ولكـــــــن ؟؟!!
اين علي- رضوان الله عليه - وهو الشجاع الذي لا يشق له غبار ولا يخاف في الله لومة لائم وشجاعته لم تنقطع لحظة واحده من بداية حياته (باتفاق السنة والشيعه) حتى استشهد على يد ابن ملجم - عليه من الله ما يستحق -
ايعقل ان تهان زوجته فاطمة الزهراء - رضوان الله عليها - ولا يحرك ساكنا ؟؟!!
نجيبك ان شاء الله و لكن الرجاء التامل التام
ذكرت الأخبار وجود الإمام علي (ع) والحسنين (ع) في الدار حين هجوم القوم على دار الزهراء (ع) وعصرها ما بين الحائط والباب .
وأضافت بعض الأخبار وجود الزبير وفضة أيضاً . (الامالي للشيخ المفيد ص 49).
هذا وقد استفاد البعض من وجود الامام علي (ع) في الدار لإثارة بعض الشبهات , لتكذيب ماورد من المآسي على الزهراء (ع) .
من تلك الشبهات: ان وجوده (ع) في الدار وعدم نصرته للزهراء (ع) ينافي الشجاعة!
قال : ابن روزبهان عن حديث الاحراق: لو صح هذا دل على عجزه , حاشاه عن ذلك , فإن غاية عجز الرجل أن يحرق هو وأهل بيته , وامرأته في داره , وهو لا يقدر على الدفع ...
وقد أجاب عن هذه الشبهة أحد علماء الزيدية وهو ابن حمزة في كتابه (الشافي 4/200) ما نصه : ((انه لا عار عليه في أن يغلب , إذ ليست الغلبة دلالة حق , ولا باطل , ولا على جبن , وهو إمام معصوم بالنص , لا يفعل بالعصبية , وانما يفعل بالأمر , وقد أمر بالصبر , فكان يصبر إمتثالاً لأمر الله تعالى وأمر رسوله (ص) , لا يقدم غضبا ولا يحجم جبنا )) .
بالاضافة الى هذا الرد , فقد كان المهاجمون على دار الزهراء (ع) يريدون استدراج الامام علي (ع) لمعركة , يتضرر من خلالها الاسلام .
فشجاعة علي (ع) هنا هي بصبره على الأذى , وعدم استجابته للاستفزاز الذي ما رسوه ضده (ع) .
ومن تلك الشبهات أيضاً: ان وجوده (ع) في الدار , وتركه زوجته تبادر لفتح الباب , يتنافى مع الغيرة والحمية !
ونقول في الجواب :
أولاً : انه لا شك في أن علياً (ع) هو إمام الغياري , وهو صاحب النجدة والحمية .
ثانياً : المهاجمون هم الذين اعتدوا وفعلوا ما يخالف الدين والشرع والغيرة والحمية , وحتى العرف الجاهلي , أما الامام علي (ع) فلم يصدر منه شيء من ذلك , بل هو قد عمل بتكليفه , حتى ولو كلفه ذلك روحه التي بين جنبيه .
ثالثاً : لقد كان النبي (ص) يأمر بعض زوجاته وأم أيمن بأن تجيب من كان يطرق عليه الباب حين يتقضي الامر ذلك , وهل هناك أغير من رسول الله (ص) ؟
وأخيراً , فان مثول بنت الرسول (ص) وراء الباب ومحاججتها معهم , كل ذلك اتماماً للحجة , لكي يرجع القوم إلى الحق ويعرفوا طريقه, (( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة ))(الانفال:42) .