|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 43483
|
الإنتساب : Oct 2009
|
المشاركات : 1,775
|
بمعدل : 0.32 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
حوارمع السيدة فاطمة الطبطبائي))))))))
بتاريخ : 10-10-2009 الساعة : 01:59 AM
معالم الوجه الآخر
حوار مع حرم السيد احمدالخميني السيدة فاطمة طباطبائي عن رؤى الإمام وسلوكه الاُسري
كلماازداد في الشخصية ظهورها العام وتألقها أمام الجمهور، كلما استبدَّ بالعقول النيرةوالنفوس المستبصرة شوقها وفضولها لكي تنفذ من وراء هذا الألق بحثاً في الأعماق عمايتستر وراء المشهد ويخفى عن الأنظار.
ومع رجل كالإمام لامست مكونات شخصيتهتلك السكينة والطمأنينة العلوية التي تنفح بها السماء على أولياء اللّه دون الناسجميعاً، يزداد التوق لاكتشاف بطائنها وما يضمره مشهد الظهور العظيم من اسرارومفردات.
الشخصية الكبيرة والصغيرة تمارس كلاهماحضورهما الطبيعي البعيد عن التكلف في دائرة الحياة الشخصية وذاتياتها؛ مع فارق انَّالأولى تبرهن بالتزامها على سموّها وعلو همتها وما تنطوي عليه من انسجام بين الظهورالعام والسلوك الشخصي، في حين انَّ الثانية تعطي الأدلة على دنوها ووضاعتها من خلالحجم المفارقة بين “تكلفها” في الظهور العام، وانحدارها في السلوك الخاص.
وفي السلوك الخاص تتفوق بعض الشهادات على غيرها بما لا يضارعها أية شهادة. وهذه الأسطر التي بين أيدينا تنطوي على اضمامات ـ لا أكثر ـ تحكي لمحات من معالمالوجه الآخر في حياة الإمام، وتثبت كم هي منسجمة سيرة حياة هذا الرجل بين الدائرتينالخاصة والعامة.
* السيدة فاطمة طباطبائي نرجو أن تحدثينا عن تأريخ ارتباطكبعائلة الإمام
لقد ارتبطت بعائلة الإمام في عام 1970، بيدَ انعائلتنا كانت على معرفة كاملة بعائلة الإمام قبل هذا التأريخ؛ فقد كان والدي وسماحةالإمام الراحل كلاهما مدرسين في الحوزة العلمية بمدينة قم، بالاضافة إلى ان كريمةالإمام الكبرى هي حرم حجة الإسلام اشراقي، والأخير قريب لوالدتي، وهذا سبب آخرلعلاقتنا مع هذه العائلة.
* وما هي الوصايا والتوجيهات التي تركت أثرهاعليك في أول لقاء لك مع الإمام الراحل
لقد تزوجت من السيد أحمدالخميني في عام 1970، وفي 1973 سافرتُ وزوجي وطفلي البالغ تسعة شهور، إلى العراق،حيث وصلنا منزل الإمام مُنتصف الليل، وقد فتح لنا الباب سماحة الإمام بنفسه، فجلسمعنا دقائق ثم نهض وانهمك بأداء صلاة الليل. أثار هذا الموقف استغرابي، فصلاة الليلليست واجبة، وقد كان بامكانه تأجيلها، خاصة والإمام يحب السيّد أحمد كثيراً، ولميكن قد رآه منذ عدّة سنوات!
تأكدَّ لي بعد ذلك أنَّ هذا الموقف للإمام نابعمن شدّة حبّه للّه وحرصه على أداء صلاة الليل.
أمّا الخصيصة الاُخرى التيكان يمتاز بها الإمام، والتي اكتشفتها فيه سريعاً، فهي ثباته وصلابته، والنظامالخاص الذي امتاز به سماحته. فبعد مرور عدّة أيام على مكوثي في النجف الأشرف، احطتعلماً بطبيعة برامجه في كل ساعة من اليوم، حتى بت أعرف الساعة من خلال ملاحظةالإمام، بسبب انتظام برامجه ودقّتها.
وسألت حرم الإمام مرّة عن برامجالإمام، فأجابت: إذا اخبرتك ببرنامجه خلال اليوم الواحد، فبامكانك اعتباره برنامجهعلى مدار السنة، فهو على غاية كبيرة من النظم والدقة، وكان يوصي بالنظم والتخطيطدائماً.
كنت أجهل في البداية الكثير من الاُمور، ولكني بعد التدقيق بأعمالالإمام وسلوكه؛ وبعد توجيه الأسئلة إليه، تأكّد لي انه يلتزم كثيراً من المستحباتالشرعية ويبتعد عن المكروهات، وكان ينهانا عن المكروهات أيضاً، فمثلاً حين كنّانضحك بصوت عال كان ينهانا عن ذلك، لأن الضحك بصوت عال مكروه شرعاً.
* كيفكان يتعامل سماحة الإمام مع موضوع اختيار الزوجة لابنائه أو الزوج لبناته، وهل كانتلديه وصايا خاصة في هذا المضمار
لقد كان سماحته يدرس وضعالعوائل التي كانت تتقدم للزواج من كريماته بحثاً عن أوجه مُشتركة بين الجانبين. وبعد ان يطمئن إلى عائلة المتقدم ويقتنع بها، يتحدّث بنفسه مع الخاطب ليرَ هل انهكفوء لكريمته أم لا، ويدرس الطرفين وهل بامكانهما فهم بعضهما البعض. بعد دراسةالموضوع بتأمل يستخير اللّه (عزّ وجلّ)، أي يطلب الخير من اللّه.
وأتذكرمرة انني سألت حرم الإمام فيما إذا كان سماحته يستخير اللّه بشأن المتقدمين للزواجمن كريماته أم لا؟ فأجابت: لم تكن للإمام قناعة بالاستخارة بمعناها السائد، كأنيستخير ـ الإنسان ـ فإذا جاءت النتيجة سلبية يرفض، وإذا كانت ايجابية يقبل. كلا لميكن يعمل بالاستخارة بهذا المعنى.
مازلت أتذكر جيداً عندما أراد تزويج أحدكريماته كيف استقبل القبلة وصلى ركعتين، ثم توجه إلى اللّه (عزّ وجلّ) يلتمس إليهان يجعل الخير في هذا الزواج. ولو دققنا في الموضوع لرأينا انّ هذا هو معنىالاستخارة.
أي انّ على الإنسان بذل ما في وسعه والبحث في الاُمور ودراستهاما أمكن، حتى إذا ما توصل إلى قناعة ذاتية يتوجه إلى اللّه (جلّ شأنه) لطلب الخيروالمعونة.
* ما هو الدور الذي كان الإمام يمنحه لكريماته بشأن اختيار الزوج
كان يطرح الموضوع عليهن، والشيء الطبيعي انّ العائلتين كانتاعلى معرفة ببعضهما؛ أي ان كريمة الإمام هي على معرفة كاملة بعائلة المتقدم للزواجمِنها، وكان الإمام يطرح الموضوع على كريمته، وينقل لها تصوره عن الخطيب ونقاط ضعفهوقوته، بيدَ انه كان يترك الخيار النهائي للبنت، وإلاّ في غير هذه الحالة يكون عقدالزواج باطلاً أساساً.
* هل كان لسماحته (رضوان اللّه عليه) وصايا خاصةوموازين معينة حول الزواج
لقد كان ميزانه تقوى الشخص دائماً،لأنه يعتقد بأن التقوى هي العامل الرئيس؛ فحتى لو وضعنا البعد المعنوي جانباً، فانّالإنسان المؤمن لن يتسبب بمشكلة في القضايا الدنيوية؛ فالمسلم المتقي لا يُلحقالأذى والظلم بالآخرين، وبزوجته أيضاً، والمؤمن لن يضيع حق أحد، وكان الإمام يقولدائماً انّ من يسير على منوال ضوابط معينة لا يقوم بأي تصرف غير صادق، وبالنتيجة لنيلحق الأذى بزوجته واطفاله.
أما الوصية الاُخرى التي كان يؤكد عليها، فهيموضوع الكفاءة، بأن يكون الزوجان مناسبين لبعضهما البعض. والشيء الطبيعي أنّالعائلة العلمائية تتسق أكثر مع العائلة الاُخرى المماثلة لها.
بناءاً علىما مرّ كان الإمام يؤكد على وصيتين مهمتين بشأن الزواج، الاُولى: التقوى، والثانية: كون الشخص كفوءاً مناسباً. بالإضافة إلى الأهمية التي كان يوليها للعائلة واُصولها؛إذ كان يعتقد انّ الأب والجدّ إذا كانا صالحين، فان نطفتهما تكون طاهرة أيضاً.
بعد هذه الاُمور كان يهتم بالقضايا الاُخرى، من دون أن يعير أهمية للجوانبالمادية، أو أن يعتبرها معياراً للسعادة والشقاء. · ما هي نظرة الإمام إلىآداب الزواج والقضايا المتعلقة به كالمهر مثلاً
كان الإمامدقيقاً بشأن المهر، أي انه كان يعتقد بضرورة المهر، فعندما كان الزوجان يحضرانلاجراء العقد عند سماحته، ويحددان المهر، كأن يكون نسخة من القرآن الكريم فقط، كانيطلب مِنهما تحديد مبلغ من المال كمهر بالإضافة إلى القرآن الكريم.
* ماذاكان رأيه حول مقدار المهر
هذه مسألة ترتبط بوضع الأفراد، وكانالإمام يُرجع ذلك إلى العرف السائد؛ فهذا موضوع عرفي بالدرجة الاُولى، فقد يختلفميزان المهر من عائلة إلى اُخرى، وكان الإمام يعتقد بضرورة الاهتمام بالموازين التيتعتمدها البنت وعائلتها، بيد أنه لم يكن يميل إلى مراسم الزواج الاُخرى، فعندماتزوج حفيده من شقيقتي نهى عن اقامة المراسم، سيما إذا علمنا ان الزواج جرى خلال سنيالحرب، حيث نهى سماحته عن الاحتفال، فاقتصرت مراسم الزواج على مستوى الحد المتوسط. أقول بشكل عام، إنّ الإمام كان يرى ضرورة رعاية العرف السائد والعمل وفقاً له.
* ما هي الاُمور التي كان يعتبرها الإمام جزءاً من واجبات حرمه أو كريماته،وهل كان يبدي انزعاجه لعدم التزامهن بها
لقد كان احترامه لحرمهكبيراً جداً، وقد كان هذا الاهتمام مشهوداً حتى آخر لحظات عمره، فكان يوصي الجميعبذلك، حتى أولاده؛ أي يوصيهم باحترام زوجاتهم.
كما تعلمون لا يوجب الإسلامشيئاً من الأعمال المنزلية على المرأة، من قبيل طهي الطعام مثلاً، والإمام كان يوليموضوع الألفة والتفاهم أهمية خاصة، لذا لم يكن سماحته يصدر أمراً لحرمه بشأن هذهالاُمور، فعندما كان يريد مثلاً خياطة أحد ازرار ملابسه، كان يقول للسيدة حرمه: هليمكن أن تعطيه للآخرين لخياطته، ولم يكن يأمرها ان تخيط ذلك بنفسها. وإذا رأى انزرّ القميص لم يُخاط فلم يكن يقول ـ معترضاً ـ: لماذا لم تخيطيه؟ بل كان يقول: الميكن هناك أحد لخياطته.
لم يقل لحرمه حتى آخر لحظة من حياته ناوليني كأساًمن الماء، وفي المقابل كان يقوم بذلك تجاه حرمه، أي كان يأتي لها بالماء، ويذكرهابتناول أقراص الدواء.
هذا من ناحية سلوك الإمام. وقد كان يتقيّد في بعضالمجالات، فبشأن العلاقات مع بقية العوائل، كان يحرص على أن تستشيره حرمه بخصوصاقامة العلاقات الجديدة مع العوائل، وكان يطلب ان تبلغه بالمكان الذي تريد حرمهالتوجه إليه، للتأكد من العائلة التي يُراد بناء علاقة عائلية معها.
لقدكان الإمام يضع هذه القيود خارج المنزل، وكان قد طلب من السيدة حرمه، ان يكونالميزان هو عدم اقتراف ما يشكّل مخالفة شرعية، مع التأكيد على الالتزام بالواجبات.
انَّ المراقب لأعمال الإمام وتصرفاته يشعر بأنّ ظاهره وباطنه واحد لايتغيّر؛ فإذا أراد مثلاً ان ينهانا عن الكذب، فقد كان يتصرف بشكل يبين لنا فيه أنَّالكذب عمل مذموم وصفة الجبناء والوضيعين.
* ما هو رأي الإمام الراحل بشأندراسة المرأة، وهل كانت له وصايا خاصة في هذا المجال
لم يكنسماحة الإمام يتدخل بالشؤون الخاصة لافراد العائلة، وخاصة بالنسبة للمتزوجين منأبنائه الذكور، إلاّ أنه كان يدلي بتوجيهاته لأبنائه الذكور أكثر من الإناث، ولميكن يتدخل ـ مثلاً ـ حتى في تسمية أحفاده، بيدَ انه كان يدلي بوجهات نظره في هذهالاُمور فيما لو سئل عنها.
لذلك لم يكن يتدخل في تحديد الفرع الدراسيلكريماته، ولكنه كان يوصي بشكل عام بضرورة مواصلة تحصيل العلم. وكان يوصي أحفادهدائماً بمواصلة دراساتهم العليا ويشجعهم على ذلك. لقد ذكرت حرم الإمام انها طلبت منسماحته عندما قدموا مدينة قم، ان يدرّسها لأنها لم تكن قد أكملت سوى المرحلةالمتوسطة، فاستجاب لذلك، وكان يعطيها جزءاً من وقته لتحقيق هذا الهدف، وكان يشجعهاعلى المطالعة، بيدَ أنه كان يؤكد لها ضرورة ان لا يتحوّل العلم إلى حجاب.
* ما هو موقف الإمام بشأن عمل المرأة
لم يكن يعترض على ذلك بشرطأن لا يكون للعمل تبعات سلبية على الوضع العائلي، لأنّ المرأة هي التي تربّيالمجتمع، والعائلة هي نواة المجتمع. لقد كان الإمام يرى ان دور المرأة مهم جداً فيبناء العائلة وتماسكها، كما كان يعتقد ان بمقدور المرأة إصلاح الرجل السيء، فإذاكان المحيط العائلي سليماً فلن تحدث مشكلة ولن يحدث خلاف، مما يترك آثاراً ايجابيةعلى الأطفال الذين سينشأون بشكل سليم، ومن ثم سينعكس ذلك على المجتمع ايجابياً.
كان الإمام لا يمانع من عمل المرأة خارج المنزل بشرط أن لا يسيء ذلك إلىالعائلة، نظراً لدور المرأة المصيري وأهميته في تربية الاطفال.
كنا أحياناًنمزح معه، ونحن نقول: ان على المرأة أن تبقى في منزلها! فكان يجيب: لا تستهينوابدوركم في المنزل؛ فانَّ تربية الاطفال ليست بالشيء الهيّن، فلو تمكن إنسان ما منتربية واعداد شخص واحد تربية صحيحة، فسيكون بذلك قد أدّى خدمة جليلة للمجتمع. الأكثر من ذلك، كان الإمام يعتقد بأنَّ الرجل غير قادر على تربية الأبناء، وان ذلكيعتمد بشكل أساس على المراة، لأنّ مساحة العاطفة في المرأة أكبر، والحب والعاطفةيجب أن يكونا عماداً للعائلة.
* ما هو رأي الإمام الراحل من النشاطات التيتقوم بها السيدات من عائلته في المجالين السياسي والاجتماعي
لميكن الإمام يمنعنا من ذلك، إلاّ أنه كان يحرص على ان لا نُستَغَل بسبب ارتباطنا به،أي انه كان يحظر علينا التصدّي للمناصب الحساسة. فكان لا يرغب ـ مثلاً ـ أن تكونكريمته نائبة في مجلس الشورى، حيث كان يقول: لا اُحب أن يقال ان فلانة تسلمت المنصبالفلاني لارتباطها بالإمام وصلتها به. وكان يقول أيضاً: لم نقم بالثورة لكي نتقاسمالمواقع، ولكي لا تحدث شبهة في هذا المضمار اُريد منكم أن لا تتسلموا مناصب كهذه،وهناك مجالات اُخرى يمكنكن العمل من خلالها.
لذلك انطلقت نشاطاتنا فيمجالات اُخرى، على سبيل المثال عندما كان سماحته في مدينة قم المقدسة، وأصدرتوجيهاته بتشكيل مؤسسة محو الامية، التزمت بأحد الفصول الدراسية، وقد سجلت الكثيرمن الأخوات الاميات أسماءهن في هذا الفصل، ورغم انَّ الإمام كان يعاني في حينها منمرض القلب، إلاّ انه كان يشعر بالغبطة والسرور عندما كنت اُحدثه عن نشاطاتي في هذاالمجال، مما كان يشجعني للتحدث عن ذلك له.
لقد كان يعلم بأن لدي طفل صغيرواني اُواصل العمل خارج المنزل، إلاّ انه لم يكن يمنعني عن ذلك. وكذا الحال بالنسبةلكريمته حيث كان يعلم انها تقوم بنشاطات واسعة على صعيد حركة المرأة المسلمة. لقدكان يقول: واصلوا نشاطاتكم، إلاّ ان عليكم رعاية الحدود الشرعية، ومِنها كسب موافقةأزواجكن.
* ما هو رأي الإمام بشأن موضوع حجاب المرأة
كان الإمام الراحل يعتقد بأن ملابس المرأة وظاهرها لا يجب أنيقود إلى الافساد؛ أي يجب عليها ان لا تظهر مفاتنها الجسدية، ولكن لا مانع من ظهورقرص الوجه، بدون زينة.
أمّا بشأن عمل المرأة خارج المنزل، فكان يرى بأنّعليها ان لا تتحدّث إلى الرجل ما دام لم تستدع الضرورة ذلك. فعندما كان أحد أحفادهيصل مرحلة البلوغ، لم يكن يجلس معنا في غرفة واحدة، لأنّ · الإمام لم يكن يرى ذلكضرورياً، ولكنه لم يكن يعترض على الضروريات، فقد أخبرته مرة أني تحدثت مع الاُستاذفي الجامعة حول أحد المواضيع الدراسية بباعث الضرورة العلمية. اللهم عجل فرج وليك الحجة بنالحسن الحمدلله رب العالمين
|
|
|
|
|