تتعاقب الدراسات الطبية لكشف المخاطر المتعلقة بالتدخين، وخاصة على النساء والأمهات، اللواتي لا تزال أعداد كبيرة منهنً تتبع هذه العادة السيئة، عبر شرب الدخان أو النرجيلة في عدّة مجتمعات، بما فيها المجتمعات الإسلامية.
آخر الدراسات الحديثة، تمّ عرضها في العاصمة السويسرية، خلال المؤتمر الأوروبي لأمراض الرئة والسرطان، وقالت: "إن المرأة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة من الرجل حتى ولو كان معدل تدخينها أقل منه".
ووجدت الدراسة - التي نشرتها صحيفة (الديلى ميل) البريطانية الصادرة أمس الثلاثاء: "إن المرأة عرضة في تشخيصها للإصابة بسرطان الرئة أكثر من الرجل وفى سن أصغر منه حتى ولو كان معدل السجائر التي تدخنها أقل من الرجل".
وتوصل باحثون من جامعة (جالين كانتون) السويسرية لهذه النتيجة بعد دراسة في أحد العيادات السويسرية شملت 683 مريضا مصابا بسرطان الرئة بين عامي 2000 و 2005..
حيث ثبت للباحثين أن المدخنات أكثر عرضة للإصابة بأحد أنوع سرطانات الرئة وفى سن مبكرة.
وأشار الدكتور مارتن فروه وزملاؤه إلى: أن "مادة النيكوتين تحفز الجينات المسئولة عن العصارة الهضمية.. والتي بطبيعتها تنشط لدى المرأة أكثر من الرجل".
وقالت الدكتورة إنريكيتا فيليب خلال المؤتمر: "إن الوعي تزايد كثيرا بأن التدخين يشكل خطورة أكثر على المرأة"..
وأضافت بالقول: "في بداية القرن العشرين كانت نسبة إصابة النساء بسرطان الرئة نادرة، ولكن مع بداية الستينات أصبح التدخين السبب الرئيسي في إصابة النساء بالسرطان في الولايات المتحدة".
يذكر أن دراسات سابقة وجدت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض لحملهن جينات تساعد على نمو سرطان الرئة
يرتفع احتمال إصابة الأطفال بمتلازمة توريت, عندما يولدون لأمهات مدخنات, يستمرون بالتدخين أثناء فترة الحمل.
ومتلازمة توريت هي اضطراب عصبي يحدث في مرحلة الطفولة أو المراهقة, ويسبب حركات تقلص لا إرادية تشمل القيام بحركات أو نطق كلمات بشكل لا إرادي تتكرر بسرعة.
وتحدث أعراض متلازمة توريت عدة مرات في كل يوم أو بشكل متقطع, وعادة ما تأتي بشكل معتدل, مع أنها تكون شديدة.
ويؤدي تدخين الأم الحامل أيضاً إلى نقص الأوكسجين في الرحم, وهذه نتيجة معروفة للتدخين أثناء الحمل, وهي من جهتها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة توريت لدى الأطفال الأكثر عرضة للإصابة به من الناحية الوراثية.
واتضح أيضاً من خلال الدراسات أن تدخين الأم مرتبط بشكل واضح بإصابة الأطفال بالحركات اللاإرادية, حيث أكدت دراسة إحصائية أن تدخين الأم يشكل 42% من أسباب التفاوت في شدة الحركات.
وارتبط هذا إلى حد كبير بإصابة الأطفال باضطراب الوساس القهري, والسلوك المضر بالنفس بوجود الحركات اللاإرادية, وارتبط بها أيضاً الإصابة باضطرابات نقص الانتباه أو الإفراط في النشاط.