حكم علي بالاعدام
قالوا لي ان تهمتك انك غير متهم
و ذلك جريمة يعاقب عليها قانونهم
عذبوني , زجروني , اهانوني
شتموني , وبعنف وسط الوحل , قد حبسوني
لم اشتكي , لم اصرخ , لم استنجد
بل بقيت صامتا اترقب !
***************************
كانت الافكار منصبة مني في كيفية الموت
فالسر دائما يكمن في كيفية الموت
ذاكرتي تعود بي الى الطفولة المحرومة
كنت حالما , طموحا , اشق افكاري عبر الصخور
ولكني كنت لا اباليا , اعالج الامر بهدوء يؤدي الى البرود !!
هكذا كنت اعيش الصور المتناقضة
وهكذا كانت حياتي , جملة متناقضات
بكاء في القلب , ابتسامة في العين
تمسك بالدين , تخل عنه بلحظات ما
هكذا , اعيش الاختلاف الداخلي و انا بذلك راض
*************************************************
كنت اعاني من متاعب من افكار اخرى
هي الحاجة الماسة للتعبير عن العاطفة الكامنة
هكذا كنت , و هكذا اصبحت تسبب لي المتاعب
باب فتحته , وقبل ان اغلقه , حصل الاعتقال
وهكذا قدمت للمحاكمة , وحكمت بالاعدام !!
**************************************
ماذا تريد ؟ سالني احدهم
اجبت بصمت , اريد السكوت فقط !!
رجرني مرة اخرى مع ضربة في الخاصرة :
ماذا تريد ؟ لك طلب واحد فقط قبل التنفيذ
طافت بي كثير من الافكار المتضاربة ايضا
وكأنني احمل عدة اشخاص داخلي , يناقشوني
لا تفل .... قل !! , اطلب ..... لا تتكلم !!
اطلب سيجارا , اطلب عفوا , اطلب رحمة
اطلب موتا رحيما , خذ لك الامان
و يستمر الصراع الفكري داخلي
بين هؤلاء الاشخاص المتصارعون في فكري المزدحم
نظرت نظرة ملؤها الدمع و الكبرياء الى جلادي .... وقلت
اريد طعاما سماويا مقدسا , قبل الدخول للمذبح ....