أقول : قال الصاحب بن عبّاد مخاطبا له عليه السلام مشيرا إلى نحو ما عدّده عليه السلام من صفاته :
أيا ابن عم رسول اللّه أفضل مـن
سـاد الأنـام و سـاس الهاشمينـا
يا بدرة الدين يا فرد الزمان أصـخ
لمدح مولى يـرى تفضيلكـم دينـا
هل مثل سيفك في الإسلام لو عرفوا
و هـذه الخصلـة الغـرّاء تكفينـا
هل مثل علمك إن زلّوا و إن وهنوا
و قد هديت كما أصبحـت تهدينـا
هل مثل قولـك إذ قالـوا مجاهـرة
لو لا علـي هلكنـا فـي فتاوينـا
هل مثل جمعـك للقـرآن تعرفـه
لفظا و معنـى و تأويـلا و تبيينـا
هل مثل صبرك إذ خانوا و إذ فشلوا
حتى جرى ما جرى في يوم صفّينا
هل مثل بذلك للعاني الأسير و لـل
طّفل الصغير و قد أعطيت مسكينـا
« فقمت بالأمر حين فشلوا » بالكسر : أي جبنوا . روى الطبري : أنّ يوم احد لمّا قتل علي عليه السلام أصحاب الألوية أبصر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم جماعة من مشركي قريش . فقال لعلي عليه السلام : إحمل عليهم ، فحمل عليهم ففرّق جماعتهم كرارا و قتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي . فقال جبرئيل عليه السلام يا رسول اللّه : انّ هذه للمواساة . فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم : إنّه منّي و أنا منه ، فقال جبرئيل : و أنا منكما ،
فسمعوا صوتا : لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتى إلاّ علي .
و روى أيضا أن أنس بن النضر عمّ أنس بن مالك انتهى إلى عمر بن الخطاب و طلحة بن عبيد اللّه في رجال من المهاجرين و الأنصار و قد ألقوا بأيديهم . فقال : ما يجلسكم قالوا : قتل محمّد رسول اللّه . قال : فما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم ، ثم استقبل القوم فقاتل إلى أن قال .
و فشا في الناس أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قد قتل فقال بعض أصحاب الصخرة :
ليت لنا رسولا إلى عبد اللّه بن ابيّ . فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان . يا قوم انّ محمّدا قد قتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم .
قال أنس بن النضر : يا قوم إن كان محمّد قد قتل فإنّ ربّ محمّد لم يقتل ،
فقاتلوا على ما قاتل عليه محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلم . اللّهم إنّي أعتذر إليك ممّا يقول هؤلاء ،
و أبرأ إليك ممّا جاء به هؤلاء ثمّ شدّ بسيفه فقاتل حتّى قتل إلى أن قال فقال اللّه عزّ و جلّ للّذين قالوا : انّ محمّدا قد قتل فارجعوا إلى قومكم و ما محمّد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضرّ اللّه شيئا .
« و تطلّعت حين تقبّعوا » يقال : قبع القنفذ إذا أدخل رأسه في جلده .
قال القمّي : كانت راية قريش يوم احد مع طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار ، فبرز و نادى : يا محمّد تزعمون أنّكم تجهّزونا بأسيافكم إلى النار ،
و نجهّزكم بأسيافنا إلى الجنّة ، فمن شاء أن يلحق بجنّته فليبرز إليّ . فبرز إليه أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال له طلحة : من أنت يا غلام ؟ قال : أنا علي بن أبي طالب ،
قال : قد علمت يا قضيم أنّه لا يجسر علي غيرك
سئل أبو عبد اللّه عليه السلام عن معنى قول طلحة له عليه السلام : يا قضيم فقال : إن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم لمّا كان بمكّة ، و لم يجسروا عليه لمكان أبي طالب يغرون به صبيانهم . فكانت صبيانهم إذا خرج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم يرمونه بالحجارة و التراب .
فشكا ذلك إلى علي عليه السلام . فقال له : بأبي أنت و امّي إذا خرجت فأخرجنى معك .
فخرج معه ، و تعرّض الصبيان للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم كعادتهم ، فحمل عليهم علي عليه السلام و كان يقضمهم في وجوههم و آنافهم و آذانهم فكان الصبيان يرجعون باكين إلى آبائهم و يقولون : قضمنا علي ، قضمنا علي فسمّى لذلك القضيم .
« و نطقت حين تعتعتوا » التعتعة التردد في الكلام من حصر أوعيّ ،
و قال الشاعر :
اخاطـب جهـرا اذ لهـن تخافـت
و شتّان بين الجهر و المنطق الخفت
و في الآثار أن رجلين اختصما إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم في بقرة قتلت حمارا
فقال أحدهما يا رسول اللّه بقرة هذا الرجل قتلت حماري . فقال : اذهبا إلى أبي بكر فاسألاه عن ذلك فجاءا إليه ، و قصا عليه قصّتهما . قال : كيف تركتما النبي و جئتماني ؟ قالا : هو أمرنا بذلك . فقال لهما : بهيمة قتلت بهيمة لا شي ء على ربّها . فعادا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم فاخبراه .
فقال لهما : إمضيا إلى عمر فمضيا ، فقال لهما : كيف تركتما النبي و جئتماني ؟ فقالا : إنّه أمرنا ، قال : كيف لم يأمركما بالمصير إلى أبي بكر ؟ قالا :
قد أمرنا و صرنا إليه ، قال : فما الّذي قال ؟ قالا : كيت و كيت قال : ما أرى إلاّ رأي أبي بكر فعادا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم .
فقال لهما : إذهبا إلى علي بن أبي طالب . فمضيا إليه . فقال عليه السلام : إن كانت البقرة دخلت على الحمار في مأمنه . فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه ، و إن كان الحمار دخل على البقرة في مأمنها فقتلته فلا غرم على صاحبها . فعادا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم ، فأخبراه بقضيّته . فقال عليه السلام : لقد قضى علي بن أبي طالب بينكما بقضاء اللّه تعالى ، ثم قال : الحمد للّه الّذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود في القضاء .
« و مضيت بنور اللّه حين وقفوا » لما كان حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكّة يخبرهم بعزيمة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم على فتح مكّة ، و اعطى الكتاب امرأة سوداء كانت وردت المدينة لتستميح الناس ، و جعل لها جعلا ان توصله إلى قوم سمّاهم لها من أهل مكّة ، و أمرها أن تأخذ على غير الطريق ، فنزل الوحي بذلك .
فاستدعى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم أمير المؤمنين عليه السلام و قال له : إنّ بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكّة يخبرهم بخبرنا و قد كنت سألت اللّه تعالى أن يعمّي أخبارنا عليهم و الكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك و الحقها و انزع الكتاب منها و خلّها . ثم استدعى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم الزبير و قال : له إمض مع علي في هذا الوجه ، فمضيا و أخذا على غير الطريق ، فأدركا المرأة ،
فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب الّذي معها فأنكرته و حلفت أنّه لا شي ء معها و بكت فقال الزبير : ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم لنخبره ببراءة ساحتها فقال عليه السلام : يخبرني النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم أنّ معها كتابا و يأمرني بأخذه منها و تقول أنت : لا كتاب معها ثم اخترط سيفه
و تقدم إليها فقال : أما و اللّه لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك ثم لأضربن عنقك .
فقالت : إذا كان لا بدّ من ذلك فأعرض بوجهك عنّي فأعرض عليه السلام فكشفت قناعها و أخرجت الكتاب من عقيصتها فأخذه و صار به إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم.
« و كنت أخفضهم صوتا » خفض الصوت من ممدوح الصفات و ضدّه من مذمومها قال تعالى حاكيا عن لقمان لابنه : و اغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير » .
« و أعلاهم فوتا » أي : من أن يفوت منه شي ء و يسبق عليه و في النهاية « فاتنى فلان بكذا » اي سبقني به و في ( تفسير القمي ) : كانت هند بنت عتبة قد أعطت في غزوة احد
و حشيا عهدا لئن قتلت محمّدا أو عليّا أو حمزة لأعطينّك رضاك و كان وحشي عبدا لجبير بن مطعم حبشيا فقال لها : أمّا محمّد فلا أقدر عليه و أمّا علي فرأيته رجلا حذرا كثير الالتفات فلم أطمع فيه و لكن أكمن لحمزة إلخ
« كالجبل لا تحرّكه القواصف » أي : الرياح الكاسرة للأشجار .
« و لا تزيله العواصف » أي : الرياح الشديدة الناقلة للأشياء من محلّ إلى محلّ آخر .
« لم يكن لأحد فيّ مهمز » أي : محل عيب قيل للصادق عليه السلام : إنّ قوما هاهنا ينتقصون عليّا عليه السلام قال : بم ينتقصونه لا أبا لهم و هل فيه موضع نقيصة .
و اللّه ما عرض لعليّ عليه السلام أمران قط كلاهما للّه طاعة إلاّ عمل بأشدّهما و أشقّهما و لقد كان يعمل العمل كأنّه قائم بين الجنّة و النّار ينظر الى ثواب هؤلاء فيعمل له و ينظر الى عقاب هؤلاء فيعمل له ، و ان كان ليقوم الى الصلاة
فإذا قال « وجّهت وجهي » تغيّر لونه حتّى يعرف ذلك في وجهه و لقد أعتق ألف عبد من كدّ يده كلهم يعرق فيه جبينه و تحفى فيه كفّه و لقد بشّر بعين انبعثت في ماله مثل عنق الجزور فقال : « بشّر الوارث بشّر الوارث » ثم جعلها صدقة على الفقراء و المساكين و ابن السبيل الخبر .
« و لا لقائل فيّ مغمز » أي : موضع طعن .
و إنّما أراد عمر الغمز فيه عليه السلام كباقي ستة الشورى فلم يجد شيئا ،
فاضطر إلى أن يستهجن فضائله عليه السلام فأخرج حسن خلقه عليه السلام في لباس سوء ،
فسمّاه دعابة و تبعه عمرو بن العاص و أراد معاوية همزة عليه السلام ففضح نفسه و المؤسّسين له فكتب إليه عليه السلام « انك كنت تقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى بايعت أبا بكر » فأجابه عليه السلام : « لقد أردت أن تذمّ فمدحت و أن تفضح فافتضحت و ما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن ظالمآ.
« الذليل عندي عزيز حتّى آخذ الحق له » روى ابن عبد ربه في ( عقده ) .
و البغدادي في ( بلاغاته ) في وفود سودة بنت عمارة الهمدانية على معاوية قالت له : لا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك ، و يبطش بسلطانك ،
فيحصدنا حصد السنبل و يدوسنا دوس البقر و يسومنا الخسيسة و يسلبنا الجليلة ، و هذا بسر بن أرطاة قدم علينا من قبلك . فقتل رجالي و أخذ مالي يقول لي : فوهي بما أستعصم اللّه منه و ألجأ إليه فيه و لو لا الطاعة لكان فينا عز و منعة فإمّا عزلته عنّا فشكر ناك و إمّا لا فعر فناك فقال لها معاوية : أتهدّديني بقومك لقد هممت أن أحملك على قتب أشرس فأردّك إليه ينفّذ فيك حكمه . قال :
فأطرقت تبكي ثم أنشأت تقول :
صلّى الإله على جسم تضمنه
قبر فأصبح فيه العدل مدفونـا
قد حالف الحق لا يبغي به بدلا
فصار بالحق و الايمان مقرونا
فقال لها : و من ذاك ؟ قالت : علي بن أبي طالب . قال : و ما صنع بك حتّى صار عندك كذلك ؟ قالت : قدمت عليه في رجل ولاّه صدقاتنا قدم علينا من قبله فكان بيني و بينه ما بين الغث و السمين ، فأتيت عليا لأشكو إليه ما صنع .
فوجدته قائما يصلّي . فلما نظر إليّ انفتل من صلاته . ثم قال لي برأفة و تعطف :
ألك حاجة ؟ فأخبرته الخبر . فبكى ثم قال : « اللهم إنّك أنت الشاهد علي و عليهم .
أنّي لم آمرهم بظلم خلقك و لا بترك حقك » .
ثم أخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجراب فكتب فيها « بسم اللّه الرحمن الرحيم قد جاءتكم بيّنة من ربكم ف أوفوا الكيل و الميزان بالقسط
و لا تبخسوا الناس أشياءهم ، و لا تعثوا في الأرض مفسدين . بقية اللّه خير لكم إن كنتم مؤمنين و ما أنا عليكم بحفيظ إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما في يدك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك و السلام » . قالت : فاخذته منه و اللّه ما ختمه بطين و لا خزمه بخزام فقرأته . فقال لها معاوية : لقد لمظكم ابن أبي طالب الجرأة على السلطان فبطيئا ما تفطمون الخبر .
« و القوي عندي ضعيف حتّى آخذ الحقّ منه » في ( المناقب ) : أخذ ( علي ) عليه السلام رجلا من بني أسد في حدّ . فاجتمع قومه ليكلّموه فيه ، و طلبوا إلى الحسن عليه السلام أن يصحبهم . فقال : إيتوه فهو أعلى بكم عينا . فدخلوا عليه و سألوه ، فقال : لا تسألوني شيئا أملك إلاّ أعطيتكم . قال : فخرجوا يرون انّهم قد أنجحوا فسألهم الحسن عليه السلام فقالوا : أتينا خير مأتيّ و حكوا له قوله فقال : « ما كنتم فاعلين إذا جلد صاحبكم فاصنعوه » قال : فأخرجه علي عليه السلام فحدّه ثم قال « هذا و اللّه لست أملكه »
« أ تراني أكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم »انه كلام قاله عليه السلام لمّا تفرّس من جمع انّهم يتّهمونه بالكذب في ما يخبرهم به عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم انه عيّنه خليفته و وصيّه و قائما مقامه و قد رووا أنفسهم ذلك عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم يوم الدار يوم جمع بني عبد المطلب و قال : أيّكم يوازرني على أن يكون خليفتي و يوم تبوك لما قال المنافقون : خلّفه على المدينة استثقالا له ، و يوم غدير خم و قد رووه متواترا و مواقع اخر فكان المنافقون إذا كان عليه السلام يخبرهم بذلك و قد كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم يشير اليه عليه السلام من يوم بعثته إلى ساعة رحلته تصريحا و تلويحا و قولا و عملا ينسبونه إلى الكذب على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم .
و في خبر رواه ( الاحتجاج ) عن عبادة بن الصامت ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال لأبي بكر و عمر : و كأنّي بكما قد سلبتماه ملكه و تحاربتما عليه ، و أعانكما على ذلك أعداء اللّه و أعداء رسوله و كأنّي بكما قد تركتما المهاجرين و الأنصار يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف على الدنيا و لكانّي بأهل بيتي و هم المقهورون المشتّتون في أقطارها و ذلك لأمر قد قضي ثم بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم حتّى سالت دموعه ثم قال : يا علي الصبر الصبر حتّى ينزل الأمر .
و في خبر سليم بن قيس أن الأشعث قال لأمير المؤمنين عليه السلام : ما منعك حين بويع أخوتيم ، و أخو عدي ، و أخو اميّة ، أن تقاتل و تضرب بسيفك و أنت لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلاّ قلت فيها قبل أن تنزل عن المنبر « و اللّه إنّي لأولى الناس بالناس ، و ما زلت مظلوما منذ قبض النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم » فقال عليه السلام :
منعني من ذلك أمر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم و عهده إليّ أخبرني بما الامّة صانعة بعده
فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم به قبل ذلك .
« من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار » . و قال في الخطبة نفسها : « ان بعض الصحابة تقربوا الى أئمة الضلال و الدعاة الى النار بالزور و البهتان . » و من أقواله : « الايمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك ، و أن لا يكون في حديثك فضل عن عملك ، و أن تتقي اللّه في حديث غيرك » . و من يتق اللّه في أحاديث الناس العاديين كيف يعصيه في حديث الرسول الأكمل الذي هو وحي منزل .
( فنظرت في أمري فإذا طاعتي سبقت بيعتي ، و اذا الميثاق في عنقي لغيري ) .
يريد ببيعتي مبايعته الخلفاء من قبله ، و بطاعتي طاعته للنبي ( ص ) حيث أوصاه بالصبر و عدم المقاومة ، و المعنى انه ما أعلن الحرب على من اغتصب حقه في الخلافة لأن النبي ( ص ) أوصاه بالصبر على دائه ، و ليس في وسعه إلا أن يسمع و يطيع لأن طاعة الرسول أمانة في عنقه .