مررتُ بجانب الاعدادية، تلك المدرسة التي طالما يعلقون عليها قطع سوداء موشحة باسماء من اختطفهم الموت من بين احبتهم ولطالما جهلتُ سبب اختيار هذه المدرسة بالذات؟
ولكن هذه المرة كانت القطعة السوداء قديمة، كأنه قد مرَّ على تعليقها أكثر من شهر؟ مع اني لم أرها الاّ اليوم! فيها شيء غريب، اسم الميت، انه غريب، وخط كتابته ايظا غريب، خطٌ متعرجٌ وقطعة متهرئة، لم أفهم السبب؟ وصرتُ أقرأ ما مكتوبٌ عليها:
قد ماتت المسؤلية والدة كل من الوطنية – النزاهة – الاخلاص
وسيقام التشيع في .. في .. في ..
الى هنا وبدأ التمزق يُقطّع احشاء المكان .. قلتُ ان هذه الاسماء قد مرّت عليّ ربما من جدي عن أجداده؟ فهي إذاً عريقة الاصل طيبة المنبت، هذا ماوقع بخاطري ..
فطفقتُ اسأل البستاني المقابل هل يعرف مكان التشيع واسأل تلاميذ المدرسة هل قرأ أحدهم هذه القطعة وسألت الباعة الجوالين هل سمعوا بهذه الفاجعة، وكان الجواب .... لا نعرف؟؟
ازددت حيرة من امري وتلاطمت في نفسي امواج التساؤلات وهاج في داخلي كثير من علامات الاستفهام، و أنا في هذه الحال إذ برَجلٌ كبير السن أشعث الرأس يشيرالى مكان يبعد قليلاً أو ربما كثيراً عن مكاني وقال لي اذهب الى هناك، هناك مبتغاك؟
عجبت!!
بدأت انظر كالمجنون يمنةً ويسرى، اتلفتُ حولي ثم بلا شعور مني جريتُ الى المكان الذي أشار اليه، جريتُ وجريت.. ثم وصلت ..
رأيتُ قلة قليلة من الآدميين يشيعون تلك المدعوة بالمسؤلية مع ذرفات من دموع قليلة ..