[بنت الهدى/النجف]

((شط العراب))شهدت اربيل امس الثلاثاء، اجتماعا نادرا من نوعه بين القيادات الكردية ومعظم زعماء القائمة العراقية، التي اكد مصدر مطلع فيها استعداد كتلته "لتقديم عرض ممتاز" لمسعود بارزاني يتضمن التنازل عن منصب رئيس الجمهورية، في وقت ذكر نائب عن حركة التغيير ان الطاولة التي تضم الكتل الاربعة ستنعقد قريبا لهدف اساسي هو اختيار مرشحي الرئاسات الثلاث "بمشاركة كل الاطراف".ووسط تأكيدات متبادلة بين كتلة رئيس الوزراء نوري المالكي والتحالف الكردستاني على حدوث اتفاق شبه نهائي بينهما لدعم ولاية جديدة لزعيم دولة القانون، تستعد اربيل لاستقبال ممثلي الكتل الاربعة الفائزة لعقد طاولة واحدة يمكن ان تضم هؤلاء للمرة الاولى بعد الانتخابات.وادى دعم المبعوث الدولي لهذا المقترح بعد لقائه مرجعية النجف الاسبوع الماضي، الى دعم مبادرة بارزاني وزعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم لهذه الفكرة، لكن كتلة المالكي التي كانت تعارض الامر بشدة، خففت لهجتها مؤخرا بشرط ان يعتبر امر مرشحها لرئاسة الحكومة "محسوما".لكن محمد توفيق المتحدث باسم حركة تغيير وهي مكون اساسي في التحالف الكردستاني، قال لـ"العالم" ان المائدة المستديرة "غرضها الاساسي بحث الرئاسات الثلاث". وعما اذا كان المالكي مستعدا لمناقشة هذا الامر بعد ان حسم ترشيحه من قبل الكتلة الشيعية، قال توفيق "ان معلوماتنا تقول ان اي شيء لم يحسم بعد رغم ان كتلة المالكي متمسكة بترشيحه وسيبقى الموضوع قيد النقاش في طاولة اربيل" مشيرا الى انه لا يعلم بتوقيت محدد لعقدها، لكنه مرجح "في وقت قريب".من جهته قال مصدر مطلع في العراقية ان زعماء القائمة تواجدوا معا في اربيل امس الثلاثاء، حيث وصل اياد علاوي واسامة النجيفي ورافع العيساوي اضافة الى صالح المطلك، للقاء القيادات الكردية هناك.وذكر في تصريح لـ"العالم" ان كتلته ذهبت وهي "مستعدة حاليا للتنازل عن منصب رئاسة الجمهورية لصالح الاكراد، والثمن هو ان يدعم الاكراد تشكيلنا لجبهة واسعة تتولى اختيار رئيس الوزراء".وتابع "يمكن ان نكتفي بمنصب رئيس البرلمان، وسيكون ثقلنا السياسي عبر الوزارات السيادية والشراكة المتماسكة مع الاطراف الاخرى وخاصة الاكراد والمجلس الاعلى وحزب الفضيلة، الى جانب مشاركة ضرورية من جانب دولة القانون".وبدا المصدر واثقا من امكانية "تذويب الخلافات مع الكرد ضمن الحدود المتعارف عليها، للوصول الى تفاهم بشأن تداول السلطة واحداث تغيير سياسي في بغداد".لكن كتلة المالكي بدت واثقة من مرور مرشحها رغم سفر قيادات العراقية الى اربيل وحديث الطاولة التي ستضم الجميع. ودعا التحالف الوطني، عقب اجتماع ضم عددا من أبرز قادته، الكتل السياسية لتقديم مرشحيها لرئاستي الجمهورية والبرلمان، ورحب بقرار المحكمة الاتحادية القاضي باستئناف جلسات مجلس النواب.وتلى حسن السنيد، في مؤتمر صحفي، بيانا للتحالف، دعا فيه “الكتل السياسية الى تقديم مرشحيها لرئاسة الجمهورية والبرلمان”، ورحب بـ”قرار المحكمة الاتحادية بشأن انهاء الجلسة المفتوحة للبرلمان”.وفي سياق متصل ذكر مصدر مطلع في الائتلاف الوطني طلب عدم كشف هويته ان الاكراد "ظلوا حتى الآن في موقف قريب من التحالف الوطني، غير ان بعض الامور تؤخر ظهور موقف حاسم كردي بسبب ان قرار الاحزاب الكردية لم يتوحد بعد".وتابع لـ"العالم" ان بعض الاكراد "يرفضون ان يذهبوا للمالكي قبل ان توافق العراقية والمجلس الاعلى على ذلك، حذرا من فشل حكومة الشراكة" مشيرا الى ان موقف الاكراد سيتحدد بعد نتائج اجتماعات وفد العراقية الحاصل حاليا في اربيل. اما اذا لم تنجح العراقية في طمأنة التحالف الكردستاني "فسيكون الرابح هو المالكي حتى في اطار الطاولة المستديرة".وزاد ان هناك "مخاوف كردية من ان تغيب العراقية والمجلس عن الحكومة، فيتعزز وجود الصدريين مع المالكي وهم معروفون بتحفظاتهم على مطالب الاكراد".وعن الخيارات المطروحة لو حصل تفاهم بين الاكراد والعراقية قال ان "هناك سيناريوهات عديدة خاصة وان البارزاني ليس متحمسا جدا لحكومة يرأسها المالكي".الى ذلك قال عضو ائتلاف الكتل الكردستانية فرياد راوندزي، امس الثلاثاء، إنه من المقرر عقد اجتماع الكتل السياسية في أربيل الخميس المقبل لبحث آلية تشكيل حكومة الشراكة الوطنية.وأوضح راوندزي في تصريح لوكالة (أصوات العراق) أن “الرئيس مسعود بارزاني هو المعني بدعوة الأطراف المعنية إلى ذلك الاجتماع الذي سيبحث قضية الرئاسات الثلاث وتبادل وجهات النظر بشأن حكومة الشراكة الوطنية وخطة عمل الحكومة للسنوات الأربع المقبلة”، مضيفا أن “الاجتماع من المقرر عقده في اربيل الخميس المقبل”.وبيّن أن “هناك مسائل أخرى سيتم بحثها كانشاء المجلس السياسي للأمن الوطني، وبحث قضية توزيع الصلاحيات بما ينسجم ومفهوم حكومة الشراكة الوطنية”..................((راديو نوا ))فيما توقع قيادي في القائمة العراقية أن تسفر اجتماعات القائمة مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عن نتائج إيجابية بشأن تشكيل الحكومة العراقية، مؤكداً في الوقت نفسه أن الروابط التي تجمع بين العرب والكرد في المناطق المشتركة ستكون الأساس لإيجاد اتفاق سياسي بين الطرفين. وقال رئيس كتلة التيار المعدل المنضوي في العراقية طلال الزوبعي لراديو نوا: إن زيارة وفد القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي إلى مدينة أربيل ستسفر عن نتائج مهمة جداً في ما يخص تشكيل تحالف سياسي واسع لحل الأزمة السياسية في البلاد. واوضح أن الكرد هم الأقرب إلى العراقية بسبب التداخل الجغرافي والسكاني في المحافظات والمناطق التي يمثلها الجانبان، إضافة إلى الروابط السياسية التاريخية بين الزعماء الكرد وعلاوي.