تذكر العديد من الروايات بأن العباس تزوج من امرأة واحدة هي (لبابة بنت عبدالله بن عباس) وكان من سيدات عصرها و أفضلهن نسبا و طهارة و عفة.
أما أبوها فهو عبيدالله بن عباس وكان واليا على اليمن من قبل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
أما أمها فهي السيدة الجليلة أم حكيم بنت خالد بن قرض الكنانية وقد فجعت هذه السيدة الفاضلة بمقتل ولديها الصغيرين من قبل السفاح (بسر بن أرطأ) أحد قادة معاوية بن أبي سفيان عندما احتل اليمن حيث لم يتمكن عبيدالله من الصمود أمام الجيش الأموي الأمر الذي دعاه إلى ترك اليمن لكنه لم يتمكن من أخذ طفليه معه لأنه كان قد أرسلهما إلى البادية لينشئا هناك وكان هذا الأمر مألوفا عند أهل الجزيرة العربية ، لما علم بسر بن أرطأ بوجود هذين الطفلين أرسل لهم رجاله و أمر بذبحهما.
لم تمض مدة طويلة على هذا الأمر حتى انتقم الله سبحانه و تعالى من بسر بن أرطأ شر انتقام فسلب عقله و أخذ يأكل بعذرته و يقول حوله – انظروا كيف يطعمن هذان الغلامان ابنا عبدالله هذه العذرة.
نعود إلى السيدة لبابة التي لم تعش بعد استشهاد العباس عليه السلام إلا قليلا وهناك روايات تقول أنها توفيت سنة 63 هجرية أي بعده بسنتين فقط، وكان عمرها وقت وفاتها 28 عاما أي كانت في زهو شبابها وقيل إن عمرها كان 25 لكن محنتها كانت كبيرة ولم تستطع تحمل شدة الصدمة و عمق المصيبة فذهبت إلى ربها راضية مرضية.
هذا و هناك رواية تقول بأن زوجة العباس هي (لبابة بن حذام الكلبية) وقيل الكلابية ، ومهما يكن فإن هذه المرأة الصالحة قد واست الإمام الحسين عليه السلام و وقفت مع زوجها أحسن وقفة.
–المصدر العباس بن علي جهاد و تضحية لسعيد رشيد زميزم ، :ص 27، مؤسسة البلاغ ، الطبعة الأولى 2002(بتصرف)