العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العام

المنتدى العام المنتدى مخصص للأمور العامة

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

ابونور الهدى
عضو جديد
رقم العضوية : 46520
الإنتساب : Dec 2009
المشاركات : 59
بمعدل : 0.01 يوميا

ابونور الهدى غير متصل

 عرض البوم صور ابونور الهدى

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العام
افتراضي شخصية الإنسان وانحراف النفس/بحث اخلاقي
قديم بتاريخ : 13-01-2010 الساعة : 01:42 PM


شخصية الإنسان وانحراف النفس


وما يؤثر في انحراف النفس ، شخصية الإنسان وكيفية مواجهة الحياة وشؤونها ، ومواجه الحياة على ثلاث صور :
1 - مواجهة مسؤولة :- وتكون المواجهة بروح وشخصية جادة ومسؤولة وواعية وهي روح وشخصية الإسلام والإيمان الشاملة للحياة الفردية الخاصة والحياة الاجتماعية العامة لصغير الأمور وكبيرها ، والتي تنظر بعين الطاعة والمسؤولية أمام الله الخالق المطلق عز وجل ، ومثل هذا الإنسان يكون حيوياً متفاعلاً مع الحياة في كل جوانب سلوكه وأفعاله ، لأنه سيفعل ما يؤمن به ويعتقد بنفعه في الدارين ويرفض ويتجنب ما لا يؤمن به بل يؤمن ويعتقد بإضراره في الدارين فيجتنبه ويبتعد عنه .
2- مواجهة انتهازية غير مسؤولة : وتكون المواجهة بروح وشخصية النفاق الانتهازية الوصولية التي تفرض على صاحبها مجاراة الناس وخداعهم بالقيام بأعمال يعطيها صورة الصلاح والخير لإرضاء الناس لكنه غير مقتنع بها بل فعل ذلك من أجل الوصول إلى غايته ومصالحه الشخصية ، ومثل هذا المريض المنتفع تكون أعماله باطلة وغير مقبولة ، وقد وصفه الشارع المقدس بالفاسق والمنافق والكافر وعدم كونه مسلماً ، وانه إذا قام للصلاة كان الرياء وعدم الجديّة والكسل التام في الصلاة وغيرها ويشهد لهذا :
1 - قوله تعالى : ﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ * وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كارِهُونَ * فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كافِرُونَ * وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ﴾ ([8]).
2 - قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً # مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هـؤُلاءِ ولا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً﴾ ([9]).

3 - مواجهة مسؤولة غير تامة : وتكون المواجهة لا بروح وشخصية النفاق بل بروح وشخصية ناقصة لم يكتمل فيها الإيمان والجد والمسؤولية ، ومثل هذه الشخصية تولد انحرافاً وكسلاً نفسياً تختلف درجاته بين الكسل المطبق على جميع النشاط الخيّر بعد أن كان الخمول والجمود في القلب ، وبين الكسل الجزئي كالكسل عن محبة الناس أو عناصر الصلاة ، ولا يخلو إنسان من هذا الكسل إلا بعض الأولياء والمقربين والمعصومين (عليهم السلام) فالواجب على كل إنسان معرفة سبب الكسل الذي يعرض له في الصلاة ، فإن كان ناتجاً عن كسل الجسد والعارض الصحي رفعـه بالمعالجة الصحية الجسدية ،
وكذا الكلام في كسل إرهاق النفس حيث يرفع بمعالجة النفس وعدم إجهادها بأعمال أُخرى أقل أهمية من الصلاة أو ليس فيها أهمية أصلاً ، وإن كان الكسل ناتجاً عن كسل انحراف النفس الذي فيه الضمور والضعف في التفاعل مع السلوك والنشاطات الخيّرة ، فتصبح صلاته ( مثلاً ) صلاة كُسالى ، ولمعالجة هذا الكسل في الصلاة وإنقاذ النفس بالخروج من صلاة الكسالى إلى صلاة الواعين العارفين الخاشعين ، بأساليب مختلفة مناسبة منها :
1 - تطهير النفس وتزكيتها من الانحرافات الروحية والأخلاقية .
2 - تفهّم الصلاة ومعرفة ثمارها ومعطياتها الروحية والنفسية والصحية والاجتماعية .
3 - معرفة حقيقة الصلاة وآدابها المعنوية ، وإدراك ذلك وتفهمها للدرجة التي يحس المصلي ويشعر ويستمتع بنظر الله تعالى إليه في الصلاة وان الملائكة والصالحين (عليهم السلام) يؤمّنون على دُعائه ويستغفرون له ، فيعيش بروحه وفكره وجسده براحة ومتعة في حقل جميل واسع منفتح فيه الحياة والرقي والتكامل .
حب الذات :
إن حب الذات الشخصي المادي من أعم الغرائز بل يمكن القول أن جميع الغرائز المنحرفة والضارة ترجع إليها ، فالإنسان المحب لذاته كالمصلي (مثلاً) يجني على صلاته ويضيّعها بعدة صور منها :-

الأولى : النفاق والرياء
المعروف إن المنافق والمرائي يعيش واقعاً حب الذات الشخصي المادي لكنه يظهر للناس خلاف ذلك من أجل الحصول على المنافع الشخصية الدنيئة ، وجنايته على الصلاة (مثلاً) وتضييعها يتمثل في تحويلها من عمل تربوي رفيع مطهّر إلى عمل مفرغ من الروح والمعنى يقوم على أساس المكر والخداع للنفس والناس ويمارس هذا الخداع والمكر في كل يوم بل في كل وقت .
الثانية : سوء الفهم والتطبيق
كثير من الناس يعيش حب الذات المادي الشخصي في داخله وفي سلوكه الخارجي ، ومع هذا فهو يعتقد بصحة ما يفعله وإنه مطابق لواقع ما يريده الشارع المقدس من روح ومعنى العبادات والأفعال بصورة عامة ، ومثل هذا الاعتقاد الخاطئ يرجع إلى عدم اطلاعه وفهمه للمعنى الصحيح للعبادة كالصلاة وحقيقتها .
وأكتفي بذكر أمرين عباديين لم يُفهما ولم يُطبقا بصورة صحيحة :
الأول : الولاية :
لا يخفى إن الشارع المقدس قد فرض علينا ولاية أهل البيت(عليهم السلام) ومحبتهم وقد أعطى المعصومين المعنى الحقيقي الشرعي للولاية والذي فيه تخلي الموالي عن رذائل الأخلاق وقذارات المعاصي والتحلي بالخلق الكريم وبالتقوى وامتثال الأوامر والإرشادات بما يؤدي إلى تكامل الفرد وجعله عنصراً فعالاً في المجتمع ومحباً لأخيه الإنسان فيسود الأمان والسعادة في الدارين ، وقد أشار إلى هذا المعنى ما ورد :
1- عن الإمام الباقر(u) عن آبائه عن أمير المؤمنين(u): {شيعتنا المنادون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون في إحياء أمرنا ، الذين إن غضبوا لم يظلموا ، وإن رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاوروا ، وسلم لمن خالفوا} .
2 - عن الإمام الباقر(u): {..... أحسِبَ الرجل أن يقول أُحب علياً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعّالاً.... ، فلو قال بعد ذلك أُحب رسول الله ، ورسول الله خير من علي ثم لا يتّبع سيرته ، ولا يعمل بسنته ، ما نفعه حبه إياه شيئاً ، فاتقوا الله واعملوا بما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله تعالى وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته ..... من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو ، ما تنـال ولايتنا إلا بالعمل والورع } .
والمؤسف جداً إن الكثير من الناس يفرّغ الولاية من معناها الحقيقي الحي الشرعي ويحوّلها إلى معنى أجوف يمثل علاقة شخصية مادية ضيقة فيجعلها وسيلة للحصول على الشفاعة أو لطلب الـرزق أو لإطالة العمر أو لقضاء حاجات دنيوية أُخرى ، ومثل هذه الغايات في نفسها ليس فيها محذور لكن المحذور يحصل عندما تتعارض هذه المصالح والمطالب الشخصية مع المصالح الإسلامية العليا للأفراد والمجتمع ، فعند تقديم المصالح الشخصية يكون مثل هذا الشخص غير موالي لأهل البيت(عليهم السلام) لأنه قد فرّغ الولاية من روحها ومعناها الحقيقي الإسلامي الرسالي وتمسك بمعنى جامد مفرغ لا يمثل الولاية الحقيقية الشرعية ، ومن هؤلاء الناس العديد ممن يذهب لزيارة المشاهد المشرفة والعديد ممن يعقد المجالس الحسينية وغيرها من مجالس التعزية للمعصومين(عليهم السلام) .

الثاني : الصلاة
عرفنا إن الشارع المقدس فرض علينا الصلاة وبيّنَ أنه يُريد بها الصلاة الناهية عن الفحشاء والمنكر ، والتي إنْ قُبِلَت قُبِلَ ما سواها من أعمال ، وإنها معراج المؤمن ، وتاركها فاسق ومنافق وكافر وليس بمسلم ، ومع هذا نجد الكثير من المصلين يجني على الصلاة ويضيّعها ويفرّغها من معناها الحقيقي الشمولي من التربية الإسلامية الرسالية ، وينحرف بها نحو المعاني الذاتية الشخصية المادية ، فلا نرى ذلك المصلي آمراً بالمعروف ولا ناهياً عن المنكر ولا مهتماً بأُمور المسلمين بل يتعاون مع أهل الشرك والنفاق للإضرار بالإسلام والمسلمين من اجل أمر دنيوي تافه وزائل ، ولا نراه متحلياً بأخلاق أهل البيت (عليهم السلام) بل يتحلى بأخلاق أعدائهم ، والمؤسف جداً إن كل واحد منهم يعتقد أنه قد طـبّقَ التعاليم الإسلامية الشرعية كالصلاة وغيرها بصورة صحيحة وتامة ومقبولة لكن الواقع خلاف هذا .
حب الذات الإسلامي الرسالي :
ذكرنا في مناسبات عديدة إن الشارع المقدس تصدى لصياغة الأوامر والأحكام بالصورة التي تحقق الأهداف الرئيسة التي من أجلها جعلت الشرايع والأديان ، وأهم الأهداف والغاية القصوى تحقيق العلاقة المثالية بين الإنسان وأخيه الإنسان للوصول إلى التكامل والأمـان الاجتماعي والسعادة في الدارين ، الاختيار والقرار ، وقد عرفنا أن الصلاة عمود الدين ومعراج المؤمن وناهية عن الفحشاء والمنكر..... ، فبالضرورة تكون الصلاة مشمولة بهذه الصياغات الشرعية والتي فيها تكـامل وسعادة للمجتمع ، فالمصلي الذي يحوّل صلاته إلى عمل ضيق يرسخ ذاته الشخصية وينّميها فقط ويفرّغ صلاته من الروح والثمرة الاجتماعية يكون قد جنى على الصلاة وضيّعها ، ونحن لا نقصد إلغـاء حب الذات مطلقاً ، فإن هذا الشيء الغريزي لا يمكن إزالته بصورة عامـة ، بل نقصد توجيهه وتصحيحه بإعطائه المعنى الحقيقي المناسب لتحقيق الأهداف السامية الإسلامية وبعبارة أوضح ، يوجد مفهومان لحب الذات :
الأول :- حب الذات الشخصي المادي :
ومثل هذا الإنسان يحب اللذة والمنفعة والسعادة لنفسه ، ويبغض الألم والشقاء لها ، فيندفع إلى كسب معيشته وتوفير حاجاته الشخصية الغذائية والمادية ، وهذه القيم المادية توفر له المتع والمسرات واللذات .

الثاني :- حب الذات الرسالي الإسلامي :
ومثل هذا الإنسان يربّي نفسه على جعل مصالحه الذاتية الشخصية ومصالح المجتمع الجماعية شيئاً واحداً ، فتكون اللذة والمنفعة والمسرّة عنده هي ما يحصل للمجتمع من لذات ومسرات ومنافع ، أي يكون التذاذه بالقيم المعنوية والخلقية لا بالقيم المادية ، فعلينا أن نفهم المعنى الروحي والواقعي للحياة والإحساس الخُلقي بها .
وبما أن الصلاة من أهـم العبادات الملازمة والمرافقة للإنسان ، لذلك جعلها الشارع المقدس عملاً تربوياً يُنمّي حب الذات الإسلامي الرسالي يجب الاستفادة منه ، فيكون عمل الخير والتضحية من أجل الناس والمجتمع والذي فيه مرضاة الله سبحانه وتعالى ، وبخلاف ذلك تحصل الجناية والتضييع للصلاة والإسلام ، فعلى كل منا :
1 – مراقبة نفسه وسلوكه العام ، ويتوثق من حصوله من صلاته على التربية الذاتية الإسلامية الرسالية بأن يعيش لإسلامه ولرسالته حتى لو كان على حساب ذاته الشخصية .
2 – المحافظة على ذلك السلوك العام الرسالي ، وذلك بتكرار المراقبة والمحاسبة والاستمرار بها وتجاوز الأخطاء ونقاط الضعف التي تمر به النفس ، ومما يحقق ذلك معرفة المعاني الروحية والسلوكية للصلاة والتفاعل معها والاستفادة منها ومعرفة ثمارها المختلفة وبذل الجهد لإقتطافها اليومي .

من مواضيع : ابونور الهدى 0 الصابئة المندائيون والموقف الوطني
0 لا تنظر الى ماقيل لكن أنظر الى من قال
0 لا تنتخب هؤلاء
0 الزهراء(عليها السلام )في القرآن الكريم
0 دروس لا يمكن ان تنسى ...دماءا لاجلها تنحر... يرسمها كافل زينب(ع)
التعديل الأخير تم بواسطة ليلى^^ ; 14-01-2010 الساعة 09:22 AM. سبب آخر: توضيح العناوين الرئيسية

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 03:36 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية