تشكل الدعاية المكثفة لنشر الديمقراطية في المنطقة العربية تحديا ً حقيقياً لكثير من الأنظمة العربية ومن أهم هذه التحديات في نظرنا هو التغيير في مفهوم الديمقراطية من مفهوم حرية الانتخاب لكل المواطنين إلى مفهوم إعطاء الأقليات حرياتها ! و تتضح الخطورة إذا تعرفنا على هذه الأقليات التي يراد لها أن تنال مطلق الحرية في المنطقة العربية وهي أقليات دينية ( يهودية ، نصرانية ،صابئة ، هندوسية ...) أو إسلامية ( شيعة ، إسماعيلية ، بهائية ، قاديانية ،...) أو أقليات فكرية ( عبدة الشيطان ، ملحدين ، مثليين جنسيين ، ...) إلى غير ذلك من الأقليات . و هناك جانب أكثر خطورة في هذا الموضوع وهو حجم هذه الأقليات ففي غياب الإحصاءات الدقيقة و غفلة الأكثرية السنية و جهل الأنظمة العربية تنتشر أرقام خيالية عن حجم هذه الأقليات في المنطقة العربية ، يقوم بنشرها مراكز مشبوهه مثل مركز ابن خلدون الذي يرأسه سعد الدين إبراهيم في القاهرة أو صحافة يهودية عالمية وأتباعها من اليسار العربي أو كتاب منتمون لهذه الأقليات. وهذه الأرقام تنتشر دون تصحيح وتشكل فيما بعد حقائق على الأرض كما حدث في العراق حيث عجزنا عن إقناع السنة فضلاً عن غيرهم بأكثرية سنة العراق فضاعت حقوق سنة العراق في بلدهم رغم أن وزارة التخطيط و التعاون الإنمائي أصدرت تقريراً في شهر 7 لعام 2004 ذكرت فيه أن نسبة السنة في العراق تبلغ 52.95 % مقابل 44.04 % للشيعة (جريدة العرب اليوم 28/4/2005 )
وحتى تتضح خطورة الموضوع أكثر نورد جدولاً يحتوى على حجم الشيعة في الخليج والعراق كما يعرضها أطلس العالم العربي ومركز ابن خلدون وموقعCIA :
السنة
1990 1993 1999 2000 2005 المصدر الدولة أطلس العالم العربي – البعثة الفرنسية تقرير ابن خلدون تقرير ابن خلدون تقرير ابن خلدون موقع CIA السعودية 2.5% 10% - - - البحرين 40% 52% 70% 67% 70% الكويت 21% 20% - 25% 30% الإمارات 13% 20% - - 16% قطر 10% - - - - العراق مع يزيديين وغيرهم 51% 48% 52% 50% 60-65%
والمتأمل في هذه الأرقام يجد تناقضات عجيبة وقفزات غريبة مثل البحرين والعراق لا تتفق مع المنطق و نسبة النمو السكاني و الهجرات الطارئة !! والسبب الذي برر به مركز ابن خلدون زيادة نسبة شيعة البحرين من 52 % عام 1993 إلى 70 % عام 1999 هو أنهم قرويون يكثر عندهم الإنجاب !! وهذا غير صحيح فإن الشيعة يكثر فيهم المتعلمون بعكس السنة الذين يتوجهون إلى قطاعات الجيش و لا يهتمون بمواصلة الدراسة التي تؤخر سن الزواج . ويجد كذلك زيادة في حجمهم في الكويت والإمارات . والمشكلة الأهم هي غياب الإحصائيات الدقيقة وعدم الاهتمام السني بما يروج في الخفاء من تمكين الأقليات استناداً إلي إحصائيات مغلوطة .
فشيعة البحرين لا يتجاوز حجمهم 45% من السكان لكن من يثبت ذلك ويقنع العالم به؟ هذه مسؤولية مشتركة بين الأنظمة السنية العربية وعلماء أهل السنة فهل يقومون بالدور المطلوب؟؟