[سيدمحمدعلي الموسوي]

العمل روح الحياة
وقف رجل أنصاري أمام النبي محمد ( صلى الله عليه وأله وسلم ) سائلاً منه أن يعينه فأنه قد ترك أطفالاً خلفه يتباكون من الجوع
نظر إليه رسول الله محمد ( صلى الله عليه وأله وسلم ) فوجده قوياً قادرا على العمل والكسب فسأله هل في دارك ما يباع فقال ليس لي ألا ( حلس ) أي {قطعة فراش } و(عقب) أي {أناء للماء أو اللبن } فطلب منه النبي محمد ( صلى الله عليه وأله وسلم ) أن يأتيه بالحلس فجاء به إليه فرفعه النبي محمد ( صلى الله عليه وأله وسلم ) ونادى في مسجده من يشتري فقال احد الصحابة اشتريه بدرهم
فقال ( صلى الله عليه وأله وسلم ) من يزيد فقال آخر عليّ بدرهمين فباعه
النبي محمد ( صلى الله عليه وأله وسلم )
ثم أعطى الأنصاري درهماً وأمره أن يشتري طعاماً لأهله ثم يأتيه فلما رجع أمره بأن يشتري رأس فأس فلما جاء بتلك الحديدة أدخل بها النبي خشبه ثم طلب منه بان يأتي الجبل ويحتطب ثم يأتيه بعد 15 يوماً ولما أنقضت المدة جاء الرجل ومعه عدة دراهم وقد عال عياله طوال تلك المدة وبقي عنده فائض من الدراهم فلتفت رسول الله محمد ( صلى الله عليه وأله وسلم )
إلى أصحابه وقال هذا ما أردت .
فرسول الله محمد ( صلى الله عليه وأله وسلم ) أراد من ذلك الرجل أن يفجر ما عنده من طاقات معطلة وان ينطلق إلى العمل والنشاط ومعالجة الحيات والتفاعل معها وما أراده منه هو تحويل كل المجتمع ,
وهو ( صلى الله عليه وأله وسلم ) الذي يقول (ملعون من ألقى كله على الناس ) وقد حث الإسلام على العمل وفي الأحاديث الشريف إن ( كاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله )
وعنه النبي محمد ( صلى الله عليه وأله وسلم ) (العبادة سبعة أجزاء أفضلها طلب الحلال ) ولهذا روي عن الأمام علي (عليه السلام) ( انه كان إذا رأى رجل أعجبه سمته وهيبته يسأل عن حرفته فأن قيل لا حرفة له سقط من عينه ) وكان الأمام الصادق (عليه السلام) (يأخذ المسحات ويعمل في أرض له حتى يتصبب جسمه عرقاً فقال له احد أصحابه جعلنا الله فداك دعنا نعمل لك أو تعلمه الغلمان فأجابهم ع ((لادعوني فاني اشتهي ان يراني الله عز وجل اعمل بيدي واطلب الحلال في أذى نفسي ))
انه إسلامنا يدعونا إلى العمل والنشاط ويكره لنا الخمول والكسل ولو في أحرج الأوقات كيف والحديث المشهور عن النبي ص ( لو قامت القيامة على أحدكم وفي يده فسيل النخل فليغرسه )
انظر إخوتي أن العمل من أهم سمات الإسلام وفي هذا الحديث كم يحثنا على العمل تصور وانه في يوم القيامة أي أن الأم لا تعرف ابنها ولا الأب يعرف ابنه
ويوصينا رسول الله محمد ( صلى الله عليه وأله وسلم ) أن نغرس فسيل النخل لو كان بيدنا نعم ولكل صاحب حرفه أن يكملها أيضاً .
وجعلنا وإياكم في رضا الله ورسوله وأهل بيته المعصومين
وشكرا