يساعد سرطان البروستاتة في نمو مسارات عصبية جديدة ويبدو أن هذه الظاهرة مرتبطة بدرجة عدوانية أعلى لهذا النوع من السرطان.
بشأن العلاقة بين السرطانات والأعصاب، توفرت لدى الجالية العلمية الطبية معلومات، للآن، حول تفشي السرطان خارج موقعه الأصلي بالجسم عن طريق مرافقة نمو المسارات العصبية.
بيد أن الدراسة التي أنجزها الباحثون في كلية الطب (Baylor College of Medicine) في مدينة "هيوستن-تكساس" تنوه بأن السرطان، ومن دون أي مساعدة، يقوم بحفز تطور الخلايا العصبية(الأعصاب) وتلك الروابط التي تنقل الإشارات من عصب الى آخر، المعروفة باسم السلاسل الامتدادية "أكسون".
ان الاكتشاف قد يفتح الأبواب أمام طرق علاجية جديدة، لمحاربة سرطان البروستاتة، كما حصل قبل سنوات عندما تم التعريف عن عملية توليد الأوعية الدموية "أنجوجينسس" (angiogenesis) التي تساهم بشكل فعال في زيادة النمو السرطاني وتنشيط عملية الانبعاث أو الانتشار.
بمعنى آخر، فان عملية "أنجوجينسس" تتمثل في حفز تطوير أوعية دموية جديدة لتغذية الورم الخبيث.
هكذا، شهدت السنوات الأخيرة ولادة جيل جديد من الأدوية، كما دواء "أفاستين"، لمنع تكوين أوعية دموية جديدة وبالتالي قطع الموارد الغذائية عن السرطانات.
اليوم، نحن أمام مفترق طريق جديد لمنع تكوين أعصاب جديدة سرطانية المنشأ.
وسرطان البروستاتة هو الأشرس نوعاً عندما تكون هذه العملية، أي تكوين الأعصاب، قائمة.
ولا تقتصر هذه العملية على سرطان البروستاتة فحسب إنما قد تكون ظاهرة عامة تطال جميع الأنواع السرطانية التي تنمو طوال المسارات العصبية.
علاوة على ذلك، تشير نتائج الدراسة الأميركية الى طريقة ممكنة لتنظيم نمو الأعصاب الجديدة، عن طريق بروتين يدعى (4F) يؤثر في نمو واتجاه الأعصاب في مرحلتها الجنينية.
تختفي أعداد كبيرة من هذا البروتين لدى البالغين ويستعمل الجسم ما يتبقى منه لتصليح الأضرار.
لكن السرطان يستغل عملية التصليح هذه، بشكل شاذ، لمعاودة إنتاج هذا البروتين بصورة مفرطة ما يحفز تكوين مسارات عصبية جديدة في الجسم.
بالطبع، فان إسكات هذا البروتين، أي محرك نمو الخلايا العصبية، قد يكون طريقة أخرى للتخفيف من وطأة سرطان البروستاتة وشراسته على الإنسان.