|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50447
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 506
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
هل معاوية في النار لانه قتل عائشة بنت ابي بكر
بتاريخ : 31-12-2010 الساعة : 06:04 AM
توالت المصائب على عائشة من معاوية ، وكانت أول مصيبة قَتْلُهُ أخاها محمد بن أبي بكر رحمه الله الذي كان حاكم مصر من قبل علي عليه السلام . وكانت عائشة الى آخر حرب الجمل تبغض أخاها محمداً رحمه الله لتشيعه ، لكن علياً عليه السلام أجبرها على أن تحبه ! فبعد هزيمتها في الحرب أمره أن يأخذها الى أحسن بيت في البصرة ، ويتحمل سبها وشتمها وهمزها ولمزها ، ويخدمها ويوسع عليها ، ولا يمنعها إذا أرادت تجميع الفارين والجرحى من أصحابها !
ثم أمره أن يرافقها ويوصلها المدينة ، وكانت لها قصص طريفة مع محمد رحمه الله وقد استطاع أن يستوعب توترها ، ويهدئ من غلوائها ! فوجدت عائشة فيه أخاً وفياً خدوماً يتحمل منها ، رغم أنه يوالي عدوها ويتبرأ منها ومن خطها العقائدي والسياسي ! ولذلك جزعت عليه عندما جاءها خبر قتله وأخذت تدعو على معاوية وابن العاص ! قال الثقفي في الغارات:1/285: (فلما بلغ ذلك عائشة أم المؤمنين جزعت عليه جزعاً شديداًً وقنتت في دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج ! وقبضت عيال محمد أخيها وولده إليها ، فكان القاسم بن محمد بن أبي بكر في عيالها).
ثم وروى الثقفي عن أسماء بنت عميس أم محمد بن أبي بكر أن عائشة: (لما أتاها نعي محمد بن أبي بكر وما صُنع به ، كظمت حزنها ، وقامت إلى مسجدها ، حتى تشخبت دماً ) . انتهى. وفي رواية تشخب ثدياها دماً ، وقد يفسر ذلك إن صحت روايته بارتفاع ضغط الجسم من الحزن !
وقد زاد في ارتفاع ضغط عائشة أن ضُرَّتها رملة بنت أبي سفيان (أم حبيبة أم المؤمنين) اخترعت للتعبير عن فرحتها بقتل معاوية معاوية لأخ ضرتها محمد بن أبي بكر بأسلوب عامي أموي خشن ! ( لما قتل ووصل خبره إلى المدينة مع مولاه سالم ومعه قميصه ، ودخل به داره اجتمع رجال ونساء ! فأمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وآله بكبش فَشُوِيَ وبعثت به إلى عائشة وقالت: هكذا قد شُوِيَ أخوك ! فلم تأكل عائشة بعد ذلك شواء حتى ماتت) ! (الغارات:2/757، وحياة الحيوان للدميري:1/404) .(حلفت عائشة لاتأكل شواءً أبداً فما أكلت شواءا بعد مقتل محمد(سنة 38)حتى لحقت بالله(سنة57)وماعثرت قط إلا قالت: تعس معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج). (الغارات: 1/287 ، وأنساب الأشراف/403).
وفي سير الذهبي:2/186: (إن معاوية لما حج قدم فدخل على عائشة ، فلم يشهد كلامها إلا ذكوان مولى عائشة فقالت لمعاوية: أأمنت أن أخبئ لك رجلاً يقتلك بأخي محمد؟ ! قال: صدقت ! وفي رواية أخرى قال لها: ما كنت لتفعلي). (ونحوه في الطبري:4/205 ، والإستيعاب:1/238، وشرح الأخبار:2/171) . والصحيح أن معاوية لايخاف منها لأن معه جيشه من الشام ، ولأنه يرضيها والمال ! بل عليها هي أن تحذر منه !
قال أحمد في مسنده:4/92: (فقالت له: أما خفت أن أُقعد لك رجلاً فيقتلك؟ فقال: ما كنت لتفعليه وأنا في بيت أمان ، وقد سمعتِ النبي(ص)يقول:الإيمان قيد الفتك . كيف أنا في الذي بيني وبينك ، حوائجك؟ قالت: صالح . قال: فدعينا وإياهم حتى نلقى ربنا). (والطبراني في المعجم الكبير:19/319) . وقد روت المصادر عطاءات معاوية المليونية لعائشة ! لكنها كانت تعيش في جو المدينة وكله ضد معاوية وبني أمية ، وحولها أصحاب مشاريع للخلافة ، وهي نفسها صاحبة ثلاثة مشاريع: لأخيها عبد الرحمن ، ولابن أختها ابن الزبير ، ولابن عمها موسى بن طلحة الذي ادعى له آل تيم أنه المهدي الموعود ! (تاريخ دمشق:60/431) .
لذلك روت المصادر استنكارها لتسمية معاوية نفسه أمير المؤمنين وخليفة ، ثم معارضتها لأخذه البيعة لابنه يزيد ، ووقفت بقوة الى جانب أخيها عبد الرحمن !
ففي كامل ابن الأثير:3/351: (فقام مروان فيهم(في المسجد النبوي)وقال: إن أمير المؤمنين قد اختار لكم فلم يألُ ، وقد استخلف ابنه يزيد بعده . فقام عبد الرحمن بن أبي بكر فقال: كذبت والله يا مروان وكذب معاوية ! ما الخير أردتما لأمة محمد ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية ، كلما مات هرقل قام هرقل ! فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا.. الآية ، فسمعت عائشة مقالته فقامت من وراء الحجاب وقالت: يا مروان يا مروان ! فأنصت الناس وأقبل مروان بوجهه فقالت: أنت القائل لعبد الرحمن إنه نزل فيه القرآن ! كذبت والله ما هو ولكنه فلان بن فلان ، ولكنك أنت فضضٌ من لعنة نبي الله ) ! انتهى.
وبهذا فتحت عائشة الحرب على مصراعيها مع معاوية ، بعد سنوات المداراة ! وصدرت عنها فيه أقوال شديدة ، لم ينقل التاريخ إلا يسيراً منها !
قال البلاذري في أنساب الأشراف/1159: (عن الهيثم بن عدي قال: دخل الحسن بن علي عليه السلام على معاوية ، فلما أخذ مجلسه قال معاوية: عجباً لعائشة تزعم أني في غير ما أنا أهله ، وأن الذي أصبحت فيه ليس لي بحق ، ما لها ولهذا يغفر الله لها ، إنما كان ينازعني في هذا الأمر أبوك ، وقد استأثر الله به) .
وفي مصنف ابن أبي شيبة:7/250: (عن الأسود قال قلت لعائشة: إن رجلاً من الطلقاء يبايع له يعني معاوية ! قالت: يا بني لاتعجب هو ملك الله يؤتيه من يشاء) ! انتهى. ولم تقل خلافة ، بل روي أنها شبهته بفرعون فقالت: (لاتعجب فإن فرعون قد ملك بني إسرائيل أربعمائة سنة والملك لله يعطيه البر والفاجر).(شرح الأخبار:2/159).
ولم تفصح مصادر الخلافة كيف توفيت عائشة ، لكن المؤشرات ورواية الأعمش وغيرها ، تذكر أن معاوية قتلها بعد قتل أخيها عبد الرحمن !
فقد نقل في الصراط المستقيم:3/47، تعليق الأعمش على قول معاوية: (ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك ، ولكني قاتلتكم لأتأمَّر عليكم وعلى رقابكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون ! ألا وإني كنت منَّيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لاأفي بشئ منها له !
قال الأعمش رحمه الله هل رأيتم رجلاً أقل حياء منه؟ قتل سبعين ألفاً فيهم عمار ، وخزيمة ، وحجر ، وعمرو بن الحمق ، ومحمد بن أبي بكر ، والأشتر ، وأويس ، وابن صوحان ، وابن التيهان وعائشة ، وأبي حسان ، ثم يقول هذا؟ !). انتهى. فهذا تصريح من الأعمش بأن معاوية قتل عائشة !
وقال الحاكم:3/76، إنها قالت عند موتها: (الحمد لله الذي يحيي ويميت . إن في هذه لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر ! رقد في مقيل له قاله ، فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات ! فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صنع به شر ، أو عجل عليه فدفن وهو حي ! فرأت أنه عبرة لها ). (وشعب الإيمان:7/256، وتاريخ دمشق:35/38) . وهذا يعطي ضوءاً على ظروف سَمِّ عبد الرحمن وظروف موت عائشة !
قال البياضي العاملي في الصراط المستقيم:3/630، ونحوه في:3/45: (وقال صاحب المصالت: كان(معاوية) على المنبر يأخذ البيعة ليزيد(في المدينة) فقالت عائشة: هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة؟ قال: لا . قالت: فبمن تقتدي؟ فخجل ، وهيأ لها حفرة فوقعت فيها وماتت). انتهى. ومعنى خجل معاوية أنه أفحم !
على أن معاوية لايحتاج لأن يحفر لها حفرة ويغطيها لتسقط فيها ، إلا أن يكون ذلك مساعداً لمجموعته المتخصصة في السم ، بإدارة طبيب يهودي !
كما لا نستبعد نقمة مروان الذي اصطدم بها وبأخيها عبد الرحمن بشدة وهددته بقولها: (يا مروان أفينا تتأول القرآن وإلينا تسوق اللعن ! والله لأقومن يوم الجمعة بك مقاماً تود أني لم أقمه) ! (الأغاني:17/375). لكن عائشة ماتت قبل أن تقف وتخطب يوم الجمعة ، كما مات أبي بن كعب يوم الأربعاء قبل أن يقوم يوم الجمعة ويفضح أهل الصحيفة والعقدة !
وفي الطبقات:8/78: (أن عبد الله بن الزبير دفن عائشة ليلاً ، قال محمد بن عمر: توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين ودفنت من ليلتها بعد الوتر ، وهي يومئذ بنت ست وستين سنة...حمل معها جريدٌ ألقوا عليها الخرق وغمسوها في زيت ، وأشعلوا فيها ناراً فحملوها معها) . انتهى.
وإنما فعل ذلك ابن الزبير لأن والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، ابن أخ معاوية ،كان مسافراً (تاريخ خليفة بن خياط/170) فأسرع في دفنها قبل أن يرجع الوليد فيصلي عليها ، ويستفيد من جنازتها لمعاوية !
بل لعل معاوية نفسه كان في المدينة وكان ذلك اليوم خارجها ! فقد رووا أنه استنكر على ابن عمر بكاءه عليها ! كما في وفيات الأعيان:3/16، ونسخة نبيط/4: (ولما ماتت بكى عليها ابن عمر فبلغ ذلك معاوية فقال له: أتبكي على امرأة؟ فقال: إنما يبكي على أم المؤمنين بنوها ، وأما من ليس لها بابن فلا ) . انتهى. يقول له معاوية ، وما عائشة حتى تبكي عليها ؟ ! فيجيبه إنك يا معاوية من المنافقين ، ولست من المؤمنين لتبكي عليها ! ومهما يكن ، فالمتفق عليه عند الجميع أن عائشة ماتت وهي مغاضبة لمعاوية وليس لها إمام !
|
|
|
|
|