عضو متواجد
رقم العضوية : 44963
الإنتساب : Nov 2009
المشاركات : 93
بمعدل : 0.02 يوميا
المنتدى :
المنتدى الثقافي
من حفظها ضمنت له الجنة ..:: لأم عمرو باللوى مربع ::.. السيد الحميري
بتاريخ : 18-11-2009 الساعة : 04:37 PM
في بحار الأنوار
عن سهل بن ذبيان قال :
دخلتُ على الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في بعض الأيام قبل أن يدخل عليه أحد من الناس ، فقال لي : مرحباً بك يابن ذبيان ، الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا ،
فقلت: لماذا يابن رسول اللَّه؟
فقال: لمنام رأيته البارحة ، وقد أزعجني وأرقني ،
فقلت : خيراً يكون إن شاء اللَّه ،
فقال : يابن ذبيان رأيت كأنّي قد نصب لي سلّم فيه مئة مرقاة ، فصعدت إلى أعلاه،
فقلت: يا مولاي أهنئك بطول العمر، وربما تعيش مئة سنة لكلّ مرقاة سنة ،
فقالعليه السلام : ما شاء اللَّه كان .
ثم قالعليه السلام : فلمّا صعدت إلى أعلى السلّم رأيت كأنّي دخلت في قبة خضراء يُرى ظاهرها من باطنها، ورأيت جدّي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله جالساً فيها ، وإلى يمينه وشماله غلامان حسنان يشرق النور من وجوههما ، ورأيت امرأة بهية الخلقة ، ورأيت بين يديه شخصاً بهيّ الخلقة جالساً عنده ، ورأيت رجلاً واقفاً بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة :
لأمّ عمروٍ باللوى مربع
، فلمّا رآني النبي صلى الله عليه وآله قال: مرحباً بك يا ولدي يا علي بن موسى الرضا سلّم على أبيك عليّ فسلّمت عليه، ثم قال : سلّم على أُمك فاطمة الزهراء ، فسلّمتعليها، فقال لي : وسلّم على أبويك الحسن والحسينعليهما السلام، فسلّمت عليهما
، ثم قال لي:وسلّم على شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيد إسماعيل الحميري ، فسلّمت عليه وجلست، فالتفت النبي صلى الله عليه وآله إلى السيد إسماعيل وقال له :
عد إلى ما كنّا فيه من إنشاد القصيدة، فأنشد يقول :
لأمّ عَمروٍ باللوى مربعُ *** طامِسةٌ أعلامُهُ بَلقعُ
فبكى النبي صلى الله عليه وآله، فلمّا بلغ إلى قوله :
ووجهه كالشمس إذ تطلع
بكى النبي وفاطمة ومن معه صلوات اللَّه عليهم، فلمّا بلغ إلى قوله :
قالوا له لو شئت أعلمتنا *** إلى من الغاية والمفزع
رفع النبيّ صلى الله عليه وآله يديه وقال :
إلهي أنت الشاهد عليّ وعليهم أنّي أعلمتهم أنّ الغاية والمفزع علي بن أبي طالب عليه السلام، وأشار بيده إليه وهو جالس بين يديه .
قال الرضا صلى الله عليه وآله : فلمّا فرغ السيد إسماعيل الحميري من إنشاد القصيدة التفت النبي صلى الله عليه وآله إليّ وقال :
يا علي بن موسى احفظ هذه القصيدة، ومُر شيعتنا بحفظها ،
وأعلمهم أنّ من حفظها وأدمن قراءتها ضمنت له الجنة على اللَّه تعالى،
ق ال الرضا عليه السلام : فلم يزل يكررها عليّ حتى حفظتها منه. ثم ساق القصيدة . »
قصيدة السيّد الحـِمْـيَـريّ :
لأم عَمْرٍو باللّوى مَرْبَعُ *** طامِسَةٌ أعلامُهُ بَلْقَعُ
تَروحُ عَنْهُ الطّيرُ وحْشيّةً *** والأُسْدُ مِنْ خِيفتِهِ تَفزَعُ
رَقْشٌ يَخافُ المَوتُ مِن نَقشِها *** والسُمّ في أنيابها منقعُ
برَسْمِ دارٍ ما بها مُونِسٌ *** إلّا صِلالٌ في الثّرى وُقّعُ
لمّا وَقَفْنَ العِيسُ في رَسْمِها *** والعين مِن عِرفانها تَدمَعُ
ذَكَرْتُ مَن قَد كُنتُ ألهو بِهِ *** فَبِتّ والقلبُ شَجَى مُوجَعُ
كأنّ بالنار لمّا شَفّني *** مِن حُبّ أروى كَبِدي تلذَعُ
عَجِبْتُ مِن قومٍ أتَوْا أحمداً *** بخطبةٍ ليسَ لها مَوضِعُ
قالوا له: لو شِئْتَ أعْـلَمْتَنا *** إلى مَن الغايةُ والمَفزَعُ
إذا توفيتَ وفارَقْـتَنـــا *** وفيهِمُ في المُلْكِ مَن يَطْمَعُ
فقال لو أعلمْتُكُمْ مَفزعاً *** كنتم عَسَيْتُم فيهِ أنْ تَصْنَعوا
صَنِيعَ أهْلِ العِجْلِ إذْ فارَقوا *** هارون فالترك لَهُ أوْدَعُ
وفي الذي قال بيانٌ لِمَن *** كان إذا يَعقِلُ أو يَسْمَعُ
ثمّ أتَتْهُ بَعْدَ ذا عَزْمَةٌ *** مِن رَبّهِ لَيْسَ لها مَدْفعُ
أبْـلِــغ وإلّا لَمْ تَكُنْ مُبْـلِـغاً *** واللهُ مِنْهُمْ عاصِمٌ يَمْنَعُ
فَعِنْدَها قامَ النبيّ الذي *** كان بما يأمُرُهُ يَصْدَعُ
يَخْطِبُ مأمُوراً وفي كَفّهِ *** كفّ عليّ ظاهِراً يَلْمَعُ
رافعها أكرِمْ بِكفّ الذي *** يَرفعُ والكفّ الذي يُرفَعُ
يقول والأملاكُ مِن حَولِهِ *** واللهُ فيهم شاهِدٌ يَسمَعُ
مَن كُنتُ مَولاهُ فهذا لَهُ *** مولىً فلَمْ يَرضَوا ولم يقنعوا
فاتّهَمُوهُ وانحَنَتْ مِنْهُمُ *** على خِلافِ الصّادِق الأَضلُعُ
وضَلّ قَومٌ غاظَهُمْ فِعْلُهُ *** كأنّما آنافُهُمْ تجدعُ
حتى إذا وارَوْهُ في لَحْدِهِ *** وانصرفوا مِن دَفنِهِ ضَيّعوا
ما قال بالأمْسِ وأوصى بِهِ *** واشترَوْا الضرّ بما ينفعُ
وقَطّعُـوا أرحامَهُ بَعْدَهُ *** فسَوْفَ يُجْزَوْنَ بِما قَطّعُـوا
وأزْمَعُـوا غدراً بِمَوْلاهُمُ *** تبّاً لما كانوا به أزمعـوا
لا هُمْ عليِهِ يَرِدُوا حَوْضَهُ *** غداً ولا هو فيهِمُ يَشْفَعُ
حَوضٌ له ما بَين صَنعا إلى *** أيْلةَ والعَرضُ بِهِ أوْسَعُ
ينصبّ فيهِ علمٌ للهدى *** والحوض مِن ماءٍ لَهُ مترعُ
يفيضُ مِن رَحمَتِهِ كَوْثَرٌ *** أبْيَضَ كالفِضّةِ أوْ أنْصَعُ
حَصاهُ ياقوت ومرجانةٌ *** ولؤلؤٌ لَمْ تَجْنِهِ أصْبَعُ
بَطحاؤُهُ مِسْكٌ وحافاتُهُ *** يَهتزّ مِنها مُونِقٌ مَربَعُ
أخضر ما دون الورى ناضِرٌ *** وفاقع أصفر أو أنصَعُ
فيه أباريقٌ وقِدحانُهُ *** يَذُبّ عنها الرّجل الأصلع
يَذبّ عنها ابنُ أبي طالِبٍ *** ذبّاً كجربى إبل شرّعُ
والعِطرُ والريحانُ أنواعُهُ *** ذاك وقد هبّت بهِ زعزع
ريحٌ مِن الجَنّةِ مأمُورَةٌ *** ذاهِبَةٌ لَيْسَ لها مَرجعُ
إذا دَنَوْا مِنهُ لِكَيْ يَشرَبُوا *** قِيلَ لَهُمْ تَبّاً لَكُمْ فارجعوا
فالتمسوا دُونَكُمُ مَنْهَلاً *** يَرويكمُ أو مَطعَماً يُشبِعُ
هذا لِمَنْ والى بَني أحمدٍ *** ولم يكن غيرَهُمُ يَتبعُ
فالفوزُ للشاربِ مِن حَوْضِهِ *** والوَيْلُ والذُلّ لِمَنْ يَمْنَعُ
والناسُ يَوْمَ الحَشْرِ راياتُهُمْ *** خمسٌ فمِنها هالكٌ أربَعُ
فرايَةُ العِجْلِ وفِرعَوْنُها *** وسامريّ الاُمّة المشنعُ
ورايةٌ يَقدمُها أبْكَمٌ *** عـبد لئيم لُكَعٌ أكْـوَعُ
ورايةٌ يقدمُها حَبْتَرٌ *** للزّورِ والبُهتانِ قد أبدعُ
ورايـةٌ يقـدِمُها نَعـثَلٌ *** لا بَرّدَ اللهُ لَهُ مَضجَعُ
أربَعةٌ في سَقَرٍ أودعِوا *** ليس لهُمْ مِن دونها مَطْلَعُ
ورايةٌ يـقـدِمُهـا حَـيْدَرٌ *** كأنّها الشمسُ إذا تَطلَعُ
غـداً يُلاقي المُصطفى *** حَـيْدَرٌ ورايَةُ الحَمْدِ لَهُ تُرفَعُ
مَولىً لَهُ الجَنّةُ مَأمُورَةٌ *** والنّارُ مِن خِيفتِهِ تَفزَعُ
إمامُ صِدقٍ ولَهُ شِيعَةٌ *** يُروَوْا مِن الحَوْضِ وَلَمْ يُمنَعُـوا
هذا لِمَن والى بني أحمدٍ *** والحُبّ في غيرهِمْ لا يَنفَعُ
بذاكَ جاءَ الوَحيُ مِن رَبّنا *** يا شيعةَ الحَقّ فلا تَجْزَعُوا
الحِمْيَريّ مادِحُكم لَمْ يَزَلْ *** ولو يقطّع إصبع إصبعُ
وبعـدها صَلّوا على المُصطفى *** وصِنوه حيدرةُ الأصلع
وفي بعض الكتب زيادة هذا البيت :
وارحم يا ربّ مَن قالها *** لِمن قراها ولِمن يَسْمَعُ
يا علي بن موسى احفظ هذه القصيدة، ومُر شيعتنا بحفظها ،
وأعلمهم أنّ منحفظها وأدمن قراءتها ضمنت له الجنة على اللَّه تعالى
.
توقيع : جبل النور
قال الأمير(عليه السلام) : اعلم يا أباذر أنا عـبد الله وخليفته على عباده , لا تجعلونا أربابا ً وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لا تبلغون كُنه ما فينا ولا نهايته , فإن الله عز وجلّ قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم أو يخطر على قلب أحدكم , فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون