قال تعالى في كتابه الكريم : " إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ". (سورة يوسف آية 4)
طبيعة حياتنا أن الأم هي من تربي أبناءها بالدرجة الأولى و كأنها صفة ملازمة لأنوثتها ، و الأب يكون غالباً مشغول بالبحث عن مصدر رزقهم حتى يوفر لهم حياة هانئة ، الأم غالباً هي من تقضي أغلب النهار مع أطفالها و تربيهم و تعطيهم الحنان و العطف المطلوب ، وفي المساء يعود الأب تعباً الى العش الدافئ ليلقى كل الحب و الأحترام و يكمل باقي مهامه كأب و يهم بأطفاله ، هذه هي الحياة الطبيعية و المثالية لكل أسرة ..... لكن بعض الأسر يوجد فراغ أو فجوة لغياب أحد الوالدين ، فعلى الطرف الآخر ليس ان يحتل مكان الشخص الآخر و يحاول تغطية ذلك الفراغ و أنما هم بحاجة الى أحد يملئ هذه المساحة .
سبحان الله الذي خلق الكون و أحسن خلقه ففي الصباح تشرق الشمس و تبعث لنا مع أشعتها الصفراء كل الحب و الحيوية و الأمل بنهار جميل فهي مصدر للنور و عندما يحل المساء و تغادر يأتي الينا القمر بالنور المستمد من الشمس لينور لنا ظلمة الليل ..... يقال في تفسير الآية الرابعة من سورة يوسف بأن الأحد عشر كوكب هم أخوة سيدنا يوسف و الشمس و القمر هم والديه و الله أعلم .
أنه تشبيه رائع للوالدين بالشمس و القمر فهذين الأثنين هما مصدر للنور و الضياء ، ولا يمكن الأستغناء عن أحدهما بالرغم من أن للأثنين نفس الوظيفة و كذلك هو الوضع للوالدين فكلاهما مسؤولين عن أطفالهما من رعاية و تربية و حنان ......... الخ
تشعر بأن العلاقة تكاملية فكلاهما يكمل بعضهما الآخر .
رسالة الى الشمس :
" انتي وكما هو معروف النهار أطول من الليل و كذلك انتي كأم فالوقت الذي تقضيه مع ابناءك أكبر من الوقت الذي يقضيه الأب معهم فأنتي المسؤول الأول و هؤلاء الأطفال أمانه و هبة من الله عز وجل فكوني على قد الأمانة و حافظي عليهم ".
رسالة الى القمر :
" أنت الذي تغيب عنا في النهار لأشغالك و أمور كثيرة فلا تحرمنا من وجودك في المنزل في المساء فكثير من الآباء يقضون وقت الفراغ في المساء مع الأصحاب و في المقاهي و ينسون بأن قرة أعينهم هم أكثر حاجة لهم في المنازل ، فأقضي هذا الوقت معهم ".