العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.14 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:31 PM


[QUOTE=m@awadh;949268]

6- لقد وجدنا كثيراً من سادة الصحابة أصهروا إلى أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وتزوجوا منهم، والعكس بالعكس، لا سيما الشيخين منهم، كما هو متفقٌ عليه بين أهل التواريخ ونقلة الأخبار سُنة منهم أو شيعة.
فإنَّ النبي عليه الصلاة والسلام:
- تزوج عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه.
- وتزوج حفصة بنت عمر رضي الله عنه.
- وزوج ابنتيه ( رقية ثم أم كلثوم ) لثالث الخلفاء الراشدين الجواد الحـيِي عثمان بن عفان رضي الله عنهما، ولذلك لقِّب بذي النورين.- ثم ابنه أبان بن عثمان تزوج من أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.
- ومروان بن أبان بن عثمان كان متزوجاً من أم القاسم ابنة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
- ثم زيد بن عمرو بن عثمان كان متزوجاً من سكينة بنت الحسين.
- وعبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان كان متزوجاً من فاطمة بنت الحسين بن علي.
ونكتفي بذكر الخلفاء الثلاثة من الصحابة، دون غيرهم من الصحابة الكرام الذين كانوا أيضاً مصاهرين لأهل البيت؛ لبيان أن أهل اليبت كانوا محبين لهم، ولذلك كانت هذه المصاهرات والوشائج().
وكذلك وجدنا أن أهل البيت كانوا يسمون أبناءهم بأسماء أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كما هو متفق عليه بين أهل التواريخ ونقلة الأخبار سُنة منهم أو شيعة.
فهذا علي رضي الله عنه كما في المصادر الشيعية يسمِّي أحد أبنائه من زوجته ليلى بنت مسعود الحنظلية باسم أبي بكر، وعلي رضي الله عنه أول من سمَّى ابنه بأبي بكر في بني هاشم().
وكذلك الحسن بن علي سمَّى أبناءه : أبابكر وعبدالرحمن وطلحة وعبيدالله().
و كذلك الحسن بن الحسن بن علي().
وموسى الكاظم سمى ابنته عائشة().وهناك من كان يكنى بأبي بكر من أهل البيت وليس له بإسم، مثل زين العابدين بن علي()، وعلي بن موسى (الرضا )().
أمَّا من سمَّى ابنه باسم عمر رضي الله عنه؛ فمنهم علي رضي الله عنه، سمَّى ابنه عمرَ الأكبر وأمه أم حبيب بنت ربيعة، وقد قتل بالطف مع أخيه الحسين رضي الله عنهم، والآخر عمر الأصغر وأمه الصهباء التغلبية، وهذا الأخير عُمِّرَ بعد إخوته فورثهم().
وكذلك الحسن بن علي سمَّى ابنه أبا بكر وعمر().
وكذلك علي بن الحسين بن علي ().
و كذلك علي زين العابدين
وكذلك موسى الكاظم
وكذلك الحسين بن زيد بن علي.
و كذلك إسحاق بن الحسن بن علي بن الحسين.
وكذلك الحسن بن علي بن الحسن بن الحسين بن الحسن.
وغيرهم كثير، لكن نكتفي بهذا القدر من المتقدمين من أهل البيت خشية الإطالة ().
أمَّا من سمَّى ابنته بعائشة فمنهم : موسى الكاظم()، وعلي الهادي().
و نكتفي بالشيخين رحمهم الله وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

الجواب:
إن المصاهرة بنفسها ليس لها دلالة على شيء بل زوجات بعض الأنبياء ذكرهم الله عز وجل بذكر سيء ولم يجعل لهم أي فضيلة في المصاهرة و أنتم تنقلون في كتبكم أن عمر قد شك بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحه وابن حبان في صحيحه قال :
((... فقال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه : والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : ألست رسول الله حقا ؟ قال : ( بلى ) قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : ( بلى ) قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ .....))[1] .
والبخاري قال في صحيحه :
((فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت ألست نبي الله حقا ؟ قال ( بلى ) . قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال ( بلى ) . قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال ( إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري ) . قلت أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟ قال ( بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام ) . قال قلت لا قال ( فإنك آتيه ومطوف به ) . قال فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟))[2] .

وإنكم تنقلون أن عبيد الله بن عمر كان يقاتل في جيش معاوية ضد الإمام علي عليه السلام وقد قتله الإمام علي عليه السلام في صفين فقد نقل ابن حبان في كتابه الثقات في ترجمة عبيد الله بن عمر ((عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوى القرشي أمه بنت حارثة بن وهب الخزاعي قتل يوم صفين وكان مع معاوية ))[3]
فلماذا لم يقف مع الإمام علي عليه السلام في صفين وخصوصا أن الحق مع الإمام علي عليه السلام وتنقلون في كتبكم أن معاوية أمير الفئة الباغية التي تدعو للنار ولماذا يعطني للمصاهرة أي اعتبار.
ومن الملاحظ أن البخاري يروي أن المرأتين التين تآمرتا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هما السيدة عائشة والسيدة حفصة وان عمر هو الذي نقل سبب النزول فيهن وقد وصفتهن بالانحراف وقد مالتا عن الحق حيث أخرج البخاري في صحيحه وغيره من الحفاظ واللفظ للبخاري بسنده قال : (( عن بن عباس : قاللم أزل حريصا على أن أسأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } . فحججت معه فعدل وعدلت معه بالإداوة فتبرز حتى جاء فسكبت على يديه من الإداوة فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما { إن تتوبا إلى الله } . فقال واعجبي لك يا ابن عباس عائشة وحفصة ثم استقبل عمر الحديث يسوقه .......))[4] .
والذي شهد بأن هذه الآية نازلة في حفصة وعائشة هو عمر بن الخطاب .
قال ابن الجوزي : ((ثم خاطب عائشة وحفصة فقال: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} أي من التعاون على رسول الله صلى الله عليه وسلمبالإيذاء {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} قال ابن عباس: زاغت وأثمت، قال الزجاج: عدلتوزاغت عن الحق، قال مجاهد: كنا نرى قوله عز وجل: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} شيئاً هيناً حتى وجدناه في قراءة ابن مسعود: {فقد زاغت قلوبكما} وإنما جعل القلبينجماعة لأن كل اثنين فما فوقهما جماعة))[5] .
قالمحمد عبدالقادر : ((صغا: مال، وبابه عدا وسما ورمى وصدي وصغيا أيضاً،قلت: ومنه قوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} وقوله تعالى "وَلِتَصْغَىإِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ"))[6]
وقال القرطبي : ((قوله تعالى: {إِن تَتُوبَاإِلَى اللَّهِ} يعني حفصة وعائشة، حثهما على التوبة على ما كان منهما من الميل إلىخلاف محبة رسول الله صلي الله عليه وسلم {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} أي زاغتومالت عن الحق، وهو أنهما أحبتا ما كره النبي صلي الله عليه وسلم من اجتناب جاريتهواجتناب العسل، وكان عليه السلام يحب العسل والنساء ))[7].
وقال القرطبي: ((قوله تعالى : {وَإِن تَظَاهَرَاعَلَيْهِ} أي تتظاهرا وتتعاونا على النبي صلي الله عليه وسلم بالمعصيةوالايذاء[8]((.
قال ابن منظور: ((وتظاهروا عليه: تعاونوا، وأظهره الله على عدوه. وفي التنزيل العزيز: {وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} وظاهر بعضهم بعضاً: أعانه، والتظاهر: التعاون. وظاهرفلان فلاناً: عاونه. والمظاهرة: المعاونة، وفي حديث عليٍ عليه السلام: أنه بارز يومبدر وظاهر: أي نصر وأعان. والظهير: العون ))[9] .
ويقول بن الجوزي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طلق حفصة بنت عمر بن الخطاب بسنده: (( عن قيس بن زيد أن النبي أن النبي (ص) طلق حفصة بنت عمر فدخل عليه خالاها قدامة وعثمان ابنا مضعون , فبكت وقالت : والله ما طلقني عن شبع , فجاء النبي فتجلببت ))[10]
وأخرج بن حبان في موارد الضمآن قال :
((أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبراء أنبأنا مسروق بن المرزبان حدثنا ابن أبي زائدة عن صالح بن صالح عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر رضوان الله عليه أن رسول الله e طلق حفصه ثم راجعها))[11]
وقد أخرج عدم من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه قال :
((حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله e نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله e نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب فقال عمر فقلت لأعلمن ذلك اليوم قال فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله e فقالت مالي ومالك .......))[12]
وهذا يبين أن الزواج في نفسه ليس فيه فضيلة ولكن فيه مفاخرة يمكن الإنسان أن يتفاخر بأنه صاهر النبي , ولذلك مصاهرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لصفية بنت حيي بن اخطب ليس فيها أي فضيلة لحيي , وبمصاهرة النبي يوجب الاعتزاز ولذلك نقول أن نفس المصاهرة ليس فيها قرب من الله وحتى الإمام علي عليه السلام وأهل البيت مكانتهم من الرسول ليس من قبل القرابة إنما لمكانتهم من الله ومن جهة الاصطفاء ولذلك نرى ابن نوح لم يكن له قرب ومكانة من الله عز وجل وزوجة لوط و زوجة نوح ليس لهما أي مكانة عند الله، وبالمقابل نرى زوجة فرعون وهو كافر وهي في أعلى درجات القرب من الله وهذه مفاهيم إسلامية , وأما اختيار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للزهراء لمكانة الإمام علي عليه السلام من الله ولمكانة الزهراء عليها السلام من الله عز وجل , ونرى عبد الله بن عمر وهو اخو حفصة والإمام علي عليه الإسلام اقرب الناس إلى رسالة الله وابن عمه وصهره فتنقل لنا المصادر السنية انه لم يبايع الإمام علي عليه السلام ولم يبايع الحسن عليه السلام وبايع معاوية بن أبي سفيان وقد نقلنا الحديث في الجواب على السؤال الثاني الوارد في صحيح مسلم انه بايع يزيد بن معاوية ولم يبايع الإمام الحسين عليه السلام أين ذهبت المصاهرة ؟
ولذلك نرى أن المصاهرة ليس فيها دلالة على المحبة, ونرى معاوية صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالرغم من أن الرسول تزوج أم حبيبة رضي الله عنها ومعاوية بن أبي سفيان و أبوه كانا كافرين ولم يسلما إلا في عام الفتح وكانا من الطلقاء , ورأينا أن معاوية قد قاتل الإمام عليا عليه السلام في صفين والإمام علي عليه السلام ابن عم الرسول وصهره واقرب الناس إلى رسول الله فأين ذهبت مصاهرة معاوية لرسول الله وهذا يدل على أن المصاهرة ليس لها دلالة على المحبة و على صلاح من صاهرهم النبي, ولم يكتفي معاوية بل قاتل الإمام الحسن عليه السلام وهو حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وقد خطط لسم الإمام الحسن عليه السلام وهذا ما يقوله السنة في مصادرهم التاريخية كالبلاذري في (انساب الأشراف ) وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) وبطرق عديدة والسيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) والطبراني في ( المعجم الكبير ) وابن عبد البر في (الاستيعاب ) , وقد روى الطبراني في معجمه الكبير (( عن أبي بكر بن حفص أن سعدا والحسن بن علي رضي الله عنه ماتا في زمن معاوية فيرون انه سمه ))[13]

ونقل السيوطي في تاريخه (( توفى الحسن بالمدينة مسموما سمته زوجته جعدة بنت الاشعث بن قيس دس اليها يزيد بن معاوية أن تسمه فيتزوجها ففعلت فأما مات الحسن بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها فقال إنا لم نرضك للحسن افنرضاك لأنفسنا ))[14] .
وروى ابن الأثير في أسد الغابة عند التعرض لترجمة الحسن بن علي عليه السلام (( وكان سبب موته أن زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس سقته السم ... فقال الحسين من سقاك يا أخي ؟ قال : ما سؤالك عن هذا ؟ أتريد أن تقاتلهم ؟ أكلهم إلى الله عز وجل ))[15].
أين ذهبت المصاهرة بين معاوية ورسول الله و كما تقولون فيها فضيلة هل هذه هي الفضيلة ؟ بل كتبكم تقول أن معاوية اخو أم حبيبة زوجة الرسول لم يكتفي إلى هذا الحد فإنكم تنقلون أن معاوية سجد شكرا عندما سمع بخبر استشهاد الإمام الحسن عليه السلام فقد روى عدة من الحفاظ منهم احمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير وابن عساكر في تاريخه واللفظ لابن أبي داوود في سننه قال :
((حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا بقية عن بحير عن خالد قال : وفد المقدام بن معد يكرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان فقال معاوية للمقدام أعلمت أن الحسن بن علي توفي ؟ فرجع ( أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون ) المقدام فقال له رجل أتراها مصيبة ؟ قال له ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فقال " هذا مني وحسين من علي ؟ "....))[16]
وقد نقل بن خلكان في وفيات الأعيان عند التعرض لترجمة الإمام الحسن علسه السلام :
((ولما بلغه موته تكبيرا من الحضر فكبرأهل الشام لذلك تكبيرا , من الحضر فكبر أهل الشام لذلك التكبير , فقالت فاخته زوجة معاوية : أقر الله عينك يا أمير المؤمنين ما الذي كبرت له ؟ قال : مات الحسن , قالت : أعلى موت ابن فاطمة تكبر ؟ قال : والله ما كبرت شماتة بموته ولكن استراح قلبي .
وكان ابن عباس بالشام فدخل عليه , فقال : يا ابن عباس هل تدري ما حدث في أهل بيتك , قال : لا أدري ما حدث إلا أني أراك مستبشرا , وقد بلغني تكبيرك وسجودك , قال : مات الحسن ))[17]
ما فائدة هذه المصاهرة ولماذا معاوية لم يعطي أي اعتبار للمصاهرة , ولذلك نرى أن المصاهرة ليس لها أي قرب من الله عز وجل إلا بالانقياد والطاعة لله عز وجل .
ولو قلنا من باب التسليم أن الزواج من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه فضيلة فما دخل أهل الزوجة بهذه الفضيلة .
ثم إن الله عز وجل يقول {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }[18] فنساء النبي لسن كأحد من النساء إذ مقامهم مشروط مع التقوى " إِنِ اتَّقَيْتُنَّ " ومع عدم التقوى لم يكن لزواجهن أي فضيلة والفضيلة لهم مشروطة بالتقوى .
ولذلك نقول أن زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتقيات لسن كأحد من النساء والفضيلة مشروطة ليست مطلقة .والعجيب إنكم تتهمونا بهذه التهم وانتم تثبتون ذلك في اصح كتبكم كالبخاري وانقل لكم تصرفات السيدة عائشة من البخاري ومسلم وغيرها من الكتب التي تعتقدون بصحتها ولماذا تتهمون الشيعة بأمور انتم تنقلونها ورواية البخاري ومسلم تمثل عقيدة عندكم والبخاري يلتزم بكل مضامين كتابه وانتم تلتزمون كذلك بكل مضامين البخاري ويمثل العقيدة عندكم وتلتزمون بكل ما فيه وتنتقدون من يتعرض للبخاري وانتم تنكرون اشد النكير على من يتعرض للبخاري ومسلم .
فقد قادت عائشة كما تنقل كتب إخواننا أهل السنة حرب الجمل بالرغم من تحذير الرسول لها من الخروج وحذرها أن في هذا الخروج سيقتل نفر كثير حولها ومع ذلك خرجت لقتال على بن أبي طالب بالرغم من أن حب علي إيمان وبغضه نفاق وقد أخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه واحمد بن حنبل في مسنده واللفظ لمسلم قال :
(( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش ح وحدثنا يحيى بن يحيى ( واللفظ له ) أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر قال قال علي : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلى أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ))[19]
وقد اخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحه والترمذي في سننه ومسلم في صحيحه
واحمد في مسنده واللفظ لأحمد قال :
((حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت : لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمدا على العباس وعلى رجل آخر ورجلاه تخطان في الأرض وقال عبيد الله فقال بن عباس أتدري من ذلك الرجل هو علي بن أبي طالب ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا))[20] .
وهذه كتبكم تنقل لنا بأصح الأسانيد أن المصاهرة ليس فيها أي فضيلة وقرب من الله فهذه عائشة تخرج لقتال اقرب الناس إلى رسول الله وزوج بنت رسول الله الزهراء عليها السلام وإنها لا تطيب لها نفسا من اقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأتعجب كيف تتهمونا بذلك .
فقد نقل الإمام احمد في مسنده بسند صحيح على شرط الشيخين قال :
(( حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبى ذئب ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏محمد بن عمرو بن عطاء ‏ ‏عن ‏ ‏ذكوان ‏ ‏مولى ‏ ‏عائشة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت : دخل علي النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بأسير فلهوت عنه فذهب فجاء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ما فعل الأسير قالت لهوت عنه مع النسوة فخرج فقال ما لك قطع الله يدك ‏ ‏أو يديك ‏ ‏فخرج فآذن به الناس فطلبوه فجاءوا به فدخل علي وأنا أقلب يدي فقال ما لك أجننت قلت دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر أيهما يقطعان فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه مدا وقال ‏ ‏اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهورا ))[21]
وقد اخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه والبخاري في صحيحه قال :
حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال حدثني ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة ))
: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث فقالت حفصة ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر ؟ فقالت بلى فركبت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني ولا أستطيع أن أقول له شئيا ))‏[22]
وهنا تنقل كتبكم أن عائشة أرادت أن تنتحر ولسنا نحن من يتهمها وإنما انتم بما تعتقدون انه يمثل معتقدكم وهو البخاري ينقل لكم وهذا يدل على أن المصاهرة ليس فيها دليل الصلاح.
وينقل لنا البخاري ويتهم السيدة عائشة أنها تسيء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن يصف رسول الله انه لا ينطق عن الهوى والسيدة عائشة تقول له انك تسارع في هواك فقد اخرج مسلم في صحيحه و البخاري في صحيحه قال :
حدثنا محمد بن سلام حدثنا ابن فضيل حدثنا هشام عن أبيه قال: كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فلما نزلت }ترجئ من تشاء منهن{ . قلت يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك. رواه أبو سعيد المؤدب ومحمد بن بشر وعبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة يزيد بعضهم على بعض.))[23]
وقد نقل لنا عدة من الحفاظ أن عائشة وحفصة كانتا تتفقان على الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه والنسائي في سننه والبيهقي في سننه و أبو داود في سننه واللفظ للبخاري قال :
((حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله e يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها فواطيت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير قال لا ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدا))[24]
وقد نقلت كتبهم أن عائشة تكسر الصفيح في حضرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وهذا كما نقل عدة من الحفاظ منهم البيهقي في سننه والبخاري في صحيحه قال :
((حدثنا علي حدثنا بن علية عن حميد عن أنس قال كان النبي e عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام فضربت التي النبي e في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع النبي e فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول غارت أمكم ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت ))[25].
ونحن لا نتهم زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولكن هذه الكتب التي تمثل عقيدة السنة تتهمهن.
وقد نقلت كتب ومصادر السنة أن هناك علاقة سيئة بين السيدة عائشة والحسن بن علي عليه السلام حيث منعت السيدة عائشة أن يدفن الإمام الحسن عند جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقد روى بن عساكر في تاريخه قال :
(( وأنا ابن سعد أنا محمد بن عمر نا علي بن محمد العمري عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال سمعت عائشة تقول يومئذ هذا الأمر لا يكون أبدا يدفن ببقيع الغرقد ولا يكون لهم رابعا والله انه لبيتي اعطانيه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حياته وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري وما آثر علي عندنا بحسن ))[26]
وقد نقل أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين :
(( قال يحيى بن الحسن : وسمعت علي بن طاهر بن زيد يقول : لما أرادوا دفنه ركبت عائشة بغلا واستنفرت بني أمية مروان بن الحكم ومن كان هناك منهم ومن حشمهم وهو القائل : فيوما على بغل ويوما على جمل))[27]
وقال البلاذري في انساب الأشراف :
(( .... فلما رأت عائشة السلاح والرجال , وخافت أن يعظم الشر بينهم وتسفك الدماء , قالت : البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه أحد ))[28]
ونقل أبو الفدا في تاريخه :
(( .... وكان الحسن قد أوصى أن يدفن عند جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما توفي أرادوا ذلك , وكان على المدينة مروان بن الحكم من قبل معاوية فمنع من ذلك وكاد يقع بين بني أمية وبين بني هاشم بسبب ذلك فتنة , فقالت عائشة : البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه , فدفن بالبقيع , ولما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجدا .... ))[29]
أليس الإمام الحسن بن علي عليه السلام حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأين المصاهرة ؟ لماذا منعت دفن الحسن بجوار جده وعائشة زوجة جده هل الزواج يدل على شيء ؟
[1]صحيح بن حبان ج11 ص216 قال شعيب الارناؤوط صحيح .

[2] صحيح البخاري ج2 ص942 .

[3] الثقات لابن حبان ج5 ص63 رقم 3866 .

[4] البخاري ج2 ص871 .

[5] زاد المسير ج8 ص52 .

[6] مختار الصحاح ص92 .

[7] تفسير القرطبي جج18 ص188 .

[8] تفسير القرطبي ج18 ص189 .

[9] لسان العرب ج4 ص525 .

[10] صفوة الصفوة ج1 ص354 , الكنى والاسماء للنووي ج2 ص 338 , طبقات ابن سعد ج6 ص62 .

[11] موارد الضمآن ج1 ص321 ح1324 .

[12] صحيح مسلم باب الايلاء والاعتزال ج2 ص 1105 ح 1479 .

[13] المعجم الكبير ج3 ص71 ح2694 قال محقق الكتاب حمدي السلف اسناده صحيح الى قائله . .

[14] تاريخ الخلفاء ص192 .

[15] اسد الغابة ج1 ص562 .

[16] سنن ابي داود ج2 ص466 وقال الالباني صحيح وقال الذهبي في سير اعلام النبلاء ج3 ص258اثناء نقله لسند المعجم الكبير رواه ثلاثة عن أبي بقية واسناده قوي .

[17] وفيات الأعيان ج2 ص66 .

[18] الأحزاب 32 .

[19] صحيح مسلم ج1 ص86 , مسند احمد ج1ص84

[20]مسند احمد بن حنبل جص ص34 قال شعيب الاناؤوط صحيح الاسناد على شرط الشيخين .

[21] مسند الامام احمد ج6ص52 ح 24304 قال شعيب الارناؤوط اسناده صحيح على شرط الشيخين .

[22] صحيح البخاري ج5 ص1999 , صحيح مسلم ج4 ص1894 .

[23] صحيح البخاري ج5 ص1966 , صحيح مسلم ج2 ص1085 .

[24] صحيح البخاري ص ص1865 ح 4627 , صحيح مسلم ج2 ص1100 , سنن النسائي ج3 ص130 , سنن أبي داود ج3 ص335 , سنن البيهقيج7 ص353 , مسند أحمد ج6 ص221 .

[25] صحيح البخاري ج5 ص2003 ح 4927 , سنن البيهقي ج6 ص96 .

[26]تاريخ دمشق ج13 ص293 .

[27]مقاتل الطالبيين ص 82 .

[28]أنساب الأشراف ج3 ص298 .

[29] المختصر في تاريخ البشر ج1 ص 255 .


من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.14 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:33 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

7 - ذكر الكليني في كتاب الكافي: «أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم» ().
ثم يذكر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) حديثاً يقول: «لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً» ().
فإذا كان الإمام يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي، فسيعلم ما يقدم له من طعام وشراب، فإن كان مسموماً علم ما فيه من سم وتجنبه، فإن لم يتجنبه مات منتحراً؛ لأنه يعلم أن الطعام مسموم! فيكون قاتلا لنفسه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن قاتل نفسه في النار! فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!


الجواب:
أولا : لم يقل أحد من علماء الشيعة أن الله عز وجل يعلم الأئمة علما مطلقا ولكن متى شاءت حكمته أن يعلمهم فيعلمهم ومتى شاءت حكمته أن يخفي عنهم الأمور يخفي عنهم الأمور وقد أخفى الله عز وجل عن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعض أسماء المنافقين واعلمه بعضا آخر من المنافقين فقال عز وجل في محكم كتابه {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }[1] وقد شاءت حكمته أن يعلمه أسماء المنافقين الذين أرادوا أن يقتلوه في العقبة .
ولا يمتنع أن الله عز وجل يعلمهم علما إجماليا أنهم سيقتلون كما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع عندما صرح أنه بعد هذا العام لعله لن يلقاهم فإن شاءت حكمته أن يبلغهن فيبلغهم كما فعل الله عز وجل مع والد جابر بن عبد الله الأنصاري فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري قال :
(( حدثنا مسدد أخبرنا بشر بن المفضل حدثنا حسين المعلم عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي e وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله e فإن علي دينا فاقضواستوص بأخواتك خيرا فأصبحنا فكان أول قتيل ودفن معه آخر في قبر ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته هنية غير أذنه))[2]
فهذا لا يمتنع أن يخبر بشهادته ويموت شهيدا لأنه يستحق الشهادة وشاءت حكمة الله أن يخبره بموته .
ومثال 䂿لله صلى الله عليه وآله وسلم شاءت حكمة الله عز وجل أن يخبره أن في آخر الزمان لو كان الدين بالثريا لناله رجال من فارس فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه والبخاري في صحيحة واحمد في مسنده قال :
((حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن جعفر الجزري عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كان الدين عند الثريا لذهب رجل من فارس أو أبناء فارس حتى يتناوله))
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم[3]
فيبلغنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعلم إجمالي أنه في آخر الزمان ستكون نصرة الدين على يد رجال من بلاد فارس ولم يعط التفصيل وإنما أعطانا الإجمال وكذلك عنده علم بان في آخر الزمان يخرج رجل من ولد فاطمة اسمه المهدي فخبرنا بعلم إجمالي .

ثانيا : وان كان يعرف انه سيحصل الأمر الكذائي ليس معناه انه يستطيع أن يغير أمر الله عز وجل واليوم على سبيل المثال بعض الفلكيين يعرفون انه سيحصل إعصار فلا ملازمة بين علم الغيب وبين تغيير أمر الله عز وجل وإذا كان يعرف انه سيموت في اليوم الكذائي والسبب الكذائي هل يستطيع أن يغير أمر الله عز وجل إذا الله أراده .

ثالثا : قد تكون حكمة الله عز وجل أن يعلم الإمام متى سيموت ولكن هذا الموت يكون هبة له والله أعلمه أنه اختار له الموت بهذه الكيفية، وهي درجة من درجات الكرامة و المرتبة هي الشهادة وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) يتمنون الشهادة وان كانوا يستطيعون أن يدعوا الله عز وجل أن يأخر آجالهم ولكن هم يريدون اللقاء الإلهي وان الدنيا لهم كالسجن والآخرة هي مبتغاهم لارتباطهم الوثيق مع الله عز وجل .

رابعا : هذا الإشكال كان مطروحا منذ أكثر من ألف سنة والذي طرح هذا الإشكال هم الشيعة أنفسهم طرحوا هذا الإشكال على الأئمة عليهم السلام .
فقد روى الشيخ الكليني رضوان الله عليه في الكافي الشريف قال :
((عن الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا عليه السلام : إن أمير المؤمنين عليه السلام قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها والموضع الذي يقتل فيه وقوله لما سمع صياح الإوز في الدار : صوائح تتبعها نوائح ، وقول أم كلثوم : لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلي بالناس ، فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف عليه السلام أن ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف ، كان هذا مما لم يجز تعرضه ، فقال : ذلك كان ولكنه حير في تلك الليلة ، لتمضي مقادير الله عز وجل ")).
وواضح من الرواية أن الإمام عليه السلام حينما يحين وقت وفاته يحيّره الله سبحانه وينسيه ما علمه حتى تجري مقادير الله عز وجل ، فالروايات التي تحكي علم الإمام عليه السلام بوفاته تقصد أنه يعلم ذلك إلى ما قبل وقوع سبب الوفاة إذ يحيره الله سبحانه ويخفي عنه ذلك.
وهناك وجه آخر وهو أن الله عز وجل عز وجل يبقيه على هذا العلم ويخيره بالموت كما بينا برواية جابر بن عبد الله المروية بالبخاري أن الله عز وجل اخبره بأنه يموت في اليوم الفلاني والله يبقيهم على علمهم وويخيرهم فقد روى الشيخ الصدوق في أماليه قال :
(( حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( رضي الله عنه ) قراءة عليه ، قال : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن أحمد بن عبد الله الفروي ، عن أبيه ، قال : دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح ، فقال لي : ادن مني ، فدنوت حتى حاذيته ، ثم قال لي : أشرف إلى البيت في الدار ، فأشرفت فقال : ما ترى في البيت ؟ قلت : ثوبا . مطروحا . فقال : انظر حسنا ، فتأملت ونظرت فتيقنت ، فقلت : رجل ساجد . فقال لي : تعرفه ؟ قلت : لا . قال : هذا مولاك . قلت : ومن مولاي ؟ فقال : تتجاهل علي ؟ فقلت : ما أتجاهل ، ولكن لا أعرف في مولى . فقال : هذا أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، إني أتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها ، أنه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ، ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس ، وقد وكل من يترصد له الزوال ، فلست أدري متى يقول الغلام : قد زالت الشمس ! إذ يثب فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدد وضوءا ، فأعلم أنه لم ينم في سجوده ولا أغفى ، فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر ، فإذا صلى العصر سجد سجدة ، فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس ، فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا ، فلا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة ، فإذا صلى العتمة أفطر على شوي يؤتى به ، ثم يجدد الوضوء ، ثم يسجد ، ثم يرفع رأسه ، فينام نومة خفيفة ، ثم يقوم فيجدد الوضوء ، ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر ، فلست أدري متى يقول الغلام : إن الفجر قد طلع ! إذ قد وثب هو لصلاة الفجر ، فهذا دأبه منذ حول إلي . فقلت : اتق الله ، ولا تحدثن في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة ، فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلا كانت نعمته زائلة . فقال : قد أرسلوا إلي في غير مرة يأمرونني بقتله ، فلم أجبهم إلى ذلك ، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك ، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني . فلما كان بعد ذلك حول إلى الفضل بن يحيى البرمكي ، فحبس عنده أياما ، وكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل ليلة مائدة ، ومنع أن يدخل إليه من عند غيره ، فكان لا يأكل ولا يفطر إلا على المائدة التي يؤتى بها حتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيام ولياليها ، فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة للفضل بن يحيى ، قال : فرفع ( عليه السلام ) يده إلى السماء ، فقال : يا رب ، إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي . قال : فأكل فمرض ، فلما كان من غد بعث إليه بالطيب ليسأله عن العلة . فقال له الطبيب : ما حالك ؟ فتغافل عنه ، فلما أكثر عليه أخرج إليه راحته فأراها الطبيب ، ثم قال : هذه علتي ، وكانت خضرة في وسط راحته ، تدل على أنه سم ، فاجتمع في ذلك الموضع ، قال : فانصرف الطبيب إليهم ، وقال : والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم ، ثم توفي ( عليه السلام ))[4].
وقد بين المولى المازندراني في شرح اصول الكافي :
(( والوقوع في الهلكة غير جائز إذا لم يكن بأمر الله تعالى ورضائه وإلا فهو جائز بل واجب ومثل هذا فعل الحسين عليه السلام وفعلنا في الجهاد مع الاثنين ))[5].
وقتل الإنسان نفسه بإذن من الله سبحانه ليس حراما بل قد يكون واجبا ، والحسين عليه السلام في كربلاء كان يعلم باستشهاده وما زاده هذا العلم إلا رفعة وتسليما ورضا بقضاء الله وقدره ، ونرى كثيرا من المؤمنين يقومون بعمليات استشهادية ويعرفون أنهم يموتون بالعملية ولا يزيدهم ذلك إلا إصرارا من اجل نصرة دين الله عز وجل .
[1] التوبة101 .
[2] صحيح البخاري ج1 ص453 ح1286 . المستدرك على الصحيحين ج3 ص224 , سنن البيهقي جج6 ص285 .

[3] مسند احمد ج2 ص308 , صحيح البخاري ج4 ص1858 , صحيح مسلم ج4 ص1972 .

[4] الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 210 - 212

[5] شرح أصول الكافي ج6ص40 .

من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.14 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:35 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

8 - لقد تنازل الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ وسالمه، في وقت كان يجتمع عنده من الأنصار والجيوش ما يمكنه من مواصلة القتال. وفي المقابل خرج أخوه الحسين ـ رضي الله عنه ـ على يزيد في قلة من أصحابه، في وقت كان يمكنه فيه الموادعة والمسالمة.


فلا يخلو أن يكون أحدهما على حق، والآخر على باطل؛ لأنه إن كان تنازل الحسن مع تمكنه من الحرب (حقاً) كان خروج الحسين مجرداً من القوة مع تمكنه من المسالمة (باطلاً)، وإن كان خروج الحسين مع ضعفه (حقاً) كان تنازل الحسن مع ( قوته) باطلاً!

وهذا يضع الشيعة في موقف لا يحسدون عليه؛ لأنهم إن قالوا : إنهما جميعا على حق، جمعوا بين النقيضين، وهذا القول يهدم أصولهم. وإن قالوا ببطلان فعل الحسن لزمهم أن يقولوا ببطلان إمامته، وبطلان إمامته يبطل إمامة أبيه وعصمته؛ لأنه أوصى إليه، والإمام المعصوم لا يوصي إلا إلى إمام معصوم مثله حسب مذهبهم.

وإن قالوا ببطلان فعل الحسين لزمهم أن يقولوا ببطلان إمامته وعصمته، وبطلان إمامته وعصمته يبطل إمامة وعصمة جميع أبنائه وذريته؛ لأنه أصل إمامتهم وعن طريقه تسلسلت الإمامة، وإذا بطل الأصل بطل ما يتفرع عنه!

الجواب:
أولا : لا يوجد دليل على ما يقولون إن الإمام الحسن تنازل لمعاوية عن الخلافة وبايعه إنما الإمام الحسن عليه السلام صالح معاوية وذلك لحفظ دماء المسلمين , ولم يكن صلح الإمام الحسن عليه السلام اختياريا ولكن مكرها عليه ومضطرا كما تبين الروايات التي ينقلها الطرفان , ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
ثانيا : لم يكن بإمكان الإمام الحسن عليه السلام مواجهة جيش معاوية وقتاله وذلك لان الإمام الحسن واقع بين ضررين لا ثالث لهما :

الضرر الأول :أن يحصل انقلاب من جيش الإمام الحسن (ع) عليه وخصوصا أن جيشه كان مخترقا من قبل معاوية وهناك خيانة، وحاولوا أن يغتالوه حيث انه جرح في رجله، وبذلك تنتقل المواجهة من معاوية إلى المواجهة الداخلية وهذا يخدم معاوية إعلاميا ويعطي شرعية لمعاوية والمستفيد يكون معاوية وبذلك يسهل على معاوية أن يطعن بالإمامة حيث يكون الذي قتل الإمام الحسن عليه السلام أصحابه وليس معاوية وبذلك يمكن القضاء على أصحاب الإمام الحسن عليه السلام بحجة أنهم قتلوا الإمام الحسن كما استغل الظروف بعد قتل عثمان وكان يرفع قميص عثمان واستطاع أن يصفي شيعة الإمام علي عليه السلام من غير أي معارضة كما قتل الصحابي حجر بن عدي الكندي وبذلك يقضي على آثار الإمامة ويمكن تصفية أتباع الإمام الحسن عليه السلام بكل سهولة وخصوصا أن الحسن عليه السلام قتل من قبل أصحابه وان معاوية ليس له يد في قتله وبذلك تضفى الشرعية لخلافة معاوية .
ولا بأس أن نبين حال قادة جيش الإمام الحسن عليه السلام :
((..... فلما كان من غد وجه معاوية بخيله إليه فخرج إليهم عبيد الله بن العباس فيمن معه ، فضربهم حتى ردهم إلى معسكرهم ، فلما كان الليل أرسل معاوية إلى عبيد الله بن العباس أن الحسن قد راسلني في الصلح وهو مسلم الأمر إلي فان دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعا وإلا دخلت وأنت تابع ولك إن جئتني الآن أن أعطيك ألف ألف درهم ، يعجل لك في هذا الوقت النصف وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر ، فانسل عبيد الله ليلا فدخل عسكر معاوية فوفى له بما وعده......))[1]
((.... وفي الخرائج أن الحسن ع بعث إلى معاوية قائدا من كندة في أربعة آلاف فلما نزل الأنبار بعث إليه معاوية بخمسمائة ألف درهم ووعده بولاية بعض كور الشام والجزيرة فصار إليه في مائتين من خاصته ثم بعث رجلا من مراد ففعل كالأول بعد ما حلف بالإيمان التي لا تقوم لها الجبال انه لا يفعل وأخبرهم الحسن ع انه سيفعل كصاحبه...))[2] .

(( .... ثم أرسل الإمام عليه السلام قائدا من مراد في أربعة آلاف ، فكتب لهم معاوية وأرسل له خمسمائة ألف درهم ومناه أي ولاية أحب من كور الشام فتوجه إليه الخرائج.....))[3]
(( ...هل لك في الغنى والشرف ؟ قال وما ذاك ؟ قال : تستوثق من الحسن وتستأمن به إلى معاوية ...))[4]
(( ..وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة له في السر ، واستحثوه على السير نحوهم ، وضمنوا له تسليم الحسن عليه السلام إليه عند دنوهم من عسكره أو الفتك به ، وبلغ الحسن ذلك ..))[5]
وهناك كثير من الأمثلة ولكن أكتفي بهذه الأدلة وإلا طال بنا المقام لكثرة الأدلة عند الفريقين .

الضرر الثاني : انه يبرم الصلح وبهذا الصلح يحفظ دمه ودماء أصحابه ودماء المسلمين وبذلك يفوت الفرصة على معاوية للطعن في الإمامة وينكشف حال معاوية فالحسن عليه السلام قد حفظ دماء المسلمين في إبرامه هذا الصلح وهذا اقل الضررين .
وأما القتال بهذه الطريقة لا يمكن أن يقوم بمواجهة مع جيش معاوية .
فقد نقل عدة من الحفاظ منهم بن حجر في الإصابة وفتح الباري وابن عساكر في تاريخ دمشق والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن سعد في طبقاته واللفظ لابن حجر العسقلاني في فتح الباري قال :
((والمحفوظ أن كلام الحسن الأخير إنما وقع بعد الصلح والاجتماع كما أخرجه سعيد بن منصور والبيهقي في الدلائل من طريقه ومن طريق غيره بسندهما إلى الشعبي قال لما صالح الحسن بن علي معاوية قال له معاوية قم فتكلم فقام فحمد الله واثنى عليه ثم قال أما بعد فان أكيس الكيس التقى وان اعجز العجز الفجور إلا وان هذا الأمر الذي اختلفت فيه إنا ومعاوية حق لامرئ كان أحق به مني أو حق لي تركته لإرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم وان أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ثم استغفر ونزل ))[6]
فمضافا إلى ما ذكرنا يوضح (( لولا ما اصنع لكان أمر عظيم ))[7]
وبالتأكيد أن هذا الأمر العظيم من الخطورة والأهمية أدى إلى تفضيل الإمام عليه السلام للصلح على الحرب .
وقد قال عليه السلام (( لولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحدا إلا قتل ))[8] وقال : ((والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت ))[9]
وقال : (( والله لو قاتلت معاوية لاخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما ))[10]
وقال : (( فو الله لان أسالمه وانأ عزيز خير من أن يقتلني وانأ أسيره أو يمن علي فتكون سبة على بني هاشم إلى آخر الدهر , ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت ))[11]
قد خطب عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه [ ثم قال ]: (( أما والله ما ثنانا عن قتال أهل الشام ذلة ولا قلة ، ولكن كنا نقاتلهم بالسلامة والصبر ، فشيبت السلامة بالعداوة ، والصبر بالجزع ، وكنتم تتوجهون معنا ودينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم الآن ودنياكم أمام دينكم ، فكنا لكم وكنتم لنا ، وقد صرتم اليوم علينا .... ))[12]
وقال عليه السلام : (( وقد جعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه .... وكذلك إنا ))[13]
فهارون عليه السلام عندما استضعفه قومه وكادوا يقتلونه هادنهم هارون حتى لا يقولون انه قد فرق بينه وبين قومه وهو تصرف لحفظ الشريعة .
يقول الله عز وجل {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }[14]
(( ....قال : ألست الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ؟ قلت بلى قال فانا إذن إمام لو قمت وأنا إمام إذ لو قعدت ، يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل ....))[15]
كما صالح رسول اله صلى اله عليه وآله وسلم كفار قريش في صلح الحديبية كذلك الإمام الحسن صالح معاوية للحفاظ على الإسلام المحمدي الأصيل المتمثل بأهل البيت وفق حديث الثقلين " إني تارك فيكم الثقلين " .
أما بالنسبة للإمام الحسين عليه السلام خرج لقتال يزيد عليه اللعنة حيث انه لا يوجد في جيش الحسين عليه السلام ما يستوجب الانقلاب عليه وخرج لمقارعة الظلم وإسقاط شرعية خلافة يزيد وقتل الحسين بسيوف الظلمة من جيش بني أمية لا يعطي أي قوة ليزيد بل يضعفه ويؤلب الناس عليه وهذا ما رأيناه مباشرة بمجرد أن استشهد الإمام الحسين على يد جيش يزيد قامت الثورات مباشرة واقتصوا من قتلة الحسين وتوالت الثورات ولم تقف إلى أن أسقطت الدولة الأموية بزمن قصير .
فقد قام المختار بن عبيد الله الثقفي وله إدراك ووفق مصطلح الصحابي عند أخواننا أهل السنة يعتبر صحابيا وأبوه كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد استشهد في فتح بلاد فارس , وقد قام المختار بملاحقة قتلة الحسين عليه السلام وصفاهم واحدا واحد , وقامت ثورة التوابين بقيادة الصحابي سليمان بن صرد الخزاعي والصحابي أبو الطفيل عامر بن واثلة وقد سقطت وقامت ثورة المدينة أي ثار أهل المدينة على يزيد وثورة زيد بن علي زين العابدين عليه السلام وتوالت الثورات إلى أن سقطت الدولة الأموية ولم تهدأ بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وصلح الإمام الحسن عليه السلام كان تمهيدا لثورة الإمام الحسين عليه السلام وإبطال شرعية خلافة بني أمية .
[1] مقاتل الطالببين لابي الفرج الاصفهاني ص42 .
[2] اعيان الشيعة ج1 ص569 .

[3] البحار ج44 باب 3 .

[4] الكامل في التلاخ ج3 سنة 41 .

[5] الارشاد للشيخ المفيد 2ص12 .

[6] فتح الباري ج13 ص63 .

[7] علل الشرائع ج1 ص200 .

[8] المصدر السابق .

[9] روضة الكافي ص330 , فرائط السمطين للحمويني ج2 ص424 وغيرها من المصادر .

[10] الاحتجاج ج2 ص69 رقم 158 .

[11] الاحتجاج ج2 ص69 رقم 158 .

[12] اعلام الدين في صفات امير المؤمنين للدلمي ص293 .

[13] الاحتجاج ج2 ص67 رقم 156 .

[14] الاعراف 150 .

[15] علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 211

من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.14 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:37 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

9 - ذكر الكليني في كتابه الكافي() : «حدثنا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّالِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ هَاهُنَا أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي، قَالَ فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّه) (عليه السلام ) سِتْراً بَيْنَهُ وبَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ فَاطَّلَعَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، قَالَ : قلْتُ :جُعِلْتُ فداك ..... ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : وإِنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ ( عليها السلام ) ومَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ ( عليها السلام )، قَالَ: قُلْتُ: ومَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ ( عليها السلام )؟ قَالَ :مُصْحَفٌ فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، واللَّهِ مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ، قَالَ: قُلْتُ :هَذَا واللَّهِ الْعِلْمُ، قَالَ :إِنَّهُ لَعِلْمٌ ومَا هُوَ بِذَاكَ». انتهى.
فهل كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يعرف مصحف فاطمة؟! إن كان لا يعرفه، فكيف عرفه آل البيت من دونه وهو رسول الله؟! وإن كان يعرفه فلماذا أخفاه عن الأمة؟! والله يقول: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ }ـ [المائدة:67-77].


الجواب:
أولا : هذه الآية نازلة في إمامة الإمام علي عليه السلام وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن عليا مولى المؤمنين ولا بأس أن نذكر ما هو مختصر لهذه الحادثة ويكون والتفصيل في الجواب على السؤال 13 , ننقل لكم ما أخرجه الحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخه ، والحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم ، والحافظ ابن مردويه ، والحاكم الحسكاني ، والحافظ الواحدي النيسابوري في أسباب النزول بالإسناد عن أبي سعيد الخدري قال : [1]نزلت هذه الآية { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } يوم غدير خم في علي بن أبي طالب عليه السلام.[2]
أما بالنسبة لمصحف فاطمة فيعرفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن قال لك انه كتمه ؟ولم يكتمه بل بلغه لأهل البيت عليهم السلام وأما ما طرح بأن الرسول كيف يكتم ؟ أقول للكاتب كيف كتم رسول الله أسماء المنافقين وابلغه لحذيفة بن اليمان فقط ؟ وهذه حكمة الله عز وجل يريدها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما فعل مع حذيفة , فهذا الطرح يراد منه التلبيس على الناس ولم يقل أحد أن كل ما يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجب أن يبلغه إلى كل الناس وهناك مصلحة مرتبطة بالشريعة، الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يشخصها، ومن ثم إنكم تقولون أن حديث نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة لم يبلغه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا لأبي بكر كيف كتم رسول الله التبليغ ؟ فيمكن أن يرد عليه كما أن رسول الله ابلغ أبا بكر فقط هذا الحديث فقد ابلغ الإمام عليا عليه السلام والحسن والحسين وفاطمة عن هذا المصحف وهذا المصحف عبارة عن أحداث وأخبار الأمم وليس فيه شيء من الحلال والحرام كما يقول الإمام الصادق عليه السلام ومثل هذا المصحف قد أخبر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة.
فقد أخرج البخاري في صحيحه و ابن حبان في صحيحه و مسلم في صحيحه قال :
(( وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بنجعفر حدثنا شعبة ح وحدثني أبو بكر بن نافع حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عنعبد الله بن يزيد عن حذيفة أنهقال أخبرني رسول الله صلى الله عليهوسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعةفما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لمأسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة))[3]
ولا باس أن أنقل لكم ما كتمه رسول الله في أمر المنافقين من الصحابة ولم يبلغه إلا لحديفة فقد أخرج مسلم في صحيحه و البخاري في صحيحه قال :
(( حدثنا موسى بن مسعود حدثنا سفيان عن الأعمش عنأبي وائل عن حذيفة رضي الله عنه قال : لقد خطبنا النبي صلى اللهعليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكرهعلمه من علمهوجهله من جهله إن كنت لأرى الشيء قد نسيت فأعرفه كما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآهفعرفه))[4]
[1] هذا اللفظ أوردناه كما أورده الحافظ جلال الدين السيوطي في الدر المأثور.
[2] الدر المنثور للسيوطي ج2 ص 528 ، أسباب النزول للواحدي ص 85 ، شواهد التنزيل ج1 ص 250 ح 244 ، مختصر تاريخ دمشق ج17 ص359 ، ترجمة الإمام أمير المؤمنين (ع) من تاريخ إبن عساكر بتحقيق المحمودي ج2 ص 85 ح 585 ، وص 86 ح 586.

[3] صحيح مسلم ج4 ص2217, صحيح بن حبان ج15 ص9 .

[4] صحيح البخاري ج6 ص2435 .

من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.14 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 15  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:39 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

10 - في الجزء الأول من كتاب الكافي للكليني أسماء الرجال الذين نقلوا للشيعة أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ونقلوا أقوال أهل البيت، ومنها الأسماء التالية :
مُفَضَّلِ بْنِ عُمَر، أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ، عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، عُمَرَ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ابْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ، مُوسَى بْنِ عُمَرَ، الْعَبَّاسِ بْنِ عُمَرَ والجامع بين هذه الأسماء هو اسم عمر! سواء كان اسم الراوي أو اسم أبيه.
فلماذا تسمى هؤلاء باسم عمر؟!


الجواب:
قد تكلمنا في الأسماء في الرد على السؤال الثالث، ومع ذلك الكاتب وفر علينا الجهد فهؤلاء لا يوجد ما يدل على أنهم سموا بأسمائهم حبا واقتداء بعمر وخصوصا هؤلاء الرواة من الشيعة الأمامية أصحاب الأئمة عليهم السلام ولا يرون شرعية خلافة أبي بكر وعمر وعثمان , بل عندنا من علمائنا ورواتنا من اسمهم معاوية ويزيد وهم يرون فسق يزيد فهل نقول إن التسمية كانت حبا لهم ؟

من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.14 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:41 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

11 - يقول سبحانه وتعالى: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }ـ [البقرة:155-157].
ويقول-عز وجل-: { وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ } [البقرة:177].


وذكر في «نهج البلاغة»: «وقال علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا إياه صلى الله عليه وسلم: لولا أنك نهيت عن الجزع وأمرت بالصبر لأنفدنا عليك ماء الشؤون»().
وذكر أيضا : «أن علياً عليه السلام قال: من ضرب يده عند مصيبة على فخذه فقد حبط عمله»().

وقد قال الحسين لأخته زينب في كربلاء كما نقله صاحب «منتهى الآمال» بالفارسية وترجمته بالعربية() :
«يا أختي، أحلفك بالله عليك أن تحافظي على هذا الحلف، إذا قتلت فلا تشقي عليّ الجيب، ولا تخمشي وجهك بأظفارك، ولا تنادي بالويل والثبور على شهادتي».ونقل أبو جعفر القمي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال فيما علم به أصحابه: «لا تلبسوا سوادا فإنه لباس فرعون» ().

وقد ورد في «تفسير الصافي» في تفسير آية {ـ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ }ـ [الممتحنة:12] أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع النساء على أن لا يسوِّدْن ثوباً ولا يشققن جيباً وأن لا ينادين بالويل.
وفي «فروع الكافي» للكليني أنه صلى الله عليه وسلم وصى فاطمة ـ رضي الله عنها ـ فقال: « إذا أنا مت فلا تخمشي وجهاً ولا ترخي عليّ شعراً ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليَّ نائحة»().
وهذا شيخ الشيعة محمد بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق يقول: «من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي لم يسبق إليها:
« النياحة من عمل الجاهلية»(). كما يروي علماؤهم المجلسي والنوري والبروجردي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:«صوتان ملعونان يبغضهما الله:إعوال عند مصيبة، وصوت عند نغمة؛ يعني النوح والغناء»()
والسؤال بعد كل هذه الروايات :
لماذا يخالف الشيعة ما جاء فيها من حق؟! ومن نصدق: الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البيت أم الملالي؟!

الجواب:
أولا : عندنا ادلة على جواز واستحباب الجزع على الحسين عليه السلام وهذا تخصيص لجواز الجزع عليه وبسند صحيح يروي الصدوق في أماليه :
(( محمد بن الحسن الطوسي في الأمالي عن أبيه ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي محمد الأنصاري ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله ( ع ) في حديث قال : كل الجزع والبكاء مكروه إلا الجزع والبكاء لقتل الحسين ( ع ) .

و جعفر بن محمد بن قولويه في المزار عن أبيه ، عن سعد ، عن الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ( ع ) قال : إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء على الحسين بن علي ( ع ) فإنه فيه مأجور ))[2] .

ثانيا : نحن في عزائنا لا نبكي ولا نجزع اعتراضا على أمر الله عز وجل نعم لو كان جزعا واعتراضا على أمر الله فهذا يكون من المحرم إنما نحن نحيي ذكرى استشهاد الحسين وبهذه الشعائر نعيد موالاتنا للحسين ونقول للحسين نحن مع هذه الثورة ونتعاطف مع استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ونجدد ولائنا لهذه الثورة ونجدد ولائنا للحسين ونظهر تعاطفنا معه ولا نشق الجيوب ولا نخمش الوجوه ولا نعترض على أمر الله عز وجل واللطم عى الصدر من اللطم المحبب فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم أبو يعلى في مسنده والإمام احمد في مسنده قال :
((حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يعقوب قال ثنا أبى عن بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال سمعت عائشة تقول : مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحرى وفي دولتي لم أظلم فيه أحدا فمن سفهي وحداثة سني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وهو في حجري ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم[3] مع النساء واضرب وجهي))[4]
وقال السهيلي في الروض الأنف :
وقول عائشة رضي الله عنها : فمن سفهي وحداثة سني أنه قبض في حجري فوضعت رأسه على الوسادة وقمت ألتدم مع النساء . الالتدام : ضرب الخد باليد ولم يدخل هذا في التحريم لأن التحريم إنما وقع على الصراخ والنواح ولعنت الخارقة والحالقة والصالقة وهي الرافعة لصوتها ولم يذكر اللدم لكنه وإن لم يذكره فإنه مكروه في حال المصيبة وتركه أحمد إلا على أحمد صلى الله عليه وسلم فالصبر يحمد في المصائب كلها ... إلا عليك فإنه مذموم ))[5] .

وأخرج الإمام احمد في فضائل الصحابة بسند صحيح قال :
حدثناأحمد بن إسرائيل قال : رأيت في كتابأحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله بخط يده : ناأسود بنعامرأبو عبدالرحمن قثناالربيع بن منذر،عنأبيه قال :
(( كان حسين بن علييقول : من دمعتا عيناه فينا دمعة ، أو قطرت عيناه فينا قطرة ، أثواه الله عز وجلالجنة ))[6] .
رواة السند المذكور :
1- أحمد بن إسرائيل[7] :
النجاد الإمام الحافظ الفقيه شيخ العلماء ببغداد أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل البغدادي .
قال الخطيب كان صدوقا عارفا صنف كتابا كبيرا في السنن .
2- أسود بنعامر[8] :
الأسود بن عامر أبو عبد الرحمن ولقبه شاذان روى عن سفيان وشعبة وشريك روى عنه احمد بن محمد بن حنبل وعبد الله وعثمان ابنا محمد بن أبى شيبة سمعت أبى يقول ذلك ويقول هو صدوق صالح حدثنا عبد الرحمن حدثني أبى قال قال على بن المديني الأسود بن عامر ثقة حدثنا عبد الرحمن إنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إلى ثنا عثمان بن سعيد قال سألت يحيى بن معين عن الأسود بن عامر شاذان فقال لا بأس به .
3- الربيع بن منذر[9] :
كوفي ثقة
4- منذر الثوري أبويعلى[10]
روى عنه الستة ((البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه)) ذكره بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة وقال كان ثقة قليل الحديث وقال بن معين والعجلي وابن خراش ثقة وذكره بن حبان في الثقات .
وهذا السند لا اشكال في صحته وقد نقل مثله الشيخ المفيد في أماليه قال :
(( أخبرني أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق إجازة قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثنا أحمد بن يحيى الأودي قال : حدثنا مخول ابن إبراهيم ، عن الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي عليهما السلام قال : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة ، أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا . قال أحمد بن يحيى الأودي : فرأيت الحسين بن علي عليهما السلام في المنام ، فقلت : حدثني مخول بن إبراهيم ، عن الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، عنك أنك قلت : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة ، أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا ؟ قال : نعم ، قلت : سقط الإسناد بيني وبينك ))[11].
ونحن كذلك نرى مكانة الحسين بن علي عليه السلام من مكانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونرى هذا اللطم من اللطم المحمود لأنه على الحسين عليه السلام .
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبر الأمة أن الحسين عليه السلام سيقتل بكربلاء وكان يبكي عليه .
أخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين بسنده :
(( عن أم سلمة عليها السلام : أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلماضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر ، ثم اضطجع فرقد ، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ، ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟ قال عليه السلام : أخبرني جبريل عليه الصلاة والسلام أنّ هذا يُقتل بأرض العراق للحسين عليه السلام، فقلت لجبريل : أرني تربة الأرض التي يُقتل بها ، فهذه تربتها )) .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وأقره الذهبي في التلخيص. [12]
قال الهيثمي في مجمع الزوائد :
(( وعن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالساً ذات يوم في بيتي . قال : لا يدخل عليّ أحد ، فانتظرت ، فدخل الحسين عليه السلام ، فسمعت نشيج[13] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبكي ، فاطلعت فإذا حسين عليه السلام في حجره ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يمسح جبينه وهو يبكي . فقلت : والله ما علمت حين دخل . فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إنّ جبريل عليه السلام كان معنا في البيت قال : أتحبه . قلت : أما في الدنيا فنعم . قال : إنّ أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء ، فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فلما أحيط بحسين عليه السلام حين قتل ، قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلاء . فقال : صدق الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبلاء ، وفي رواية: صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أرض كرب وبلاء )) .
قال الهيثمي : رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات[14] .

وبعد هذه الروايات الصحيحة السند في البكاء على الحسين عليه السلام وفضل البكاء على الحسين عليه السلام يتضح أن البكاء عليه سنة مؤكدة فعلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نفعلها قدوة برسول الله .
والقرآن الكريم ينقل لنا أن ليس كل نواح ولطم محرم بل هناك ما هو مباح فقد قال تعالى {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ }[15]
وقال المناوي في فتح القدير :
((وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { في صرة } قال : في صيحة { فصكت وجهها } قال : لطمت))[16] ولم نر اعتراضا وتوبيخا من الله عز وجل لسارة عليها السلام .
وقال جلال الدين السيوطي في تفسير الجلالين :
(فأقبلت امرأته) سارة (في صرة) صيحة حال أي جاءت صائحة (فصكت وجهها) لطمته (وقالت عجوز عقيم) لم تلد قط وعمرها تسع وتسعون سنة وعمر إبراهيم مائة سنة أو عمره مائة وعشرون سنة وعمرها تسع وتسعون سنة .
فلم نر اعتراضا من الله عز وجل أو خطاب عتاب للسيدة سارة فقد كانت تأتي وهي صائحة فهل تجاهل الكاتب القرآن الكريم وذهب إلى الأخذ بظواهر الألفاظ ليلبس على الناس وهل الناس تهتدي بالتلبيس عليهم {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[17].
وعندنا أدلة كثيرة على استحباب إقامة العزاء والبكاء على الحسين عليه السلام من أئمة أهل البيت عليهم السلام .
أما بالنسبة للبس السواد فغاية ما تدل عليه الروايات الكراهة، وهذا ما افتى به المتقدمون من علمائنا و هناك استثناء في لبس السواد وهو الخف والعمامة والكساء كما جاء في مرفوعة احمد بن أبي عبد الله قال:
((كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكره السواد إلا في ثلاثة الخف والعمامة والكساء ))[18]
ولو تم السند فقد يستفاد من الدلالة على المنع انه يحمل دلالة أو سمع لاحتمال أن إرادة المنع ليست ذاتية إنما الكراهة منها لأجل التشبيه بأعداء الله ورسوله وأولياءه فإذا ارتفع التشبيه أو القيد يرتفع بارتفاع المقيد .
وقد اختلف الأصحاب رضوان الله عليهم في هذه القاعدة هل هي قاعدة تسامحية في أدلة السنن والكراهة .
وقد يستثنى من هذه القاعدة لبس السواد في مأتم الإمام الحسين عليه السلام لاستفادة الأخبار الدالة على فضل إحياء شعائر الحزن على الإمام الحسين عليه السلام ويندرج تحت {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }[19] .
أي يستفاد من الأخبار الواردة في استحباب الحزن على الإمام الحسين عليه السلام عدم كراهية لبس السواد، ويؤيد ما أوردناه رواية العلامة المجلسي في البحار عن البرقي عن عمر بن زين العابدين عليه السلام انه قال :
((لما قتل جدي الحسين عليه السلام لبسن نساء بني هاشم في مأتمه ثياب السواد ولم يغيرنها في حر ولا برد وكان أبي علي بن الحسين عليهما السلام يعمل لهما الطعام في المأتم ))[20] .
ووجه الدلالة هو استحباب لبسهن للسواد في محضر الإمام زين العابدين عليه السلام ولم يردعهن وهذا تقرير منه ويمكن أن يستفاد من هذا التقرير الاستحباب , وكذلك لبس الصديقة الصغرى زينب عليها السلام وهي عالمة بتعاليم الإمام الحسين للسواد في مأتم الإمام الحسين يستفاد منه استحباب لبس السواد لخصوص مأتم الإمام الحسين عليه السلام , إذن خرج استحباب لبس السواد في مأتم الإمام الحسين من العموم .
ويكون لبس السواد نوع من أنواع تعظيم شعائر الله عز وجل , وقد وردت أخبار كثيرة بالحث على إحياء مصاب الإمام الحسين عليه السلام فقد روي عن الإمام الرضا عليه السلام قال :
((إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال ، فاستحلت فيه دماؤنا ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبيت فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت فيه النار في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله صلى الله عليه وآله حرمة في أمرنا . إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا [ بأرض كرب وبلاء ، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، ] فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام . ثم قال عليه السلام : كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا ، وكانت الكآبة تغلب عليه [ حتى تمضي عشرة أيام منه ، ] فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، [ ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام ] وقال عليه السلام : من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذكر مصابنا فبكى وأبكى ، لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب))[21]
وقد نقل الشيخ في أماليه قال :
(( حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، قال : قال الرضا ( عليه السلام ) : من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب))[22]
ولذلك نرى أن الأدلة على استحباب لبس السواد لمصاب الإمام الحسين وتندرج تحت عموم واطلاقات ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .
([1]) انظر: «الخصال» للصدوق (ص621)، و«وسائل الشيعة» (3/270).
[2] الفصول المهمة في أصول الأئمة - الحر العاملي - ج 3 - ص 413 .


[3] اللطم وضرب الوجوه في المآتم راجع لسان العرب ج12 ص539 .

[4]مسند احمد بن حنبل ج6 ص274 .

[5]الروض الأنف ج1 ص431 .

[6] فضائل الصحابة للامام احمد ج3 ص132 , ذخائر العقبى ص19 .

[7] تذكرة الحفاظ ج3 ص869 رقم 838 .

[8] الجرح والتعديل ج2 ص294 رقم 1079 .

[9] الثقات للعجلي ج1 ص356 رقم 461

[10] تهذيب التهذيب ج10 ص270 رقم 532 .

[11] الأمالي - الشيخ المفيد - ص 340 - 341 .


[12] المستدرك علي الصحيحين ج4 ص 398 ط1 ، وج4 ص 440 ح 8202 من الطبعة الحديثة.

[13]النَّشِيج الصَّوت والنَّشِيج أَشدُّ البُكاء راجع لسان العرب ج2 ص377 .

[14]مجمع الزوائد ج9 ص 188 ، 189 .

[15] الذاريات 29 .

[16]فتح القدير ج5 ص126

[17] البفرة 42 .

[18] المعتبر ج2 ص92 .

[19] الحج 32 .

[20] المحاسن ج2 ص402 .

[21] تفسير علي بن ابراهيم القمي ج2 ص291 , كامل الزيارات ج1 ص100 , ثواب الاعمال ج1 ص108 .

[22] الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 131 .


من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.14 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:43 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

12 - إذا كان التطبير() والنواح وضرب الصدور له أجر عظيم كما يدعون()،
فلماذا لا يطبر الملالي؟


الجواب:
أما بالنسبة للنواح وضرب الصدور فقد بيناها وأجبنا عن السؤال السابق ويبدو أن السائل حتى يكثر من الأوراق يكرر السؤال , وأما بالنسبة للتطبير فقد أفتى بعض علمائنا بحرمة التطبير فقد نقل السيد محسن الأمين في كتابه الوشيعة الإجماع على حرمة التطبير والتطبير ظاهرة مستحدثة يقوم بها بعض الناس ولا يمكن أن نحمل المذهب بتصرفات يقوم بها الناس وهل نحن نحمل مذهب أهل السنة ببعض التصرفات التي يقوم بها بعض الناس من السنة وهل نقول بما أن هناك من الحجاج من يقوم بتصرف خاطيء في الحج من سرقة الحجاج إلى ما في ذلك من التصرفات نعيب على الحج .

من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.14 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 18  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:44 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

13 - إذا كانت الشيعة تزعم أن الذين حضروا غدير خم آلاف الصحابة قد سمعوا جميعاً الوصية بالخلافة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة؛ فلماذا لم يأت واحد من آلاف الصحابة ويغضب لعلي ابن أبي طالب ولا حتى عمار بن ياسر ولا المقداد بن عمرو ولا سلمان الفارسي رضي الله عنهم فيقول : يا أبا بكر لماذا تغصب الخلافة من علي وأنت تعرف ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في غدير خم؟!



الجواب:
ليست الشيعة التي تزعم أن الذين حضروا غدير خم آلاف بل كتب السنة تقول أن الذي حضر واقعة الغدير آلاف ولا احد يستطيع أن ينكر الحادثة فقد نقل الحادثة عدد كبير من الحفاظ والحادثة متواترة وقد صنف عدد من حفاظ المدرسة السنية كتبا في حادثة غدير خم .
أما بالنسبة للعدد فقد نقل ابن كثير في تفسيره قال : (( وقال البخاري : قال الزهري : من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم وقد شهدت له أمته بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خطبته يوم حجة الوداع وقد كان هناك من أصحابه نحو من أربعين ألفا كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله))[1]

أما بالنسبة للاحتجاج فقد احتج الإمام علي عليه السلام في مواضع عديدة فقد اخرج الإمام احمد في مسنده بأسانيد صحيحة قال :
((حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين بن محمد وأبو نعيم المعنى قالا ثنا فطر عن أبي الطفيل قال : جمع علي رضي الله تعالى عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس وقال أبو نعيم فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس أتعلمون انى أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت وكأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له انى سمعت عليا رضي الله تعالى عنه يقول كذا وكذا قال فما تنكر قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له))
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر بن خليفة فمن رجال أصحاب السنن وروى له البخاري مقرونا[2]
الملاحظ في هذه الرواية استهجان واستنكار أبي الطفيل على الولاية أي كيف تركوا الإمام علي عليه السلام .
وقال :
((حدثنا عبد الله ثنا على بن حكيم الأودي أنبأنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالا نشد على الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام قال فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم : أليس الله أولى بالمؤمنين قالوا بلى قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه))
تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره[3]
وقد احتج غير واحد من الصحابة بحديث غدير خم فقد أخرج احمد مسنده قال :
(( حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو أحمد ثنا حنش عن رياح بن الحرث قال : رأيت قوما من الأنصار قدموا على علي في الرحبة فقال من القوم قالوا مواليك يا أمير المؤمنين فذكر معناه))
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح[4]
وقد أخرج الإمام احمد بسند آخر قال :
((حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا حنش بن الحرث بن لقيط النخعي الأشجعي عن رياح بن الحرث قال : جاء رهط إلى على بالرحبة فقالوا السلام عليك يا مولانا قال كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فان هذا مولاه قال رياح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء قالوا نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري))
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح[5]
وقد روى الكليني في كتابه الكافي بسند صحيح قال :
((عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عثمان ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم قال : ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خلتان: اتباع الهوى وطول الامل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الامل فينسي الآخرة ، ألا إن الدنيا قد ترحلت مدبرة وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكن واحدة بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وإن غدا حساب ولا عمل وإنما بدء وقوع الفتن من أهواء تتبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها حكم الله يتولى فيها رجال رجالا ، ألا إن الحق لو خلص لم يكن اختلاف ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى لكنه يؤخذ فيمزجان فيجللان معا فهنالك يستولى الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى ، إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : كيف أنتم إذا لبستم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة فإذا غير منها شئ قيل : قد غيرت السنة وقد أتى الناس منكرا ثم تشتد البلية وتسبى الذرية وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب وكما تدق الرحى بثقالها ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة . ثم أقبل بوجهه وحوله ناس من أهل بيته وخاصته وشيعته فقال : قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متعمدين لخلافه ، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم ( عليه السلام ) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة ( عليها السلام ) و رددت صاع رسول ( صلى الله عليه وآله ) كما كان، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ورددت قضايا من الجور قضي بها ، ونزعت نساءا تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأرحام ، وسبيت ذراري بني تغلب ، ورددت ما قسم من أرض خيبر ، ومحوت دواوين العطايا وأعطيت كما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يعطي بالسوية ولم أجعلها دولة بين الأغنياء وألقيت المساحة ، وسويت بين المناكح وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه ورددت مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى ما كان عليه ، وسددت ما فتح فيه من الأبواب ، وفتحت ما سد منه ، وحرمت المسح على الخفين ، وحددت على النبيذ وأمرت بإحلال المتعتين وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من أدخل مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسجده ممن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخرجه ، وأدخلت من اخرج بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ممن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أدخله وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة ، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها ، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم ، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذه الأمة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار . وأعطيت من ذلك سهم ذي القربى الذي قال الله عز وجل : " إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان " فنحن والله عنى بذي القربى الذي قرننا الله بنفسه وبرسوله ( صلى الله عليه وآله ) فقال تعالى : " فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ( فينا خاصة ) كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ( في ظلم آل محمد ) إن الله شديد العقاب " لمن ظلمهم رحمة منه لنا وغنى أغنانا الله به ووصى به نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ولم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا أكرم الله ر ( صلى الله عليه وآله ) وأكرمنا أهل البيت أن يطعمنا من أوساخ الناس ، فكذبوا الله وكذبوا رسوله وجحدوا كتاب الله الناطق بحقنا ومنعونا فرضا فرضه الله لنا ، ما لقي أهل بيت نبي من أمته ما لقينا بعد نبينا ( صلى الله عليه وآله ) والله المستعان على من ظلمنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ))[6].
و احتجاجات الإمام علي عليه السلام على أبي بكر وعمر كثيرة ولكن مراعاة للاختصار وخوفا من الإطالة نكتفي بذكر بعض منها .

فقد ذكر سليم بن قيس عن الإمام علي عليه السلام :
((... لما ذا لم يقم أمير المؤمنين عليه السلام بالسيف في قضايا السقيفة فقال الأشعث بن قيس - وغضب من قوله - : فما يمنعك يا بن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة وأخو بني عدي بن كعب وأخو بني أمية بعدهما ، أن تقاتل وتضرب بسيفك ؟ وأنت لم تخطبنا خطبة - منذ كنت قدمت العراق - إلا وقد قلت فيها قبل أن تنزل عن منبرك : ( والله إني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدا صلى الله عليه وآله ) . فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك ؟ فقال له علي عليه السلام : يا بن قيس ، قلت فاسمع الجواب : لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي ، وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها ، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وعهده إلي . أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بما الأمة صانعة بي بعده ، فلم أك بما صنعوا - حين عاينته - بأعلم مني ولا أشد يقينا مني به قبل ذلك ، بل أنا بقول رسول الله صلى الله عليه وآله أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت . فقلت : يا رسول الله ، فما تعهد إلي إذا كان ذلك ؟ قال : إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا ..))[7]
وقد نقل ابن أبي الحديد المعتزلي في نهج البلاغة :
(( ...أنا أحق بهذا الأمر منكم ، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله ، فأعطوكم المقادة ، وسلموا إليكم الامارة ، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار فأنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم ، واعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم ، وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون ...))[8].

ولا بأس أن ننقل الأحاديث الواردة بغدير خم :
أخرج الحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخه ، والحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم ، والحافظ ابن مردويه ، والحاكم الحسكاني ، والحافظ الواحدي النيسابوري في أسباب النزول بالإسناد عن أبي سعيد الخدري قال : [9]نزلت هذه الآية ) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ( يوم غدير خم في علي بن أبي طالب d.[10]

ما أخرجه الحافظ ابن مردويه بسنده عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت على رسول الله (ص) يوم غدير خم حين قال لعلي (ع) : من كنت مولاه فعلي مولاه.[11]
ما أخرجه عدة من الحفاظ منهم الخطيب البغدادي في تاريخه والحافظ ابن عساكر في تاريخه والحاكم والحسكاني والجورقاني وإبن الجوزي وإبن المؤيد الجويني والعاصمي وإبن المغازلي والخطيب الخوارزمي والمرشد بالله الشجري في أماليه وغيرهم بإلإسناد :
(( عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم بيد علي بن أبي طالب(ع) فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يارسول الله. قال (ص): من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم. فأنزل الله عز وجل: )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (.
ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا، وهو أول يوم نزل فيه جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم بالرسالة))[12].
ما أخرجه الحافظ إبن مردويه بسنده عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت على رسول الله (ص) يوم غدير خم حين قال لعلي (ع) : من كنت مولاه فعلي مولاه.[13]
وأخرجه أيضا الحافظ إبن عساكر الدمشقي في تاريخه، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل.[14]
اعترف عدة من كبار فقهاء السنة ومحدثيهم بتواتر حديث الغدير , وصرح عدة منهم بصحة الخبر , وممن حكم بتواتر الخبر وصحته :
1- الحافظ الذهبي ، قال بشأن عبارة ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) : وصدر الحديث متواتر أتيقن أنّ رسول الله (ص) قاله ، وأما (اللهم وال من والاه ) فزيادة قوية الإسناد.[15]
وقد صحح الذهبي عدة من طرقه في تلخيص المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم .

2- الحافظ أبو عيسى الترمذي في سننه ، حيث أورد الحديث وقال بشأنه: هذا حديث حسن صحيح .[16]

3- أبوعبد الله الحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري صحح الحديث في عدة مواضع من المستدرك على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي في التلخيص.[17]
4- الحافظ أبو جعفر الطحاوي الحنفي صحح الحديث في مشكل الآثار ، وقال بعد أن أورد الحديث : فهذا حديث صحيح الإسناد ، ولا طعن لأحد في رواته فيه أنّ ذلك القول كان من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم لعلي بغدير خم في رجوعه من حجه إلى المدينة لا في خروجه لحجه من المدينة.[18]
5- الحافظ إبن حجر العسقلاني ، صحح الحديث في فتح الباري حيث قال : وأما حديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه) فقد أخرجه الترمذي والنسائي ، وهو كثير الطرق جداً ، وقد إستوعبها إبن عقدة في كتاب مفرد ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان.[19]
6- الحافظ أبو عمرو ابن عبد البر الأندلسي القرطبي صحح الحديث فإنه بعد أن أورد عدة روايات منها خبر الغدير في الإستيعاب قال : وهذه كلها آثار ثابتة.[20]
7- الحافظ الملا علي القاري الحنفي ، قال في مرقاة المفاتيح بشأن الحديث : والحاصل ، أنّ هذا حديث صحيح لا مرية فيه ، بل بعض الحفاظ عده متواتراً ، إذ في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي (ص) ثلاثون صحابياً ، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته .[21]
8- الحافظ ابن كثير الدمشقي ، صحح عدة طرق لحديث الغدير في البداية والنهاية.[22]
9- الحافظ جلال الدين السيوطي ، فقد نقل عنه المناوي في شرح الجامع الصغير وغيره أيضاً قوله بأن الحديث متواتر.[23]
10- الحافظ المناوي ، صحح الحديث من عدة طرق في كتابه الجامع الأزهر.[24]
11- الحافظ نور الدين السمهودي صحح الخبر في جواهر العقدين.[25]
12- الحافظ ابن حجر الهيتمي في كتاب الصواعق المحرقة حيث قال : أنه حديث صحيح لا مرية فيه ، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد ، وطرقه كثيرة جداً ، ومن ثم رواه ستة عشر صحابياً ، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ثلاثون صحابياً وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته ، كما مر وسيأتي ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، ولا إلتفات لمن قدح في صحته ، ولا لمن رده بأن علياً (ع) كان باليمن لثبوت رجوعه منها ، وإدراكه الحج مع النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، وقول بعضهم : أن زيادة : ( اللهم وال من والاه ) إلى آخره موضوعة ، مردودة ، فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيراً منها.[26]
13- الحافظ اليهثمي صحح الخبر في عدة مواضع من كتابه مجمع الزوائد.[27]
14- الحافظ ابن حبان ، حيث أورد الخبر في صحيحه[28] بأكثر من طريق ، وقد إلتزم بعد إيراد إلا ما كان صحيحاً عنده.
15- الحافظ شهاب الدين القسطلاني ، صحح الخبر في المواهب اللدنية وقال :
وأما حديث الترمذي والنسائي ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فقال الشافعي : يريد به ولاء الإسلام ، كقوله تعالى : ) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ ([29] ، وقول عمر : أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ، أي ولي كل مؤمن ، وطرق هذا الحديث كثيرة جداً إستوعبها إبن عقدة في كتاب مفرد له ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان.[30]

هذه بعض أقوال العلماء والمحققين بشأن حديث الغدير وقد وردت أقوال أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها , ونحيلكم إلى كتاب الغدير للعلامة الأميني (قده) فقد ذكر قسما منها .
فقد صنف علماء السنة والشيعة مصنفات كثيرة أكثر من مائتين وستين كتابا فإليكم ذكر جزء منها .

1- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير العلامة الفقيه محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ والتفسير ، وقد ورد اسمه بأكثر من عنوان : قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ :
ولما بلغه أنّ إبن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل ، وتكلم على تصحيح الحديث . ثم قال : قلت : رأيت مجلداً من طرق الحديث لإبن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق.[31]

2- الكتاب الذي صنفه الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، وقال في تذكرة الحفاظ :
وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جداً ، وقد أفردتها بمصنف ، ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل ، وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ، فله طرق جيدة ، وقد أفردت ذلك أيضاً.[32] ، وهذا الكتاب حققه المحقق العلاّمة السيد عبد العزيز الطباطبائي (ره).

3- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني ، كما نقل ذلك الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي في كفاية الطالب حيث قال أثناء كلامه عن الحديث : وجمع الدارقطني الحافظ طرقه في جزء.[33]

4- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن العراقي ، المصري الشافعي ، صاحب إلفية الحديث المشهورة ، قال الحافظ تقي الدين محمد بن فهد المكي في ذيل تذكرة الحفاظ أثناء ذكر كتبه :
و ( طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ).[34]

5- ما صنفه الحافظ الكبير عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني النيسابوري ، حيث قال أثناء كلامه عن الحديث في شواهد التنزيل :
وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة من تصنيفي في عشرة أجزاء.[35]

6- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني الكوفي .
وقد تقدم كلام الحفاظ ابن حجر والقسطلاني بشأن الكتاب , والكتاب من اشهر المصنفات المذكورة في حديث الغدير ومن اكثرها استيعابا لطرقه .

7- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير أبو بكر محمد بن عمر بن الجعابي التميمي، البغدادي ، وقد ذكر كتابه عدة من الحفاظ والمحدثين منهم العلامة المحقق الحافظ ابن شهرآشوب المازندراني في كتاب المناقب[36] ، وغيره.

8- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين ، فإنه ذكر في كتابه معرفة علوم الحديث أنه جمع طرق الحديث ، قال : وأنا أذكر بمشيئة الله بعد البابين الأبواب التي جمعتها وذاكرت جماعة من أئمة الحديث ببعضها.[37]
إلى أن قال : من كنت موه فعلي مولاه.[38]

9- كتاب كشف المهم في طرق خبر غدير خم ، للعلامة المحقق المتتبع السيد هاشم البحراني قدس سره الشريف .
[1]تفسير بن كثير ج2 ص106 .
[2] مسند ا
حمد بن حنبل ج4 ص370 ح19321 تحقيق شعيب الارناؤوط .

[3] مسند احمد بن حنبل ج1 ص118 ح950 تحقيق شعيب الارناؤوط .

[4] مسند احمد بن حنبل ج5ص416 ح 23610 تحقيق شعيب ارناؤوط .

[5] مسند احمد جص419 ح 23609

[6] الكافي ج8ص58 .

[7] كتاب سليم بن قيس ص214 -215 تحقيق محمد على الأنصاري .

[8] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج 6 - ص 11

[9] هذا اللفظ أوردناه كما أورده الحافظ جلال الدين السيوطي في الدر المأثور.

[10] الدر المنثور للسيوطي ج2 ص 528 ، أسباب النزول للواحدي ص 85 ، شواهد التنزيل ج1 ص 250 ح 244 ، مختصر تاريخ دمشق ج17 ص359 ، ترجمة الإمام أمير المؤمنين (ع) من تاريخ إبن عساكر بتحقيق المحمودي ج2 ص 85 ح 585 ، وص 86 ح 586.

[11] تفسير القرآن العظيم لإبن كثير ج2 ص 14.

[12] تاريخ بغداد ج8 ص289 .

[13] تفسير القرآن العظيم لإبن كثير ج2 ص 14.

[14] ترجمة الإمام أمير المؤمنين من تاريخ إبن عساكر بتحقيق المحمودي ج2 ص 86 ح585 ، مختصر تاريخ إبن عساكر ج17 ص 358 ، شواهد التنزيل ج1 ص 201 ح 211 وص 202 ح 212.

[15] البداية والنهاية لإبن كثير ج5 ص188.

[16] سنن الترمذي ج5 ص 591 ح 3713.

[17] المستدرك على الصحيحين ج3 ص 116 ط1 ، وص 126 ح4601 من الطبعة الحديثة ، وج3 ص 133 ط1 ، وص 143 ح4652 من الطبعة الحديثة ، وغير ذلك من المواضع أيضاً.

[18] مشكل الآثار ج 2 ص 308.

[19] فتح الباري ج7 ص 93 ذيل حديث 3707.

[20] الإستيعاب ج 3 ص 1100 رقم 1855.

[21] مرقاة المفاتيح ج10 ص 464 ح 6091.

[22] البداية والنهاية ج 5 ص 184 ، ومابعدها ، و ج7 ص 359 ، ومابعدها.

[23] شرح الجامع الصغير ، شرح حديث (9000).

[24] الجامع الأزهر ج 3 ص 37.

[25] جواهر العقدين ص 236.

[26] الصواعق المحرقة ص 64.

[27] مجمع الزوائد ج 9 ص104 ، وص 109.

[28] الإحسان في تقريب صحيح إبن حبان ج 15 ص 374 ح 6930 ، وص 375 ح 6931.

[29] سورة محمد : 11

[30] المواهب اللدنية ج7 ص 13.

[31] تذكرة الحفاظ ج2 ص 713 رقم 728 ط10.

[32] تذكرة الحفاظ ج 3 ص 1043 رقم 962.

[33] كفاية الطالب ص 60 .

[34] ذيل تذكرة الحفاظ لإبن فهد المكي ص 231.

[35] شواهد التنزيل ج 1 ص 252 ذيل حديث 246.

[36] المناقب ج3 ص 25.

[37] كتاب معرفة علوم الحديث ص 250 .

[38] كتاب معرفة علوم الحديث ص 252.

من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.14 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 19  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:46 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

14 - لماذا لم يتكلم علي رضي الله عنه عندما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته أن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً، وهو الشجاع الذي لا يخشى إلا الله؟! وهو يعلم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس!!


الجواب:
لا باس أن اسرد الحادثة حتى يتبين أن الكاتب يريد أن يخفي هذه الحادثة باتهام الإمام علي عليه السلام بأنه هو المقصر بعدم تقديم كتاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث طلب كتفا ودواة ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا وكان في البيت عمر ومجموعة من الصحابة ولم تذكر الرواية أن علي بن أبي طالب كان في البيت ولم تذكر الرواية انه طلب من الإمام علي عليه السلام ولكن لا بأس أن نسرد أحداث هذه الواقعة الأليمة التي وصفوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يهجر ( يهذي ) والعياذ بالله و أن نروي الأحاديث المتعلقة في هذه الحادثة الأليمة حتى تتضح الأمور و نرى كيف عارضوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
قال الله تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }[1]
( يَا أيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالحَقِّ مِن رَبِّكُمْ )[2]
( مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً )[3]
( وَمَا أرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلاّ لِيُطَاعَ بِإذْنِ اللهِ )[4]
فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري ومسلم و احمد بن حنبل وابن خزيمة والطبري وابن حبان والطبراني والنسائي البيهقي وابن سعد وغيرهم واللفظ للبخاري قال :
(( حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏‏أخبرنا ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏ :ما حضر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال وفيالبيت رجال فيهم ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏قال ‏ ‏هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده قال‏ ‏عمر ‏ ‏إن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتابالله واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله ‏ ‏صلىالله عليه وسلم ‏ ‏كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال ‏ ‏عمر ‏ ‏فلما أكثروااللغط ‏ ‏والاختلاف عند النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال قوموا عني قال ‏ ‏عبيدالله ‏ ‏فكان ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ‏ ‏صلىالله عليه وسلم ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم))[5]

لا حظ في هذه الرواية يقول البخاري أن عمر هو الذي قال حسبنا كتاب الله وليس الإمام علي عليه السلام .
واخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم ابن خزيمة واحمد واللفظ لمسلم قال :
((حدثنا ‏ ‏إسحق بن إبراهيم ‏‏أخبرنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏عن ‏ ‏مالك بن مغول ‏ ‏عن ‏ ‏طلحة بن مصرف ‏ ‏عـن ‏ ‏سعيد بنجبير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏أنه قال ‏: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيلدموعـه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليهوسلم ‏ ‏ائتوني بالكتف ‏ ‏والدواة ‏ ‏أو اللوح ‏ ‏والدواة ‏ ‏أكتب لكم كتابا لنتضلوا بعده أبدا فقالوا إن رسول الله ‏ ‏صـلى الله عليه وسلم ‏ ‏يهجر ))[6]
(( و حدثني ‏ ‏محمد بن رافع ‏‏وعبد بن حميد ‏ ‏قال ‏ ‏عبد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏و قال ‏ ‏ابن رافع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبدالرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله بن عتبة‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال :‏
‏لما حضر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وفيالبيت رجال فيهم ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏هلم ‏‏أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموافمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كتابا لن تضلوابعده ومنهم من يقول ما قال ‏ ‏عمر ‏ ‏فلما أكثروا اللغو ‏ ‏والاختلاف عند رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قوموا ‏
‏قال‏ ‏عبيد الله ‏ ‏فكان ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏يقولا ‏ ‏إن ‏ ‏الرزية ‏‏ كل ‏‏ الرزية ‏ ‏ماحال بين رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب مناختلافهم ‏ ‏ولغطهم ))[7]


((حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد ( واللفظ لسعيد ) قالوا حدثنا سفيان عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقلت يا ابن عباس وما يوم الخميس ؟ قال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ( ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي ) فتنازعوا وما ينبغي عند نبي تنازع وقالوا ما شأنه ؟ أهجر ؟ استفهموه قال ( دعوني فالذي أنا فيه خير أوصيكم ثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم قال وسكت عن الثالثة أو قال فأنسيتها))[8]

وأخرج الخلال في السنة قال :
((أخبرنا محمد بن إسماعيل قال أنبأ وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم نظر إلى دموع عينيه تحدر على خده كأنها نظام اللؤلؤ قال قال رسول الله ائتوني باللوح والدواة أو الكتف والدواة أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فقالوا رسول الله يهجر))[9]
إسناد هذا الحديث صحيح

وبعد عرض عدة من الالفاظ للرواية يمكن الاستفادة من الأمور التالية وهي :
الأول : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طلب ليكتب كتابا لن يضلوا بعده ابدا ويريد أن يحفظ الأمة من الضلال وهو صادق قطعا فعارضه عمر ورفض سنة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وخصوصا أن من يريد أن يكتب الكتاب لا ينطق عن الهوى وهو معصوم .
هل عمر كان يعرف أن رسول الله صادق ؟ إذا كان يعرف أن رسول الله صادق لماذا عارض الرسول ؟

الثاني : انقسم من في البيت إلى قسمين قسم يوافق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقسم يعارض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقول ما قال عمر أي حسبنا كتاب الله .

ثالثا : وصفوا رسول الله صلى الله عليه وآلله وسلم أنه يهجر (( أي يتكلم بسبب فقدان العقل ((يهذي)) وعندما يتعرض الراوي إلى اسم عمر يقول قال عمر حسبنا كتاب الله وعندما لا يتعرض لاسم عمر يقول قالوا يهجر، ولكن هؤلاء الذين قالوا في الرواية تقول قالوا ما قال عمر .
رابعا : الراوي نقل ثلاثة أمور أراد أن يكتبها نطق باثنتين ونسى الثالثة , كيف تنسى الثالثة ؟ وما هو الأمر الذي أراد أن يكتبه رسول الله ؟
فقد اخرج عدة كبير من الحفاظ منهم احمد والنسائي والطبراني والحاكم و الدارمي وابن خزيمه و أبو يعلى والبزار وابن أبي شيبة والبيهقي وابن الجعد وابن حميد وغيرهم واللفظ للترمذي قال :
حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن هو الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي
قال وفي الباب عن أبي ذر و أبي سعيد و زيد بن أرقم و حذيفة بن أسيد
قال وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه
قال و زيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم))[10]
قال الألباني: صحيح.
وقد صححه عدد كبير من العلماء والأساطين والجهابدة من المتقدمين والمتاخرين والمعاصرين من علماء السنة وقد ورد هذا الحديث من أكثر من ثلاثين طريقا من طبقة الصحابة وأورد الحافظ السخاوي أكثر من ثلاثة وعشرين طريقا في كتابه استجلاب ارتقاء الغرف وابن حجر الهيتمي أورد عدة طرق في الصواعق المحرقة وقد جمعت أكثر من أربعمائة طريق من مجموع الطبقات من كتب إخواننا السنة وأوردناها في كتاب أهل البيت سفينة النجاة وهذا الحديث وفق ما قُرر في قواعد الدراية والرواية متواتر .
إذن الكتاب الذي أراد أن يكتبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي الوصية لاتباع الكتاب والعترة ولذلك قالوا حسبنا كتاب الله ولا يريدون العترة .

والشخص الذي قال يهجر وغلبه الوجع هو شخص واحد .
قال بن حزم :
(( كما حدثنا حمام بن أحمد، ثنا عبداللهبن إبراهيم، ثنا أبو زيد المروزي، ثنا محمد بن يوسف، ثنا البخاري، ثنا يحيى بنسليمان الجعفي، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبدالله بنعتبة، عن ابن عباس قال : لما اشتد برسول الله (ص) وجعه قال: ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي،فقال عمر: إنالنبي (ص) غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا وكثر اللغط، فقال: قومواعني، ولا ينبغي عندي التنازع، فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية ما حال بين رسول اللهوبين كتابه )) .
وحدثناه عبدالله بن ربيع، ثنا محمد بن معاوية، ثنا أحمدبن شعيب، أنا محمد بن منصور، عن سفيان الثوري، سمعت سليمان -هو الأحول- عن سعيد بنجبير، عن ابن عباس،فذكر الحديث وفيه : إن قوما قالوا عن النبي صفي ذلك اليوم، ما شأنه؟ هجر.
قال أبو محمد ابن حزم:
(( هذه زلة العالم التي حذر منها الناس قديما، وقد كان فيسابق علم الله تعالى أن يكون بيننا الاختلاف، وتضل طائفة وتهتدي بهدى الله أخرى،فلذلكنطق عمرومن وافقه بما نطقوا به،مما كان سببا إلى حرمان الخير بالكتاب الذي لو كتبه لم يضل بعده، ولم يزل أمر هذاالحديث مهما لنا وشجى في نفوسنا، وغصة نألم لها.[11]((


لاحظ أنهم ضيعوا العاصم من الضلال وهو كتابة الكتاب .
وقال ابن تيمية في مهاج السنة قال :
…..)) وأما عمر فاشتبه عليه هل كان قول النبي صلى الله عليه وسلم من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال ماله أهجر فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما وقد شك بشبهة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان مريضا فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله وكذلك ظن أنه لم يمت حتى تبين أنه قد مات والنبي صلى الله عليه وسلم قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ذكره لعائشة فلما رأى أن الشك قد وقع علم أن الكتاب لا يرفع الشك فلم يبق فيه فائدة وعلم أن الله يجمعهم على ما عزم عليه كما قال ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر .....))[12] .
وقال ايضا :
((....الوجه الثالث أن الذي وقع في مرضه كان من أهون الأشياء وأبينها وقد ثبت في الصحيح أنه قال لعائشة في مرضه ادعى لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي ثم قال يأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر فلما كان يوم الخميس هم أن يكتب كتابا فقال عمر ماله أهجر فشك عمر هل هذا القول من هجر الحمي أو هو مما يقول على عادته فخاف عمر أن يكون من هجر الحمى فكان هذا مما خفى على عمر كما خفى عليه موت النبي صلى الله عليه وسلم بل أنكره ثم قال بعضهم هاتوا كتابا وقال بعضهم لا تأتوا بكتاب فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الكتاب في هذا الوقت لم يبق فيه فائدة لأنهم يشكون هل أملاه مع تغيره بالمرض أم مع سلامته من ذلك فلا يرفع النزاع فتركه ولم تكن كتابة الكتاب مما أوجبه الله عليه أن يكتبه أو يبلغه في ذلك الوقت إذ لو كان كذلك لما ترك صلى الله عليه وسلم ما أمره الله به لكن ذلك مما رآه مصلحة لدفع النزاع في خلافة أبي بكر ورأى أن الخلاف لا بد أن يقع ....))[13]

ويقول الكاتب لماذا الإمام علي عليه السلام لم يتكلم وهو الشجاع .
أولا : قد بينا أنه لا يوجد دليل على وجود الإمام علي عليه السلام .
ثانيا : ولو سلمنا جدلا انه كان موجودا فحاشا للإمام علي عليه السلام أن يتكلم في محضر رسول الله وصلى الله عليه وآله وسلم وخصوصا أن سيرة الإمام علي عليه السلام انه لا يخالف القرآن ولا يخالف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يتكلم في محضر رسول الله والله عز وجل قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[14] فكيف تريد أن يتقدم الإمام علي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهل الشجاعة تكون بمخالفة الله ورسوله .
ثالثا : قد ورد أن عمر عارض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن رفض الكتاب فهل يريد الكاتب للإمام علي أن يخالف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يكون شجاعا والرسول يرفضها والإمام علي يكتبها .
فقد اخرج الإمام احمد في مسنده قال :
(( حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود حدثنا بن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر : أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده قال فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها ))[15] .
واخرج أبو يعلى في مسنده بسند صحيح قال :
((حدثنا ابن نمير حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا قره بن خالد عن أبي الزبير عن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده ولا يضلون وكان في البيت لغط وتكلم عمر بن الخطاب فرفضها رسول الله صلى الله عليه وسلم))[16]

كيف بعد ذلك الكتاب يريد أن يقيس شجاعة الإمام علي عليه السلام بمخالفة الرسول حيث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رفضها فالإمام علي عليه السلام رفضها اقتداء برسول الله وهذه أعلى درجات الشجاعة .
[1] الاحزاب 36

[2] سورة النساء : 170.

[3] سورة النساء : 80.

[4] سورة النساء : 64.

[5] صحيح البخاري ج6 ص2680 ح 6932 .

[6] صحيح مسلم ج3 ص1257 .

[7] صحيح مسلك ج 3 ص1257

[8]صحيح مسلم ج3 ص1257

[9]السنة للخلال ج1ص271ح329 .

[10]سنن الترمذي ج5 ص662 .

[11] الإحكام في أصول الأحكام ج7 ص984 .


[12] منهاج السنة النبوية ج6 ص24 .

[13] منهاج السنة النبوية ج6 ص315 .

[14] الحجرات 1

[15]مسند احمد ج3 ص 246 ح14768 قا شعيب الارناؤود صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة وقد توبع .

[16]مسند ابي يعلى ج3 ص394 ح1871 قال محقق الكتاب حسين سليم احد اسناده صحيح رجاله رجال الصحيحين وقال نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد ج4ص394 رجال الجميع رجال الصحيح .

من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.14 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 20  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:47 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

15 - أليست الشيعة تقول بأن معظم روايات الكافي ضعيفة؟! وليس لدينا صحيح إلا القرآن.


فكيف يدعون بعد هذا ـ كذباً وزوراً ـ أن التفسير الإلهي للقرآن موجود في كتاب معظم رواياته ضعيفة باعترافهم؟!

الجواب:
عجبي للكاتب كيف ينسب للشيعة امرأ ليس له وجود أصلا، من أين جاء بأننا نقول أن معظم الروايات التي في الكافي ضعيفة ؟

بل الأحاديث الصحيحة التي في الكافي أكثر من مجموع الأحاديث غير المكررة في البخاري ومسلم هذا أولا .
ثانيا : الكاتب يريد أن يلبس على الناس بأننا لا توجد لدينا كتب حديثيه إلا الكافي , بل عندنا كتب حديثيه كثيرة منها الاستبصار ومن لا يحضره الفقيه , التهذيب , أمالي الشيخ الطوسي وآمالي الصدوق وآمالي المرتضى وآمالي المفيد وعيون أخبار الرضا وعلل الشرائع والغيبة للنعماني والغيبة للصدوق وتحف العقول وغيرها من المصادر وقد جمع بعض هذه الأحاديث العلامة المجلسي في موسوعته بحار الأنوار وهي مكونة من مئة وعشرين مجلد .
هل الذي يريد الهداية للناس يلجئ إلى الافتراء والكذب على الآخرين ؟ وهل هؤلاء الذين اهتدوا على زعمك بهذه الطريقة ؟

من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:39 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية