إستنكر فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة أولئك الذين يهدمون الأضرحة بدعاوى دينية مغلوطة..
وإتهمهم بأنهم أصحاب فهم ضيق ويحدثون فتنة فى المجتمع ويؤثرون سلبا فى أمن البلاد والعباد.
وقال مفتى الجمهورية - فى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر - إن هؤلاء يفسرون الدين من فهمهم الضيق ولايعرفون سماحة الدين الإسلامى أوأدب الإختلاف وليس لديهم أى حق فيما يفعلون..مشيرا إلى أنهم بفعلهم هذا قد ضيعوا الدين تحت دعاوى حفظ آيات من القرآن والنقل من بعض أحاديث الرسول "صلى الله عليه وسلم" بشكل خاطىء ووفق علم ضعيف وسند غير قوى.
وشدد الدكتور جمعة على ضرورة الإلتزام بتعاليم الدين الصحيحة من خلال علماء الأزهر المشهود لهم بالعلم والكفاءة، منددا بأولئك الذين يضللون الناس بالفهم الضيق للدين، ودعا عليهم بقطع ألسنتهم حتى لايؤثروا فى الدين الإسلامى.
وأشار إلى قرار مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أمس الخميس بتحريم هذا التوجه اللعين بهدم الأضرحة لأنه يحدث فتنة ويشوه الإسلام..كما دعا المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها إلى التكاتف لنصرة الدين والوقوف خلف شيخ الأزهر الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فيما يملكه من علم وزهد.
على جانب آخر شدد علماء الدين الإسلامي في خطبة الجمعة اليوم على ضرورة التمسك بروح الإسلام السمحة رافضين دعاوى التشدد ممن يسمون أنفسهم بـ"السلفية".
وأكد الدكتور عبدالمعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عى دور علماء الأزهر لتصحيح المفاهيم الإسلامية والرد على دعاوى التشدد باسم الدين من هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم السلفيون.
وقال الدكتور بيومى -فى خطبة الجمعة- إن السلفية الحقيقة هى المنقولة عما فعلها الرسول "صلى الله عليه وسلم " والخلفاء الراشدين وليست دعاوى التشدد بالإهتمام بالشكل دون الجوهر وهدم الأضرحة.
من جهته طالب الدكتور عبدالفضيل القوصى نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق بضرورة إصلاح المسلم مابداخله والإلتزام بالدين الصحيح والتصالح مع مجتمعه من أجل نهضة المجتمع الإسلامى منددا بدعاوى التشدد من بعض من يسمون أنفسهم بـ"السلفية".
ومن جهة اخرى ينظم الشيعة والصوفيون ومحبو آل البيت مسيرة مليونية اليوم بعد صلاة الجمعة من مسجد أبوالعباس المرسي إلي قصر رأس التين بالإسكندرية يطالبون فيها المجلس العسكري بإعادة بناء الأضرحة التي تم هدمها, مشددين علي ضرورة وقف ما أسموه انتهاكات السلف للأضرحة, مشيرين إلي ضلوع السلفيين في عدة محافظات في هدم الأضرحة وآخرها أضرحة في قليوب. وقد أثارت وقائع هدم الأضرحة في عدد من المحافظات حفيظة الشيعة ـ الذين يصل عددهم بحسب بعض التقديرات إلي مليون شيعي ـ والوصوفيين الذين يقدر عددهم بنحو15 مليون صوفي, وبدا ذلك جليا في هتافات الصوفيين في مولد الحسين, وإصدار مجلس آل البيت ـ مجلس شيعي ـ وبعض الهيئات من الصوفيين والأشراف بيانا شديد اللهجة يعربون فيه عن استيائهم من هذه الممارسات.
وأكد نقيب الأشراف في البحيرة والأمين العام لمشيخة الطريقة الهاشمية الشاذلية السيد الهاشمي أن قضية هدم الأضرحة مرفوضة, وقال إننا نضحي بأنفسنا فداء آل البيت وسوف نعقد المؤتمرات ونتمسك بمطلبنا ولن نهدأ حتي يتوقف السلفيون, وننظم اليوم مسيرة مليونية مع الشيعة لتأكيد ضرورة بناء مجمع البحوث: هدم السلفيين للأضرحة محرم شرعا
كتب ـ محمد عبد الخالق:
أعرب مجمع البحوث الإسلامية عن رفضه واستيائه واستنكاره الشديد لما حدث من اعتداء علي بعض أضرحة الصالحين وقبورهم, ومحاولة الاستيلاء علي بعض مساجد الأولياء ممن يدعون أنهم مخولون في إقامة الحدود. جاء ذلك في بيان صدر في ختام جلسته الشهرية التي عقدت ظهر أمس برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, وبحضور الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والدكتور عبد الله الحسيني وزير الأوقاف وكل أعضاء المجمع.
الأضرحة مرة أخري وإيقاف هدمها من قبل السلفيين.
وأشار محمد الدريني الأمين العام للمجلس الأعلي لآل البيت إلي مشاركة المجلس في المسيرة لرفض ممارسات السلفية والمطالبة بوقفة حاسمة مع هذا التوجه, وقال إن الاحتجاجات سوف تستمر طالما هناك توعد بهدم الأضرحة وعدم وجود حماية لها, مؤكدا بدء إعداد لجان شعبية لحماية مراقد آل البيت.
ومن جهته نفي الشيخ ياسر برهامي عضو مجلس الدعوة السلفية بالإسكندرية هدم الأضرحة, وقال إننا لا نغير باليد لأنه من اختصاص الحاكم, مشيرا في ذات الوقت إلي أن السنة النبوية تنص علي عدم ارتفاع القبور أكثر من شبرين عن الأرض, وارتكز برهامي إلي أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم, ومنها اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد, اشتد غضب الله علي قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. وأكد الشيخ ياسر برهامي عدم تكفير السلفيين للصوفيين ولا الشيعة, وقال إن التكفير لا يثبت إلا بعد إقامة الحجة واستيفاء الشروط كالعلم والاختيار والقصد, وانتفاء الموانع كالجهل والتأويل والإكراه والخطأ, وقال إن الاختلاف بين الفريقين لم يصل إلي حد التكفير, فالسلفيون لا يكفرون الشيعة تكفيرا بالعين لكنهم يكفرون كلام الشيعة وأفعالهم أمام قبور الأئمة.