بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم .
و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين .
و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
السؤال الرئيسي الذي نبحث عن إجابته هو :
هل الخليفة ينصب بالتعيين من الله و رسوله أم بانتخاب الناس ؟ .
و لكن حتى نحصل على إجابة السؤال الرئيسي أمامنا أسئلة مهمة.
السؤال الأول : الخليفة خليفة لمن ؟ .
الجواب : مصطلح ( الخليفة ) يعني أنه خليفة رسول الله , فهو الذي جلس مجلس رسول الله – صلى الله عليه و آله و سلم - . هذه نقطة مهمة يجب أن لا ننساها .
السؤال الثاني : من الذي يختار خليفة رسول الله ؟ .
الجواب : تقول الشيعة أن الله تعالى هو الذي يختار نبيه و سوله , و هو الذي يختار من يخلف نبيه و رسوله . أما الناس فكما أنهم لا يختارون الرسول , كذلك لا يختارون خليفة الرسول .
و تقول السنة أن الله يختار النبي و الرسول , لكن الناس هم الذين يختارون خليفة النبي والرسول .
السؤال الثالث : هل رأي الشيعة خلاف ما يقوله العقل أم رأي السنة ؟ .
الجواب : رأي السنة هو المخالف للعقل , فكلامهم بأن الناس هم الذين يحددون خليفة رسول الله يحتاج إلى دليل .
السؤال الرابع : هل حدد القرآن الكريم و رسول الله طريقة معينة واضحة للخلافة ؟ .
الجواب : نعم , فالدين كامل و لا بد أن تكون أن يحدد القرآن و السنة الطريقة الصحيحة لمعرفة الخليفة .
السؤال الخامس : ما هي الطريقة التي ذكرها القرآن الكريم لتعيين الخليفة ؟ .
الجواب : لم يذكر القرآن الكريم أن الخلافة بالنص أو بالشورى بشكل واضح و صريح جداً .
فأهل السنة الذين يعترضون على الشيعة بأن الإمامة غير مذكورة في القرآن بشكل صريح جداً قد غفلوا عن أن القرآن أيضاً لم يذكر أن الخليفة بالشورى بشكل صريح جداً .
و القرآن الذي لم يذكر اسم علي بن أبي طالب بشكل صريح لم يذكر اسم أبي بكر و عمر وعثمان بشكل صريح .
النتيجة : الشيعة و السنة في هذه النقطة على حد سواء , لكن بعض أهل السنة يعتقدون أن هذه نقطة ضعف عند الشيعة , و الحق أنهم في ذلك سواء .
السؤال السادس : لماذا لا نعتبر الشورى هي أساس الخلافة في القرآن الكريم و السنة الشريفة .
قال الله تعالى { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} سورة آل عمران - 159.
و قال عز و جل { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} سورة الشورى – 38 .
الجواب : أ- هاتان الآيتان لم تذكرا بصراحة أن الخلافة شورى . فإذا لم يكن عند أهل السنة دليل صريح جداً أن الخلافة بالشورى فعليهم أن يطالبوا الشيعة بدليل صريح جداً أن الخلافة بالنص .
ب- الآية الأولى تأمر النبي بمشاورة الصحابة , و لا تتكلم عن كيفية تعيين الخليفة .
ج – الآية الثانية تذكر أن من صفات المؤمنين الشورى في أمرهم , لكن هل خلافة رسول الله يعتبر من أمور الناس أم هي من أمور الله تعالى ؟؟!! .
السؤال السابع : إذا كان رأي القرآن و الرسول أن الخلافة بالشورى فهل التزم أهل السنة بذلك؟
الجواب : لا .
السؤال الثامن : كيف كانت خلافة أبي بكر ؟ .
الجواب : كانت خلافة أبي بكر بالنزاع و الشجار في سقيفة بني ساعدة .
صحيح البخاري – الحديث رقم 6328
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت فغضب عمر ثم قال إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها فقال عمر أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة قال ابن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف فأنكر علي وقال ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم وقولوا عبد الله ورسوله ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول والله لو قد مات عمر بايعت فلانا فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالأ عليه القوم فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين فقلنا نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا لا عليكم أن لا تقربوهم اقضوا أمركم فقلت والله لنأتينهم فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت من هذا فقالوا هذا سعد بن عبادة فقلت ما له قالوا يوعك فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر على رسلك فكرهت أن أغضبه فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت فقال ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن فقال قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة قال عمر وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا
السؤال التاسع : كيف كانت خلافة عمر بن الخطاب ؟ .
الجواب : كانت بتعيين أبي بكر .
السؤال العاشر : هل تعيين أبي بكر عمر بن الخطاب للخلافة يطابق تعاليم القرآن و السنة ؟ .
الجواب : أهل السنة يقولون أن رأي القرآن و الرسول في تعيين الخليفة هو الشورى . فما فعله أبو بكر كان مخالفة لرأي القرآن و السنة , فخلافة عمر بن الخطاب ليست شرعية .
بل و هو قال في آخر الحديث الذي نقلناه ( فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ) فهل خلافته كانت بمشورة المسلمين ؟؟؟؟!!!!! .
السؤال الحادي عشر : كيف كانت خلافة عثمان بن عفان ؟ .
الجواب : قام عمر بن الخطاب بتعيين ستة أشخاص للشورى , فإن لم يتفقوا على شخص في ثلاثة أيام يقتلون .
السؤال الثاني عشر : هل تعيين ستة أشخاص لشورى الخلافة يوافق القرآن و السنة ؟ .
الجواب : قال الله تعالى ( و أمرهم شورى بينهم ) و لم يقل بين ستة أشخاص فقط . فحصر الشورى في ستة مخالف للقرآن و السنة .
السؤال الثالث عشر : كيف كانت خلافة علي بن أبي طالب ؟ .
الجواب : اختاره الناس بعد مقتل عثمان بن عفان .
و هكذا يتضح أن الشخص الوحيد الذي استلم الخلافة بالشورى الحقيقية هو علي بن أبي طالب فقط .
السؤال الرابع عشر : هل لدى الشيعة دليل على أن الخلافة بالنص ؟ .
الجواب : هناك أدلة كثيرة نذكر منها حديث المنزلة :
صحيح البخاري – الحديث رقم 4064
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك واستخلف عليا فقال أتخلفني في الصبيان والنساء قال ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي وقال أبو داود حدثنا شعبة عن الحكم سمعت مصعبا
إذن جميع ما كان لهارون من موسى فهو لعلي بن أبي طالب ما عدا النبوة .
السؤال الخامس عشر : ما منزلة هارون من موسى ؟
الجواب : قال الله تعالى ( و لقد آتينا موسى الكتاب و جعلنا معه أخاه هارون وزيراً ) الفرقان 35 .
و قال ( و أخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردءاً يصدّقني إني أخاف أن يكذبون (34) قال سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما و من اتبعكما الغالبون (35) ) القصص .
و قال ( و اجعل لي وزيراً من أهلي (29) هارون أخي (30) اشدد به أزري (31) و أشركه في أمري (32) ) طه .
و قال ( و واعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتمّ ميقات ربه أربعين ليلة و قال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي و أصلح و لا تتبع سبيل المفسدين (142) ) الأعراف
إذن هارون هو الوزير , و هو الصديّق , و هو أخوه , شدّ الله به أزره , و أشركه في أمره , و خلفه في قومه .
كل هذه الأمور تثبت لعلي بن أبي طالب ما عدا النبوة فإنه لا نبي بعد محمد – صلى الله عليه و آله - .