العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العام

المنتدى العام المنتدى مخصص للأمور العامة

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

خادم للمذهب
عضو متواجد
رقم العضوية : 52510
الإنتساب : Jul 2010
المشاركات : 95
بمعدل : 0.02 يوميا

خادم للمذهب غير متصل

 عرض البوم صور خادم للمذهب

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العام
Exclamation تشبيهات الدنيا واهلها مهم جدا
قديم بتاريخ : 21-07-2010 الساعة : 01:16 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه المنتجبين


(تشبيهات الدنيا و اهلها)

قد شبه بعض الحكماء حال الانسان و اغتراره بالدنيا، و غفلته عن الموت و ما بعده من الاهوال، و انهماكه في اللذات العاجلة الفانية الممتزجة بالكدورات: بشخص مدلى في بئر، مشدود وسطه بحبل، و في اسفل ذلك البئر ثعبان عظيم متوجه اليه، منتظر سقوطه، فاتح فاه لالتقامه، و في اعلى ذلك البئر جرذان ابيض و اسود، لا يزالان يقرضان ذلك الحبل شيئا فشيئا، و لا يفتران عن قرضه آنا من الآنات، و ذلك الشخص، مع انه يرى ذلك الثعبان و يشاهد انقراض الحبل آنا فآنا، قد اقبل على قليل عسل قد لطخ به جدار ذلك البئر و امتزج بترابه و اجتمعت عليه زنابير كثيرة، و هو مشغول بلطعه منهمك فيه، ملتذ بما اصاب منه، مخاصم لتلك الزنابير عليه، قد صرف باله باجمعه الى ذلك، غير ملتفت الى ما فوقه و الى ما تحته. فالبئر هو الدنيا، و الحبل هو العمر، و الثعبان الفاتح فاه هو الموت، و الجرذان الليل و النهار القارضان للعمر، و العسل المختلطة بالتراب هو لذات الدنيا الممتزجة بالكدورات و الآلام، و الزنابير هم ابناء الدنيا المتزاحمون عليها.
و شبه بعض العرفاء الدنيا و اهلها، في اشتغالهم بنعيمها و غفلتهم عن الآخرة، و حسراتهم العظيمة بعد الموت، من فقدهم نعيم الجنة بسبب انغمارهم في خسائس الدنيا: بقوم ركبوا السفينة، فانتهت‏بها الى جزيرة فامرهم الملاح بالخروج لقضاء الحاجة، و حذرهم المقام فيها، و خوفهم مرور السفينة و استعجالها، فتفرقوا في نواحي الجزيرة، فقضى بعضهم حاجته، و بادر الى السفينة، فصادف المقام خاليا، فاخذ اوسع الاماكن و اوفقها بمراده. و بعضهم توقف في الجزيرة، و اشتغل بالنظر الى ازهارها و انوارها و اشجارها و احجارها و نغمات طيورها، ثم تنبه لخطر فوات السفينة فرجع اليها، فلم يصادف الا مكانا ضيقا، فاستقر فيه. و بعضهم، بعد التنبه لخطر مرور السفينة، لما تعلق قلبه ببعض احجار الجزيرة و ازهارها و ثمارها، لم تسمح نفسه باهمالها، فاستصحت منها جملة و رجع الى السفينة فلم يجد فيها الا مكانا ضيقا لا يسعه الا بالتكلف و المشقة، و ليس فيه مكان لوضع ما حمله، فصار ذلك ثقلا عليه وبالا، فندم على اخذها، و لم يقدر على رميها، فحملها في السفينة على عنقه متاسفا على اخذها. و بعضهم اشتغل بمشاهدة الجزيرة، بحيث لم يتنبه اولا من خطر مرور السفينة و من نداء الملاح، حتى امتلات السفينة، فتنبه اخيرا و رجع اليها، مثقلا بما حمله من احجار الجزيرة و حشائشها، و لما وصل الى شاطئ البحر سارت السفينة، اولم يجد فيها موضعا اصلا، فبقى على شاطئ البحر. و بعضهم لكثرة الاشتغال بمشاهدة الجزيرة و ما فيها نسوا المركب بالمرة، و لم يبلغهم النداء اصلا، لكثرة انغمارهم في اكل الثمار و شرب المياه و التنسم بالانوار و الازهار و التفرج بين الاشجار، فسارت السفينة و بقوا في الجزيرة من دون تنبههم بخطر مرورها، فتفرقوا فيها، فبعضهم نهشته العقارب و الحيات و بعضهم افترسته السباع، و بعضهم مات في الاوحال، و بعضهم هلك من الندامة و الحسرة و الغصة، و اما من بقي على شاطئ البحر فمات جوعا، و اما من وصل الى المركب مثقلا بما اخذه، فشغله الحزن بحفظها و الخوف من فوتها، و قد ضيق عليه مكانه، فلم يلبث ان ذبلت ما اخذه من الازهار، و عفنت الثمار، و كمدت الوان الاحجار، فظهر نتن رائحتها، فتاذى من نتن رائحتها و لم يقدر على القائها في البحر لصيرورتها جزءا من بدنه، و قد اثر فيه ما اكل منها، و لم ينته الى الوطن الا بعد احاطة الامراض و الاسقام عليه لاجل ما لم ينفك عنه من النتن، فبلغ اليه سقيما مدنفا، فبقى على سقمه ابدا، او مات بعد مدة، و اما من رجع الى المركب بعد تضيق المكان، فما فاته الا سعة المحل، فتاذى بضيق المكان مدة، و لكن لما وصل الى الوطن استراح، و من رجع اليه اولا و وجد المكان الاوسع فلم يتاذ من شي‏ء اصلا و وصل الى الوطن سالما. فهذا مثال اصناف اهل الدنيا فى اشتغالهم بحظوظهم العاجلة، و نسيانهم وطنهم الحقيقي، و غفلتهم عن عاقبة امرهم. و ما اقبح بالعاقل البصير ان تغره باحجار الارض و هشيم النبت، مع مفارقته عند الموت و صيرورته كلا و وبالا عليه.


كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين

من مواضيع : خادم للمذهب 0 حقاً.. إنها لمعجزة الحسين (ع)
0 كرامة الأولياء
0 أنا ضيفكما وهذا بيتكما
0 كأن قبراً مُعدٌّ له سلفاً
0 كرامة من حسن الضيافة
التعديل الأخير تم بواسطة نور المستوحشين ; 23-07-2010 الساعة 12:30 PM. سبب آخر: توضيح اللون

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:38 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية