الدرس السادس .. المناهج التربوية في نظام الأسرة ؛؛
بتاريخ : 31-03-2010 الساعة : 06:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اخاف تتعودون اعتذارات من مدرسكم على التأخير .. ههه
لكن ظروفي شوي زاحمتني عن الجلوس وكتابة الدرس والحمد لله وفقنا لكتابته ودعائكم لنا ؛؛
وسيتم احتساب الحضور والوقت مفتوح كما تعودنا بسبب تأخر الدرس
المناهج التربوية في نظام الأسرة
الأسرة هي المحور التي يتنظم منها جميع ألوان النشاط السلوكي لدى جميع المجتمعات الانسانية
ويقول بعض علماء الاجتماع ان مستقبل النوع الانساني من سعادته وشقائه يتوقف على قيمة الأسرة فهي التي تقرر مصيره بما تحمله من وعي وإدراك خيراً كان أو شراً
ومن الطبيعي أن الحياة الاجتماعية حياة تأثير . فكل انسان يتأثر بمن حوله ويؤّثر فيمن حوله .
وعلى هذا فإن الحياة العامة في جميع أنحاء الأرض تتأثر حتما بالواقع السلوكي الذي يعيشه الإنسان في اطار اسرته .
ونعرض الجهات التي ترتبط عن المناهج التروبية الهادفة إلى إصلاح الأسرة وازدهارها .
وظائف الأسرة :-
للأسرة وظائف تربوية مهمة عميقة لا يمكن لغيرها أن يقوم بها أو يحل محلها
فهي العامل الوحيد للحضانة والتربية في المراحل الأولى من الطفولة وهذه المرحلة لها اهميتها الخاصة في تكوين سلوك الشخص
فكل المؤثرات التي يتعرض لها الطفل منذ ولادته وتغذيته وتنظيفه وفطامه وتعليمه لها الأثر التام في تحديد شخصيته في المستقبل .
وكل هذه المؤثرات تنمي عواطف الطفل واتجاهاته اللازمه لحياته في المجتمع والبيت .. فهي التي تعلمه التربية الخلقية والوجدانية والدينية .
كما انه عن طريق الأسرة تحفف البيئة الاجتماعية آثارها التربوية في الطفل فبفضلها تنتقل إليهم تقاليد أمتهم ونظمها وعرفها وعقائدها , وآدابها وفضائلها وتاريخها وما احرزته من تراث في مختلف الشؤون
تقليد الطفل لأبويه :- ذهب علماء النفس ان الطفل مقلد لأبويه في كثير من أعماله . فهو يقلدهما بالفطرة والطبع لأنه فرع منهما
فإن كانت سيرتهما حسنة فإنه يندفع نحو الخير وإن كانت سيئة فيندفع نحو الشر .
فالأبوين في سلوكهما قدوة للولد فعليهما ان يكونا قدوة حسنة له ليكون لمها قرّة عين في مستقبله .
كما يقول الدكتور فاخر : ان مثلا ثالحا واحدا يغني عن ألف نصيحة , وإن القدوة الحسنة خير من الوعظ والارشاد , وانها ما من شيء يحمل الطفل على الاستهانة بالمثل العليا والنصائح الأخلاقية مثل تباين القول والفعل عند الناصح المربي .
المناهج التربوية السليمة :-
1_الإبتعاد عن القسوة :
يقول الدكتور فاخر : ان القسوة المفرطة تحرم الطفل من حقه الطبيعي في الحب والعطف والحنان , والانسان مخلوق قد فطر محتاجا لأن يَحب ويُحب.
وكل من لم يتوفر له على هاتين الحاجتين يشعر بالنقص . ويفقد أمرين : الاتزان العقلي وهدوئه العاطفي .
2_ الابتعاد عن الليونة :
ان الليونة المفرطة لا تقل خطراً عن القسوة . فإن الطفل كغيره بحجاة إلى من يبّين له الصواب من الخطأ فيمدحه إذا احسن وأتى بخير
وينتقده ويذمه إذا اقترف سيئة أو ذنبا
فالليونة والغض عما يرتكبه من الأخطاء فإنها مما تعوّده على ارتكاب الإثم والإنغماس في الرذائل .
3_ تعويد الطفل على العادات الحسنة .
4_ غرس الدين في نفسه :
إن تسلّح الطفل في الدين يرسم له طريقا عمليا في الحياة فهو الذي يحررّه من الذل والعبودية ويصونه من الجرائم الإجتماعية كالاعتداء على الغير والتخريب وغير ذلك من صنوف الموبقات .
فالدين هو المنبع الأصيل للفضائل النفسية .
والمقياس الصحيح للسلوك الانساني الرفيع .
5_ تغذيته بالعطف والحنان :
يقول ((ولاليري)) :إن الكره الأبوي للطفل يستطيع دائما أن يعوّق الطفل عن التكيف في الحياة , وذلك بالقضاء على شعوره بالأمن وتحطيم ثقته بنفسه
6_ تعويده على الاستقلال :
يقول علماء النفس أن الطفل الذي يعيش ضعيف الشخصية وضعيف الإرادة إنما نشأ من عدم تعويده على الاستقلال في ايام طفولته
وعدم ممارسته بنفسه لقضاياه الخاصة .
7_ المساواة بين الأبناء :
نظر النبي "ص" إلى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الآخر . فنهره النبي وقال له .. هلا ساويت بينهما .
اثبتت البحوث النفسية أن عدم العدالة بين الأبناء توقظ مشاعر القلق في نفس الطفل وتقتل فيه روح البصيرة التي تعينه على أن يشق طريقه في يسر وطمأنينة , وأن الرجل القلق دوما يحس بالهلاك والعذاب النفسي اينما وجد .
8_ اجتناب البذاءة :
هذه بعض المناهج التربوية التي ينبغي للآباء اتباعها في تربية اطفالهم الذين عم في المرحلة الأولى من طفولتهم .
تربية المراهق :
ان المراهقة هي اجتياز لمرحلة الطفولة . فتبدأ على المراهق التغييرات الواضحة في جميع انحاء سلوكه .
وتربيته تتطلب أسرة يسودها الاتزان والعلاقات السليمة التي توفر له الاشباع العاطفي , والشعور بتقدير الذات وتوفير الثقة المتبادلة بينه وبين أهله واطمئنانه بحب والديه ومساعدتهما اياه في متاعبه .
وكذلك اعتزازه بشخصيتمها من حيث اتساع افقهما الفكري ونجاحهما الاجتماعي
فالطفل حين يراهق يصبح أكثر حساسية لمركز أبويه الاجتماعي واسلوب حياتهما . وامكانياتهما المادية .
سلطة الأب على ولده :- الزم الاسلام الولد بطاعة أبيه وتنفيذ رغباته وطلباته إلا في معصية الله فإنه لا تجب طاعته .
ومن الجدير بالذكر أن شخصية الولد الحقوقية مستقله في أمواله فله الحرية التامة في التصرف فيها
وليس للأب أي سلطة عليه .
نعم له الولاية على ولده الصغير القاصر . وتراعي مصلحة الطفل في تصرف أبيه في امواله فإذا اساء الأب التصرف فإن للحاكم الشرعي التدخل في منعه عن التصرف .
حقوق الأب :
الأب هو النعمة الكبرى على الولد
فلولا عطفه ورعايته وتعده بشؤونه لما كان له وجود على الأرض وانقطع التناسل
وقد اشاد الامام زين العابدين عليه السلام بعظم مكانته . قال (( وأما حق أبيك فتعلم أنه أصلك وأنت فرعه . وانك لولاه لم تكن , فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم ان اباك أصل النعمة عليك فيه .
واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله ))
حقوق الأم : ما اعظم الأم وما اكثر الطافها .
فلولا عطفها وحنانها لما عاش الانسان وما ستمرت له الحياة ولأقبر في المرحلة الأولى من طفولته . فقد تعاهدته بروحها فتحملت أعباء الحمل واخطار الولادة .
وبعد ولادته تذوب في سبيله وتبذل جميع طاقاتها للحفاظ عليه والسهر من أجله وتبقى تخدمه بإخلاص
وترعاه بعطف
إلى ان يكبر .. فإذا فارقها فكأن الحياة قد فارقتها ,
(( فحق امك أن تعلم انها حملتك حيث لا يحمل احدا احدا , وأطعمتك من ثمرة قلبها مالا يطعم أحدا احدا , وإنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها . مستبشرة بذلك فرحة موبلة" أي مواظبة ومستمرة" محتملة لما فيه مكورهها والمها
وثقلها وغمها حتى دفعتها عندئذ القدرة واخرجتك إلى الأرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي . وتكسوك وتعرى . وترويك وتظمأ . وتضللك وتضحى .
وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها , وكان بطنها لك وعاء وحجرها لك حواء وثديها لك سقاء ونفسها لك وقاء , تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك فتشكرها على قدر ذلك . ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه .. ))
ما اعجز الإنسان عن اداء حقوق أمه ولو قدم لها جميع الوان الخدمات والمبرات لما ادى ابسط حق من حقوقها .
-=-=-=-=-=-=-=-=-
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن نظام الأسرة في الإسلام
وما قننه لها من الحقوق والآداب التي تزدهر بها
وتتماسك
وتسود في ظلالها المحبة بين أعضائها
ومن المؤكد أن تطور المجتمع وتقدمه
مرتبط بصلاح الأسرة لأنها الخلية الأولى
في كيانه واستقلاله
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
و صل يا رب على محمد وآل محمد
وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين
موفقين جميعا
التعديل الأخير تم بواسطة فلاان ; 01-04-2010 الساعة 12:55 PM.