لننتقل من قدرة العقل البشري على مثل هذا الانجاز العظيم الى عظمة الخالق الذي اودع الابداع الكبير ، في هذا الراس الصغير لبني آدم
مصداقا لقوله تعالى : { ربنا الذي اعطى كل شيئ خلقه ثم هدى }
ولكن لنتساءل : غريب ابن آدم !..
.. ينفق هذه الاموال الطائلة ، ويبذل الجهود ليضع قدمه على كوكب بعيد عن الارض ، ولكنه لا يسعى ليضع قدمه منتصرا على اقرب الامور اليه وهي : نفسه التى بين جنبيه!..
ان الذبذبات الكونية متناثرة في هذا الوجود ، تقع على الحجر والمدر ، كما تقع على هذه الاطباق الملتقطة للامواج ، واذا بها تترجمها الى معان واضحة مفيدة للبشر في حياتهم .. وبموازاة ذلك نقول ايضا : ان امواج الالهامات الربانية منطلقة في هذا الوجود ايضا ، ولكن الذي يلتقطها هي القلوب المستنيرة بنور الله عز وجل ، الا وهي قلوب المؤمنين ، إذ هم ينظرون بعين الله تعالى ، ومن هنا ورد الامر باتقاء فراسة المؤمن ، إذ أن له القابلية لتلقي هذه الامواج التسديدية بنحو من الانحاء ، ويبلغ الامر مداه عند الانبياء والاوصياء (ع) إذ هم يتلقون الاشارات الغيبية ، في حركاتهم وسكناتهم بتمامها وكمالها ..
أوليست الحياة سعيدة بهذه الامواج المؤنسة ، ولكن لمن استقبلها !..