[تشرين ربيعة]

تظاهرات "المستقبل": قطع طرق وحرق سيارة "الجزيرة" ومكتب الصفدي

جريدة الخليج الإماراتية

تظاهر محتجون لبنانيون من مناصري تيار المستقبل أمس، رفضاً لتكليف نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة، وتأييداً لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وقطعوا الطرقات في أكثر من منطقة لاسيما الطرق الدولية، وتواجهوا مع الجيش الذي أفادت مصادره أن المواجهات أسفرت عن 25 جريحاً، والقبض على مسلحين من “المستقبل” في بيروت وبقية المناطق .

وقطع المتظاهرون طريق العبدة العبودية الدولية في الشمال عند مفترق بلدة بلانة الحيصة، وعطلوا حركة العبور بين لبنان وسوريا . كما قطع المتظاهرون طريق العبدة حلبا، وفي بلدة برج العرب وعند مفترق بلدة دير دلوم أقدم المتظاهرون على إشعال الإطارات وقطع عدد من الطرقات الرئيسة والفرعية في مناطق عكارية . وأقفلت معظم المدارس والمؤسسات .



ونفذ أنصار الحريري اعتصاماً في ساحة النور في طرابلس، بدعوة من القوى الطرابلسية، في حضور النواب ناظم الخير، وسمير الجسر، ومحمد كبارة، ومنسق “تيار المستقبل” في الشمال مصطفى علوش، ورفع المعتصمون أعلاما لبنانية وأعلام “تيار المستقبل” وصور الحريري، ورددوا هتافات لعودته إلى رئاسة الحكومة، وسحب ترشيح ميقاتي .



وانفلت الغضب في ساحة عبد الحميد كرامي- النور في طرابلس من عقاله وانتهى إلى هرج ومرج بعدما عمد المتظاهرون إلى إحراق سيارة البث المباشر الخاصة بقناة “الجزيرة”، ومحاصرة بعض الصحافيين في مبنى “جمال تراست بنك”، الذي يقع فيه مكتب للوزير محمد الصفدي، وقام الجيش بعد معاناة بإخراج الصحافيين سالمين . كما تم إحراق مكتب الصفدي، وأفيد عن إطلاق نار في الهواء ووقوع بعض الجرحى . وسير الجيش دوريات في العديد من الشوارع المحيطة بشارع عبد الحميد كرامي حفاظاً على سلامة المواطنين وممتلكاتهم، وأعلن إصابة أحد المحتجين بجروح جراء إطلاق النار . وفي بيروت، أقفل المتظاهرون اوتوستراد المدينة الرياضية بالإطارات المشتعلة، في ظل انتشار كثيف للجيش .



في صيدا، قطع المحتجون عدداً من الطرق الرئيسة، وعمل الجيش على إعادة فتحها، بعد اتصالات أجرتها النائب بهية الحريري بمسؤولين سياسيين وأمنيين . وفي إقليم الخروب، عمد مناصرون لتيار “المستقبل”، إلى قطع طريق برجا الاوتوستراد الساحلي عند بلدة الجية بالإطارات المشتعلة . وعمل الجيش على التهدئة وفتح الطريق .

وانطلقت مسيرة في بلدة شبعا وجابت شوارع البلدة مرددة هتافات مؤيدة للحريري . وفي البقاع قطع أهالي مجدل عنجر الطريق الدولية وحصل تبادل لإطلاق النار مع الجيش . كما قطع عدد من المحتجين الطريق عند مفترق قب الياس بالإطارات المشتعلة، فيما سير الجيش دوريات .

ورداً على الاحتجاجات، توجّه الحريري إلى اللبنانيين “بنداء المحبة والوفاء والعقل”، وقال “عندما قررتم الدعوة إلى يوم الغضب، في مدينة طرابلس الحبيبة، وسائر المناطق اللبنانية، كان دافعكم إلى ذلك، التعبير عن موقف اعتراضي، يشكّل جزءاً من المسار الديمقراطي، الذي نؤمن أنه المسار السليم الذي لا يجوز التخلّي عنه مهما بلغت حدّة الانفعالات” . وأضاف الحريري “إنني إذ أعبّر عن شكري وامتناني، لكلّ مواطن حرّ التزم هذا المسار، وقرّر المشاركة في رفع الصوت، مندداً بمحاولات الهيمنة على قرارنا الوطني، وعلى قرار مدينة طرابلس تحديداً، أرى من واجبي في الوقت ذاته، إعلان رفضي الكامل، لكلّ مظاهر الشغب والخروج على القانون، التي رافقت التحركات الشعبية، وشوّهت مع الأسف الشديد، الأهداف الوطنية النبيلة لهذه التحركات” .

وتابع “إنني، إذ أعبّر عن أسفي الشديد، للهجوم الذي تعرّضت له السيارة التابعة لمحطة “الجزيرة”، ولأعمال الشغب والصدامات مع القوى العسكرية والأمنية، أناشد أهلي وجميع إخوتي وأخواتي في كل المناطق اللبنانية، التزام أعلى درجات الهدوء والحذر” .