~*¤®‰« ô_°الدرس السابع لأكاديمية أنا شيعي الصحية°_ô »‰®¤*~ˆ°
بتاريخ : 07-04-2010 الساعة : 04:52 AM
السكري Diabetes Mellitus
ربما لا يخلو مجلس إلا ويتطرق أحد المتحدثين للكلام عن مرض
السكري وما سببه هذا المرض لفلان من الناس، قريب كان أو
صاحب، من مضاعفات ومشاكل صحية كبيرة. وربما لا ندعى إلى
مائدة طعام إلا ويتنحى أحد المدعوين معتذراً عن المشاركة في الطعام لإصابته بمرض السكر. أو يطلب نوعاً خاصاً من الطعام. فنرى فيه عزما وتصميما على الإلتزام أحيانا ونراه أحيانا أخرى وقد تهاون تحت ضغط وإلحاح الحاضرين بتناول قطعة الحلوى هذه والمجاملة في تذوق هذه الأكلة. إلى آخره من العادات المتبعة.
ونظرا لأن الداء السكري من الأمراض المتشعبة ويحتاج إلى صفحات كثيرة لإستيفاء الحديث عنه. فسوف نحاول قدر الإمكان الإجابة على ما يجول في خاطر مريض السكر بشكل خاص وكذلك الكثير من الناس الذين أصبح شبح مرض السكر يسبب لهم الكثير من القلق والخوف ويثير في ذهنهم الكثير من التساؤلات عن احتمال إصابتهم بمرض السكر.
العلاقة بين الإنسولين والسكر:
في البداية من المفيد أن نعرف أن السكر في الدم (الجلوكوز Glucose أو سكر العنب أو سكر الدم) يعتبر مصدر الطاقة الرئيسي لكافة التفاعلات الحيوية المهمة لاستقرار خلايا الجسم في الحياة وتأدية الوظائف المطلوبة منها والتي تشكل في مجموعها عمل الجسم ككل من جهد عقلي وعضلي. ويحتوي جسم الإنسان الطبيعي على كمية محددة من السكر في الدم تتراوح عند شخص صائم ما بين 70-120 ملغرام لكل 100 مل (أو سنتيمتر مكعب) من بلازما الدم، أو بالمقياس الآخر تكون من 3.5 إلى 6.7 ملي مول للتر الواحد. وهذه الكمية قابلة للزيادة والنقصان بحسب كمية ونوعية الغذاء المتناولة.
ولكي يستطيع الجسم استعمال الجلكوز كمصدر للطاقة فلابد من وجود هرمون الإنسولين Insulin الذي يساعد على دخول الجلكوز إلى داخل الخلية وبدء عملية التمثيل الغذائي للجلكوز لإنتاج الطاقة الحرارية. وتتم عملية دخول الجلكوز إلى داخل الخلايا بواسطة مستقبلات خاصة بالإنسولين على سطح الخلايا. أي فقط بوجود الإنسولين على المستقبلات الخاصة به على سطح الخلايا يتم نفاذ الجلكوز إلى داخل الخلايا.
هنا نستطيع أن نقول أن داء السكري هو عبارة ارتفاع نسبة السكر في الدم فوق المعدل الطبيعي نتيجة لنقص في إفراز هرمون الإنسولين أو عدم فاعليته أو كليهما معا.
وإذا عرفنا أن أي كمية من الطعام يتناولها الإنسان، وخاصة اذا كان يحتوي على مواد نشوية أو سكرية كما هو الحال في الطعام العادي، تؤدي إلى ارتفاع كمية السكر عن الحد السوي وهذا يؤدي إلى استثارة مستقبلات خاصة تحرك البنكرياس Pancreas على إفراز هرمون الإنسولين Insulin الذي يتدخل بآليات معقدة ليعيد كمية السكر إلى الحدود السوية. وكذلك إذا عرفنا أن الكبد ومجموعة كبيرة من الهرمونات تتدخل في هذا العمل أدركنا أهمية السكر في الدم وعرفنا تفسير ترافق مرضى السكر مع الكثير من أمراض الغدد الصماء والكبد وكذلك اضطراب هذه الأجهزة إذا كان الداء السكري هو المرض الأولي الذي له علاقة بالأنسولين والبنكرياس. فما هو البنكرياس؟ وما هو الأنسولين؟ وما علاقتهما بمرض البول السكري؟
ما هو البنكرياس؟
البنكرياس عضو فريد يقع في أعلى البطن من جسم الإنسان وقريبا
من المعدة، ويحتوي على غدد قنوية تعرف باسم الغدد النسخية،
تفرز عصارة البنكرياس في الاثنى عشر. وتحتوي هذه العصارة على
أنزيمات لهضم الطعام، كما يحتوي البنكرياس على غدد صماء تعرف
بجزر لانجرهانز Langerhans وهي تحتوي على خلايا بيتا
beta التي تفرز هرمون الإنسولين الذي ينظم السكر في الدم
، وتحتوي أيضا على خلايا ألفا alpha التي تفرز هرمون
معروف باسم جلوكاجون glucagon له مفعول معاكس لمفعول الأنسولين.
كيف يتم المحافظة على توازن السكر في الدم؟
إن معدل سكر العنب (الجلكوز) في دم الإنسان السليم ثابت، ويبلغ حوالي جرام واحد لكل كيلوجرام من بلازما الدم. إلا إن هذه النسبة وسطية، لأن نسبة سكر العنب قد ترتفع بعد وجبة غنية بالسكر والنشاء مثلا، وقد تنخفض هذه النسبة قليلا إذا امتنع الشخص عن تناول الكربوهيدرات كالسكر والخبز والأرز. وفي مطلق الحالات لا يحتمل دم الإنسان نسبة عالية من سكر العنب (الجلكوز). فإذا ارتفعت نسبة سكر العنب عن معدل 1.8 جرامات بالألف، تقوم الكليتان بطرح الفائض في البول، وتسمى هذه الحالة المرضية بالبول السكري (داء السكري).
كيف تتم المحافظة على نسبة السكر في الدم؟
عندما ترتفع نسبة السكر في الدم تفرز غدد البنكرياس الصماء، أي خلايا بيتا، هرمون الإنسولين الذي يحول سكر العنب إلى مادة نشوية (مادة احتياطية) لكي تنخفض نسبة السكر في الدم، فتعود إلى معدلها الطبيعي. ويطلق على هذه المادة اسم النشاء الحيواني أو الجلايكوجين glycogen. يخزن الجلايكوجين في الكبد والعضلات وذلك لآستعماله فيما بعد كوقود للجسم حيث يتحول عند ذلك إلى سكر عنب. كما أن بعضا من الجلوكوز يتحول إلى دهون ثلاثية تخزن في المناطق السمينة من الجسم.
أما إذا انخفضت نسبة السكر، فتفرز غدد لانجرهانز هرمونها الثاني من خلايا ألفا alpha (الذي له مفعول معاكس لمفعول الأنسولين) والمعروف باسم جلوكاجون glucagon، فيحول النشاء الحيواني (المادة الاحتياطية) إلى سكر العنب، فترتفع نسبة السكر في الدم مرة أخرى إلى معدلها الطبيعي.
ولكن إذا نقص إنتاج الإنسولين من البنكرياس بسبب تلف خلايا بيتا أو بسبب نقص في عدد مستقبلات الإنسولين على سطح الخلايا أو بسبب خلل في شكلها فإن الجلكوز لا يتسطيع دخول الخلايا مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلكوز بالدم والإصابة بداء السكري.
ما هي أعراض داء السكري؟
أما أعراض وعلامات داء السكري فهي كثيرة جدا ولكن أهمها
وأكثرها ملاحظة من قبل الإنسان هي العطش الزائد والتبول الكثير
وخاصة في الليل. في كثير من الأحيان لا يظهر على المريض أعراض
محددة تدل على المرض. وقد يكتشف المرض عند اجراء فحص طبي
أما الأعراض فيمكن فهمها بما يلي:
كثرة التبول
بسبب وجود كمية كبيرة من السكر في البول يتم طرح كميات كبيرة من الماء معه
كثرة العطش
وهذا بسبب طرح كميات كبيرة من الماء في البول
جفاف في اللسان، والفم، والجلد مع الإعياء والخمول
هذا إذا لم يتم شرب كمية كافية من الماء لتعويض الكميات المطروحة في البول
فقدان أو هبوط الوزن
إن فقدان الوزن يعتبر من الأعراض المبكرة لداء البول السكري.
فكثرة طرح السكر في البول تجعل جسم المصاب يبدأ مضطرا
باستهلاك المواد الدهنية والشحوم المختزنة في جسمه ولهذا يبدأ وزنه بالإنخفاض.
نهم زائد أو الإحساس المفرط بالجوع بسبب اختلال التمثيل الغذائي في الجسم
ثم تأتي الأعراض التالية التي يجب أن تثير الإهتمام للتقصي عن احتمال وجود داء البول السكري:
مشاكل الرؤية (زغللة العين) وضعف قوة الإبصار
الحكة وخاصة في منطقة الأعضاء التناسلية
السكر مادة تساعد على نمو الجراثيم لذلك تكثر الإلتهابات في المناطق
الرطبة من الجسم مثل الأعضاء التناسلية (خاصة لدى السيدات)، والجلد. كما تساعد على تقليل مقاومة الجسم ضد الجراثيم في مواقع أخرى من الجسم.
التأخر في التئام الجروح والرضوض عند حدوثها (تقرحات بالقدم)
أحيانا يشعر المريض للحاجة للتنفس بسرعة، وكأنه جوعان للهواء
(يحصل هذا إذا كانت بعض التفاعلات الكيمائية في الجسم قد
انتجت ما يسمى بالأسيتون الذي يهيج المراكز الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن تنظيم سرعة وعمق التنفس)
مشاكل لها علاقة بالجهاز العصبي (الأعصاب الطرفية) مثل
الإحساس بالتنميل (خدر) في الأطراف وخاصة الطرفين السفليين
وربما يحدث فقدان الإحساس في باطن القدم
الضعف الجنسي ويكون واضحا عند الذكور
مولود كبير الحجم لحد غير طبيعي عند السيدات، أو إسقاطات
متكررة عند الحامل دون سبب واضح
وفي بعض الحالات يمكن للمريض أن يأتي بشكوى خناق الصدر
بسبب تصلب أوعية القلب وبالتالي نقص تروية العضلة القلبية، أو
الإحتشاء (الجلطة). وكذلك أوعية الدماغ والجلد، وهنا يسبب
تقرحات جلدية يساعد ارتفاع السكر على تأخر اندمالها
ما هو سبب داء السكري؟
هذا السؤال من أكثر الأسئلة تكرارا على ألسنة الناس. وبالرغم من
الدراسات الكثيرة والمتقدمة، والتي تعتمد على دراسات المورثات
لجينية فلا يزال الغموض يكتنف بعضا من ملامح، وأسباب هذا
المرض. ولكنه أصبح من المؤكد تواتر الإصابة بالداء السكري في
الأسرة الواحدة. ويمكن التأكيد بأنه في السكر الوراثي يولد الإنسان
ولديه استعداد للأصابة بمرض السكر. هذا الإستعداد الكامن لا
يمكن لإحد أن يتنبأ متى سوف يترجم إلى مرض حقيقي. وكثيرا ما
يحدث ذلك. عقب هزة عصبية قوية (حزن، فرح، رعب أو كارثة)
أو خلال الحمل عند السيدات، أو مع إصابة التهابية شديدة