بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الغر الميامين
عرف عن الأمام علي عليه السلام شكواه من أهل العراق ومن أصحابه فهو ليس دليلا على ضعف سياسة الأمام ،بل جاءت هذه الشكوى بمثابة الأدانة لأهل الشر،وهو جزء من سياسة الأمام أمير المؤمنين عليه السلام ،في الكشف عن النماذج البشرية الخيرة والشريرة ،فقد استخدم ألأمام كلا ألأسلوبين :الكلام والعمل ،للكشف عن المتخاذلين عن أداء التكليف الشرعي مع الأمام عليه السلام .فالكلام يفسر بمرماه لا بمعناه، ولذا لا يفسر قوله تعالى(ومن كان في هذه أعمى فهو في الأخرة أعمى وأضل سبيلا)).بالعمى الظاهري،وما قلناه ليس ألأ ضمن المقارنات الزمنية ،أما نحن فنعتقد أن عليا عليه السلام كانت له جهة ملكوتية ، فلايعمل عملا ، ولايتكلم بكلمةألأ عن أرادة الله سبحانه: ((عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)). وقد أشار ألأمام لهذا المضمون حيث يقول عليه السلام ((يا أشباه الرجال ولا رجال ،حلوم ألأطفال و عقول ربات الحجال لوددت أني لم أركم ,لم أعرفكم معرفة،والله جرت ندما وأعقبت سدما ، قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحا وشحنتم صدري غيظا وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا وأفستدم علي رأي بالعصيان والخذلان)).
وفي قول له عليه السلام((صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه ،وصاحب أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه ،لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم)). السلام عليك يا ولي الله حيا وشهيدا وشفيعا .......