بدأت محافظتي القطيف والأحساء منذ أسبوع استعدادات واسعة للاحتفال بذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام , وامتلأت الشوارع المؤدية إلى القرى والمدن بالرايات السوداء والعبارات التي تذكر بشعارات الثورة وأهدافها ومبادئها.
وكعادة جميع الشيعة في العالم الإسلامي، يحتفل شيعة المنطقة الشرقية بذكرى عاشوراء بدءاً من اليوم الأول حتى العاشر من محرم , ولا يقتصر الاحتفال على المواطنين إذ يقوم بعض المقيمين من الدول العربية والإسلامية بالحضور .
ويقول مصطفى قازان – مقيم في الخبر – لـ " شبكة التوافق الإخبارية " ترددت كثير في بداية شهر محرم العام الماضي الحضور إلى القطيف والمشاركة في العزاء بسبب بعد مكان إقامتي وارتباطي بالعمل , ونصحني صديق من القطيف أن اقضي ليلة العاشر في إحدى حسينيات القطيف , ولم أتوقع أبدا ماشاهدته فلم تكن مجرد قراءة حسينية يقدمها الخطيب على المنبر بل تنوعت الفعاليات والأنشطة , مشيرا إلى أنه لن يفوت هذا العام المجالس الحسينية في محافظة القطيف .
ويضيف رضوان حسين – مقيم في القطيف- : "موسم عاشوراء في القطيف ليس مجرد إحياء ذكرى كما كان في السابق إنما هو موسم ثقافي واجتماعي يتفاعل معه الجميع , مبينا أن القطيف كانت تمارس الطقوس العبادية من عهود قديمة تصل إلى آلاف السنين وقد ورثوها جيلا بعد جيل ولا غريب عليها هذا التحول " .
ويصف علي حسن مواطن استعدادات الأحساء لمحرم الحرام قائلا : " يحرص أرباب المجالس على إسدال الستائر السوداء على جدران المجلس ويستعد الجميع إناثا وذكورا بإعداد البرامج المتكاملة فكل مجلس لا يخلو من خطيب ورادود يكون كل واحد قد تهيأ لأداء دوره على أكمل وجه ، كما يحرص الخطباء على تجديد أبحاثهم وأطروحاتهم سنويا ومعالجة أحدث القضايا الطارئة على الساحة " .
وذكرت زهراء عبد الحميد أن الحضور القوي للمجالس الحسينية هو أكبر وجوه الاستعداد في الاحساء ، و تقول :" رغم أننا في مساء اليوم الأول لعشرة محرم إلا أن الحضور كان كثيفا ، وأضافت : " تتمثل مراسيم الاحتفال بإبداء معالم الحزن ولبس السواد و العزوف عن ملذات الدنيا بحيث تترك المرأة الزينة احتراما لهذه المصيبة " .
مشيرة إلى التركيز على المحطات التلفزيونية الموالية , وأردفت : " يكون شغلنا الشاغل المشاركة في إحياء المظاهر الحسينية من حضور المآتم ولبس السواد والاستماع إلى قصائد العزاء الحسينية والتفكر في مصاب أبي عبد الله الحسين ففي شهر محرم الحرام تتغذى الروح بفكر سيد الشهداء و يكون هناك تمسك بالدين بشكل عام جاء تزامنا مع بداية العام الذي تصحبه حالة التأمل في انكماش سنة من العمر وولادة أخرى كصفحة بيضاء تستدعي مراجعة الحسابات " .
وبينت أن الحسينيات تسهم بشكل كبير في توعية الشباب وهدايتهم وأنها لاتقتصر على فئة معينة كما لاتقتصر على حضور الشيعه فقط فكثير من إخواننا السنة يشارك في الحضور.
وتحدث محمد ريان عن إحياء أبناء المنطقة للشعائر الحسينية مضيفا : " أنه في السنوات الأخيرة ظهر ن%وع من العزوف عن الحضور للمجالس الحسينية وعزى ذلك إلى البث التلفزيوني المباشر من القنوات الموالية لمجالس العزاء الحسيني لكبار المحاضرين والخطباء و نقلا مباشرا من الأماكن المقدسة مما يخلق أجواء روحانية رغم بعد المسافة " .
وبين أن العامل الأكبر هو تزامن البث مع مواعيد الخروج إلى المجالس المحلية فذلك ي%Fعو البعض إلى التقاعس عن الخروج مع مميزات البث التلفزيوني السابقة.
ونوهت فاطمة إبراهيم إلى بروز عنصر التعاون بين الكوادر والمنظمين في خدمة المستمعين وتكاتفهم في إحياء المجالس الحسينية.
وتسمى هذه الأيام بالتحاريم وهي من التقاليد المرعية في كل عام ، ففيهما تحظر مناسبات الأفراح كالزواج وغيره، كما تخلع النساء فيه مظاهر الزينة، كالحلي والعطور والثياب الملونة، ويرتدين الملابس السوداء، من أول المحرم وحتى العاشر منه ، وتغلق فيه المتاجر وتعطل جميع الأعمال احتراما ومواساة لأهل البيت عليهم السلام .
ومن مظاهر إحياء ذكرى عاشوراء في محافظتي القطيف والأحساء رفع رايات سوداء، وخضراء في طرقات الشوارع المؤدية للحسينيات ، وتعليق النشرات , إضافة إلى نشر اللافتات التي تحمل عبارات تحيي ذكرى استشهاد الأمام الحسين بن علي وأخيه العباس عليهما السلام وأصحابه رضي الله تعالى عنهم .
ويقدم الطعام والشراب في عاشوراء مجانا في الأماكن العامة وفي البيوت، وتشترك مجاميع من الشباب في أعمال الطبخ من تقطيع بصل أو إعداد الرز وتوزيعه على المشاركين في العزاء وعامة الناس ويحرص الجميع على تناول شيء من هذا الطعام والشراب تبرّكاً بالمناسبة.
يشار إلى أن " شبكة التوافق الإخبارية " كما عودت قراءها على مواكبة الأحداث والمناسبات الدينية والاجتماعية تحرص هذا العام كذلك على نقل الفعاليات العاشورائية في كل من محافظتي القطيف والاحساء وفي الدول الإسلامية والعربية كالعراق ومصر وإيران عبر مراسليها .