(5) سـُورة الأنعـامْ (وفيها خمس آيات)
1_ }حَـتّى إذَا جَاءَتْهمُ السّاعَةُ بَغتَةً{ الآية 31
2_ }قَلْ أرأيتكمْ إنْ أَتَاكُمْ عَذابُ الله أوْ أتتَكمْ الّساعةُ بَغتَتَةً{ الآية 40
3_ }فإن يَكفُرُ بِهَا هَؤُلاءْ فَقَد وَكّلنا بِهل قَومَاً ليسُوا بِها بِكافِرينْ{ الآية89
4_ }وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدقَاً وَعَدلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ الّسِميعُ العَلِيمْ{ الآية 115
5_} يَومَ يَأتِى بَعض آياتِ رَبّكَ لايَنْفَعُ نفسَاً إيمانها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبلُ أوْ كَسبَتْ في إيمَانِها{ الآية 158
********************
1_ }حَـتّى إذَا جَاءَتْهمُ السّاعَةُ بَغتَةً{ الآية 31
روى السيوطي (الفقيه الشافعي) قال : وأخرج البخاري عنأبي هريرة (رض) أن اعرابياً سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: متى الساعة؟ فقال (صلى الله عليه وآله)"إذا ضُيّعتْ الأمانة فانتظر الساعة". قال:يارسول الله وكيف إضاعتها؟ قال (صلى الله عليه وآله) " إذا وســد الأمر إلى غير ِ أهله فانتظر الساعة " (1).
وروى هوَ أيضاً قال: وأخرج ابن مزدويه عن أبي هريرة (رض) قال : أتى رجل فقال: يارسول الله متى الساعة؟ قال (صلى الله عليه وآله) : ما المسؤول بأعلم من السائل؟ قال : فلو علّمتنا أشراطها (أي:علاماتها) . قال(صلى الله عليه وآله) : تقارب الأسواق . فقلت : وما تقارب الأسواق ؟ قال (صلى الله عليه وآله) : أن يشكو الناس بعضهم إلى بعض قلّة إصابتهم ، ويكثر ولد البغي ، وتفشوا الغيبة ، ويعظّم رب المال،وترتفع أصوات النفاق في المساجد ،ويظهر أهل المنكر،ويظهر الـبغاء (2).
قال السيوطي: وأخرج أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم،وابن ماجة عن ابن مسعود (رض): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ((يكونُ بين يدي الساعة أيام فيرفع فيها العلم ، وينزل فيها الجهل ، ويكثر فيها الهرج )) (3).
(أقول) استفاضت الروايات بوقوع هذه الأمور قبل ظهور الإمام المهدي المنتظر ، فضياع الأمانة ووصول الأمور إلى غير أهلها وكثر ولد الزنا ، وتفشي الغيبة ، وتعظيم أصحاب الأموال ، وارتفاع أصوات النفاق في المساجد وغلبة أهل المنكر وغلبة البغاء ، وارتفاع العلم ونزول الجهل(الظاهر كونه بمعنى السفاهه) ،وكثرة الهرج ، هذه كلها من علامات
_____________________
(1)الدر المنثور ، مج 6 ، ص 50
(2)الدر المنثور ، مج 6 ، ص 50-56.
(3)الدر المنثور ، مج6 ، ص 60
ظهور المهدي (عج)، فيكون المراد ب(الساعة) هوَ ساعة ظهور المهدي ، أو الأعم منها ومن ساعة القيامة ، لاشتراك الساعتين في كثير من المقدّمات والعلامات.
2- }قَلْ أرأيتكمْ إنْ أَتَاكُمْ عَذابُ الله أوْ أتتَكمْ الّساعةُ أغير الله تدعون ان كنتم صادقينً{(سورة الأنعام الآية 40)
روى السيوطي ( الفقيه الشافعي ) قال: وأخرج الحاكم وصحّحه عن وائلة بن الأسقع سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ((لاتقوم الساعة حتى تكون عشر آياتْ )) : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، والدجال ، ونزول يأجوج ومأجوج ، والدّابة،وطلوع الشمس من مغربها، ونارٌ تخرج من قعر (عدن) تسوق إلى المحشر تحشر الذر والنمل(1).
(أقول) لعلّ الراوي نسي اثنتين من الآيات : أو أن يعتبر نزول يأجوج آية ونزول مأجوج آية أخرى. وهكذا يعتبر (تحشر الذر والنمل) آية مستقلة حتى تتم الآيات عشراً . قوله (صلى الله عليه وآله) (والدابة) لعلّه إشارة إلى قوله تعالى:}وَإذا وَقعَ القَولُ عَليهمْ أخرجنَا لَهمْ دَابّةً مِنَ الأرضِ تُكلّمُهمْ أن النّاسَ كانُوا بِآياتِنَا لايُوقِنُونْ{ .
[ولايخفى] أنّ هذه العلامات كلّها علامات مذكورة لظهور المهدي (عج) في روايات عديدة ، كما يجدها الباحث في كتب التفسير والحديث والتاريخ ، فالمراد بـِ ( الساعة) هوَ ساعة ظهور المهدي (عج)، أو هيَ ساعة القيامة، لأن القرآن له ظهر وبطن ، وتفسير وتنزيل وتأويل.
3- }فإن يَكفُرُ بِهَا هَؤُلاءْ فَقَد وَكّلنا بِهل قَومَاً ليسُوا بِها بِكافِرينْ{ (سورة الأنعام الآية89)
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنه قال : إن صاحب هذا الأمر ، يعني القائم المهدي ، محفوظ ، لو ذهب الناسُ جميعاً أتى الله بأصحابه ، قال الله فيهم :} فإن يَكفُرُ بِهَا هَؤُلاءْ فَقَد وَكّلنا بِهل قَومَاً ليسُوا بِها بِكافِرينْ {(2) .
(أقول) يعني : لايمكن أن يذهب الإمام المهدي (عج) أو يذهب أصحابه ، فلو مات الناس بالمجاعات والحروب والأمراض ، لبقي الإمام المهدي وبقي أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر ، وقوله ( أتى الله بأصحابه ) كناية عن إتيان الإمام المهدي نفسه ، لما ورد أنه مادام لم يكتمل عدد أصحابه 313 كعدد أصحاب بدر لايظهر
.
4- }وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدقَاً وَعَدلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ الّسِميعُ العَلِيمْ{(سورة الأنعام الآية 115)
أخرج الحافظ القندوزي (الحنفي)_بسنده المذكور_ عن عدة من المشايخ الثقاة ، الذين كانوا مجاورين للإمامين سيدنا (علي الهادي) وأبي محمد (الحسن العسكري) (عليهم السلام) ، قالوا : سمعناهما يقولان : أنّ الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق الإمام أنزل قطرة من ماءْ الجنة في ماءْ المزن فتسقط في ثمار الأرض وبقلتها ، فيأكلها أبو الإمام ، فتكونُ نطفته منها ، فإذا استقرّت النطفة في الرحم فيمضي
________________________
(1)الدر المنثور \ مج 1 \ ص 50_51
(2)ينابيع المودة \ ص 507 .
لها أربعة أشهر يسمع الصوت وكتَب على عضده:} وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدقَاً وَعَدلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ الّسِميعُ العَلِيمْ{فإذاولد قام بأمر الله ، ورفع له عمود من نور ينظر منه الخلائق وأعمالهم وسرائرهم ، والعمود نصب بين عينيه حيث تولّى ونظر_الحديث(1).
(أقول) إن الحديث إما خاص بالإمام (القائم) أو عام للأئمة الاثني عشر، فيكون شاملاً للإمام (القائم) وتؤيد المعنيين أحاديث أخرى أيضاً.
5- } يَومَ يَأتِى بَعض آياتِ رَبّكَ لايَنْفَعُ نفسَاً إيمانها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبلُ أوْ كَسبَتْ في إيمَانِها خيراً قُل انتَظِروا إنّا مُنتَظرون{(سورة الأنعام الآية 158 ).
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) عن أبي هريرة_رفعه_قال: لا تقدم الساعة حتّى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت آمن الناس كلّهم أجمعون ، فيومئذٍ} لايَنْفَعُ نفسَاً إيمانها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبلُ أوْ كَسبَتْ في إيمَانِها خيراً{ . للشيخين وأبي داود(2).
وروى الحافظ القندوزي نفسه ، عن أبي سعيد الخدري رفعه في قوله تعالى:} أوَ يَأتِي بَعضُ آياتِ ربك{ طلوع الشمس من مغربها.للترمذي ( 3) .
(أقول) قد كثرت الروايات في أنّ من علامات ظهور (المهدي من آل محمد) ورجعته طلوع الشمس من مغربها،وهذا أمر ثابت عند المطّلعين على الأحاديث الشريفة فتكون الآية مؤوّله أو مفسّرة بالإمام المهدي(عج)
____________________
(1)ينابيع المودّة ، ص 462.
(2)ينابيع المودّة ، ص 476.
(3)ينابيع المودة \ص476.