تذكر الأحاديث الشريفة أن حركة ظهور الإمام المهدي
أرواحنا فداه تبدأ في مكة المكرمة بعد تمهيدات عالمية وإقليمية
.
فعلى صعيد المنطقة تقوم دولتان مواليتان للمهدي عليه
السلام في إيران واليمن .
أما أنصاره الإيرانيون فتقوم دولتهم قبله بمدة ،
ويخوضون حرباً طويلة وينتصرون فيها ، ثم يظهر فيهم قبيل ظهوره عليه السلام
شخصيتان
هما السيد الخراساني القائد السياسي ، وشعيب بن صالح القائد العسكري ، ويكون
للإيرانيين بقيادتهما دور هام في حركة ظهوره عليه السلام
وأما أنصاره اليمانيون فتكون ثورتهم قبل ظهوره عليه
السلام ببضعة أشهر . ويبدو أنهم يساعدون في ملء الفراغ السياسي
الذي يحدث
في
الحجاز ، كما يمهدون لحركة ظهوره عليه السلام
وسبب هذا الفراغ السياسي في الحجاز أنه يقتل ملك من آل
فلان اسمه (عبدالله) فيكون آخر ملوك الحجاز ، ويختلفون بعده على خليفته ،
ويستمر
أما إنه إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ،
ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله ، ويذهب ملك السنين ويكون ملك
الشهور
قال أبو بصير فقلت: يطول ذلك ؟ قال: كلا إن من علامات الفرج حدثاً يكون بين
الحرمين . قلت وأي
شئ يكون الحدث ؟
فقال: عصبية تكون بين الحرمين ، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر
أي يقتل شخص خمسة عشر زعيماً أو شخصية ، من القبيلة
المعادية له ، أو من أبناء زعيم معروف معادين له
وفي الإمامة والتبصرة ص130:
عن عبد الرحمن بن سيابة ،
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم؟
يتبرأ بعضكم من بعض؟! فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون ، وعند ذلك
اختلاف السيفين
وإمارة من أول النهار ، وقتل وخلع من آخر النهار.
في هذه الأثناء تبدأ آيات ظهور المهدي عليه السلام ،
ولعل أعظمها النداء من السماء باسمه في
الثالث والعشرين من شهر رمضان
بعد هذا النداء السماوي يبدأ المهدي عليه السلام
بالإتصال ببعض أنصاره ويكثر الحديث عنه في العالم ويلهج الناس بذكره
ويُشربون
حبه) كما تذكر الأحاديث ، ويتخوف أعداؤه من ظهوره ، فينشطون في البحث عنه .
ويشيع عند الناس أنه يسكن المدينة المنورة ، فتستدعي
حكومة الحجاز أو القوى الخارجية جيش السفياني من سورية ، من أجل ضبط
الوضع الداخلي
في الحجاز ، وإنهاء صراع القبائل فيه على السلطة
ويدخل هذا الجيش إلى المدينة المنورة فيلقي القبض على
كل هاشمي يظن فيه ، ويقتل الكثير منهم ومن شيعتهم ، ويحبس الباقين
ويبعث السفياني بعثاً أي جيشاً إلى المدينة فيقتل بها
رجلاً ، ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم
لايترك منهم
أحد إلا أخذ وحبس . كما تقول رواية ابن حماد ويخرج الجيش في طلب الرجلين ،
ويخرج المهدي منها على
سنة موسى عليه السلام خائفاً يترقب ، حتى يقدم مكة
وفي مكة يواصل المهدي عليه السلام اتصالاته ببعض
أنصاره ، حتى يبدأ حركته المقدسة من الحرم الشريف
في ليلة العاشر
من محرم
بعد صلاة
العشاء ، حيث يلقي بيانه الأول على أهل مكة ، فيحاول أعداؤه قتله ، ولكن
أنصاره
يحيطون به ويدفعونهم عنه ، ويسيطرون على المسجد ومكة
وفي صبيحة اليوم العاشر من محرم
يوجه الإمام المهدي
عليه السلام بيانه إلى شعوب العالم بلغاتهم المختلفة ، ويدعوهم إلى نصرته
.
ويعلن أنه سيبقى في مكة حتى تحدث المعجزة التي وعد بها
جده المصطفى صلى الله عليه وآله ، وهي الخسف بالجيش الذي يتوجه إلى مكة
للقضاء على
حركته . وبالفعل تقع المعجزة الموعودة بعد فترة قصيرة حيث يتوجه جيش
السفياني إلى
مكة حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به . وذلك
قول الله عز وجل: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ
حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فيرجع من كان أمامهم
لينظر مافعل القوم فيصيبهم ما أصابهم . ويلحق بهم من خلفهم لينظر ما فعلوه
فيصيبهم
ما أصابهموبعد معجزة الخسف هذه ، يتوجه الإمام المهدي عليه
السلام من مكة بجيشه المكون من بضعة عشر ألفاً إلى المدينة المنورة ، فيحررها
بعد
معركة صغيرة مع القوات المعادية التي تكون فيها
وبتحرير الحرمين يتم له فتح الحجاز والسيطرة عليه .
وفي طريقه من الحجاز الى العراق يلتحق به جيش
الإيرانيين وجمهورهم بقيادة الخراساني وشعيب بن صالح فيبايعونه ، ويدخل
الإمام بعد
ذلك إلى العراق ويصفي أوضاعه الداخلية ، فيقاتل بقايا قوات السفياني ويهزمها ،
ويقاتل فئات الخوارج المتعددة ويقتلهم ،
ويتخذ العراق مركزاً لدولته ، والكوفة
عاصمة له
ويكون بذلك قد وحد اليمن والحجاز وإيران والعراق وبلاد
الخليج تحت حكمه
وتذكر بعض الروايات أن أول حرب يخوضها الإمام المهدي
عليه السلام بعد فتحه العراق تكون مع الترك:
( أول لواء يعقده يبعثه إلى الترك
فيهزمهموقد يكون المقصود بهم الأتراك ، أو الروس لأنه ورد
التعبير عن كل الأمم الشرقية بأمم الترك
ثم يُعدُّ الإمام المهدي عليه السلام جيشه الكبير
ويزحف به نحو القدس ، فيتراجع أمامه السفياني حتى ينزل جيش المهدي عليه
السلام في
(مرج عذراء) قرب دمشق ، وتجري مفاوضات بينه وبين السفياني فيكون موقف
السفياني
أمامه ضعيفاً ، خاصة وأن التيار الشعبي العام يكون إلى جانب الإمام المهدي عليه
السلام ، ويكاد السفياني أن يسلم الأمر إليه كما تذكر بعض الروايات ، ولكن الذين
وراءه من اليهود والروم ووزرائه يوبخونه ، ويعبئون قواتهم ويخوضون معركة
كبرى مع
الإمام المهدي عليه السلام وجيشه تمتد محاورها من عكا في فلسطين إلى أنطاكية
في
تركيا ساحلياً ، ومن طبرية إلى دمشق والقدس داخلياً . وينزل فيها الغضب الإلهي
على
قوات السفياني واليهود والروم فيقتلهم المسلمون ، حتى لو اختبأ أحدهم وراء حجر
لقال
الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله. وينزل النصر الإلهي على الإمام المهدي
عليه
السلام فيدخل القدس فاتحا
ويتفاجأ الغرب المسيحي بهزيمة اليهود والقوات المساعدة
لهم ، على يد المهدي عليه السلام فيستشيط غضباً ويعلن الحرب على الإمام
المهدي
والمسلمين ولكنه يتفاجأ بنزول المسيح عليه السلام من السماء ، ويكون نزوله آية
للعالم يفرح بها المسلمون والشعوب المسيحية
ويبدو أن المسيح عليه السلام هو الذي يقوم بالوساطة
بين المهدي عليه السلام والغربيين ، فيتفقون على عقد هدنة سلام مدتها سبع
بينكم وبين الروم أربع هدن ، تتم الرابعة على يد رجل من
أهل (آل) هرقل ، تدوم سبع سنن . فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستور
بن
غيلان: يا رسول الله ، من إمام الناس يومئذ؟
قال: المهدي من ولدي ، ابن أربعين سنة
، كأن وجهه كوكب دري ، في خده الأيمن خال ، عليه عباءتان قطوانيتان ، كأنه
من رجال
بني إسرائيل . يستخرج الكنوز ، ويفتح مدائن الشرك.
من كتـاب عصـر الظهـور
للشيـخ علـي الكـورانيالعاملـي