بعثيون سابقون يؤكدون تعرضهم للتهديد...ومسؤولون يقولون ان البعث هو التهديد
بتاريخ : 09-02-2010 الساعة : 11:47 AM
السومرية نيوز/ بغداد/ ديالى
عبرت قيادات سابقة في حزب البعث المنحل عن خشيتها من أن تتعرض لعمليات مطاردة وتصفية جسدية في المناطق التي تسيطر عليها الأحزاب الدينية المتشددة، "بعد التهديدات" التي تقول إنها "تلقتها مؤخرا"، في حين اتهم نائب جهات لم يسمها بمساهمتها بالتحريض على العنف عبر تسيير تظاهرات وبما يخدم أجندتها، فيما أكد مسؤول امني وبرلماني عدم رصد أي حالة تهديد للبعثيين لأن الأخيرين هم مصدر "التهديد الحقيقي للأمن والاستقرار"، بحسب قولهما.
أشعر أن أمرا سيئا سيحدث لي!
ويقول العضو السابق في حزب البعث المنحل محمد المكدمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، وهو يتلفت يمينا ويسارا من الكرسي الذي جلس عليه في مقهى شعبي قرب ناحية بني سعد، 17كم جنوب غرب بعقوبة، إننا "قلقون فعلا من وجود أجندة تصفية قد يباشر بها مسلحون تابعون لأحزاب دينية متشددة"، ويمتنع عن تسمية تلك الأحزاب، ويعقب "خاف يسمعنا واحد".
ويضيف المكدمي (54 سنة) انه قلل من تواجده في المقهى أو الذهاب إلى السوق، خشية أن يستهدف، ويستدرك "أشعر أن أمرا سيئا قد يحدث لي، إذا استمرت أزمة المستبعدين من الانتخابات البرلمانية المقبلة"، حسب قوله.
لا نريد أن نكون ضحية الانتخابات المقبلة
ويلفت البعثي السابق إلى أن "البعثيين الموجودين في هذه المناطق مسالمون ولا شأن لهم بأمور السياسة، ويرغبون بأن تطوى صفحة الماضي وأن يعيشوا بأمان وسلام"، حسب قوله.
من جهته، ينتقد عضو سابق في حزب البعث المنحل ويسكن منطقة السوق، 4 كم شمال بعقوبة، وهو ابوسعد التميمي بعض الساسة الذين يقول إنهم "يحاولون التسلق على شماعة الحزب"، داعيا إياهم إلى أن "يكونوا واضحين في سياستهم".
ويقول التميمي (46 سنة) في حديث لـ"السومرية نيوز"، "لابد لهم أن يدركوا أن الكثير من الأبرياء ربما سيذهبون ضحية تصريحاتهم التي من شأنها أن تهيج غضب بعض الأطراف والأحزاب المتشددة"، حسب تعبيره.
وكان رئيس تيار المستقبل النائب ظافر العاني، وهو من المنضوين في ائتلاف القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، قد دعا يوم امس الاحد في حديث لـ"السومرية نيوز"، "تأجيل موعد الانتخابات عن موعدها الحالي"، مؤكدا أن "الانتخابات إذا جرت خلال هذه الفترة، فإن الشعب العراقي سيذهب ضحية الصراعات الحزبية التي لا تفكر إلا في الوصول إلى السلطة"، حسب قوله.
ويتابع التميمي "سيؤدي ذلك إلى أن تنقلب الطاولة علينا ونصبح نحن ضحية الانتخابات البرلمانية المقبلة"، داعيا جميع الأطراف السياسية إلى أن "تعي أمرا مهما وهو أن آلاف الأشخاص اضطروا للانتماء لحزب البعث في زمن النظام السابق للحصول على لقمة الخبز، وليس إيمانا بمبادئه".
ويؤكد التميمي أن "بعض القيادات السابقة في حزب البعث المنحل تلقت تهديدات، وخصوصا في المناطق التي تعتبر معاقل للأحزاب الدينية المتشددة"، ويتمنى أن "لا تكون هناك أي تصفيات جسدية أو أعمال عنف".
أصبحنا موضع شبهة
فيما يصف عدنان قيس وهو بعثي سابق يسكن منطقة العبارة، 12كم شمال بعقوبة، حال البعثيين الآن بأنهم "أصبحوا موضع شبهة بكل شيء، وتلقى عليهم التهم جزافا"، ويطالب أن "يتم تنفيذ القانون، وأن لا تكون إرادة الانتقام متجذرة في نفوس بعض الأحزاب الحاكمة، لأن الانتقام والعنف سوف يزيد الأمر تعقيدا".
ويقول قيس (49 سنة) إننا "أخطأنا بالانتماء لحزب البعث، ونعترف بذلك أمام الجميع"، مستدركا القول "لكننا كنا في موضع لا نحسد عليه إبان النظام السابق، ولم يكن لدينا خيار سوى الانخراط"، ويؤكد بالقول "كبعثيين سابقين نريد العيش بسلام بعيدا عن السياسة، أما من يحاول الترويج لعودة الحزب مرة أخرى من قبل بعض الساسة فهذا أمر لا شأن لنا به".
ويقول قيس إنه بات "يخشى كثيرا أن تكون هناك ردة فعل قاسية ضد البعثيين مرة أخرى، كما حدث بعد سقوط النظام السابق في بعض مناطق البلاد".
وكانت بغداد ومحافظتي النجف والبصرة قد شهدت، أمس الأحد، تظاهرات حاشدة، تنديدا بقرار الهيئة التمييزية بخصوص المشمولين بقرار هيئة المساءلة والعدالة، وطالب المتظاهرون فيها باجتثاث البعثيين وطردهم.
الشعب لن يرضى بوصول البعث إلى السلطة
ويعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب عباس البياتي أن التظاهرات التي شهدتها العديد من المحافظات العراقية، "كانت ردود فعل شعبية ديمقراطية، حاولت أن توصل رسالة مفادها بأن الشعب العراقي لن يرضى بوصول البعث إلى السلطة من جديد".
ويقول البياتي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "هناك مجموعات إرهابية تحاول إرباك الوضع الأمني في البلاد، مع قرب موعد الانتخابات المقبلة"، مبينا أن "أجواء التنافس الانتخابي، ستفتح مجالا وثغرات لبعض القوى التي تحاول أن تضرب العملية السياسية في البلاد".
ويؤكد البياتي وهو عضو بائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي أن "الأجهزة الأمنية العراقية لديها القدرة على الإمساك بالوضع الأمني وإحباط المخططات التي تحاول إرباك العملية السياسية"، موضحا أن "الأجهزة الأمنية لديها خطط طوارئ، وشكلت غرف عمليات لضبط الأجواء الأمنية والسيطرة على جميع المحافظات"، حسب قوله.
هناك جهات تدفع للتصعيد الأمني بما يخدم أجندتها
من جانبه، يصف عضو مجلس النواب عن جبهة التوافق العراقية سليم الجبوري تلك التظاهرات بأنها "تعبئة شعبية غير مبررة".
ويلفت الجبوري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إلى أن جهات سياسية، لم يسمها، "تدفع بشكل كبير للتعبة الشعبية والجماهيرية مستغلة قرارات المحكمة التمييزية، بغية الحصول على منافع انتخابية".
ويتهم النائب عن التوافق هذه الجهات "بالوقوف وراء عمليات التصعيد الأمني، قبل إجراء الانتخابات المقبلة، بما يخدم أجنداتها الخاصة"، ويدعوها "إلى عدم السماح لخلافاتها السياسية بالتأثير على الوضع الأمني في البلاد".
ويشدد الجبوري على أن "التصعيد سيؤثر بشكل سلبي على المشاركة الشعبية في الانتخابات، وبالتالي على مجمل العملية السياسية والأمنية في العراق".
البعثيون هم التهديد
وتنفي قيادة شرطة ديالى، مركزها بعقوبة 55 كلم شمال شرق بغداد، "تسجيل أي حالة تهديد لأي مواطن بغض النظر عن انتمائه"، وتصف حديث بعض البعثيين السابقين عن تلقيهم تهديدات بأنهس "لا أساس له من الصحة".
ويقول الناطق الإعلامي باسم قيادة شرطة المحافظة غالب عطية لـ"السومرية نيوز"، إن "الهدف من هذه الأقاويل، تشويه الحالة الأمنية المستقرة حاليا في المحافظة"، ويشدد على أن "البعثيين هم من يشكلون خطرا على الملف الأمني، وليس العكس"، على حد تعبيره.
وكان مصدر امني مسؤول في محافظة ديالى قد ذكر لـ"السومرية نيوز"، مساء يوم الأحد إن قوة أمنية خاصة تابعة لوزارة الداخلية اعتقلت رئيس كتلة الحوار الوطني نجم الحربي في مجلس المحافظة واثنين من أفراد حمايته بعد مداهمة منزله مساء اليوم في مركز قضاء المقدادية" 35كم شمال بعقوبة، مؤكدا أن "القوة كانت تحمل مذكرة اعتقال رسمية صادرة عن القضاء العراقي"، في حين شهدت محافظة نينوى مساء يوم أمس أيضا قيام مسلحين مجهولين باغتيال الدكتورة سها عبد الله المرشحة عن كتلة القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي الأسبق أياد علاوي والذي يعتبر صالح المطلك أمينها العام.