[سعودي شرقاوي]

مدخل المدينة !

فِيْ القَلْبِ مِنَ " الوَجعِ " مَدينة .
أثَاثُهَا " جروحٍ " قديمة .
وَعَلَى جُدْرانِها عُلِقتْ " ذِكرَّياتٍ " أليمة .
الشوارع بِالضيَاعِ
سُجِّرَت !
وَالأرْصِفة بِالجياعِ
سُكِنَتْ !
وَبين الأزِقةِ عجائز تعرض
المآسي بضائع :

[ 1 ]
الاتصالات :
أشْحَن قلْبي بِبطاقةِ " الحُبِ " فَأُمْنَح رصيد إضافي مِنَ " المشاعرِ "
كافٍ كي أطلب " قلوبهم "
فلا أسمع إلا :
رسائل تفيد بِأني خارج نطاق
" تغطيتهم " .

[ 2 ]
النادي :
لِسَاني لا يمْلِكُ لياقة عالية كي أُمَارِس رياضة الكِتَابة بِمهَارة !
فَبحثت عَنِ مُدربٍ ( أدبي ) يُعينني عَلَى بناءِ عضلاتي اللغوية .
فلم أجد :
بطاقة عضوية !

[ 3 ]
المشفى :
أنْجبت الأيام " أحلاما "
فجَاءوا إلي بنبأ كاذب
عليه يتباكون
أن الأحلام
ماتت في " رحم الأيام "
قبل الولادة !

[ 4 ]
الصيدلية :
أطلب حبوب منع الـ" هم "
فَيُصرف لي مرهم الـ " وهم "

[ 5 ]
البنك :
رَصيدّ مِنَ " الألمِ "
كافٍ كي يصنع مني " عميل ألم مميز "
وَأخبروني كذلك
أن بِالإمكانِ
الحصول عَلَى " فيزا جرح " بِفائدةٍ " ألم " مُيسر.

[ 6 ]
المطعم :
ناولني " النادل "
الطلب :
طبق " الجحود "
مُجمل " بالنكران" الجميل
ومحلى
" بالكذب وَالتزييف "
ولا أعلم !
أأكل أم أُمْسِك !

[ 7 ]
"شيخي " القدير :
علمني :
أن الحقيقة لَيْسَ لهّا إلا وجه واحد !
وهِي الكائن الذي خُلِقَ " عاريا "
لذا ألزمها البشر أن تلبس ثوب " الخديعة " وَتُلَون بِمساحيقِ " الضلالة " !
فنامت الحقيقة بين خديعتين !

[ 8 ]
العُمْر :
أقطف مِنَ التقويمِ ورقة .
فيضيع من عمري يوم !
وأنسى أن شبابي
"يحتضر" .
وأن الأرض لا تزل "جائعة " ، تفتح " فمها " كل يوم كي تلتهم " جسدا " !

[ 9 ]
المَطار :
الرَحْلات المُغَادرة :
أُودع " الأفراح " عَلَى أمل أنّ لنا لِقاء !
الرِحلاتْ القادمة :
أستقبل " الأحزان " ، لتزف لي الأخبار ،أن الأفراح لم تعد قادرة على " الرجوع " فلم تُمنح تأشيرة دخول بعد !

مخرج المدينة !
الأيام
" مجعدة "
والفرح مشط أسنانه سقطت
فلم يعُد يجدي
نفعا !