|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 46851
|
الإنتساب : Dec 2009
|
المشاركات : 2,037
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
أنكار رفاهية المؤمن
بتاريخ : 17-08-2010 الساعة : 12:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
من الشبهات المتأصلة التي تركزت لدى أذهان العوام من الناس
ان المؤمن او طالب العلم او صاحب الخلق يتحتم عليه العزوف
عن كل لذة مباحة كيما يصبح مقبولاّ عند البعض - فركوب
السيارة والمأكل الطيب والملبس الحسن محرم عليه - إلاأن هذه
الشبهه لا أصل لها في شريعة الله سبحانه - فإن من الأمور التي
حرص الأسلام على بيانها وتركيزها وتربية المسلمين عليها هي
حالة التوازن بين متطلبات الدنيا والأخرة على حد سواء - فكما
أراد الأسلام للمسلم أن يكون مفكراّ في الأخرة عاملاّ لها كذلك
أراد منه أن لايترك ملذات الدنيا ومتعها التي أباحها الله لعباده
ومنذ صدور الرسالة وقف النبي (ص) بالضد أمام بعض
أصحابه الذين فهموا الزهد في الدنيا والرغبه في الأخرة بأنه
يعني الأنزواء الأعراض عن ملذات الدنيا ومتعها المحللة وأن
يتحولوا الى رهبان ينقطعون عن الدنيا وأهلها ولذائذها
فقد سمع النبي (ص) يوماّ ان أحد أصحابه قرر أن لايقرب
النساء والثاني قرر أن يصوم الدهر كله والثالث قرر أن لايهجع
بليل قط لا بالصلاة - فما كان منه (ص) إلا ان دعا الناس الى
المسجد وخطب بهم وبين سنته في ذلك وبأنه يصوم ويفطر
ويصلي وينام ويضع الطيب ويأتي النساء وغيرها من الخصال
الأنسانية المحللة ثم أن القرأن قد حفل بالعديد من الأيات التي
توضح منهج التوازن في شخصية الأنسان بقوله ( وابتغ فيما
أتاك الله الدار الأخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا ) وقوله ( قل من
حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) ولقد كان
منشأ هذه الشبهه عند المتصوفه أبان القرن الثاني للهجرة
حينما أخذ البعض من رموز التصوف وكردة فعل حينما عم
الرخاء المجتمع الأسلامي بسبب الفتوحات بالعزوف عن الدنيا
بحيث كان هؤلاء يأخذون عن كل إئمة المسلمين موقفاّ حينما
يروهم بمظهر العزة والرخاء - ( جاء في تحف العقول لابن
شعبة ) أن سفيان الثوري دخل على الإمام الصادق (ع) فرأى
عليه ثياباّ بيضاء كالحرير فقال له هذا ليس من لباسك - فقال
(ع) ( أسمع مني وعي لقد كان رسول الله (ص) في زمان
مقفر جشب - فأذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا
فجارها ومؤمنوها لا منافقوها ومسلموها لا كفارها - فما أنكرت
ياثوري فوالله اني لمع ماترى ما أتى علي مذ عقلت صباحاّ ولا
مساءا ولله في مالي حق أمرني ان أضعه موضعاّ إلا وضعته)
وجاء في كتاب لأمير المؤمنين لواليه على مصر محمد بن ابي
بكر في هذا المعني قوله ( وإن المتقين حازوا عاجل الخير
واّجله وشاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا
في أخراهم سكنوا بأفضل ما سكنوا ولبسوا أفضل مايلبسون
وركبوا أفضل مايركبون فأصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا وهم
غداّ جيران الله يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون )
فأين من هذا الحديث وسابقه من يعيب على المؤمن وطالب
الحوزة او العالم ان يأخذ زينته المحلله من الدنيا - فبينما
نجد الكثير لا يعيبون على عبدة الدنيا والفسقه حينما يشاهدوهم
في أقصى مظاهر الترف مع علمهم أن مصدرها من الحرام
والشبهات والغصب - فما بالهم يعيبون على المؤمنين رفاهيتهم
أفليس تكثرون عليهم حقاّ لهم خصهم الله به
والله ولي التوفيق
|
|
|
|
|