اولا, وقبل كل شيء الحديث في صحيح البخاري لا اشكال في صحته.
ثانيا : الحديث الاخر الذي تستدل به ننقل لك القول فيه :
من (استدراكات الصحيح المسند مما ليس في الصحيح) للشيخ مقبل الوادعي
حديث أنس: حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ....
قال أبو عيسى الترمذي في كتاب المناقب، باب 62، من الجامع:
4252 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجَويَهْ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ . تحفة 1346 - 3878
وقال الإمام أحمد:
12726 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ » . تحفة 1346 معتلى 857
وقال أبو عبد الرخمن الوادعي (الصحيح المسند 41):
{وفي رواية معمر عن قتادة ضعف، ولكنه جاء من طريق معمر عن الزهري عن أنس به}
ثم ساقه من رواية الإمام أحمد في فضائل الصحابة، ثم من المستدرك للحاكم، ثم أورد قول الحاكم:
صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه
فالظاهر أنه يعتمد الرواية التي رويت عن معمر عن الزهري عن أنس،
وفي هذا نظر ! لماذا ؟
لأني لم أر أحدا روى عن عبد الرزاق هذا الحديث عن معمر عن الزهري إلا الإمام أحمد في المسند (معتلي 981)، وفضائل الصحابة (1332 و1338)،
فأما رواية عبد الرزاق عن معمر عن قتادة فهي في جامع معمر (باب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: 20919) آخر المصنف لعبد الرزاق، وعن عبد الرزاق رواها جماعة منهم:
- أحمد بن حنبل (المسند 12726، وفضائل الصحابة 1325، و1337)
- أحمد بن سفيان (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 7003)
- إسحاق بن إبراهيم الدبري (الحلية 2/344) وهو راوي المصنف عن عبد الرزاق
- زهير بن محمد (مسند البزار7256)
- عبيد الله بن فضالة (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 7003)
- محمد بن عبد الأعلى القيسي (الشريعة للآجري 1119، ط/ دار البصيرة)
- محمد بن عبد الملك أبو بكر بن زنجويه (جامع الترمذي 4252،)
- محمد بن يحيى الأبلِّي (معجم شيوخ أبي يعلى الموصلي 13، ومسنده 3039)
- يحيى بن معين (مشكل الآثار للطحاوي 147- عن جوامع الكلم)
قال أبو بكر البزار (المسند 7256): وهذه الأحاديث التي ذكرناها عن معمر عن قتادة عن أنس لا نعلم رواها عن قتادة عن أنس بهذا اللفظ غير معمر، إلا حديث (اغفر للأنصار ) فإن عمرو بن علي حدثه عن يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس، ولم يتابعه عليه أحد.
وقال أبو نعيم في الحلية (2/344): هذا حديثٌ غريبٌ من حديث قتادة، تفرَّد به عنه معمر، حدَّث به الأئمة عن عبد الرزاق: أحمد وإسحاق وأبو مسعود
لكن رواية معمر عن قتادة فيها ضعف، كما ذكر أبو عبد الرحمن الوادعي، فلا ينبغي أن يفوتنا كيف ذلك الضعف:
قال يحيى بن معين (تاريخ ابن أبي خيثمة 266، ص198 غراس): قال معمر : جلست إلى قتادة وأنا صغير فلم أحفظ الأسانيد
ويشبه أن يكون هذا الحديث رواه قتادة عن الحسن، ثم لم يحفظ معمر إسناده، فسلك الجادَّة، فجعله عن قتادة عن أنس،
والظاهر أن الحديث هو من مراسيل الحسن فعلا، وقد رواه من طريقه مرسلا أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (1575)، وأبو بكر بن أبي شيبة (الرشد / عوامة 32957)
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: حدثنا (رجل سقط من كتاب ابن مالك - وهو أبو بكر القطيعي الراوي عن عبد الله بن أحمد)، أخبرنا حمَّاد عن حميد عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ بِأَرْبَعٍ : مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَفَاطِمَةَ ابْنَةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم- وَ خَدِيجَةَ ابْنَةِ خُوَيْلِدٍ
ولعل شيخ الإمام أحمد فيه عفان بن مسلم، لكنه سقط من كتاب أبي بكر القطيعي، ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
وقال: أبو بكر بن أبي شيبة (الرشد 32830/ عوامة 32957)
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ بِأَرْبَعٍ : خَدِيجَةَ ابْنَةِ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةَ ابْنَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ "
فلوأنَّ رواية عبد الرزاق عن معمر عن الزهري كانت محفوظة، لحدَّث بها عبد الرزاق أصحابه، وهم جماعة كبيرة، ولوجب أن يعتني بها، إذ رواية معمر عن الزهري عن أنس من أصح الحديث، ولكننا لا نجدها في المصنف، ولا في جامع معمر (وهو ملحق بالمصنف، يرويه عبد الرزاق عنه)، ولا رواها عن عبد الزاق إلا الإمام أحمد، فالظاهر أن عبد الرزَّاق حدَّث بها الإمام أحمد مرَّةً من حفظه فوهم فيه على معمر، قال الإمام أبو عبد الله البخاري في التاريخ (ترجمة عبد الرزاق 5/1933):
ما حدَّث من كتابه فهو أصحُّ
قلت: وهو المعتمد، والله تعالى أجل وأعلم
انتهى النقل .......
وعلى هذا فهي رواية غير ثابته
هل عندك شيء الان في هذا القول؟؟
أي حديث هذا الذي تقول عنه غير ثابت هل توضح لنا بدل أن تنقل أكاذيب شيوخك