العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.74 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي الدعاء
قديم بتاريخ : 14-05-2007 الساعة : 10:09 AM


جعل الله تعالى من الدعاء عبادة و قربى ، و أمر عباده بالتوجه إليه لينالوا عنده منزلة رفيعة و زلفى ، أمر بالدعاء و جعله وسيلة الرجاء ، فجميع الخلق يفزعون في حوائجهم إليه ، و يعتمدون عند الحوادث والكوارث عليه .


و حقيقة الدعاء : هو إظهار الافتقار لله تعالى ، والتبرؤ من الحَوْل والقوة ، واستشعار الذلة البشرية ، كما أن فيه معنى الثناء على الله ، واعتراف العبد بجود و كرم مولاه . يقول الله تعالى : ( وَ إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) [البقرة : 186] .


تأمل يا أخي هذه الآية تجد غاية الرقة والشفافية والإيناس ، آية تسكب في قلب المؤمن النداوة والود والأنس والرضا والثقة واليقين .
و لو لم يكن في الدعاء إلا رقة القلب لكفى : ( فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَ لَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ ) [الأنعام : 43] . و قال النبي ( ص ) : " الدعاء هو العبادة " .


بل هو من أكرم الأشياء على الله تعالى ، كما قال النبي ( ص ) : " ليس شيء أكرم على الله من الدعاء " .
والمؤمن موعود من الله تعالى بالإجابة إن هو دعا مولاه : ( وَ قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) [غافر : 60] .


و عن أبي سعيد الخدري أن النبي ( ص ) قال : " ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ، و لا قطيعة رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته ، أو يدخر له من الخير مثلها ، أو يصرف عنه من الشر مثلها " . قالوا : يا رسول الله ، إذًا نكثر . قال : " الله أكثر " .
و لذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : إني لا أحمل همَّ الإجابة ، و لكن أحمل هم الدعاء ، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه .

من آداب الدعاء :

مما لا شك فيه أن الدعاء الذي يرجو صاحبه الإجابة هو ما التزم فيه الآداب الواردة فيه و منها :

تحري أوقات الاستجابة :
فيتخير لدعائه الأوقات الشريفة ؛ كيوم عرفة من السنة ، و رمضان من الأشهر ، و يوم الجمعة من الأسبوع ، و وقت السَّحَر من ساعات الليل .
و أن يغتنم الأوقات والأحوال التي يُستجاب فيها الدعاء ، كوقت التنزُّل الإلهي في آخر الليل ، و في السجود ، و أن ينام على ذِكْر فإذا استيقظ من الليل ذكر ربه و دعاه ، و عند الأذان ، و بين الأذان والإقامة ، و عند نزول المطر ، و عند التقاء الجيوش في الجهاد ، و عند الإقامة ، و آخر ساعة من نهار الجمعة ، و دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب ، و دعوة المسافر والمظلوم ، و دعوة الصائم والوالد لولده ، و دعاء رمضان .


و من الآداب :
أن يدعو مستقبل القبلة و أن يرفع يديه ، و ألا يتكلف السجْع في الدعاء ، و أن يتضرع ويخشع عند الدعاء ؛ قال تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) [الأعراف : 55] ، [ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَ يَدْعُونَنَا رَغَباً وَ رَهَباً ) [الأنبياء : 90] .



و أن يخفض الصوت ؛ فإنه أعظم في الأدب والتعظيم ، و لأن خفض الصوت أبلغ في التضرع والخشوع الذي هو رُوح الدعاء و مقصوده ؛ فإن الخاشع الذليل المتضرع إنما يسأل مسألة مسكين ذليل ، قد انكسر قلبُه و ذلَّت جوارحُه ، و هذه الحالة لا يليق معها رفع الصوت بالدعاء أصلاً . و لأنه أبلغ في الإخلاص ، و أبلغ في حضور القلب عند الدعاء .


و لأن خفض الصوت يدل على قرب صاحبه من الله ، فيسأله مسألة القريب للقريب ، لا مسألة نداء البعيد للبعيد ، و هذا من الأسرار البديعة جدًّا ، و لهذا أثنى الله على عبده زكريا بقوله : ( إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ) [مريم : 3] .
و إخفاء الدعاء يكون سببا في حفظ هذه النعمة العظيمة ـ التي ما مثلها نعمة ـ من عيْن الحاسد .
أن يفتتح الدعاء بذكر الله والثناء عليه و أن يختمه بالصلاة على رسول الله ( ص ) :
فقد قال رسول الله ( ص ) : " كل دعاء محجوبٌ حتى يُصلَّى على النبي ( ص ) " .

المحافظة على أدب الباطن :
و من أهم الآداب التي ينبغي للداعي أن يحافظ عليها تطهير الباطن ـ و هو الأصل في الإجابة ـ فيحرص على تجديد التوبة و رد المظالم إلى أهلها ، و تطهير القلب من الأحقاد والأمراض التي تحول بين القلب و بين الله ، و تطييب المطْعَم بأكل الحلال .




أن يجزمَ بالدعاء و يُوقن بالاجابه : قال رسول الله ( ص ) : " ادعوا الله و أنتم مُوقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافل لاهٍ " .
و قال ( ص ) : " إذا دعا أحدكم فلا يقل : اللهم اغفر لي إن شئت . وليعزم المسألة ، ولْيعظم الرغبة ؛ فإن الله لا يعظُمُ عليه شيء أعطاه " .
و قال ( ص ) : " لا يقل أحدُكم إذا دعا : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت . فليعزم المسألة ؛ فإنه لا مُكره له " . و يعزم المسألة معناه أن يطلب ما يريد من غير تعليقه بالمشيئة ، فيقول مثلا : اللهم ارزقني ، اللهم اغفر لي .


قال سفيان بن عُيينة : لا يمنعنَّ أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه ؛ فإن الله عز و جل أجاب دعاء شرِّ الخلق إبليس لعنه الله : ( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ) [الحجر : 36 ، 37] .



أن يُلحَّ في الدعاء ويكرِّره ثلاثًا :
قال ابن مسعود : " كان عليه السلام إذا دعا دعا ثلاثًا ، و إذا سأل سأل ثلاثًا " .
وهذا نبي الله يعقوب ( ص ) ، مازال يدعو و يدعو ، فذهب بصره ، و أُلقي ولدُه في الجُبِّ و لا يدري عنه شيئًا ، و أُخرج الولدُ من الجُبِّ ، و دخل قصرَ العزيز ، إلى أن شبَّ و ترعرع ، ثم راودته المرأة عن نفسها فأبى و عصَمَه الله ، ثم دخل السجن فلبث فيه بضع سنين ، ثم أُخرج من السجن ، و كان على خزائن الأرض ، و مع طول هذا الوقت كله و يعقوب يقول لبنيه : ( يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) [يوسف : 87] .



أن يُعظِّمَ المسألة :
قال رسول الله ( ص ) : "إذا تمنى أحدُكم فليُكثر ، فإنما يسأل ربَّه" .
قال المناوي رحمه الله : إذا تمنى أحدكم خيرًا من خير الدارَيْن فليكثر الأماني ، فإنما يسأل ربه الذي ربَّاه و أنعم عليه و أحسن إليه ، فيعظم الرغبة و يوسِّع المسألة ... فينبغي للسائل إكثار المسألة و لا يختصر و لا يقتصر ؛ فإن خزائن الجُود لا يُفنيها عطاءٌ و إن جلَّ و عظُم ، فعطاؤه بين الكاف والنون ، و ليس هذا بمناقضٍ لقوله سبحانه : ( وَ لا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ) [النساء : 32] فإن ذلك نهي عن تمنِّي ما لأخيه بغْيًا و حسدًا ، و هذا تمنى على الله خيرًا في دينه و دنياه ، و طلب من خزائنه فهو كقوله : ( وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ) [النساء : 32] .


و قد ذم الله من دعا ربه الدنيا فقط ، فقال تعالى : ( فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) [البقرة : 200] ، و أثنى سبحانه و تعالى على الداعين بخيري الدنيا والآخرة فقال تعالى : ( وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) [البقرة : 201] .


الدعاء باسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب :
فعن بُريدة ، أن رسول الله ( ص ) سمع رجلاً يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله ، لا إله إلا أنت الأحد الصمد ، الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوًا أحد . فقال ( ص ) : " لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى ، و إذا دُعي به أجاب " .
أن يجتهد في الإتيان بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة ؛ فإنها لم تترك شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا و أتت به ، و ألا ييأس إن تأخرت الإجابة فإن هذا من العجلة التي نهى عنها الشرع .
نسأل الله أن يجعلنا و إياكم ممن يستجيب دعاءهم ، والحمد لله رب العالمين .

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:49 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية