موقف رئيس الوزراء العراقي يضعف قبل الانتخابات العامة...رويترز
بتاريخ : 16-02-2010 الساعة : 03:37 PM
.
بغداد - رويترز
خرج رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من الانتخابات المحلية العام الماضي زعيما مهيمنا وقويا الا ان الحال سيبدو مختلفا المرة القادمة بعد سلسلة من التفجيرات والتحالفات التي اضعفته كثيرا . وهنا يقول محللون ان المالكي يدرك على الارجح أن شعبيته انخفضت لانه لجأ لاساليب معروفة لكسب الاصوات مثل اثارة مخاوف الشيعة من عودة حزب البعث الذي كان مهيمنا في عهد صدام حتى يفوز بالانتخابات.
الا ان المالكي يحاول دون جدوى اللعب بعدة اوراق من بينها الصفقات الجديدة لاستغلال احتياطيات العراق الهائلة من النفط والانسحاب الامريكي المفترض في 2011 على امل اقناع الناخبين العراقيين باعادة انتخاب قائمته فيما يبحث هؤلاء عن الامن اولا واخيرا.
واختير المالكي رئيسا للوزراء عام 2006 كنوع من التسوية بين الفصائل المتناحرة التي اعتقدت أنه يمكنها التأثير عليه.غير أنه بزغ في العامين الماضيين كزعيم قوي نسب اليه الفضل في الحد من العنف الطائفي الذي عانى منه العراق بعد الغزو الامريكي عام ,2003 الا ان الهجمات الانتحارية المنسقة مؤخرا زعزعت الثقة في قوات الامن وفي المالكي الذي ينحي باللائمة على حزب البعث المحظور ومقاتلين اسلاميين من السنة مثل عناصر القاعدة.وفيما تتردد أصداء دوي انفجار القنابل بشكل متكرر في أنحاء بغداد تراجعت كلمات المالكي التي كان يسعى من خلالها الى أن ينسب الفضل لنفسه في تحسن الاوضاع الامنية لتفسح المجال أمام كلمات مناهضة لحزب البعث.
وفي رد فعل واضح ألقى المالكي بثقله وراء هيئة يسيطر عليها الشيعة منعت مشاركة عشرات المرشحين في الانتخابات بدعوى ارتباطهم بحزب البعث. كما أطلق حزبه وهو حزب الدعوة نداءات لتطهير الاجهزة الحكومية من العناصر المشتبه في أنها بعثية.لكن مراقبين يعتقدون المالكي لم يفلس تماما وانه لا زال يحتفظ ببعض الاوراق ، فهو لا ينظر اليه على أنه فاسد وهو كما انه يستطيع الاعتماد على شبكة دعاية راسخة تتمتع بالخبرة فضلا عن موارد حكومية مثل قناة العراقية التلفزيونية.
في مقابل ذلك حول المالكي كثيرا من حلفائه الى خصوم بسب سياساته ، فكان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وأنصار رجل الدين مقتدى الصدر يدعمون المالكي ذات يوم في اكبر كتلة شيعية بالبرلمان لكن باتوا منزعجين منه مؤخرا. حيث اتحد المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والصدريون بعد أن كانوا أعداء ذات يوم لتشكيل تحالف انتخابي بينما يخوض المالكي الانتخابات بمفرده على رأس ائتلافه.
ويعتقد المالكي ان خطاب حكومته المناهض لحزب البعث قد ينجح في استمالة بعض الناخبين من شيعة العراق لكن الكثيرين يشعرون بعدم الارتياح لعودة السياسة الطائفية التي أدت الى اراقة الكثير من الدماء.ويشعر كثيرون بأن حظر المرشحين وتعهد أحزاب شيعية بما في ذلك حزب الدعوة الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي بتخليص المصالح الحكومية من البعثيين جاء ردا على قمع صدام حسين للاغلبية من الشيعة والاقلية من الاكراد. كما ينظر بعض الناخبين الشيعة للخطاب الحكومي الرسمي ضد البعثيين على أنه محاولة واضحة لابعاد الانظار عن الفساد المستشري وتردي الخدمات العامة واستمرار الهجمات التي قوضت الثقة في الشرطة والجيش.
ويطرح مراقبون مسألة استفراد حزب المالكي وحلفائه بالحكم ومحاولة ابعاد العرب السنة باستخدام فزاعة حزب البعث ، ويقول هؤلاء ان العرب السنة اليوم باتوا اكثر قوة واكثر تنظيما وقناعة بخيار المشاركة للحيلولة دون تفرد الشيعة بالحكم خلافا لسنوات سابقة.