|
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
|
رقم العضوية : 36627
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 6,437
|
بمعدل : 1.14 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
m@awadh
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:31 PM
[QUOTE=m@awadh;949268]
6- لقد وجدنا كثيراً من سادة الصحابة أصهروا إلى أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وتزوجوا منهم، والعكس بالعكس، لا سيما الشيخين منهم، كما هو متفقٌ عليه بين أهل التواريخ ونقلة الأخبار سُنة منهم أو شيعة.
فإنَّ النبي عليه الصلاة والسلام:
- تزوج عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه.
- وتزوج حفصة بنت عمر رضي الله عنه.
- وزوج ابنتيه ( رقية ثم أم كلثوم ) لثالث الخلفاء الراشدين الجواد الحـيِي عثمان بن عفان رضي الله عنهما، ولذلك لقِّب بذي النورين.- ثم ابنه أبان بن عثمان تزوج من أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.
- ومروان بن أبان بن عثمان كان متزوجاً من أم القاسم ابنة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
- ثم زيد بن عمرو بن عثمان كان متزوجاً من سكينة بنت الحسين.
- وعبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان كان متزوجاً من فاطمة بنت الحسين بن علي.
ونكتفي بذكر الخلفاء الثلاثة من الصحابة، دون غيرهم من الصحابة الكرام الذين كانوا أيضاً مصاهرين لأهل البيت؛ لبيان أن أهل اليبت كانوا محبين لهم، ولذلك كانت هذه المصاهرات والوشائج().
وكذلك وجدنا أن أهل البيت كانوا يسمون أبناءهم بأسماء أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كما هو متفق عليه بين أهل التواريخ ونقلة الأخبار سُنة منهم أو شيعة.
فهذا علي رضي الله عنه كما في المصادر الشيعية يسمِّي أحد أبنائه من زوجته ليلى بنت مسعود الحنظلية باسم أبي بكر، وعلي رضي الله عنه أول من سمَّى ابنه بأبي بكر في بني هاشم().
وكذلك الحسن بن علي سمَّى أبناءه : أبابكر وعبدالرحمن وطلحة وعبيدالله().
و كذلك الحسن بن الحسن بن علي().
وموسى الكاظم سمى ابنته عائشة().وهناك من كان يكنى بأبي بكر من أهل البيت وليس له بإسم، مثل زين العابدين بن علي()، وعلي بن موسى (الرضا )().
أمَّا من سمَّى ابنه باسم عمر رضي الله عنه؛ فمنهم علي رضي الله عنه، سمَّى ابنه عمرَ الأكبر وأمه أم حبيب بنت ربيعة، وقد قتل بالطف مع أخيه الحسين رضي الله عنهم، والآخر عمر الأصغر وأمه الصهباء التغلبية، وهذا الأخير عُمِّرَ بعد إخوته فورثهم().
وكذلك الحسن بن علي سمَّى ابنه أبا بكر وعمر().
وكذلك علي بن الحسين بن علي ().
و كذلك علي زين العابدين
وكذلك موسى الكاظم
وكذلك الحسين بن زيد بن علي.
و كذلك إسحاق بن الحسن بن علي بن الحسين.
وكذلك الحسن بن علي بن الحسن بن الحسين بن الحسن.
وغيرهم كثير، لكن نكتفي بهذا القدر من المتقدمين من أهل البيت خشية الإطالة ().
أمَّا من سمَّى ابنته بعائشة فمنهم : موسى الكاظم()، وعلي الهادي().
و نكتفي بالشيخين رحمهم الله وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
الجواب:
إن المصاهرة بنفسها ليس لها دلالة على شيء بل زوجات بعض الأنبياء ذكرهم الله عز وجل بذكر سيء ولم يجعل لهم أي فضيلة في المصاهرة و أنتم تنقلون في كتبكم أن عمر قد شك بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحه وابن حبان في صحيحه قال :
((... فقال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه : والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : ألست رسول الله حقا ؟ قال : ( بلى ) قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : ( بلى ) قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ .....))[1] .
والبخاري قال في صحيحه :
((فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت ألست نبي الله حقا ؟ قال ( بلى ) . قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال ( بلى ) . قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال ( إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري ) . قلت أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟ قال ( بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام ) . قال قلت لا قال ( فإنك آتيه ومطوف به ) . قال فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟))[2] .
وإنكم تنقلون أن عبيد الله بن عمر كان يقاتل في جيش معاوية ضد الإمام علي عليه السلام وقد قتله الإمام علي عليه السلام في صفين فقد نقل ابن حبان في كتابه الثقات في ترجمة عبيد الله بن عمر ((عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوى القرشي أمه بنت حارثة بن وهب الخزاعي قتل يوم صفين وكان مع معاوية ))[3]
فلماذا لم يقف مع الإمام علي عليه السلام في صفين وخصوصا أن الحق مع الإمام علي عليه السلام وتنقلون في كتبكم أن معاوية أمير الفئة الباغية التي تدعو للنار ولماذا يعطني للمصاهرة أي اعتبار.
ومن الملاحظ أن البخاري يروي أن المرأتين التين تآمرتا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هما السيدة عائشة والسيدة حفصة وان عمر هو الذي نقل سبب النزول فيهن وقد وصفتهن بالانحراف وقد مالتا عن الحق حيث أخرج البخاري في صحيحه وغيره من الحفاظ واللفظ للبخاري بسنده قال : (( عن بن عباس : قاللم أزل حريصا على أن أسأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } . فحججت معه فعدل وعدلت معه بالإداوة فتبرز حتى جاء فسكبت على يديه من الإداوة فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما { إن تتوبا إلى الله } . فقال واعجبي لك يا ابن عباس عائشة وحفصة ثم استقبل عمر الحديث يسوقه .......))[4] .
والذي شهد بأن هذه الآية نازلة في حفصة وعائشة هو عمر بن الخطاب .
قال ابن الجوزي : ((ثم خاطب عائشة وحفصة فقال: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} أي من التعاون على رسول الله صلى الله عليه وسلمبالإيذاء {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} قال ابن عباس: زاغت وأثمت، قال الزجاج: عدلتوزاغت عن الحق، قال مجاهد: كنا نرى قوله عز وجل: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} شيئاً هيناً حتى وجدناه في قراءة ابن مسعود: {فقد زاغت قلوبكما} وإنما جعل القلبينجماعة لأن كل اثنين فما فوقهما جماعة))[5] .
قالمحمد عبدالقادر : ((صغا: مال، وبابه عدا وسما ورمى وصدي وصغيا أيضاً،قلت: ومنه قوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} وقوله تعالى "وَلِتَصْغَىإِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ"))[6]
وقال القرطبي : ((قوله تعالى: {إِن تَتُوبَاإِلَى اللَّهِ} يعني حفصة وعائشة، حثهما على التوبة على ما كان منهما من الميل إلىخلاف محبة رسول الله صلي الله عليه وسلم {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} أي زاغتومالت عن الحق، وهو أنهما أحبتا ما كره النبي صلي الله عليه وسلم من اجتناب جاريتهواجتناب العسل، وكان عليه السلام يحب العسل والنساء ))[7].
وقال القرطبي: ((قوله تعالى : {وَإِن تَظَاهَرَاعَلَيْهِ} أي تتظاهرا وتتعاونا على النبي صلي الله عليه وسلم بالمعصيةوالايذاء[8]((.
قال ابن منظور: ((وتظاهروا عليه: تعاونوا، وأظهره الله على عدوه. وفي التنزيل العزيز: {وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} وظاهر بعضهم بعضاً: أعانه، والتظاهر: التعاون. وظاهرفلان فلاناً: عاونه. والمظاهرة: المعاونة، وفي حديث عليٍ عليه السلام: أنه بارز يومبدر وظاهر: أي نصر وأعان. والظهير: العون ))[9] .
ويقول بن الجوزي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طلق حفصة بنت عمر بن الخطاب بسنده: (( عن قيس بن زيد أن النبي أن النبي (ص) طلق حفصة بنت عمر فدخل عليه خالاها قدامة وعثمان ابنا مضعون , فبكت وقالت : والله ما طلقني عن شبع , فجاء النبي فتجلببت ))[10]
وأخرج بن حبان في موارد الضمآن قال :
((أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبراء أنبأنا مسروق بن المرزبان حدثنا ابن أبي زائدة عن صالح بن صالح عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر رضوان الله عليه أن رسول الله e طلق حفصه ثم راجعها))[11]
وقد أخرج عدم من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه قال :
((حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله e نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله e نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب فقال عمر فقلت لأعلمن ذلك اليوم قال فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله e فقالت مالي ومالك .......))[12]
وهذا يبين أن الزواج في نفسه ليس فيه فضيلة ولكن فيه مفاخرة يمكن الإنسان أن يتفاخر بأنه صاهر النبي , ولذلك مصاهرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لصفية بنت حيي بن اخطب ليس فيها أي فضيلة لحيي , وبمصاهرة النبي يوجب الاعتزاز ولذلك نقول أن نفس المصاهرة ليس فيها قرب من الله وحتى الإمام علي عليه السلام وأهل البيت مكانتهم من الرسول ليس من قبل القرابة إنما لمكانتهم من الله ومن جهة الاصطفاء ولذلك نرى ابن نوح لم يكن له قرب ومكانة من الله عز وجل وزوجة لوط و زوجة نوح ليس لهما أي مكانة عند الله، وبالمقابل نرى زوجة فرعون وهو كافر وهي في أعلى درجات القرب من الله وهذه مفاهيم إسلامية , وأما اختيار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للزهراء لمكانة الإمام علي عليه السلام من الله ولمكانة الزهراء عليها السلام من الله عز وجل , ونرى عبد الله بن عمر وهو اخو حفصة والإمام علي عليه الإسلام اقرب الناس إلى رسالة الله وابن عمه وصهره فتنقل لنا المصادر السنية انه لم يبايع الإمام علي عليه السلام ولم يبايع الحسن عليه السلام وبايع معاوية بن أبي سفيان وقد نقلنا الحديث في الجواب على السؤال الثاني الوارد في صحيح مسلم انه بايع يزيد بن معاوية ولم يبايع الإمام الحسين عليه السلام أين ذهبت المصاهرة ؟
ولذلك نرى أن المصاهرة ليس فيها دلالة على المحبة, ونرى معاوية صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالرغم من أن الرسول تزوج أم حبيبة رضي الله عنها ومعاوية بن أبي سفيان و أبوه كانا كافرين ولم يسلما إلا في عام الفتح وكانا من الطلقاء , ورأينا أن معاوية قد قاتل الإمام عليا عليه السلام في صفين والإمام علي عليه السلام ابن عم الرسول وصهره واقرب الناس إلى رسول الله فأين ذهبت مصاهرة معاوية لرسول الله وهذا يدل على أن المصاهرة ليس لها دلالة على المحبة و على صلاح من صاهرهم النبي, ولم يكتفي معاوية بل قاتل الإمام الحسن عليه السلام وهو حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وقد خطط لسم الإمام الحسن عليه السلام وهذا ما يقوله السنة في مصادرهم التاريخية كالبلاذري في (انساب الأشراف ) وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) وبطرق عديدة والسيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) والطبراني في ( المعجم الكبير ) وابن عبد البر في (الاستيعاب ) , وقد روى الطبراني في معجمه الكبير (( عن أبي بكر بن حفص أن سعدا والحسن بن علي رضي الله عنه ماتا في زمن معاوية فيرون انه سمه ))[13]
ونقل السيوطي في تاريخه (( توفى الحسن بالمدينة مسموما سمته زوجته جعدة بنت الاشعث بن قيس دس اليها يزيد بن معاوية أن تسمه فيتزوجها ففعلت فأما مات الحسن بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها فقال إنا لم نرضك للحسن افنرضاك لأنفسنا ))[14] .
وروى ابن الأثير في أسد الغابة عند التعرض لترجمة الحسن بن علي عليه السلام (( وكان سبب موته أن زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس سقته السم ... فقال الحسين من سقاك يا أخي ؟ قال : ما سؤالك عن هذا ؟ أتريد أن تقاتلهم ؟ أكلهم إلى الله عز وجل ))[15].
أين ذهبت المصاهرة بين معاوية ورسول الله و كما تقولون فيها فضيلة هل هذه هي الفضيلة ؟ بل كتبكم تقول أن معاوية اخو أم حبيبة زوجة الرسول لم يكتفي إلى هذا الحد فإنكم تنقلون أن معاوية سجد شكرا عندما سمع بخبر استشهاد الإمام الحسن عليه السلام فقد روى عدة من الحفاظ منهم احمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير وابن عساكر في تاريخه واللفظ لابن أبي داوود في سننه قال :
((حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا بقية عن بحير عن خالد قال : وفد المقدام بن معد يكرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان فقال معاوية للمقدام أعلمت أن الحسن بن علي توفي ؟ فرجع ( أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون ) المقدام فقال له رجل أتراها مصيبة ؟ قال له ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فقال " هذا مني وحسين من علي ؟ "....))[16]
وقد نقل بن خلكان في وفيات الأعيان عند التعرض لترجمة الإمام الحسن علسه السلام :
((ولما بلغه موته تكبيرا من الحضر فكبرأهل الشام لذلك تكبيرا , من الحضر فكبر أهل الشام لذلك التكبير , فقالت فاخته زوجة معاوية : أقر الله عينك يا أمير المؤمنين ما الذي كبرت له ؟ قال : مات الحسن , قالت : أعلى موت ابن فاطمة تكبر ؟ قال : والله ما كبرت شماتة بموته ولكن استراح قلبي .
وكان ابن عباس بالشام فدخل عليه , فقال : يا ابن عباس هل تدري ما حدث في أهل بيتك , قال : لا أدري ما حدث إلا أني أراك مستبشرا , وقد بلغني تكبيرك وسجودك , قال : مات الحسن ))[17]
ما فائدة هذه المصاهرة ولماذا معاوية لم يعطي أي اعتبار للمصاهرة , ولذلك نرى أن المصاهرة ليس لها أي قرب من الله عز وجل إلا بالانقياد والطاعة لله عز وجل .
ولو قلنا من باب التسليم أن الزواج من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه فضيلة فما دخل أهل الزوجة بهذه الفضيلة .
ثم إن الله عز وجل يقول {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }[18] فنساء النبي لسن كأحد من النساء إذ مقامهم مشروط مع التقوى " إِنِ اتَّقَيْتُنَّ " ومع عدم التقوى لم يكن لزواجهن أي فضيلة والفضيلة لهم مشروطة بالتقوى .
ولذلك نقول أن زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتقيات لسن كأحد من النساء والفضيلة مشروطة ليست مطلقة .والعجيب إنكم تتهمونا بهذه التهم وانتم تثبتون ذلك في اصح كتبكم كالبخاري وانقل لكم تصرفات السيدة عائشة من البخاري ومسلم وغيرها من الكتب التي تعتقدون بصحتها ولماذا تتهمون الشيعة بأمور انتم تنقلونها ورواية البخاري ومسلم تمثل عقيدة عندكم والبخاري يلتزم بكل مضامين كتابه وانتم تلتزمون كذلك بكل مضامين البخاري ويمثل العقيدة عندكم وتلتزمون بكل ما فيه وتنتقدون من يتعرض للبخاري وانتم تنكرون اشد النكير على من يتعرض للبخاري ومسلم .
فقد قادت عائشة كما تنقل كتب إخواننا أهل السنة حرب الجمل بالرغم من تحذير الرسول لها من الخروج وحذرها أن في هذا الخروج سيقتل نفر كثير حولها ومع ذلك خرجت لقتال على بن أبي طالب بالرغم من أن حب علي إيمان وبغضه نفاق وقد أخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه واحمد بن حنبل في مسنده واللفظ لمسلم قال :
(( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش ح وحدثنا يحيى بن يحيى ( واللفظ له ) أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر قال قال علي : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلى أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ))[19]
وقد اخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحه والترمذي في سننه ومسلم في صحيحه
واحمد في مسنده واللفظ لأحمد قال :
((حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت : لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمدا على العباس وعلى رجل آخر ورجلاه تخطان في الأرض وقال عبيد الله فقال بن عباس أتدري من ذلك الرجل هو علي بن أبي طالب ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا))[20] .
وهذه كتبكم تنقل لنا بأصح الأسانيد أن المصاهرة ليس فيها أي فضيلة وقرب من الله فهذه عائشة تخرج لقتال اقرب الناس إلى رسول الله وزوج بنت رسول الله الزهراء عليها السلام وإنها لا تطيب لها نفسا من اقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأتعجب كيف تتهمونا بذلك .
فقد نقل الإمام احمد في مسنده بسند صحيح على شرط الشيخين قال :
(( حدثنا يحيى عن ابن أبى ذئب قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة قالت : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم بأسير فلهوت عنه فذهب فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل الأسير قالت لهوت عنه مع النسوة فخرج فقال ما لك قطع الله يدك أو يديك فخرج فآذن به الناس فطلبوه فجاءوا به فدخل علي وأنا أقلب يدي فقال ما لك أجننت قلت دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر أيهما يقطعان فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه مدا وقال اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهورا ))[21]
وقد اخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه والبخاري في صحيحه قال :
حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال حدثني ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة ))
: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث فقالت حفصة ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر ؟ فقالت بلى فركبت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني ولا أستطيع أن أقول له شئيا ))[22]
وهنا تنقل كتبكم أن عائشة أرادت أن تنتحر ولسنا نحن من يتهمها وإنما انتم بما تعتقدون انه يمثل معتقدكم وهو البخاري ينقل لكم وهذا يدل على أن المصاهرة ليس فيها دليل الصلاح.
وينقل لنا البخاري ويتهم السيدة عائشة أنها تسيء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن يصف رسول الله انه لا ينطق عن الهوى والسيدة عائشة تقول له انك تسارع في هواك فقد اخرج مسلم في صحيحه و البخاري في صحيحه قال :
حدثنا محمد بن سلام حدثنا ابن فضيل حدثنا هشام عن أبيه قال: كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فلما نزلت }ترجئ من تشاء منهن{ . قلت يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك. رواه أبو سعيد المؤدب ومحمد بن بشر وعبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة يزيد بعضهم على بعض.))[23]
وقد نقل لنا عدة من الحفاظ أن عائشة وحفصة كانتا تتفقان على الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه والنسائي في سننه والبيهقي في سننه و أبو داود في سننه واللفظ للبخاري قال :
((حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله e يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها فواطيت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير قال لا ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدا))[24]
وقد نقلت كتبهم أن عائشة تكسر الصفيح في حضرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وهذا كما نقل عدة من الحفاظ منهم البيهقي في سننه والبخاري في صحيحه قال :
((حدثنا علي حدثنا بن علية عن حميد عن أنس قال كان النبي e عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام فضربت التي النبي e في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع النبي e فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول غارت أمكم ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت ))[25].
ونحن لا نتهم زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولكن هذه الكتب التي تمثل عقيدة السنة تتهمهن.
وقد نقلت كتب ومصادر السنة أن هناك علاقة سيئة بين السيدة عائشة والحسن بن علي عليه السلام حيث منعت السيدة عائشة أن يدفن الإمام الحسن عند جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقد روى بن عساكر في تاريخه قال :
(( وأنا ابن سعد أنا محمد بن عمر نا علي بن محمد العمري عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال سمعت عائشة تقول يومئذ هذا الأمر لا يكون أبدا يدفن ببقيع الغرقد ولا يكون لهم رابعا والله انه لبيتي اعطانيه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حياته وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري وما آثر علي عندنا بحسن ))[26]
وقد نقل أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين :
(( قال يحيى بن الحسن : وسمعت علي بن طاهر بن زيد يقول : لما أرادوا دفنه ركبت عائشة بغلا واستنفرت بني أمية مروان بن الحكم ومن كان هناك منهم ومن حشمهم وهو القائل : فيوما على بغل ويوما على جمل))[27]
وقال البلاذري في انساب الأشراف :
(( .... فلما رأت عائشة السلاح والرجال , وخافت أن يعظم الشر بينهم وتسفك الدماء , قالت : البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه أحد ))[28]
ونقل أبو الفدا في تاريخه :
(( .... وكان الحسن قد أوصى أن يدفن عند جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما توفي أرادوا ذلك , وكان على المدينة مروان بن الحكم من قبل معاوية فمنع من ذلك وكاد يقع بين بني أمية وبين بني هاشم بسبب ذلك فتنة , فقالت عائشة : البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه , فدفن بالبقيع , ولما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجدا .... ))[29]
أليس الإمام الحسن بن علي عليه السلام حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأين المصاهرة ؟ لماذا منعت دفن الحسن بجوار جده وعائشة زوجة جده هل الزواج يدل على شيء ؟
[1]صحيح بن حبان ج11 ص216 قال شعيب الارناؤوط صحيح .
[2] صحيح البخاري ج2 ص942 .
[3] الثقات لابن حبان ج5 ص63 رقم 3866 .
[4] البخاري ج2 ص871 .
[5] زاد المسير ج8 ص52 .
[6] مختار الصحاح ص92 .
[7] تفسير القرطبي جج18 ص188 .
[8] تفسير القرطبي ج18 ص189 .
[9] لسان العرب ج4 ص525 .
[10] صفوة الصفوة ج1 ص354 , الكنى والاسماء للنووي ج2 ص 338 , طبقات ابن سعد ج6 ص62 .
[11] موارد الضمآن ج1 ص321 ح1324 .
[12] صحيح مسلم باب الايلاء والاعتزال ج2 ص 1105 ح 1479 .
[13] المعجم الكبير ج3 ص71 ح2694 قال محقق الكتاب حمدي السلف اسناده صحيح الى قائله . .
[14] تاريخ الخلفاء ص192 .
[15] اسد الغابة ج1 ص562 .
[16] سنن ابي داود ج2 ص466 وقال الالباني صحيح وقال الذهبي في سير اعلام النبلاء ج3 ص258اثناء نقله لسند المعجم الكبير رواه ثلاثة عن أبي بقية واسناده قوي .
[17] وفيات الأعيان ج2 ص66 .
[18] الأحزاب 32 .
[19] صحيح مسلم ج1 ص86 , مسند احمد ج1ص84
[20]مسند احمد بن حنبل جص ص34 قال شعيب الاناؤوط صحيح الاسناد على شرط الشيخين .
[21] مسند الامام احمد ج6ص52 ح 24304 قال شعيب الارناؤوط اسناده صحيح على شرط الشيخين .
[22] صحيح البخاري ج5 ص1999 , صحيح مسلم ج4 ص1894 .
[23] صحيح البخاري ج5 ص1966 , صحيح مسلم ج2 ص1085 .
[24] صحيح البخاري ص ص1865 ح 4627 , صحيح مسلم ج2 ص1100 , سنن النسائي ج3 ص130 , سنن أبي داود ج3 ص335 , سنن البيهقيج7 ص353 , مسند أحمد ج6 ص221 .
[25] صحيح البخاري ج5 ص2003 ح 4927 , سنن البيهقي ج6 ص96 .
[26]تاريخ دمشق ج13 ص293 .
[27]مقاتل الطالبيين ص 82 .
[28]أنساب الأشراف ج3 ص298 .
[29] المختصر في تاريخ البشر ج1 ص 255 .
|
|
|
|
|