما وجه الغموض فيها، ولم أسمع شيئا عن التخوفات التي تشير إليها عما تسميه أنت طبيعة العلاقة بين الطرفين، فنحن لسنا طرفا مقابلا لطرف آخر، وإنما نحن من جملة هذا الشعب الواحد، الذي ندعوه إلى عدم التعصب أو التفرق، فنحن وإن اختلفت أدياننا، لكن يجمعنا الوطن الواحد والتاريخ الواحد والكفاح المشترك والدم الواحد، فلسنا من عنصر آخر غير عنصر إخواننا المسيحيين، بل كلنا مصريون، وديننا الإسلامي يدعونا إلى الإيمان بموسى وعيسى وسائر رسل الله، وبسائر الكتب المقدسة، وينهانا عن الإساءة لغير المسلمين، ويأمرنا بأن نتركهم وما يدينون، وأن نعطيهم الحق في التحاكم إلى شرائعهم التي وردت في كتبهم المقدسة، إلا أن يختاروا هم بمحض إرادتهم التحاكم إلى شريعة الإسلام فلهم مطلق الحق في ذلك. ولا يوجد في الدنيا نظام يشبه هذا النظام الإسلامي الرائع الذي يعترف بالتنوع الديني ويعطي أصحاب الأديان المختلفة -مهما كانوا قلة- الحق في التحاكم لشرائعهم، ولا يجبر أحدا على النزول على ما يخالف معتقداته والشريعة التي يؤمن بها، حتى لا يكون في النفوس حرج، ولا تحس فئة أو طائفة أن غيرها يفرض عليها ما يناقض إيمانها. ومن ذات المنطلق فنحن نرفض أن تُحْمَل غالبيةُ الأمة حملا -كما رفضنا أن تُحْمَل أقلياتُها حملا- على ما يناقض إيمانها ومعتقداتها.

بل نحن نعتبر الدين أهم أسباب التجمع وعدم الفرقة، وقد قال الله تعالى (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [الشورى : 13]، وتاريخنا الإسلامي خير شاهد على أن التدين الصحيح هو الضمانة الأساسية للوحدة الوطنية الناجحة.

- لماذا فشلت اللقاءات المشتركة بين الأقباط والإخوان منذ خمس سنوات والتي قصدت منها الجماعة شرح وجهة نظرها وموقفها من الأقباط على خلفية صعود 88 نائب للجماعة بالبرلمان ؟

- لا علم لي بهذه اللقاءات التي تزعم أنها فشلت ، والإخوان لم يكفوا أبدا عن شرح وجهة نظرهم وتأكيد موقفهم الداعم للوحدة الوطنية والعيش المشترك والمؤمن بالتنوع أو التعدد الديني في إطار المواطنة الصحيحة.

- هناك فتاوى منسوبة لمفتي الجماعة السابق الشيخ محمد عبد الله الخطيب تثير بعض مخاوف الأقباط والخاصة بمنع بناء أية كنائس بالمدن الجديدة أو "المفتوحة" حسب ما ورد بالتصريح وقتها، ما موقفكم من هذه الفتاوى ؟

- أحب أولا أن أؤكد أنه ليس للجماعة مفتي سابق ولا لاحق، وأنا لست مفتيا لجماعة الإخوان كما تكتب بعض الصحف، بل أنا واحد من أهل العلم الأزهريين أتلقى أسئلة من الإخوان ومن غير الإخوان فأجيب عما أعلم، وأحيل السائل إلى غيري فيما لا أعلم.

وبالنسبة لسؤالك فلا علم لي بما تقول، ولم أسمع من فضيلة الشخ الخطيب شيئا من ذلك، ولم أقرأ هذا الموضوع، لكنني أقول رأيي في مسألة بناء الكنائس: إنني بعد أن راجعت أقوال أهل العلم في المسالة وأدلة كل قول أستطيع أن أقول مطمئنا: إنه لا مانع من بناء الكنائس في المدن الجديدة ولا في المدن القديمة، متى كان المسيحيون بحاجة إليها، فطالما أن الإسلام أقرهم على دينهم فمن الطبيعي أن يكون لهم الحق في بناء الكنائس التي تستوعب الزيادة الطبيعية في أعدادهم .

وإنما يتحفظ البعض -ولهم في ذلك حق- على استغلال كثرة الأموال في بناء كنائس لا حاجة إليها وفي أماكن ليس فيها تواجد مسيحي، وبصورة يغلب عليها الاستعراض أو يكون من ورائها هدف إظهار الشعار الديني، لا إقامة الشعائر الدينية.

- لماذا لا تتبنى الجماعة وثيقة واضحة تجاه الأقباط ولماذا تبنت الموقف المتشدد من ولاية القبطي لرئاسة الدولة ؟

- الجماعة مواقفها في غاية الوضوح تجاه كل مكونات المشهد الوطني، فنحن جميعا ركاب سفينة هذا الوطن والحريصون على إنقاذه وحمايته وحماية وحدته وإعلاء شأنه والنهوض به في كل المجالات، يستوي في ذلك المسلمون وغير المسلمين، ونرى أن تهميش المسيحيين أمر غير مقبول، ويجب أن يكون لهم تمثيلهم النيابي المعقول، ويجب إدماجهم في كافة المجالات والنشاطات الرسمية والشعبية، وعليهم ألا يعزلوا أنفسهم عن باقي مواطنيهم بأي شكل من الأشكال، وأن يحتموا بدولة المواطنة لا بعباءة الطائفة.

أما قضية رئاسة الدولة (المغلقة في ظل النظام الحالي على أشخاص بأعيانهم) فأنا أسأل: هل يعتقد عاقل أن أحد الإخوة المسيحيين يمكن أن يرشح نفسه لرئاسة دولة يزيد عدد المسلمين فيها عن تسعين في المائة؟ إن هذه الادعاءات المظهرية الفارغة ما ظهرت إلا لتبرير محاربة الإخوان فحسب، وإذا كان الدستور ينص على أن الإسلام دين الدولة الرسمي وأن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع وكانت الغالبية العظمى في الدولة من المسلمين فمن الطبيعي أن يكون رئيس الدولة مسلما، وهو الرأي الذي قال به جمهور أهل العلم، ولا أرى فيه تشددا ولا مغالاة.

ومع ذلك فهذا موقفنا ولا نفرضه على غيرنا، فلتتقدم الأحزاب والحركات والهيئات الأخري بمرشحين للرئاسة من غير المسلمين إن شاؤوا.

- ما هي نقاط الالتقاء التي تراها الجماعة مع الأقباط ولماذا تزداد الهوة يوما بعد الأخر وبينكم والأقباط ؟

- إن نقاط الاتفاق بين المسلمين والمسيحيين هي الأكثر، فمع اختلاف العقائد والشرائع التي يترك لكل فرد حق ممارستها وفق معتقداته، فإن الأخلاق التي تدعو إليها الأديان واحدة، وإن الغاية التي ترمي إليها من الحفاظ على القيم وتدعيم الأسرة وإقامة العدالة وإحياء روح التعاون، واحترام الآخر والاعتراف به وحسن التعامل معه، وتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن، كل ذلك قواعد عملية للعيش المشترك، لا يختلف عليها المسلمون والمسيحيون.

ومن جهتنا فنحن -أعني الإخوان المسلمين- نعمل على تدعيم هذه القيم المشتركة، وندعو الإخوان وغيرهم باستمرار لفهم صحيح الدين الذي يعلي من شأن هذه القيم المشتركة، ولذلك فلن تجد أحدا من الإخوان مشاركا أو قابلا للمشاركة في أي انتقاص أو إساءة لمسيحي على الإطلاق، والتاريخ والواقع أعدل الشهود على ذلك.

ونتمنى على إخواننا المسيحيين ألا يستجيبوا ولا يسمعوا لمن يريد الوقيعة بينهم وبين مواطنيهم، وألا يقبلو بأي دعوة تدعوهم لعزل أنفسهم عن المجال العام أو عدم الاندماج مع مواطنيهم المسلمين، ولن نمل من الدعوة إلى التوحد ونبذ كل أسباب التفرق والاختلاف بإذن الله.

- ينقسم الأقباط بين متبني لأفكار "الجماعة" كالدكتور رفيق حبيب وهو وحيد في هذا الطريق ..وآخرين لهم مواقف حادة من الجماعة وهي غالب الأقباط، كيف تفسرون الموقفين ؟

- أرى في الأسئلة إصرارا غير مبرر -من وجهة نظري- على أن بين الإخوان وبين المسيحيين - في العموم- توترا ومواقف حادة، ولا أملُّ من التأكيد على أن الإخوان ليست لهم أية مواقف حادة من أي مصري -أيًّا كان دينه- إلا أن يروا منه إفسادا في الأرض، أو سعيا في الإضرار بمصلحة الوطن، أو تشويها وإساءة لحقائق الدين. أما المسيحيون في مصر فهم شركاؤنا في الوطن، وإخوتنا في الكفاح والبناء لنهضته، لهم كل ما لنا من حقوق المواطنة المادية والمعنوية المدنية والسياسية، وعليهم كل ما علينا من الواجبات نحو الوطن الذي يضمنا، ونؤمن أن البر بهم والإقساط إليهم والتعاون معهم على الخير فرائض إسلامية لا يملك المسلم أن يستخف بها أو يتهاون في تطبيقها.

ولذلك فنحن ندعو كل مَنْ ساء ظنه فينا أو تحامل علينا من المسيحيين ومن غيرهم أن يراجع نفسه وأن يراجع مواقف الإخوان وأدبياتهم على امتداد أكثر من ثمانين عاما؛ ليدرك أن مشروعنا الإسلامي هو مشروع مصري وطني بامتياز، يمثل المسيحيون فيه ذات الدور الوطني الذي يمثله المسلمون من غير تمييز ولا إقصاء.

- هل اقتصرت العلاقة بينكم والأقباط على مجرد تهانيكم للأقباط في الأعياد الدينية وقبول بعض الأقباط لدعواتكم في بعض المناسبات العامة ومنها الإفطار السنوي الذي كانت تعقده الجماعة ؟

- نحن نحرص دائما أن تكون العلاقة بيننا وبين سائر الفئات فى المجتمع -مسلمين كانوا أو مسيحيين- هي علاقة المودة والتعاون على البر والخير والعمل لنهضة هذا الوطن العزيز الذي يسكن قلوبنا ويعيش في نفوسنا، ولا نتأخر عن توجيه الدعوة إلى إخواننا المسيحيين للمشاركة في أنشطتنا العامة، مثلما نحن على استعداد دائم لتلبية أية دعوة في هذا الإطار من قبل الكنيسة أو من قبل الإخوة المسيحيين، وندعوهم أن يسمعوا لأصوات ضمائرهم ونداء وطنيتهم، وألا يستجيبوا لمن يخوفهم من حسن العلاقة مع الإخوان، أو يضغط عليهم لعدم دعوة الإخوان أو الاستجابة لدعوة الإخوان، وأن تكون مصلحة هذا الوطن هي العنوان الأساسي الذي يجمعنا جميعا.

- سبق ورفضت الكنيسة ترشيح الأقباط على قوائمكم في انتخابات المجالس المحلية كما صرح بذلك الدكتور عصام العريان منذ سنوات، ألا ترى أن هناك مواقف للأقباط ممثلة في الكنيسة أو الأفراد من الجماعة ؟

- هذا سؤال يوجه للذين رفضوا التنسيق أو المشاركة. أما الجماعة فسوف يظل موقفها الوطني واضحا في دعوة الجميع مسلمين ومسيحيين إلى التعاون لما فيه مصلحة البلاد وإنقاذ الوطن، ولن تألو الجماعة جهدا في ذلك.

- إذا فشل الإخوان في بناء جسور علاقة ود وتطمين للأقباط، فكيف لهم أن يبنوا هذه الجسور المفتقدة مع بقية طوائف الشعب المصري ؟

- هذا سؤال مبني على مغالطة، فالإخوان لم يفشلوا بفضل الله، وإنما هم يمدون أيديهم لكل إخوانهم من أبناء هذا الوطن، ويعملون على جمع شمل الفرقاء للاجتماع على أهداف وطنية بعيدا عن الأهداف العصبية والحزبية الضيقة، وليس بينهم وبين أبناء هذا الوطن إلا الحب المتبادل، الذي شهد عليه خروج الملايين للتصويت لهم في الانتخابات رغم كل محاولات التيئيس التي قام بها النظام وغيره من القوى فاقدة الشعبية، والتي تفتقد لبرامج حقيقية تخاطب بها المواطن المصري فتتخذ من خصومة الإخوان مبررا لوجودها في الساحة السياسية وعنوانا لحملاتها الانتخابية. وسيبقى الإخوان يعملون على جمع شمل الوطنيين الصادقين ويضعون أيديهم في أيدي المخلصين من أبناء هذا الوطن، مهما كلفهم ذلك من تضحيات يقدمونها عربونا صادقا لحبهم لوطنهم وسعيهم في نهضته ورفعته.

- في نهاية، هل هناك شكل جديد مقترح منكم بمثابة وثيقة تحكم العلاقة بينكم كأكبر جماعة سياسية على الساحة والأقباط ؟

- نحن ليس لنا شكل قديم حتى نستحدث شكلا جديدا، نحن لنا شكل واحد، ونحن أصحاب مبادئ لا تتلون ولا تتغير، ونحن لا نكف عن التماس كل الوسائل التي نوضح بها فكرتنا ونقرب بها منهاجنا لأمتنا، حتى يرانا الناس -كل الناس- على ما نحن عليه، لا على ما يصوره خصومنا لهم، ونحن ندعو إخواننا المسيحيين ليكونوا شركاء حقيقيين في جهود الإصلاح التي تجتمع عليها القوى الوطنية، ولن نتأخر في قبول أية دعوة تصب في خدمة المشروع الوطني من أية جهة.

- لماذا لم نرى لقاءا بين فضيلة المرشد العام والبابا شنودة أو أيا من قيادات الكنيسة الكبيرة طوال السنوات الماضية كنوع من أنواع التواصل.. هل طلبتم لقاءا والكنيسة رفضت أم أنكم لم تطلبوا ذلك من الأصل ؟

- لا علم لي بذلك، وخلال السنة الماضية لم يعرض مثل هذا الأمر على المكتب، ولا أظن أن فضيلة المرشد العام الأستاذ الدكتور محمد بديع يمانع في حصول مثل هذا اللقاء مع غبطة البابا، وهو دائم الحث للإخوان على امتثال الأخلاق الإسلامية السامية في التعامل مع المسيحيين في عموم هذا الوطن العزيز، وعلى محاصرة كل دعوات إثارة الفتنة أو الفرقة بين أبناء هذا الوطن.


توقيع : فارس اللواء
من مواضيع : فارس اللواء 0 رسالة في التفكير
0 المُحادّة لله وظاهرة التطرف
0 لا فضائل للشام ولا لأهلها كما نسبوا للرسول
0 درس من حديث خلق التربة
0 صلاة التراويح بدعة أم سُنّة؟
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:46 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية