|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 44963
|
الإنتساب : Nov 2009
|
المشاركات : 93
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
طرق السير إلى الله :: آية الله حسن زاده آملي :: أستاذ السيد الحيدري
بتاريخ : 28-04-2010 الساعة : 10:57 AM
من أفضل الكتب التي وجدتها في طرق السير إلى الله هو كتاب العلامة الكبير ذو الفنون آية الله الشيخ حسن حسن زاده آملي , تلميذ صاحب الميزان وغيره من عظماء المذهب وأستاذ السيد كمال الحيدري والسيد عادل العلوي والشيخ محمد سند وغيره من علمائنا حفظهم الله
لم أجد الكتاب على النت إلا في موقع واحد وفيه الكثير من الأخطاء الإملائية
والكتاب بشكل عام ليس سهل الفهم على الجميع , ولكن بعض فصوله مناسبة وقيّمة جدًا في تبيين طرق الوصول إلى مرضاة الله ومحبته
سأضع الكتاب كاملاً بعد الانتهاء من تصحيحه
وسأنقل لكم فصلاً أو فصلين منه على عدة أجزاء , سائلاً من الله التوفيق ومنكم الدعاء بالتسديد
القسم الأول ( البقية تأتي في المشاركات التالية قريباً إن شاء الله )
طرق السير إلى الله
1-القرآن الكريم صورة الإنسان الكامل الكُتبيّة، أعني أنه صورة الحقيقة المحمّدية صلى الله عليه وآله وسلم {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} ، {لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة} فبقدر ما قرُبْتَ منه قربت من الإنسان الكامل، فانظر إلى حظّكَ منه فإن حقائق آياته درجاتُ ذاتِك ومدارجُ عُروجِكَ، ومن وصيّة إمام الثقلين أبي الحسنين علي عليه السلام لابنه محمد ابن الحنفية عليه السلام كما رواه صدوق الطائفة المحقة في الفقيه (الوافي ص 64 ج 14):
((وعليك بتلاوة (بقراءة –خ) القرآن والعمل به، ولزوم فرائضه وشرائعه وحلاله وحرامه وأمره ونهيه، والتهجد به وتلاوته في ليلك ونهارك، فإنه عهد من الله تعالى إلى خلقه فهو واجب على كل مسلم أن ينظر في كل يوم في عهده ولو خمسين آية، واعلم أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارْقَ ، فلا يكون في الجنة بعد النبيين والصديقين أرفع درجة منه)).
وانظر بنور العقل والعلم إلى ما أفاضه ولي الله الأعظم في كلامه هذا فإن محاسنه ولطائفه فوق أن يحوم حولها العُراة.
وقد روى علم الهدى الشريف المرتضى في الغرر والدرر عن نافع عن أبي إسحاق الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إن هذا القرآن مأدبه الله، فتعلموا مأدبته ما استطعتم، وإن أصفر البيوت لَجَوْفٌ أصفر من كتاب الله تعالى)) (المجلس 26 منه، ص 354 ج 1 من طبع مصر).
قلت: تعبير القرآن (( بمأدبة الله )) تُدرَك حلاوته ولا تُوصَف.
قال الشريف علم الهدى: المأدبة في كلام العرب هي الطعام يصنعه الرجل ويدعو الناس إليه فشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يكتسبه الإنسان من خير القرآن ونفعه وعائدته عليه إذا قرأه وحفظ بما يناله المدعو من طعام الداعي وانتفاعه به، يقال: قد أدب الرجل يأدب فهو آداب إذا دعا الناس إلى طعامه، ويقال للمأدبة: المدعاة، وذكر الأحمر أنه يقال فيها أيضا مأدَبة بفتح الدال، وقد روي هذا الحديث بفتح الدال ((مأدبة)) وقال الأحمر: المراد بهذه اللفظة مع الفتح هو المراد بها مع الضم.
وقال غيره: المأدبة بفتح الدال مفعلة من الأدب، معناه أن الله تعالى أنزل القرآن أدبا للخلق وتقويما لهم وإنما دخلت الهاء في مأدبة ومأدبة والقرآن مذكر لمعنى المبالغة كما قالوا هذا شراب مَطْيَبَةٌ للنفس. وكما قال عنترة: والكفر مَخْبَئَةٌ لنفس المُنعم)) انتهى ما أردنا من نقل كلامه قدس سره.
فيا إخوان الصفاء هَلُمّوا إلى مأدبة إلهيّة فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين و إلى مأدبة ليس وراءها أدب ومؤدب وماذا بعد الحق إلا الضلال.
وفي ((فلاح السائل)) للسيد الأجل ابن طاووس قدس سره: فقد روى أن مولانا وإمامنا الصادق عليه السلام كان يتلو القرآن في صلاة فغشي عليه فلما أفاق سئل مما الذي أوجب ما انتهت حالك إليه؟.. فقال عليه السلام ما معناه: ((ما زلت أكرر آيات القرآن حتى بلغت إلى حال كأنني سمعتها مُشافهةً ممن انزلها على المكاشفة والعيان، فلم تقم القوة البشرية بمكاشفة الجلالة الإلهية)).
واعلم أن القرآن محيط لا نفاد له كيف لا وهو مجلى الفيض الإلهي وقد تقدم في الرسالة عن الإمامين الأول والسادس عليهما السلام: ((أن الله عز وجل تجلى لخلقه في كلامه ولكن لا يُبصرون)). قال الطريحي رحمة الله عليه في مادة (جمع) من مجمع البحرين: ((وفي الحديث أُعطيتُ جوامع الكَلِم)) يريد به القرآن الكريم لأن الله جمع بألفاظه اليسيرة المعاني الكثيرة حتى روي عنه أنه قال: ما من حرف من حروف القرآن إلا وله سبعون ألف معنى، انتهى.
وقلت: إذا كان شكل واحد هندسي يعرف عند أهله بالشكل القطاع يفيد (497664) أحكام هندسية كما برهن في محله فلا بعد أن يكون لكل حرف من القرآن سبعون ألف معنى. ويطلب الكلام في القطاع في رسالتنا المعمولة في ((معرفة الوقت والقبلة)).
يا عباد الرحمن!.. هذه آيات آخر ((الفرقان)) من القرآن الفرقان لا تَلُكْها بين فكّيْكَ بل تدبّر فيها حق التدبر فإن كل آية منها دستورٌ برأسِهِ , مَن عمل به فاز ونجا.
{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربّهم سجّداً وقياماً * والذين يقولون ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنم إنَّ عذابها كان غراما * إنها ساءت مستقرا ومُقاما * والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما * والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس الّتي حرّم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يَلْقَ أثاما * يُضاعَف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلاّ من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا * والّذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مروا كراما * والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخرّوا عليها صما وعميانا * والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما * أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما * خالدين فيها حَسُنَتْ مستقرا ومقاما * قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذَّبتم فسوف يكون لزاما}.
|
التعديل الأخير تم بواسطة جبل النور ; 28-04-2010 الساعة 11:03 AM.
|
|
|
|
|