[يا مهدي أدركنا]

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطاهرين و صحبه المنتجبين و من تبعهم على الهدى إلى يوم الدين و على جميع الأنبياء و المرسلين و الحمد لله رب العالمين .

من ينكر فضلك يا حيدر هل ضوء الشمس ضحى ينكر

إخوتي كل الدلائل التي سأستند عليها لإثبات أفضلية أمير المؤمنين علي عليه السلام على باقي الصحابة مستندة كلها على كتب و مصادر أهل السنة و كل أملي من الأخوة الكرام عدم الإساءة بل المناقشة بطريقة علمية بعيدا ً عن التعصب و الشتم و هذا فعلا ً ما رأيته في هذا المنتدى الكريم من نقاش راقي و تفهم لكل الإنتماءات العقائدية :

1 - الآيات النازلة في شأن الإمام علي عليه السلام :

يقول الحافظ أبو نعيم في كتابه (( ما أنزل في شأن علي )) , الحافظ أبو بكر الشيرازي في (( نزول القرآن في علي )) , الحسكاني في (( شواهد التنزيل )) , الإمام الثعلبي , السيوطي , الطبري , الرازي , الزمخشري , إبن كثير , مسلم , الحاكم , الترمذي , النسائي , إبن ماجة , أبي داوود , الإمام أحمد , إبن حجر , الطبراني , الكنجي , القندوزي , و غيرهم ذكروا في تفاسيرهم و كتبهم و صحاحهم عدد الآيات الكثيرة التي نزلت بحق علي بن أبي طالب .
روى الحسكاني , الطبراني , البغدادي في تاريخه , إبن عساكر في تاريخه , إبن حجر في الصواعق 76 و نور الأبصار 73 , الكنجي في كفاية الطالب , باسنادهم عن إبن عباس : قال : نزلت في علي بن أبي طالب ثلاثمائة آية .
روى الكنجي في الباب 31 باسناده عن إبن عباس قال : قال رسول الله : ما أنزل الله تعالى آية فيها : { يا أيها الذين ءامنوا } إلا علي رأسها و شريفها و أميرها .
روى الكنجي في الباب ذاته عن إبن عباس : و لقد عاتب الله عز و جل أصحاب محمد في غير آي ٍ من القرآن و ما ذكر عليا ً إلا بالخير .
2 - النبي مربي علي و معلمه :
لقد ربي علي في حجر رسول الله و ذكر ذلك كل من إبن صباغ المالكي في كتابه (( الفصول المهمة )) , بن طلحة الشافعي في كتابه (( مطالب السؤول )) , سليمان الحنفي في ينابيع المودة الباب السادس , و الثعلبي في تفسيره .
قال الطبري في تاريخه باسناده عن مجاهد قال : كان من نعمة الله عز و جل على علي بن ابي طالب و ما صنع الله له و أراده به من الخير أن قريشا ً أصابتهم أزمة شديدة و كا أبو طالب ذا عيال كثير .
فقال رسول الله للعباس : يا عماه إن أخاك أبا طالب كثير العيال و قد ترى ما أصاب الناس من هذه الأزمة فانطلق بنا فلنخفف عنه من عياله آخذ من بيته واحدا ً و تأخذ واحدا ً .
فانطلقا ...... فأخذ رسول الله عليا ً له و أخذ العباس جعفرا ً فضمه إليه فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله نبيا ً فاتبعه علي و آمن به و صدقه ...
3 - علي أول من آمن و أسلم :
يقول الإمام الثعلبي في تفسيره للآية الكريمة : { و السابقون الأولون ..... } عن إبن عباس و جابر بن عبد الله و زيد بن أرقم و ربيعة المرائي قالوا : أول من آمن هو علي بن أبي طالب و هذا الموضوع صرح به كبار علماء أهل السنة منهم : البخاري , مسلم , الإمام أحمد في مسنده , إبن عبد البر في الإستيعاب 3\32 , النسائي في الخصائص , سبط إبن الجوزي في التذكرة 63 , القندوزي في الينابيع باب 12 , الحمويني في فرائد السمطين , الهمداني في مودة القربى , الترمذي في الجامع 2\ 214 , ابن حجر في الصواعق , بن طلحة في مطالب السؤول الفصل الأول ذكروا أن النبي بعث يوم الإثنين و آمن به عليا ً يوم الثلاثاء .
نقل الطبري في تاريخه 2\241 , الترمذي في الجامع 2 ص 215 , الإمام أحمد في مسنده 4\368 , ابن الأثير في تاريخه الكامل 2\22 , الحاكم في المستدرك 4 \ 336 , الكنجي في كفاية الطالب الباب 25 عن إبن عباس : أول من صلى علي بن أبي طالب .
روى الحسكاني في كتابه (( شواهد التنزيل )) في ذيل الآية { و السابقون الأولون } بسنده عن عبد الرحمن بن عوف أن عشرة من قريش آمنوا و كان أولهم علي بن أبي طالب .
روى الإمام أحمد في مسنده , الخوارزمي في الناقب , القندوزي في الباب 12 من الينابيع , باسنادهم عن أنس بن مالك أن النبي قال : صلت الملائكة علي و على علي سبع سنين و ذلك أنه لم ترفع شهادة لا إله إلا الله إلى السماء إلا مني و من علي .
روى إبن حجر الهيتمي : عليا ً أول من آمن كما ورد في الفصل 2 من كتاب (( الصواعق المحرقة )) .
نقل القندوزي رواية من كتاب المناقب باسناده إلى أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله عن رسول الله قال : (( إن الله اصطفاني و اختارني و جعلني رسولا ً و أنزل علي سيد الكتب فقلت : إلهي و سيدي إنك أرسلت موسى إلى فرعون فأسألك أن تجعل معه أخاه فرعون وزيرا ً تشد به عضده فاجعل لي عليا ً وزيرا ً و أخا ً و اجعل الشجاعة في قلبه و ألبسه الهيبة على عدوه و هو أول من آمن بي و صدقني و أول من وحد الله معي . و إني أسألك ذلك ربي عز و جل فأعطانيه فهو سيد الأوصياء اللحوق به سعادة و الموت في طاعته شهادة و اسمه في التوراة مقرون إلى إسمي و زوجته الصديقة الكبرى إبنتي و ابناه سيدا شباب أهل الجنة إبناي و هو و هما و الأئمة من بعدهم حجج الله على خلقه , و هم أبواب العلم في أمتي من تبعهم نجا من النار و من إقتدى بهم هدى إلى الصراط المستقيم لم يهب الله محبتهم لعبد إلا أدخله الجنة )) .

لكن هنا يستشكل أهل السنة و يقولون أنه بالرغم أن علي سبق كل الصحابة إلى الإيمان و الإسلام إلا أن إيمانه ليس فضيلة تميزه عنهم بل إيمانهم هم الفضيلة التي تميزهم عنه لأن علي آمن و هو صبي لم يبلغ الحلم و أولئك آمنوا و هم شيوخ في كمال العقل و الإدراك و يقولون أن إيمان علي كان تقليديا ً بينما إيمانهم تحقيقي و هو الأفضل .
لكن نقول هل إن علي آمن من عند نفسه أم بدعوة من رسول الله طبعا ً بدعوة رسول الله فهل إن النبي حين دعا عليا ً إلى الإيمان كان يعلم أن لا تكليف على الصبي الذي يبلغ الحلم أم لا .
إن قلتم لا فقد نسبتم الجهل إلى رسول الله و ذلك لا يجوز لأنه مدينة العلم الكبيرة . و إذا قلتم أنه يعلم و مع ذلك دعل عليا ً و هو صبي إلى الإيمان بالله و رسوله فيلزم ذلك من قولكم أن النبي قام بغمل لغو و عبث و هذا حرام لأن النبي مؤيد بجبرائيل و مسدد بالعناية الإلهية : { و ما ينطق هن الهوى ... } .
و من الثابت أن النبي دعا عليا ً إلى الإيمان بالله و رسوله و هو سيد العقلاء و الحكماء و لا يصدر منه اللغو فلا بد أنه رأى عليا ً أهلا ً و كفوا ً حتى دعاه للإيمان صبيا ً .
و صغر السن لا ينافي الكمال العقلي و بلوغ الحلم وحده لا يكون سبب التطكليف فإن هناك من بلغ الحلم و لم يكلف كلمجنون و بالعكس نجد من لم يبلغ الحلم لكن الله كلفه بأعظم تكليف .
فالله سبحانه و تعالى يقول في شأن سيدنا يحيى : { و ءاتيناه الحكم صبيا ً }
و هذا النبي عيسى سلام الله عليه يقول : { إني عبد الله ءاتاني الكتاب و جعلني نبيا ً } قال هذه الجملة و هو في المهد و هذا التكليف العظيم لهما دليل على عظمة شأنهما و كمالهما رغم صغر سنهما . و إيمان علي بدعوة رسول الله إنما هو تكليف من هذا القبيل و هو دليل على فضله و كماله . و قد أشار الشاعر الحميري لهذه القضية بقوله :
وصي محمـد و أبـو بنـيـه و وارثه و فارسه الوقيا
و قد أوتي الهدى و الحكم طفلا ً كيحي يوم أوتيه صـبيا ً
و إذا افترضنا أن إيمانه في الصغر لا يعد فضيلة فلماذا كان النبي ينوه به .
روى سليمان الحنفي في ينابيع المودة باب 56 عن الطبري في كتابه ذخائر العقبى بسنده عن عمر بن الطاب : كنت أنا و أبو بكر و أبو عبيدة و جماعة عند رسول الله إذ ضرب منكب علي فقال : يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا ً و أولهم إسلاما ً و أنت مني بمنزلة هارون من موسى .
روى الإمام أحمد بسنده عن إبن عباس قال : كنت أنا و أبو بكر و أبو عبيدة و جماعة من الصحابة عند النبي اذ ضرب منكب علي و قال : أنت أول المسلمين إسلاماً و أنت أول المؤمنين إيمانا ً و أنت مني بمنزلة هارون من موسى كذب يا علي من زعم أنه يحبني و يبغضك .
روى الإمام النسائي في الخصائص, الخوارزمي في المناقب , ابن عساكر في تاريخه , الهندي في كنز العمال 6\395 : عن غبن عباس : قال : قال عمر بن الخطاب : كفوا عن ذكر علي فإني سمعت رسول الله يقول في علي ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس , كنت انا و أبو بكر و أبو عبيدة و جمع من الصحابة عند النبي حتى ضرب على منكب علي و قال : أنت يا علي أول المؤمنين إيمانا ً و أولهم إسلاما ً ...... .
و لعل إيمان علي يتميز عن غيره أن إيمانه كان عن فطرة غير مسبوق بكفر أو شرك فهو لم يكفر بالله طرفة عين بينما باقي الصحابة بدأوا بالشرك والكفر ثم آمنوا فكان إيمانهم مسبوقا ً بالكفر و الشرك أما إيمان علي كان عن فطرة و هو فضيلة عظيمة و ميزة كريمة إمتاز به عن غيره .
روى الحافظ ابو نعيم في كتابه (( ما أنزل من القرآن في علي )) , الهمداني في كتابه (( مودة القربى )) نقلا ًعن ابن عباس : و الله ما من عبد آمن بالله إلا قد عبد صنم إلا علي بن أبي طالب فإنه آمن بالله من غير أن يعبد صنما ً .
روى الكنجي في (( كفاية الطالب )) الباب 24 باسناده عن النبي أنه قال : (( سباق الأمم ثلاثة لم يشركوا بالله طرفة عين : علي بن أبي طالب , صاحب ياسين , و مؤمن آل فرعون فهم الصديقون : حبيب النجار صاحب ياسين , حزقيل مؤمن آل فرعون , علي بن أبي طالب و هو أفضلهم .
يقول الإمام علي في نهج البلاغة : (( فإني ولدت على الفطرة و سبقت إلى الإيمان و الهجرة )) .
روى الإمام أحمد في مسنده , الحنفي في ينابيع المودة عن ابن عباس انه قال لرفعة بن خارجة : إن علي لم يعبد صنما ً و لم يشرب خمرا ً و كان أول الناس إسلاما ً .
روى ابن المغازلي في المناقب , الإمام أحمد في مسنده , الخوارزمي في المناقب , الحنفي في ينابيع المدة عن رسول الله : لو وزن إيمان علي و إيمان أمتي لرجح إيمان علي على إيمان أمتي إلى يوم القيامة .
روى الثعلبي في تفسيره , الخوارزمي في المناقب , الهمداني في المودة السابعة من مودة القربى , عن عمر بن الخطاب قال : أشهد أني سمعت رسول الله يقول : لو أن السموات السبع و الأرصين السبع وضعن في كفة ميزان و وضع إيمان علي في كفة كيزان لرجح إيمان علي .

4 – علي أفضل الأمة :
روى الهمداني الفقيه الشافعي في مودة القربى الفصل السابع عن ابن عباس : أن رسول الله قال: (( أفضل رجال العالمين في زماني هذا علي بن أبي طالب )) .
روى العلامة الكنجي في كفاية الطالب الباب 62 ص 119 بسنده عن عطاء قال : سألت عائشة عن علي : فقالت :ذلك خير البشر لا يشك فيه إلا كافر .
و قد صرح الشيخ الإسكافي بأفضلية علي على باقي الصحابة .
روى الهمداني في المودة السابعة عن أحمد بن محمد الكرزي أنه قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن التفضيل .
فقال : أبو بكر و عمر و عثمان ثم سكت .
قال : يا أبة أين علي بن أبي طالب .
قال : هو من أهل البيت لا يقاس به هؤلاء .
روى محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ص 17 تحت عنوان (( إنهم لا يقاس بهم أحد )) عن أنس بن مالك قال رسول الله : (( نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحدا ً )) .
و هناك حديث شريف رواه كبار علماء أهل السنة و الشيعة الذي قاله رسول الله في حق علي في غزوة خيبر : (( ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين )) .
إن كان عمل واحد من علي هو أفضل من عبادة الجن و الإنس فكيف بكل أعماله من الجهاد و الصلاة و الصوم و الصدقة و الحج و رعاية الأيتام و غيرها ...

5 – علي نفس رول الله :
{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِفَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْوَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَىالْكَاذِبِينَ }
أجمع كل المفسرون و المحدثون أن رسول الله إمتثل لأمر الله تعالى في الآية الكريمة فأخذ معه الحسن و الحسين تطبيقا ً لأبنائنا , قاطمة تطبيقا ً لكلمة نسائنا , علي تطبيقا ً لكلمة أنفسنا .
فهل نفس محمد ليس أفضل من باقي الصحابة و محمد سيد الأولين و الآخرين .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده أن رسول الله قال : (( لتنتهين يا بني وليعة أو لأبعثن رجلا ً كنفسي يمضي فيكم بأمري ... فالتفت إلى علي فأخذ بيده و قال : هو خذا هو هذا .
ورد في المناقب عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله يقول في علي خصالا ً لو كانت واحدة منها في رجل اكتفى بها فضلا ً و شرفا ً قوله : من كنت مولاه ..... و قوله : علي مني كنفسي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي ... .

6 – فضيلة مبيت علي في فراش النبي :
إذا كانت آية الغار تعد فضيلة لأبي بكر لكنها فضيلة غير مستقلة إنما حصلها تبعا ً لرسول الله بينما علي حينما بات في فراش النبي نزلت في شأنه آية مباركة : { و من الناس من يشري .... } .
روى الثعلبي في تفسيره , ابن عقبة في ملحمته , ابو السعادات في فضائل العترة الطاهرة , الغزالي في احياء الغلمو بسنده عم ابن عباس , ابي رافع , هند بن ابي هالة : قالوا : قال رسول الله : (( أوحى الله إلى جبرائيل و ميكائيل إني قد آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه عمره فكلاهما كرها الموت , فأوحى الله إليهما :أنيقد آخيت بين محمد و علي فآثر علي حياته للنبي فرقد على فراش النبي يقيه بمهجته . إهبطا إلى الأرض و احفظاه من عدوه , فهبطا فجلس جبرئيل عند رأسه و ميكائيل عند رجليه و جعل جبرئيل يقول : بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب و الله يباهي بك الملائكة .
و نفس الرواية أخرجها لكن بلفظ مختلف كل من : ابن سبغ في شفاء الصدور , الطبراني في الجامع الأوسط و الكبير, ابن الأثير في اسد الغابة 4\25 , ابن صباغ المالكي في الفصول المهمة 33 , النيسابوري , الرازي , السيوطي , ابو نعيم , الخوارزمي , الحمويني في فرائد السمطين , الكنجي في كفاية الطالب , مسند أحمد , محمد بن جرير الطبري ,ابن هشام في السيرة النبوية , الإمام الغزالي في احياء العلوم 3 \ 223 , سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص 21
و قال الشيخ الإسكافي : (( ‘ن فضيلة علي تلك الليلة لا نعلم أحدا ً من البشر نال مثلها )) .

7 – علي أفقه و أعلم الأمة :
يقر كل علماء و محدثي أهل السنة بأن علي حل جميع المعضلات الدينية و العلمية التي واجهته و هو الوحيد بعد رسول الله الذي استطاع أن يرد كل شبهات اليهود و النصارى و قد اعترف الخلفاء الثلاث الذين سبقوا الإمام بتفوقه العلمي و الفقهي :
ذكر جمع من محدثي اهل السنة عن أبي بكر أنه قال : أقيلوني أقيلوني . فلست بخيركم و علي فيكم .
أما الخليفة الثاني عمر بن الخطاب فقد قال أكثر من سبعين مرة : لولا علي لهلك عمر , لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن .
و ذلك لما كان يرى من علي في حل المعضلات و الحكم في القضايا العالقة .
و قد ذكر قول عمر هذا أكثر من ثلاثين مصدرا ً :
ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب 337 , و في الإصابة 2\509 , ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث , ابن حجر المكي الهيتمي في الصواعق 78 , احمد أفندي في هداية المرتاب 146 152 , ابن الأثير في أسد الغابة 4\22 , السيوطي في تاريخ الخلفاء 66 , ابن عبد البر في الإستيعاب 2\474 , الشبلنجي في نور الأبصار 73 , العجيلي في ذخيرة الآمال , الصبان في الفصول المهمة 18 , السمخودي في جواهر العقدين , ابن ابي الحديد في النهج 1\18 , القوشجي في شرح التجريد 407 , الخوارزمي في الناقب 48 60 , بن طلحة القرشي في مطالب السؤول 82 فصل 6 , الإمام أحمد في مسنده و الفضائل , ابن الجوزي في التذكرة 85 87 , الثعلبي في تفسيره كشف البيان , ابن القيم في الطرق الحكيمة 41 53 , الكنجي في كفاية الطالب الباب 57 , ابن ماجة في سننه , الحمويني في فرائد السمطين , الترمذي في شرح الفتح المبين , الديلمي في فردوس الأخبار , القندوزي في ينابيع المودة الباب 14 , ابو نعيم في خلية الأوفياء , الفضل بن روزبهان في ابطال الباطل .
و لعل أفقه الناس و أعلمهم بعد رسول الله هو علي بن ابي طالب من حديث

رسول الله : (( أنا مدينة العلم و علي بابها و من أراد العلم فليأت الباب )) .
و قد ذكر هذا الحديث ما يفوق الخمسين مصدرا ً منهم :
الطبري في تهذيب الآثار , النيسابوري في المستدرك ج 3\ 126 128 , الترمذي في صحيحه , السيوطي في الجامع الصغير ج 1\374 , الطبراني في الكبير و الأوسط , السمرقندي في بحر الأسانيد , ابن عبد البر في الإستيعاب ج 2\461 , ابن المغازلي في كتابه المناقب , الديلمي في فردوس الأخبار , الخوارزمي في المناقب ص 49 و في مقتل الحسين ج 1\43 , ابن عساكر في تاريخه الكبير , ابو الحجاج الأندلسي في الف باء ج 1\222 , ابن الأثير في أسد الغابة ج 4\ 22 , الطبري في الرياض النضرة 1\129 , الذهبي في تذكرة الحفاظ 4\28 , الزركشي في فيض القدير 3\47 , الهيثمي في مجمع الزوائد 9\114 , الدميري في حياة الحيوان 1\55 , الجزري في أسنى المطالب 14 , ابن حجر في تهذيب التهذيب 7\337 , بدر الدين العيني في كمدة القاري 7\631 , الهندي في كنز العمال 6\156 , العزيزي في السراج المنير 2\63 , بن يوسف الشامي في سبل الهدى و الرشاد في أسماء خير العباد , الفيروز آبادي في نقد الصحيح , الإمام أحمد في مسنده و المناقب , بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول , الحمويني في فرائد السمطين , شهاب الدين في هداية السعداء , السمهودي في جواهر العقدين , الفضل بن روزبهان في ابطال الباطل , بن صباغ في الفصول المهمة , ابن حجر المكي في الصواعق المحرقة , جمال الدين الشيرازي في الأربعين , الهروي في شرح المشكاة , الشوكاني في الفوائد المجموعة , الآلوسي في تفسير روح المعاني , الغزالي في احياء العلوم , الهمداني في مودة القربى , العاصمي في زين الفتى , السخاوي في المقاصد الحسنة , القندوزي في الينابيع باب 14 , سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة , الكنجي في كفاية الطالب الباب 58 .

روى أبو نعيم في الحلية ج 1\65 , الكنجي في كفاية الطالب باب 74 , القندوزي في ينابيع المودة الباب 14 : (( إن القرآن نزل على سبعة أحرف ما منها إلا حرف إلا له ظهر و بطن و إن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر و الباطن )) .
روى القندوزي في ينابيع المودة باب 14 عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت علي يقول : إن رسول الله علمني ألف باب و كل باب منها يفتح ألف باب حنى علمت ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة و علمت علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب .
روى القندوزي في الباب 14 عن ابن المغازلي بسنده عن ابي الصباح عن ابن عباس قال : قال رسول الله : (( لما صرت بين يدي ربي كلمني و ناجاني فما علمت شيئا ً إلا علمته عليا ً فهو باب علمي )) .
و لم يقل بعد النبي سوى علي سلوني قبل أن تفقدوني .

8 – فضائله لا تحصى :
روى الإمام أحمد في مسنده , ابن أبي الحديد في شرح النهج , الرازي في تفسيره الكبير , الخوارزمي في المناقب , القندوزي في ينابيع المودة , الكنجيفي كفاية الطالب باب 62 , الهمداني في كتابه مودة القربى باسنادهم عن عمر بن الخطاب و عبد الله بن عباس أن النبي قال : (( لو أن البحر مداد و الرياض أقلام و الأنس كتاب و الجن حساب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب )) .
أخرج أبو نعيم الحافظ في كتابه (( حلية الأوفياء )) أن رسول الله يقول : أخصمك يا علي بالنبوة . فلا نبوة بعدي و تخصم الناس بسبع لا يجاحد فيها أحد من قريش : أنت أولهم إيمانا ً بالله و أوفاهم بعهد الله و أقومهم بأمر الله و أقسم بالسوية , أعدلهم في الرعية و أبصرهم بالقضية و أعظمهم عند الله مزية.

9 – علي خير البشر و من أبى قد كفر :
روى ابن عساكر في تاريخه , الخطيب البغدادب عن زر عن عبد الله عن علي عن رسول الله : (( من لم يقل علي خير الناس فقد كفر )) .
روى الحافظ الدمشقي عن جابر قال : قال رسول الله : (( علي خير البشر و من أبى قد كفر )) .

10 – إمتيازات علي بن أبي طالب :
لا شك أن علي كان شخصية مميزة و فريدة من نوادر التاريخ و أعظم نوابغ البشرية .
روى الإمام أحمد في مسنده , الخوارزمي في المناقب , الهمداني في مودة القربى , البيهقي في السنن عن النبي أنه قال : (( علي أعلمكم و أفضلكم و أقضاكم و الراد عليه كالراد علي و الراد علي كالراد على الله و هو على حد الشرك بالله )) .
و لعل أصول الفضل و الكمال بعد الإيمان بالله و رسوله هي النسب الطاهر و المولد و المنبت و العلم و التقوى .
فأما النسب و المولد فلا يشك أحد في علي بأنه الأفضل لأنه يساوي في ذلك رسول الله .

11 – علي و النبي من نور واحد :
روى الإمام أحمد في مسنده , بن طلحة في مطالب السؤول , ابن المعازلي في المناقب عن رسول الله : (( كنت أنا و علي نورا ً بين يدي الله من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل في نور واحد حتى افترقا في صلب عبد المطلب ففي النبوة و في علي الخلافة )) .
فتح الهمداني بابا في كتابه مودة القربى \ الودة 8 : بعنوان : في أن رسول الله و علي من نور واحد و أعطي علي من الخصال ما لم يعط أحد من العالمين )) .
روى القندوزي في كتابه ينابيع المودة الباب الأول , ابن المغازلي في المناقب , الدليمي في الفردوس , الحمويني في السمطين , الخوارزمي في المناقب , سبط ابن الجوزي في التذكرة \ 50 , ابن الصباغ في الفصول المهمة , الكنجي في كفاية الطالب باب 87 , الطبراني في المعجم في أن عليا ً خلق من نور النبي .

12 – علي وليد الكعبة :
الفضيلة التي امتاز بها علي هي مولده في وسط بيت الله الحرام في الكعبة و ذلك بارادة الله سبحانه و تعالى اذ انشق ركن البيت لما استجارت فاطمة بنت أسد بالله تعالى فدخلت الكعبة و عاد الركن و إلتأم و بقيت فاطمة داخل الكعبة ثلاث أيام فصار الناس يحدثون عن هذا الحدث الخارق و في اليوم الثالث ازدحم الناس أمام الكعبة إذا بالركن إنشق ثانية و خرجت فاطمة و على يديها الإمام علي .
قال الحاكم في المستدرك , ابن الصباغ , الكنجي : (( و لم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه و هي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالا ً له و إعلاء ً لمرتبته و إظهارا ً لتكريمه )) .
13 – إسم علي مقرون بإسم محمد :
روى الطبراني في تفسيره , ابن عساكر في تاريخه , الكنجي في كفاية الطالب باب 62 , الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء , القندوزي في الينابيع باب 56 , الطبري في ذخائر العقبى باسنادهم إلى أبي هريرة عن رسول الله : (( مكتوب على ساق العرش لا اله الا الله وحده لا شريك له محمد عبدي و رسولي أيدته بعلي بن أبي طالب )) .
روى السيوطي في الخصائص الكبرى 1\10 نقلا ً عن ابن عساكر عن انس بن مالك عن النبي : (( ليلة أسري بي إلى السماء رأيت مكتوبا ً على ساق العرش : لا اله الا الله محمد رسول الله أيدته بعلي )) .
روى القندوزي في المناقب السبعون عن جابر بن عبد الله : قال رسول الله : (( مكتوب على باب الجنة قبل أن يخلق الله السموات و الأرض بألفي عام محمد رسول الله و علي أخوه )) .
أخرج العلامة الهمداني في مودته القربى عن علي قال له النبي : (( إني رأيت إسمك مقرونا ً باسمي في أربعة مواطن )) .
1 – لما بلغت البيت المقدس في معراجي السماء وجدت على صخرة بها لا اله الا الله محمد رسول الله أيدته بعلي وزيره .
2 – لما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت عليها إني أنا الله لا اله إلا أنا وحدي محمد صفوتي من خلقي أيدته بعلي وزيره و نصرته به .
3 – لما انتهيت إلى عرش رب العالمين فوجدته مكتوبا ً على قوائمه إني أنا الله لا اله إلا أنا محمد حبيبي من خلقي أيدته بعلي وزيره و نصرته به .
4 – لما وصلت الجنة وجدت مكتوبا ً على باب الجنة لا اله الا الله محمد حبيبي من خلقي أيدته بعلي وزيره و نصرته به .
روى الثعلبي في تفسيره كشف البيان , الطبري في تفسيره : { هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين } عن أبي هريرة عن ابن عباس : إنما نزلت في علي و روى عن رسول الله : (( رأيت مكتوبا ً على العرش : لا اله الا الله وحده لا شريك له محمد عبدي و رسولي أيدته و نصرته بعلي بن ابي طالب )) .
روى ابن المغازلي في كتابه المناقب حديث 89 بسنده عن ابن عباس قال :سئل النبي عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه فقال رسول الله : (( سأله بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت علي فتاب عليه )) .

روى الهمداني في كتابه مودة القربى \ المودة 8 , الحافظ القندوزي في ينابيع المودة الباب 56 عن العباس قال : لما ولدت أسد عليا ً سمته باسم أبيها أسد و لم يرض أبو طالب بهذا الإسم فقال : هلم حتى نعلو جبل أبا قيس ليلا ً و ندعو خالق الخضراء لعله ينبئنا في اسمه فلما أمسيا خرجا و صعدا أبا قيس و دعيا الله تعالى فاذا خشخشة من السماء فرفع أبو طالب طرفه فاذا بلوح مثل زبرجد أخضر فيه أربعة أسطر فأخذه بكلتي يديه و ضمه إلى صدره ضما ً شديدا ً و مكتوبا ً فيه :
خصصتما بالولد الزكي و الطاهر المنتخب الرضي
و اسمه من قاهر علي علي اشتق من العلي .

14 – زهد علي و تقواه :
أجمع كل المحدثين و العلماء سنة و شيعة بأن علي كان أزهد الناس بعد رسول الله و أورعهم و أتقاهم .
روى ابن الجوزي في تذكرة الخواص الباب 5 بسنده عن محمد بن قيس عن ابي شهاب قال : كان عمر بن عبد العزيز يقول : ما علمنا أحدا ً من هذه الأمة بعد رسول الله أزهد من علي بن أبي طالب ما وضع لبنة على لبنة و لا قصبة على قصبة .
وصف ابن أبي الحديد زهد علي فقال : أما زهده فهو سيد الزهاد و بدل الأبدال و اليه تشد الرحال ما شبع من طعام قط .
نقل ابو نعيم في حلية الأولياء 1\84 , الشبراوي في الإتحاف بحب الأشراف 8 , بن طلحة في مطالب السؤول فصل 7 , بن الصباغ في الفصول المهمة 128 , القندوزي في الينابيع باب 51 , سبط ابن الجوزي في التذكرة الباب 5 عن ضرار بن ضمرة أنه قال في مجلس معاوية : (( أشهد بالله لقد رأيت علي بن ابي طالب في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله و غارت نجومه قابضا ً على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و يقول : يا دنيا غري غيري أبي تعرضت أم إلي تشوقت ؟ هيهات هيهات طلقتك ثلاثا ً لا رجعة فيها فعمرك قصير و خطرك كبير و عيشك حقير آه من قلة الزاد و بعد السفر ووحشة الطريق .
روى الكنجي في كفاية الطالب باب 46 بسنده عن عمار بن ياسر : سمعت رسول الله يقول لعلي : (( إن الله قد زينك بزينة لم يتزين العباد بزينة أحب إلى الله منها الزهد في الدنيا و جعلك لا تنال من الدنيا شيء و لا تنال منك شيء ))


15 – علي إمام المتقين :
قال بن طلحة في مطالب السؤول الفصل 4 أن النبي قال لعلي : (( مرحبا ً بسيد المسلمين و إمام المتقين )) .
روى الحاكم في المستدرك 3\138 , مسلم في صحيحه , البخاري عن النبي : (( أوحي إلي في علي أنه سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين ))
روى الكنجي في كفاية الطالب باب 45 عن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال رسول الله : (( لما أسري بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ فراشه من ذهب فأوحى إلي و أمرني في علي ثلاث خصال : سيد المسلمين امام المتقين و قائد الغر المحجلين )) .
روى الإمام أحمد في مسنده أن ريول الله خاطب عليا ً قائلا ً : (( يا علي النظر إلى وجهك عبادة إنك أمام المتقين و سيد المؤمنين من أحبك فقد أحبني و منأحبن فقد أحب الله و من أغضك فقد أبغضني و من أبغضني أبغض الله )) .

16 – لزوم طاعة علي :
روى الحافظ القندوزي في ينابيع المودة باب 37 , أبو نعيم الحافظ , المصلبي , الحاكم في المستدرك , الحمويني , الخوارزمي , ابن المغازلي قالوا : لما نزلت الآية المباركة { وقفوهم إنهم مسئولون } قال النبي : (( إنهم مسؤولون عن ولاية علي بن أبي طالب )) .
روى الإمام أحمد في مسنده , الطبري في ذخائر العقبى , الخوارزمي في المناقب , القندوزي في الينابيع , الكنجي في كفاية الطالب عن النبي : (( يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ً قالوا بلى : فقال الرسول : هذا علي فأحبوه و أكرموه و اتبعوه إنه مع القرآن و القرآن معه إنه يهدي إلى الهدى و لا يدلكم على الردى فإن جبرئيل أخبرني بالذي قلته )) .

و السلام عليكم إخوتي الكرام و رحمة الله و بركاته , دمتم بأمان الله و رعايته .