[al-baghdady]

إخوتكم في البحرين يستصرخونكم، فلا تبخلوا بالنصرة
وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر
ايها المؤمنون، يستغيثكم اخوتكم في البحرين الذين يتعرضون لابشع صنوف القمع والتعذيب على ايدي هذه العصابة الاجرامية التي تعيد الى الاذهان ما كان يفعله طاغية العراق المقبور. فالمئات من الابرياء يرزحون في اقبية السجون وزنزانات التعذيب، لا يعرفون الليل من النهار، يصبحون على الشتائم والاهانات التي تمس عقيدتهم ووجودهم، ويبيتون على مباضع الجلادين تمزق اجسادهم، وهم بين هذا وذاك لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا، ولا سلاح لهم سوى الدعاء والتضرع. لقد اصبح سب المذهب والاستهتار بالائمة والرموز الدينية اجراء رويتينيا بهدف كسر انسانية هؤلاء والغاء كرامتهم. واصبح التعذيب هو الاسلوب الاول لكسر ارادتهم، والارادة هي ما يميز الانسان عن الحيوان. لقد اعتقلوا بتهم باطلة ومن بينها الاتهام بالارهاب، بينما فشلت العائلة الخليفية الحاقدة في تقديم اي دليل على ذلك، فليس هناك في ما قدمته من "ادلة" قطعة سلاح واحدة او سيارة مفخخة او تدريب عسكري. الارهاب في نظرهم يتمثل بالمطالبة بالحقوق والاصرار على الوجود. هؤلاء الظالمون يعتقدون ان ارض البحرين ضاقت ولم تتسع لأتباع اهل البيت، فراحوا يمارسون السياسات التي تعتبر في العرف الدولي "ابادة"، بحرمانهم من كافة حقوقهم المدنية والسياسية، ورفض تجديد جوازاتهم او سحبها، وتهميشهم في كافة قطاعات الدولة، ومحاصرة قراهم ومدنهم بمستوطنات تكتظ بالمجنسين، واستهداف مقدساتهم بشكل غير مسبوق، واصدار قوانين بالسيطرة على المساجد والمآتم وتعيين الخطباء الذين يمدحون الحكم الخليفي الجائر، ويستهدفون اهل البلاد الاصليين.


وهناك عدد من الامور التي لا بد من ذكرها:
اولا: الاستعانة على البحرانيين الشرفاء، وهم سكان البلاد الاصليون، بالمرتزقة الاجانب، خصوصا فدائيي صدام الذين استقدمتهم العائلة الخليفية، وجنستهم ومنحتهم الوظيفة والسكن، واستعملتهم لخطف البحرانيين الشيعة وتعذيبهم الى ما قبل الموت، ثم رميهم في مناطق نائية. فدائيو صدام هم الذين يمارسون التعذيب والتحقيق داخل غرف التعذيب، ولديهم اوامر في الوقت الحاضر بعدم قتل السجناء، والاكتفاء بتعذيبهم الى ما قبل الوفاة. هذه الميليشيات تمارس ترويع الشيعة في قراهم ومدنهم ومساجدهم ومآتمهم، بدون رحمة، والمشروع ماض بدون توقف. ويكفي الاطلاع على "تقرير البندر" لمعرفة المخطط الذي كتبه احد العراقيين من منطقة عانة لتنفيذ خطة تغيير التركيبة الديموغرافية واضعاف الشيعة وتهميشهم.
ثانيا: سحب الجنسية من العلماء والاحرار الذين يرفضون مسايرة الظلم الخليفي. وقد جاء سحب جنسية آية الله الشيخ حسين نجاتي، ممثل آية الله السيد السيستاني، حفظه الله، ليؤكد مؤامرتهم ضد الشيعة.
ثالثا: استقدام عشرات الآلاف من المناطق المعروفة بالتطرف المذهبي مثل دير الزور في سوريا ووادي الدواسر في السعودية، واقليم بلوشستان في باكستان، والاردن والسعودية ومنحهم الجنسية البحرانية لهندسة التركيبة السكانية لغير صالح الشيعة.
رابعا: تأجيج الحس الطائفي بشكل علني، برغم ان اهل البحرين عاشوا قرونا اخوة مسلمين، بعيدين عن التطرف الديني او الطائفية. وتسعى العائلة الخليفية للتظاهر بانها مع السنة ضد الشيعة. وفي 12 فبراير 2009 نشرت الناشطة غادة جمشير، وهي امرأة ناشطة من الطائفة السنية بعض ما قاله لها وزير الداخلية الخليفي عندما استدعاها الى مكتبه. وكانت شجاعة في ما نشرت، اذ اكدت انه قال لها:" نحن عداؤنا مع الشيعة وهذه العداوة ستستمر طويلا وسنقوم بمحاكمة المقداد ومشيمع وسوف نحبسهم وكل من يقف معهم" .
ايها المؤمنون: نستصرخكم مجددا لدعم اخوتكم، باسم الاسلام والانسانية، وحب اهل البيت عليهم السلام. لقد جمع هؤلاء الظالمون اقرانهم في مجلس التعاون الخليجي واصدروا بيانات تدعمهم وتضغط على الحكومة البريطانية للتضييق على اللاجئين البحرانيين برغم ان عدد الذين تقدموا وحصلوا على حق اللجوء السياسي في السنوات العشر الماضية لم يتجاوز عددهم خمسة فقط. فأين انتم ايها الغيارى من هذه المؤامرة التي تحاك ضد شعب مسالم، لم يرتكب جرما الا اصراره على حب اهل البيت عليهم السلام، ورفضه الخضوع للظلم والنهب والسلب الذي تمارسه هذه العائلة الجائرة. في هذه الظروف، يرزح علماء الدين الكرام، ومنهم الشيخ محمد حبيب المقداد، والشيخ سعيد النوري، والشيخ عبد الهادي المخوضر، والشيخ ميرزا المحروس والسيد عقيل الموسوي والدكتور عبد الجليل المقداد (وهو استاذ جامعي معوق مشدود الى مقعد متحرك)، والاستاذ جعفر الحسابي وسواهم، في سجون الاعداء، وقد مزقت اجسادهم بالتعذيب الوحشي، ولم يسمح لهم بزيارة من اهاليهم. فما انتم فاعلون؟ هل ستتصلون بالسلطات البريطانية لحثها على حماية اللاجئين البحرانيين؟ هل ستطالبون بمحاكمة مرتكبي جرائم التعذيب؟ هل ستضغطون لمحاكمة رأس النظام الذي يشرف على مشروع إبادة الشيعة؟ هل ستطلبون من الفقهاء والعلماء والسياسيين في بلدكم باتخاذ موقف علني ضد هذا العدوان الطائفي المقيت؟
"من سمع مناديا ينادي: يا للمسلمين فلم يجبه فليس منهم". ويقول الامام زين العابدين عليه السلام في الصحيفة السجادية: "اللهم اني اعتذر اليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره".
نتمنى ان تنصروا اخوتكم في الدين والانسانية وتساهموا في رفع الظلم والضيم والعدوان عنهم، خصوصا ان الله من عليكم بنعمة الامن والخير، فليكن شكركم لله بدعم اخوتكم المظلومين في البحرين، والباري يحفظكم ويرعاكم ويسدد خطاكم على طريق الحق والعدل ونصرة المظلومين.
الجالية البحرانية في لندن