[سومر الرافدين]

بسم الله الرحمن الرحيم

ـ(الإسلاميين الشيعة) يبعدون الأنظار عن (ارهاب الإسلاميين السنة) بتوجيهها للبعثيين (الاعظمية) مثالا


http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=70345

من يتابع الاعلام الحكومي وكذلك الاعلام الاسلامي الشيعي (الصدريين، الدعوة، المجلس).. يجده يجير بشكل يثير الشكوك والريبة عليه.. من خلال توجيهه اصابع الاتهام بعد كل عملية من عمليات العنف والتفجيرات الارهابية التي تستهدف المدنيين والعسكريين العراقيين.. الى البعثيين فقط.. الذين تحول مسماهم اخيرا لدى المجلس والدعوة والصدريين (بالصداميين)؟؟ أي ليس فقط برئوا الجماعات السنية الاسلامية بل حتى البعث من عمليات العنف.. باختزالها بما يسمى (الصداميين والتكفيريين)..

فقد اكدت الجماعات الاسلامية السنية اخيرا التي يطلق عليها (الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية ) في ردها على خطاب عزة الدوري والبعثيين .. التي اشار بها الدوري بان (البعث حاضن للمقاومة).. فكان رد الاسلاميية السنة (بان المقاومة .. اشعلها ائمة المساجد والجوامع السنة.. ولا يوجد فصيل فيها يتبنى ادبيات البعث).. واكد بيان الجماعات الاسلامية السنية كذلك (بعدم معرفتها باي فصيل مسلح فيها يحمل ادبيات البعث مقاوم للمحتل) حسب وصفها لقوات التحالف التي حررت العراق من صدام والبعث وحكم الاقلية السنية في العراق.

وتابع البيان ((كل فصائل المقاومة في العراق تجد أدبياتها ومشاريعها إسلامية ، وليس لها ارتباطبحزب البعث العراقي ولم نعرف أو نسمع عن فصيل جهادي عراقي تبنى أفكار وأدبيات حزبالبعث».
وشدد البيان على أن حزب البعث لم يقدم «يوما من الأيام ولو لمرة مشروعاأو مبادرة احتضن فيها جميع الفصائل العراقية، فأنى لهم بقيادتها».

ويمكن متابعة بيان (الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية) تحت عنوان (المقاومة العراقية رداً على الدوري: المقاومة في العراق أشعل فتيلها أهل المساجدوتقدم صفوفها أئمتها) وعلى الرابط التالي:

http://www.iraqalarab.net/news.php?action=view&id=747

والدليل على ذلك نجد بيانات الاجهزة الامنية العراقية تتناقض مع بيانات الحكومية والاحزاب الشيعية.. فالبيانات العسكرية والامنية الصادرة بعد كل تفجير ارهابي تصرح (انها القت القبض على العناصر المنفذة للعمليات والتي تنتمي للجماعات الاسلامية السنية.. كالقاعدة وتنظيمات اسلامية سنية اخرى).. التي تعترف بتنفيذها هذه العمليات .. في وقت الاعلام الحكومي والاسلامي الشيعي يوجه اصابعه الى البعثيين فقط؟؟ والوقائع تشير في معظمها على الاسلاميين السنة..

مثال ذلك الاعظمية.. والمجزرة ضد جنود الحرس الوطني.. الذين استشهدوا بعمليات جبانة وتم حرق جثثهم الطاهرة.. من قبل عصابات دولة العراق الاسلامية التنظيم الجامع للجماعات الاسلامية السنية المسلحة ومنها القاعدة.. فنرى الاعلام الحكومي يتهم البعثيين.. في وقت تشن القوى الامنية العراقية عمليات اعتقال ضد الجماعات السنية الاسلامية المسلحة التي قامت بالعملية..

والدليل الاخر ان واجهات الاحزاب الاسلامية السنية بالبرلمان والحكومة كالحزب الاسلامي السني والتوافق والحوار والقائمة السنية.. للمطلك النجيفي الهاشمي.. يعلنون دفاعهم عن المعتقلين بعمليات العنف بالسجون العراقية والامريكية من الاسلاميين السنة المتورطين بدماء العراقيين.. ويطالبون باطلاق سراحهم بعفو عام.. يشملهم..

وياتي ذلك بسبب ادمان القوى السياسية الشيعية التي كانت بالمعارضة قبل عام 2003 ضد حكم البعث وصدام ولمدة خمسة وثلاثين سنة.. والتي نقلت عقليتها المغلقة بالصراع الماضي بعد وصولها للحكم.. فاصبح كل شيء يتهم فيها البعثي.. وان لم يكن.. وهذا بحد ذاته اصبح كطوق نجاة للجماعات السنية الاسلامية.. التي يتم تبرئتها من العنف والجريمة والارهاب.. بالقاء التبع على البعث.. اعلاميا..

حالهم حال الطبقة السياسية الامريكية التي خاضت الحرب الباردة ضد الشيوعيين .. فهذه الطبقة لحد يومنا هذا وبعد احالتها للتقاعد.. توجه اصابع الاتهام ضد الشيوعيين.. حتى بعد سقوط الشيوعية.. .. في حين بالعراق اصبح هؤلاء المتحجرين من سياسيي العراق المعارضين لحكم البعث سابقا وهم اليوم في السلطة.. ما زال صراع المعارضة في فكرهم وسياساتهم.. من جهة.. ولمعرفتهم بان البعث هو حزب سلطة.. ويصارع من اجل العودة للحكم.. بالمقابل الطبقة السياسية الحالية تجهد لبقاءها بالكراسي.. والسلطة.. أي وقع العراقيين بين طبقة سياسية فاسدة مفسدة.. وبين قوى سياسية سنية وبعثية تمتاز بالدموية والوحشية تريد العودة للسلطة والحكم.

وكذلك لا ننسى ان القوى السياسية الشيعية تعلم.. بان امريكا والغرب يرفضون وصول الاسلاميين السنة وجماعاتها المتطرفة للسلطة.. من جهة.. ومن جهة ثانية الدول الاقليمية والمحيط العربي السني يطرحون البعث كبديل سني علماني عن الاسلاميين السنة للعودة للحكم بالعراق رغم دعم العواصم الاقليمية للجماعات السنية الاسلامية المسلحة.. اي يكون البعث بديل مقبول مرحليا من هؤلاء الاسلاميين السنة كبديل عن الشيعة والكورد في بغداد.. كما كان الحال قبل عام 2003..


وهنا نشير الى حقائق:

1. حزب البعث في حقيقته هو واجهة علمانية للسنة العرب بالعراق.. وان قادة البعث هم من السنة (جناح عزة الدوري) و (جناح يونس الاحمد).. وكلاهما من اهل السنة..

2. البعثيين السنة مرتبطين عضويا بالجماعات السنية الاسلامية مثال عزة الدوري المرتبط بالصوفيين... ولكنهم بطرح علماني..

3. البعثيين من اصول شيعية.. منسلخين عن تشيعهم.. لذلك نرى امثال الزبيدي ومزبان خضر هادي.. كانوا يتقربون لنظام صدام السني بدماء الشيعة.. كما حصل في انتفاضة اذار وقمعها.. وبذلك يكون للسنة عبر البعث طابور خامس داخل الشيعة بالوسط والجنوب يمكن ان يسيطرون على الجنوب والوسط عبرهم..


ولتفسير سبب ابعاد الاحزاب الاسلامية الشيعية الانظار عن جرائم الاسلاميين السنة ... يعود كذلك.. (بان الاسلاميين الشيعة.. ) برامجهم السياسية هي نسخة طبق الاصل من (البرامج السياسية للاسلاميين السنة).. باعتراف نشطاء بالاحزاب التي توصف بالشيعية كضياء الشكرجي الذي اكد بان حزب الدعوة هو نسخة طبق الاصل من الاخوان المسلمين المصريين السنة..ومتأثر بواجهات قيادية سنية في حزب التحرير الاسلامي السني..

1. الاسلاميين السنة والشيعة.. وفي برامجهم السياسية.. لا يؤمنون بان العراق وطن بحد ذاته.. بل يقزمون منه ويعتبرونه (ولاية ، امارة، جزء) من اوطان وهمية خارجية ودول خارجية.. تحت شعارات ما يسمى (الخلافة الإسلامية، او الامبراطورية الاسلامية الكبرى من الصين للمحيط).. حالهم حال البعثيين الذين يعتبرون العراق (قُطر، جزء) من الوطن الوهمي الذي يطلق عليه (الوطن العربي).

2. الإسلاميين السنة والشيعة.. لا يؤمنون بان ثروات العراق للعراقيين.. بل يعتبرون خيرات وثروات العراق (لمليار نسمة) تحت شعار (ثروة العراق للمسلمين من الصين للمحيط) كحال القوميين والبعثيين وشعارهم البائد (نفط العراق للعرب ... وارض العراق للعرب) والذي ترجم (نفط العراق للعرب فقروا يا عراقية).. و (ارض العراق للعرب اشرودا يا عراقية) وهذا ما حصل فعلا..

3. الاسلاميين السنة والشيعة.. لا يؤمنون ببرامجهم السياسية بحرية الشعب باتخاذ القرار.. وبالديمقراطية .. وقبول بعض الاحزاب الاسلامية بعد عام 2003 بالعملية الديمقراطية جاء ضمن (سياسة المراحل).. للتمهيد حسب رؤية كل منهم لتحين الفرصة للانقضاض وتطبيق برامجه الطغيانية.. كالقوميين والبعثيين.. الذين يتلونون للوصول للسلطة.. ويستخدمون شعار (الموت في خدمة القضية).. وطبعا الموت موجهة ضد العراقيين ..

ونؤكد بان لا يوجد أي حزب سياسي يوصف بالشيعي.. ينطلق من هموم شيعة العراق.. وبيئتهم وحاجاتهم.. بل هي احزاب كما اعتراف بذلك علي الاديب في برنامج (الملف) على قناة الحرة.. (بان حزب الدعوة انطلق من هموم اقليمية).. أي ليست عراقية...

...........................
واخيرا يتأكد لشيعة العراق ولجميع القوى الشيعية العراقية.. بان ضمان حماية انفسهم واجيالهم .. لا يكون الا بتبني مشروع الدفاع عن شيعة العراق (قضية شيعة العراق).... بعشرين نقطة وهو خلاص لشيعة العراق وضمانة لحمايتهم.. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق، والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=3474


تقي جاسم صادق