العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الفقهي

المنتدى الفقهي المنتدى مخصص للحوزة العلمية والمسائل الفقهية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية أبو حسين العاملي
أبو حسين العاملي
عضو برونزي
رقم العضوية : 55939
الإنتساب : Aug 2010
المشاركات : 250
بمعدل : 0.05 يوميا

أبو حسين العاملي غير متصل

 عرض البوم صور أبو حسين العاملي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي شيء من فضل جعفر - عليه السلام -
قديم بتاريخ : 10-09-2010 الساعة : 06:34 PM


بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآله الطيبين الطاهرين المنتجبين واللعنة الخالدة على أعدائهم من لدن آدم إلى يوم الدين .

# شيء من فضل جعفر - عليه السلام - .

إنَّ رفعة كل أمَّة وسموِّها يعتمد على تميِّز ثقافتها أو فقل : نظافة طرقها الفكرية من شوائب الجاهلية ، والتي أعظمها تنقية النفس - عند الحكم - من اللاموضوعية التي تُدخِل النزوات الشخصية في المطالب العليَّة ، وكلما تطورت هذه الإمكانية تطور - معها - عقل الأمة واشتاق إلى الصدارة والرفعة بين سائر الأمم ، لذا صحّ القول : إنّ أسبقية الأمم بمدى سعة عقلها .
ولا أكون مخطئَا إن قلت : إنّ جعفرًا الصادق - عليه السلام - كان المساهم الأعظم في تصحيح الفكر والعقل الإسلامي إلى الحق الحقيق ، لما أتيح له في برهة زمانية بثَّ أفكارِه الخلّاقة في ربوع الأمة في وقت التهتِ الحكام في التنازع على الحكم ، حتى إذا استقر لهم الأمر ، وبان لهم خطره افتقدوه بسمهم ، وأذقوه من حقدهم .
وكان عهد الصادق - عليه السلام - قد كثرت به المذاهب الفاسدة والإملاآت العاطلة ، والأساطير والخرافات ، وكان نسبتها إلى الشارع المقدس أفحش منها ومن خطرها ، فعمل - روحي فداها - على صون الشريعة منها ، وعلم تلاميذه الطرق الفكرية الصائبة وأمسك بأيديهم إلى حلِّ الشبهات والمغالطات التي تعمِّي على العقل وتخرجه - في الحكم - عن الصراط المستقيم ، فـ ( الإمام قام بهداية الأمة إلى النهج الصواب في عصر تضاربت فيه الآراء والأفكار ، واشتعلت فيه نار الحرب بين الأمويين ومعارضيهم من العباسيين ، ففي تلك الظروف الصعبة والقاسية استغل الإمام الفرصة فنشر من أحاديث جده ، وعلوم آبائه ما سارت به الركبان ، وتربى على يديه آلاف من المحدثين والفقهاء ، ولقد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة عنه من الثقات - على اختلاف آرائهم ومقالاتهم - فكانوا أربعة آلاف رجل (راجع في ذلك الإرشاد 270 والمناقب لابن شهرآشوب 4 / 257) . وهذه سمة امتاز بها الإمام الصادق عن غيره من الأئمة - عليه وعليهم السلام - .
وجد الإمام - عليه السلام - أن أمر السنة النبوية قد بدأ يأخذ اتجاهات خطيرة وانحرافات واضحة ، فعمد - عليه السلام - للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة ، وتفنيد الآراء الدخيلة على الإسلام والتي تسرب الكثير منها نتيجة الاحتكاك الفكري والعقائدي بين المسلمين وغيرهم . )]الأئمة الإثني عشر - الشيخ جعفر السبحاني ص12[
ونتيجة لهذا التسرب كان من الطبيعي ظهور بعض الخرافات والأساطير والمفاهيم الخاطئة من أصحاب الديانات الأخرى ، ولذا قام صاحب الميزان بحمل التطير الوارد في الروايات على التقية ، فقد اشتهر عن العامة أخذهم به وبأمثاله ، فيقول : ( وليس بذاك البعيد فإن التشاؤم والتفاؤل بالأزمنة والأمكنة والأوضاع والأحوال من خصائص العامة يوجد منه عندهم شئ كثير عند الأمم والطوائف المختلفة على تشتتهم وتفرقهم منذ القديم إلى يومنا وكان بين الناس حتى خواصهم في الصدر الأول في ذلك روايات دائرة يسندونها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يسع لاحد أن يردها )]الميزان للطبأطبائي - رحمه الله - ج19 ص74 [ ، وقد تعرض لإشكالية التفاؤل ، فقال : ( قد فرق الإسلام بين التفاؤل والتطير فأمر بالتفاؤل ونهى عن التطير - إلى أن قال : - أما التفاؤل ففيما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) - إلى أن قال : - وأما التطير ... لا يقلب الحق باطلا ولا الباطل حقا ، وأن الأمر إلى الله سبحانه لا إلى الطائر ... قال تعالى : " قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم " يس : 19 ، أي ما يجر إليكم الشر هو معكم لا معنا . )]المصدر الآنف ج19 ص77 و 78 [
ولعل مفهوم التطير غير مفهوم النحس والشؤم ، إذ يمكن تفسيره إسلاميًّا بأن البركة قد نزعت منه بإذن الله - سبحانه - من غير أن يكون له دخل في تصرفات العباد بل الأمر بمثابة البلاء إذا انصبَّ عليهم ، وعن الصادق - عليه السلام - (إن في السنة اثني عشر يوما من اجتنبها نجا ، ومن وقع فيها هوى ، فاحفظوها ، في كل شهر منها يوم : ففي المحرم الثاني والعشرون إلى آخر الحديث ) ]تقويم المحسنين للفيض الكاشاني قدس سره ص 34[ ، وقال - عليه السلام - لجماعة أرادوا السفر فيه : ( كأنكم طلبتم بركة يوم الإثنين وأي يوم أعظم شوما منه فقدنا فيه نبينا - صلى الله عليه وآله - وارتفع الوحي عنا لا تخرجوا واخرجوا يوم الثلثا )]المحاسن ص347 و بحارالأنوار عنه ج73 ص226[، وقال الكفعمي بعده : ( قاله ابن بابويه في الفقيه والسيد عميد الدين في شرح القواعد . )]المصباح للكفعمي ص183.[
وإنَّ الخلط الحاصل بين ما يحكم به العقل وما تحكم به الغرائز والعواطف والتي هي المولد الأخطر للخرافات والأساطير يرجع إلى المرجع الفكري التي تتكئ عليه الأمَّة ، فإن كان هذا المرجع يعاني من غياب حلقات فكرية مقوِّمة للتطور الإنساني كان مصير نتائج هذا المخاض التشوه والنقصان مما دعا علماء الفكر في كل حقبة من التصحيح والإكمال ، وأمَّا لو فرضناه محيطًا بالأمور خبيرا بحسنها وقبحها وصاحب اتصال بالسماء أمكن لهذه الأمَّة من إعطاء النتائج السليمة والقيم العظيمة ، وفي هذا الصدد يقول الأخوند الخرساني ( 1255 - 1329 هـ) : (فإن قلت : عليه لا بد من استقلال العقل بالحسن أو القبح في جميع الأفعال مع بداهة فساد ذلك ؟ ثم أجاب وقال : هذا بالنسبة إلى العقول القاصرة الناقصة لعدم إحاطتها بجهات الخير والشر دون العقول الكاملة المحيطة بجميع جهات الأفعال ، فلا يكاد أن يشذ فعل عن تحت حكومتها بالحسن والقبح ، لكمال إحاطتها بجهاتها ، ولا يبعد أن تكون الصحيفة المكتوبة فيها جميع الأحكام الموروثة من إمام إلى إمام ، كناية عن عقل الإمام المنعكس فيه جميع الكائنات على ما هي عليها لتمام صفائه . ) ]فوائد الأصول المطبوعة في ذيل تعليقته على الفرائد التي سماها بـ " درر الفوائد في شرح الفرائد " ص 339 [ .
ومن هذا الكلام يمكن استخلاص قاعدة أنّ عقل الأمَّة متوقف على مدى سعة وإحاطة عقول مفكريها ، وأمّا إسلاميًّا فإننا نجد عدم سلامة جميع أفكارها وبالتالي عقلها ليس نقيًّا تمامًا من الرواسب الجاهلية والأفكار الإلحادية الهجينة ، ومن ذلك ننطلق للقول إنّ مَن ينطق بالخرافات لا يمكن إقحامه في سلك المساهمين في تطور العقل الإسلامي ، ففي مسألة رؤية الله - عزوجل - نرى العقل حاكم باستحالة ذلك طالما اعتبرناه إلهًا مقتدرًا ، وقد قال الإمام علي - عليه السلام - في هذا الصدد ( من وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ، ومن جزأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حده ، ومن حده فقد عده )]نهج البلاغة - خطب الإمام (ع) - ج1 ص15[ ، ونجد في إرث المسلمين من يشكك بذلك بل يبني عقيدته على خلافه فقد (اختلف المسلمون في رؤية الله تعالى ، فذهب قوم إلى جوازها في الدنيا والآخرة ومنعها آخرون في الدنيا ووقوعها في الآخرة ، كما هو مذهب الشافعي وذهب أهل البيت ( ع ) وشيعتهم إلى استحالة الرؤية في الدنيا والآخرة ، وعدم إمكانها لأنه - تعالى - ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) . . . إنّ الشافعي لم يصرّح بأن الرؤية تكون بالباصرة بل كان يطلق ذلك ، ويقول : إن الله يراه أولياؤه في الآخرة ، والروايات عنه مضطربة ولكن أصحابه جعلوا رأيه صحيح هو ما عليه أغلب بقية المذاهب من الرؤية والإدراك بالحواس .) ]الإمام الصادق لأسد حيدر ج2 ص313 [
وقد دافع الإمام الصادق - عليه السلام - عن فكرة الوحيد وتنزيه الخالق ، وقد برز ذلك واضحًا من خلال رسالته الإهليلجية وإلى المفضل بن عمر ، بالإضافة إلى العديد المناظراة التي كان دور العقل بارزا وكأنّ الإمام - عليه السلام - يريد أن يعرض لقواعد عقليَّة سهلة العبور إلى أذهان العوام أو من انغمسوا في الشبهات والمغالطات ونعرض لمشهد من هذه الإبداعات الصادقية
( روي عن هشام بن الحكم ، أنه قال : سأل أحد الزنادقة الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلا : ما الدليل على أن الله صانع ؟
فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعها صنعها ، ألا ترى أنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني ، علمت أن له بانيا ، وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده .
قال : فما هو ؟
قال : هو شيء بخلاف الأشياء ، أرجع بقولي شيء إلى إثباته ، وإنه شيء بحقيقته الشيئية ، غير إنه لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يجس ولا يدرك بالحواس الخمس ، لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا يغيره الزمان إلى آخر الحديث . )]الاحتجاج ص9[
هذا كله لو اعتبرنا الإمام الصادق - عليه السلام - في عداد من ساهم في إعلاء العقل الإسلامي بل للأسف صار هذا موضة العصر بهضم حق الأصل لكي نرضي الفرع ، متناسين أن الأخير رفعته بالأول ، فـ ( الجدير بالذكر أن زعامة تلك الحركة الفكرية انّما وجدت في تلك المدرسة التي ازدهرت في المدينة ، والتي أسسها حفيد علي بن أبي طالب المسمى بالإمام جعفر والملقب بالصادق ، وكان رجلا بحاثة ومفكرًا كبيرًا جيدَ الإلمام بعلوم ذلك العصر ، ويعتبر أول من أسس المدارس الفلسفية الرئيسية في الإسلام ، ولم يكن يحضر محاضراته أولئك الذين أسسوا فيما بعد المذاهب الفقهية فحسب (مختصر تاريخ العرب ، تعريب : عفيف البعلبكي ص 193) بل كان يحضرها الفلاسفة وطلاب الفلسفة من الأنحاء القصية ، وكان الإمام الحسن البصري مؤسس المدرسة الفلسفية في مدينة البصرة ، وواصل بن عطاء مؤسس مذهب المعتزلة من تلاميذه ، الذين نهلوا من معين علمه الفياض وقد عرف واصل والإمام العلوي بدعوتهما إلى حرية إرادة الإنسان . . . ( ولقد جمع أسماء هذه الرسائل السيد الأمين في أعيانه 1 / 668 ) ]راجع الأئمة الإثني عشر - الشيخ جعفر السبحاني ص122.[ و (صارت الأحكام التي لا تُدرك عللها ، والعلوم التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها ، تضاف إليه وتُروى عنه )]كشف الغمة 2\368 [ .
وهذا العلم الفياض كان له الأثر على عقلية المسلمين وإن لم يكن بشكل تام لـ ( شنشنة أعرفها من أخزم ) ، ولكن يُلْحظ هذا التأثير من خلال المشاركة في دروسه ، ومن اعترافات للمسلمين وغيرهم مميزة في دلالاتها - في المجال العقل والفكر - تدلك على ذلك ، وتجرك إلى الاعتقاد أنه - عليه السلام - كان عقل المسلمين ، ومن هذه الشاهدات :
1- كان فارس ميدان العلوم ، غواص بحري المنطوق والمفهوم ] الروضة الندية : 12 ، طبعة الخيرية بمصر . منه إحقاق الحق 12 : 218 .[
2- ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد ] ذكره مناقب أبي حنيفة ؛ للموفق 1 : 173 ، وجامع أسانيد أبي حنيفة 1 : 222 ، وتذكرة الحفاظ ؛ للذهبي 1 : 157 . [
3- ثقة لا يسأل عن مثله ] المصدر الآنف [
4- ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علما وعبادة وورعا . ] التهذيب 2 \ 372 [
5- ما هذا ببشر ، وإن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ، ويتروح إذا شاء ، فهو هذا . وأشار إلى الصادق ] قاله : ابن أبي العوجاء ، الكافي للشيخ الكليني - قدس سره - ص 72 [
6- ومن غرق في بحر المعرفة لم يقع في شط ، ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط ] قاله : ابن أبي العوجاء في حق الإمام - عليه السلام - الملل والنحل 1 \ 272 الطبعة الثانية [
7- جعفر بن محمد ثقة لا يُسأل عن مثله ] قاله : ابن حبان ، التهذيب 2 \ 104 [
8- كان يتكلم بغوامض الأسرار وعلوم الحقيقة وهو ابن سبع سنين ] قاله : الحسن بن علي الوشاء ، مناهج التوسل \ 106 [
9- الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه ] قاله : عبد الرحمان بن محمد الحنفي البسطامي ، رسائل الجاحظ ؛ للسندوبي : 106 [
10- صاحب الخارقات الظاهرة والآيات الباهرة المخبر بالمغيبات الكائنة ] قاله : الوزير أبوالفتح الإربلي ، غاية الاختصار \ 62
11- واستفاد منه - أولًا - في المعارف الظاهرية والباطنية - إلى أن قال : - لم يكن له نظير في الزهد والتقوى والقناعة وحسن الأخلاق ] قاله : جمال الدين أبو المحاسن ، قاموس الأعلام تأليف ش . سامي 3 \ 1821 اسطنبول وقد ترجمت الكلمة عن اللغة التركية [
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا ، وما توفيقي إلا به ، وسلام على خيرة خلقه محمد وآله ( صلى الله عليهم جميعًا )



من مواضيع : أبو حسين العاملي 0 مدح الإمام (ع) نفسه - نظر إلى الشخصية الحقوقية
0 الأقوال في كيفية علم الأئمة (ع) بالغيب
0 الطوائف
0 كفانا داعشية في طرح المواضيع الثقافية
0 الحب ليس حراما
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:11 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية