مكان وتاريخ الميلاد:
ولد بأم الحمام بتاريخ 1334/4/5هـ
النشأة والدراسة:
- تلقى مبادئ علومه على مشائخ بلاده تحت رعاية والده
- تعلم في الكتاتيب خلال المرحلة الأولى كما تعلم الخط ومقدمات اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم قبل بلوغه سن العشرين .
- هاجر إلى النجف الأشرف بالعراق أواسط عام 1354هـ لمواصلة الدراسة الدينية فمكث ست سنوات متواصلة حتى عاد أواخر عام 1360هـ إلى وطنه.
- ظل مدة اثني عشر عاماً متابعاً درسه العلمي وفي نفس الوقت يمارس الكتابة والتأليف، حيث ألف في هذه الفترة خمسة من كتبه.
- عاد إلى القطيف أواخر شهر شوال للعام 1360هـ. وواصل دراسته في القطيف بعد إيابه إليها وفي خلالها امتهن الخطابة وبعد وفاة والده طلب منه أن يحل محله في إمامة الجماعة.
- في عام 1372هـ عاد ليتابع دراسته الدينية في النجف الأشرف متردداً بين العراق والقطيف
- مارس الخطابة لفترة طويلة كما تعاطى الشعر في سن مبكرة فصار من شعراء المنطقة وعنى أيضاً بجمع وترتيب وتصحيح عدد من الكتب العلمية والدواوين الشعرية
المهنة والعمل:
خطيب إمام جماعة
العنوان:
الأعمال والنشاطات:
- يعتبر سماحة الشيخ أحد القنوات المتحدثة عن تاريخ وحضارة القطيف ومصدراً يُرجع إليه في تاريخ المنطقة.
- حظي الشيخ بسمعة طيبة وصيت عال في أوساط الحوزة العلمية أكسبه ثقة كبار المرجعيات حصل منهم على وكالات لاستلام الحقوق الشرعية أمثال:
1- آية الله العظمى السيد محسن الحكيم « قدس سره»
2- آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي «قدس سره»
3- آية الله العظمى السيد الگلبيگاني « قدس سره»
- حصل من أستاذه الشيخ فرج العمران إجازة رواية عام 1364هـ
- اهتم سماحته بالمؤسسات الدينية والخيرية ودعم القائمة منها لأجل أن تبقى وتستمر في عطائها. وكان - حفظه الله- من أوائل من دعا لإنشاء جمعية القطيف الخيرية.
- أنشأ مسجداً في منطقة سكناه ( المسعودية) عندما نزلها عام1380هـ - 1381هـ المعروف باسم مسجد المسعودية واشتهر فيما بعد باسم مسجد الشيخ علي المرهون.
- حفز الشيخ المرهون الشباب في الإقدام على الزواج فقد كان يتكفل بمتطلبات الزواج للعوائل الفقيرة صارفاً الأموال منذ كتابة العقد حتى إتمام الزواج،ودائماً ما كان يرفض إجراء الطلاق ويحاول الإصلاح بين الزوجين ما أمكن.
- كان يخصص أياماً محددة لتوزيع المؤونة على الفقراء و أنشأ لجاناً لجمع التبرعات والإعانات، كصندوق البر الخيري بالدبابية. و كان يدعو إلى التكافل الاجتماعي لسد الاحتياجات المالية للفقراء و اليتامى و المسنين و العجزة و من أرهقتهم الديون و العزاب الذين لا يجدون المال الذي يوفر لهم حياة زوجية كريمة.
-عرف عن العلامة المرهون ذهابه الدائم للحج والعمرة كمرشد ديني خاص للحملة التي يذهب معها ورغم ذلك لم يكن مرشداً محدوداً بحملته بل كان يُقصد من قبل الحجاج والمعتمرين في الحملات الأخرى من القطيف والبحرين.
-للشيخ علي المرهون – حفظه الله – دور ثقافي كبير في مجال النشر والتأليف و الخطابة وجمع التراث ويعتبر من الشعراء والأدباء البارزين على مستوى المنطقة نظم الشعر بالطريقتين الدارجة والفصحى. وحرص على جمع التراث من كتب ومقالات وقصائد وغيرها. ومن دواوينه الشعرية ديوان المرهونيات وشعراء القطيف قديماً وحديثاً
المؤلفات والإصدارات:
له العديد من المؤلفات والكتب من أبرزها:
1- شعراء القطيف من الماضين 1385هـ
2- شعراء القطيف من المعاصرين 1385هـ
3- الروضة الزاهرة في مراثي النبي وعترته الطاهرة (مخطوط) 1365هـ
4- تخميس قصيدة الحميري 1381هـ
5- قصص القرآن 1375هـ
6- قصص الأنبياء
7- ديوان المرهونيات في رثاء السادات - جزأين
8- لقمان الحكيم
9- عبد الله بن معتوق
10- أعمال الحرمين 1366هـ
11- أعمال شهر رمضان
12- الروضة العلية – رثاء المعصومين باللهجة العامية
13- مغني القراء – 3 مجلدات ( مخطوط)
14- مذكرة ابن مرهون (مخطوط)
15- رحلتي إلى إيران (مخطوط)
16- آداب الطلاب الدينيين (مخطوط)
17- الدرة في أحكام الحج والعمرة 1391هـ
18-الشواهد العلية في رثاء النبي وآله خير البرية 1362هـ
19- تقريرات على كفاية الأصول
20- له دعوة الحق 1361هـ
21- المسائل الشرعية (مخطوط) 1416هـ
22- زاد المسافرين في الأدعية
23- أربح التجارات في الأدعية والزيارات
هو أبو الفرج علي بن العلامة الشيخ منصور بن علي بن محمد بن حسين بن مرهون الخطي القطيفي. كان مولده في الخامس من شهر ربيع الثاني سنة 1334هـ. نما في حجر والده المقدس العلامة الشيخ منصور المرهون( رحمه الله ) فغذاه ورباه تربية إسلامية خالصة حتى إذا قوى عوده تاقت نفسه لطلب العلم. كان يصحبه والده إلى مجالسه العلمية ويشهد مناقشات العلماء، ويختزن ما يسمع ويرى في نفسه، فقد كان شديد التأثر بتلك المجالس وبأولئك العلماء الذين كانوا يحدبون عليه ويهتمون به ويعطونه ما يسألهم عنه من المسائل العلمية، والأدبية، والاجتماعية، الأمر الذي جعل وعيه أكبر من سنه، فقد كان يعي ما يدور حوله من القضايا خاصة ما يتعلق منها بالعقيدة والدين والوطن والأمة.
تعلم في الكتاتيب خلال المرحلة الأولى كما تعلم الخط ومقدمات اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم قبل بلوغه سن العشرين على يد الأستاذين الملا أحمد المرهون المتوفى قرابة سنة 1351هـ والشيخ عبدالحي المرهون المتوفى سنة 1366هـ. وأراد لنفسه الاستزادة في التحصيل فأرسله والده عام 1354هـ للنجف لدراسة العلوم الدينية وقد أقام هناك ستة أعوام تتلمذ فيها على يد جملة من العلماء الأفاضل. عاد إلى القطيف أواخر شهر شوال للعام 1360هـ. وواصل دراسته في القطيف بعد إيابه إليها وفي خلالها امتهن الخطابة وبعد وفاة والده طلب منه أن يحل محله في إمامة الجماعة.
• والده وإخوانه:
هو العلامة الشيخ منصور المرهون – رحمه الله- المتوفى سنة 1362هـ والذي يرجع أصله إلى أسرة المرهون العلمية المنتشرة في أرجاء المنطقة حيث قام بأعمال هي محل أنظار الواعين إلى هذا اليوم، فقد بذل ما في وسعه من أجل تفعيل الحركة الثقافية والعلمية في القطيف، فأقدم على إنشاء حوزة علمية بها ولكن لم يكتب لها النجاح وقد استفاد من خطاباته لبث الفكرة وتشجيع الناس على دعمها ليعيد للقطيف شيئاً من ماضيها، كما تحدث مع العديد من العلماء والشخصيات حول سبل تنفيذ فكرته.
علاوة على ذلك، فقد كانت للعلامة الشيخ منصور المرهون –رحمه الله- حلقات علمية وأدبية وثقافية نشطة. لقد ضمت أسرة المرهون العديد من الفضلاء من أبناء العلامة الشيخ منصور المرهون الذين ساروا على نهجه في العلم والثقافة والورع، فقد نبغ منهم العلماء والخطباء والأدباء كالعلامة الشيخ علي المرهون – أبقاه الله- وإخوانه الأفاضل كلٍ من:
1- الملا سعيد المرهون - خطيب معروف.
2- الملا محمد المرهون- خطيب وشاعر.
3- الملا عبد العظيم المرهون - خطيب وأديب.
4- الشيخ محمد حسن المرهون - إمام مسجد الدبابية وخطيب معروف.
5- الشيخ عبد الحميد المرهون - إمام جماعة في أم الحمام ومن أبرز الخطباء.
6- الملا صادق المرهون - خطيب حسيني.
7- الملا كاظم المرهون - خطيب حسيني.
8- الحاج إبراهيم المرهون.
2- الحياة العلمية لسماحة العلامة المرهون
• هجرته إلى النجف
كان للعلامة الشيخ منصور المرهون دورٌ كبيرً في توجيه سماحة العلامة الشيخ علي المرهون – حفظه الله- لتحصيل العلوم الدينية والعربية حيث كان أستاذه الأول و الباعث على مواصلة المسير العلمي. فتلقى تربيته العلمية والإيمانية والأخلاقية في كنف أبيه من ثم التحق بالحلقات العلمية في القطيف في ذلك الوقت فتتلمذ على أيدي أساتذتها في مقدمات اللغة والأصول والفقه والمنطق. وقد درس سماحته على أيدي كبار العلماء من القطيف أمثال الشيخ فرج العمران والشيخ طاهر القطيفيين.
ولم يزل متوجهاً نحو ضالته المنشودة وسائراً تجاه غرضه المقصود حتى استفزه الشوق الأكيد إلى الرقي عن حضيض الهمجية والتقليد إلى أوج الحضارة والاجتهاد الصميم فغادر وطنه القطيف نافراً إلى النجف الأشرف معدن العلم ومأوى النبوغ ومطمح أنظار أهل الكمال وذلك يوم الخامس من شهر شعبان المبارك سنة 1354هـ. فشمر عن ساعد الجد واجتهد حسب الوسع والطاقة البشرية وأكب على التحصيل وطلب العلم النافع الديني الأخروي الكمالي. وفي بداية سفرته للنجف تتلمذ على يد جهابذتها وعلمائها في ذلك الوقت من بينهم:
1- الشيخ علي الجشي.
2- الشيخ طاهر المحمري.
3- الشيخ حسن بن علي المحروس.
4- الشيخ محي الدين البغدادي.
5- الشيخ طاهر ابن الشيخ حسن ابن الشيخ بدر.
6- الشيخ كاظم ابن الشيخ عمران الأحسائي.
7- الشيخ هادي حموزي.
8- السيد إبراهيم المقرم.
كما تتلمذ على يد فضلاء الحوزة العلمية كالسيد محسن الحكيم ( قدس سره)، حيث كان يحضر بحثه الخارج لسنوات طويلة والسيد محمد باقر الصدر(قدس سره) الذي كان يزور الشيخ بنفسه خلال تواجده في العراق، وكذلك الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (رحمه الله) والشيخ محمد تقي الجواهري وغيرهم..
وإلى جانب دراسته الحوزوية في النجف كان يدرس في كلية المظفر التابعة لجامعة بغداد والمعروفة آنذاك بكلية الفقه وقد كان الانضمام إليها يتطلب معرفة كافية بعلم الفقه والأصول وغيرها من العلوم الأخرى. وقد درس على يد السيد محمد جمال الهاشمي بحث شرح التجريد والأصول الديني لنصير الدين الطوسي وشرح العلامة الحلي.
• مسكنه في النجف
سكن العلامة المرهون أول أمره مدرسة الآخوند الصغرى مدة ثلاث سنوات تقريباً ثم سكن المدرسة المهدية مدة سنة تقريباً لينتقل بعدها إلى مدرسة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رحمه الله التي استمر فيها حتى نهاية إقامته.
3- حركته الاجتماعية في النجف
كان سماحة العلامة المرهون – حفظه الله – على علاقة واسعة بالمرجعيات والشخصيات الدينية في النجف الأشرف على مدى سنين طويلة. ولم يكن طالب علم لدى العلماء فحسب بل عمل كأستاذ في مدرسة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء التي تخرج منها على يديه عدد كبير من العلماء وعلى رأسهم الشيخ محمد تقي المعتوق أحد علماء جزيرة تاروت.
كما ويعتبر إحدى القنوات المتحدثة عن تاريخ وحضارة القطيف ومصدراً يُرجع إليه في تاريخ المنطقة بل ومصدراً لنقل تاريخ مدينة النجف إلى الطلاب الدارسين هناك. وقد أولى طلاب العلم اهتماماً خاصاً وعمل العديد من الأنشطة الرامية إلى إنعاش الطاقات وإبراز الكفاءات من أبناء المنطقة، ومن ضمن أنشطته هناك:
الدعوة لإقامة الجلسات الأدبية بمشاركته وحضوره لتداول مختلف الجوانب الأدبية وحث من خلالها الطلبة على حفظ الشعر وكتابته وغالباً ما كان يدور الحديث حول الشواهد الأدبية في اللغة وإعرابها.
إقامة مجالس الخطابة الحسينية للمبتدئين من الطلبة ودعوة كبار الشخصيات العلمائية في النجف للحضور والاستماع.
التشجيع على زيارة العلماء وطرح مختلف المسائل العقائدية والفقهية مباشرة.
زيارة الطلاب يومياً بعد زيارته لحرم أمير المؤمنين – عليه السلام – وتفقد أحوالهم.
ولم تكن هذه الرعاية والاهتمام لأبناء منطقته فحسب بل كانت شاملة لجميع الطلبة والدارسين فأصبح يتحسس أحوالهم المعيشية ولا يسمح أبداً بوجود نقص مادي لدى طالب العلوم الدينية فكان يقدم المبالغ المالية لتصريف شؤون حياتهم والاستمرار في مواصلة الدروس في الحوزة العلمية.
• أوائل من قلد:
قلد سماحة العلامة الشيخ علي المرهون – حفظه الله- عدد من المرجعيات الشيعية المعروفة وهم على الترتيب الزمني كلٌ من:
1- آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني.
2- آية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين.
3- آية الله العظمى السيد محسن الحكيم.
4- آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي.
5- آية الله العظمى السيد الگلبيگاني.
6- آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني.
4- الوكالات والمأذونيات
حظي الشيخ علي المرهون بسمعة طيبة وصيت عال في أوساط الحوزة العلمية أكسبه ثقة كبار المرجعيات. ينقل أحد الثقاة أنه كان هناك شخص ثري من المنطقة يريد إخراج الخمس الشرعي فأرسل فاكس لآية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام ظله) يخبره برغبته في تخميس أمواله فقال له سماحة السيد- حفظه الله-: أرجع إلى ثقتنا في القطيف الشيخ علي المرهون. وقد حصل (حفظه الله) على وكالات مطلقة تخوله من استلام الحقوق الشرعية من كل من:
1- آية الله العظمى السيد محسن الحكيم « قدس سره»
2- آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي «قدس سره»
3- آية الله العظمى السيد الگلبيگاني « قدس سره»
ولم يكن يصرف شيئاً من هذه الأموال في شأنه الخاص بل كان ينفقها على الفقراء والمحتاجين ودعم المشاريع الخيرية. وقد تلقى إجازة رواية من الشيخ حسن الشيخ علي القديحي والشيخ فرج العمران وهي عبارة عن المستند من الحديث على أهل البيت و المتصلة بالكتب الأربعة. وكما أنه يحمل إجازات ووكالات عن بعض أعلام القطيف والنجف وإيران.
5- الحياة الاجتماعية للعلامة
• المشاريع والمؤسسات
اهتم سماحة العلامة – دام بقاؤه- بالمؤسسات الدينية والخيرية ودعم المؤسسات القائمة منها لأجل أن تبقى وتستمر في عطائها لمن هم بحاجة لما تقدمه من خدمات جليلة. إذ كان - حفظه الله- من أوائل من دعا لإنشاء جمعية القطيف الخيرية وكانت تعرف في باديء الأمر بصندوق الدبابية الخيري، حيث كان يدعو إليه أثناء إلقاءه المحاضرات في المآتم الحسينية وكان أول رئيس فخري للجمعية وبدا واضحاً حرصه الشديد على الأوقاف التي تركها والده المرحوم الشيخ منصور المرهون( رحمه الله) والتي تخدم المجتمع كمغتسل «أم الخير» بأم الحمام، إذ كان دائماً ما يحث على صيانته ليبقى مركزاً لخدمة الأموات إضافة إلى اهتمامه بمغتسلي الجش والشويكة.
ومن المشاريع الداعية إلى نشر العلوم الدينية تأسيسه لحسينية الشيخ منصور بأم الحمام التي أصبحت بعد وفاة والده مركزاً قرآنياً بعد أن قام – حفظه الله- بتدريس القرآن الكريم وعلومه وتأسيس هيئة لرعايتها كذلك أنشأ مسجداً في منطقة سكناه ( المسعودية) عندما نزلها عام1380هـ - 1381هـ المعروف باسم مسجد المسعودية واشتهر فيما بعد باسم مسجد الشيخ علي المرهون.
• المجتمع والناس
شعر العلامة الشيخ علي المرهون بمسؤولية كبيرة تجاه الناس فعمد إلى التواصل معهم وزيارتهم لذا تجده زائراً للديوانيات والمجالس الدورية في المنطقة دون دعوة مسبقة، يسأل عن أحوال الناس ويتفقد شؤونهم ويحضر جلسات الصلح وبكلمات بسيطة يفض النزاع دون أن يتسبب في إيذاء أي من الطرفين، وتشهد على ذلك العديد من الأوراق المكتوبة بخط يده الكريمة في هذا المجال.
وحفز الشيخ المرهون الشباب في الإقدام على الزواج فقد كان يتكفل بمتطلبات الزواج للعوائل الفقيرة صارفاً الأموال منذ كتابة العقد حتى إتمام الزواج،ودائماً ما كان يرفض إجراء الطلاق ويحاول الإصلاح بين الزوجين ما أمكن.
• أبو الفقراء والمساكين
كان العلامة المرهون –حفظه الله- بمثابة الأب الحاني لسائر الفقراء والمساكين و والمحتاجين و المعوزين و العجزة و الأيتام و الأرامل ومن يشبههم من أبناء المجتمع، فقد أهمته أمورهم و شغلته قضاياهم فخصص أياماً محددة لتوزيع المؤونة على الفقراء و أنشأ لجاناً لجمع التبرعات والإعانات، كصندوق البر الخيري بالدبابية. و كان يدعو إلى التكافل الاجتماعي لسد الاحتياجات المالية للفقراء و اليتامى و المسنين و العجزة و من أرهقتهم الديون و العزاب الذين لا يجدون المال الذي يوفر لهم حياة زوجية كريمة.
بدا جلياً لعموم الناس اهتمام الشيخ المرهون – حفظه الله- بصلاة الجماعة والمداومة على إقامتها منذ أول صلاة أقامها بعد وفاة والده في مسجد المزار بالدبابية عام 1362هـ في جميع الفرائض، وكان يخرج لصلاة الصبح يومياً غير عابيء بتقلبات الطقس، كما كان يحرص على أن يرفع الأذان بنفسه إعلاماً بدخول وقت الصلاة وفي حال قدومه من سفر عند وقت الصلاة فإنه يتوجه مباشرة للمسجد ويؤذن ويصلي بالناس.
ويقوم بتوضيح المسائل الفقهية للمصلين وقد عرف عنه حرصه على أن يأتي للمسجد قبل الصلاة كما كان يطيل جلوسه بعد الصلاة. ولم يرد الجماعة لنفسه بل كان يدعو المصلين لحضور الجماعات الأخرى ويحث طلبة العلوم الدينية على إعمار المساجد بإقامة الجماعة فيها. وكان مسجد الشيخ علي المرهون المكون من طابقين يكتظ بالمصلين من مختلف مناطق القطيف خصوصاً ظهر الجمعة وليلة القدر، حيث تمتد صفوف المصلين خارج حدود المسجد فكان ذلك يبرز حب الناس وثقتهم بسماحة الشيخ.
• الحج والعمرة
عرف عن العلامة المرهون ذهابه الدائم للحج والعمرة كمرشد ديني خاص للحملة التي يذهب معها ورغم ذلك لم يكن مرشداً محدوداً بحملته بل كان يُقصد من قبل الحجاج والمعتمرين في الحملات الأخرى من القطيف والبحرين. وكان يقيم الجماعة أثناء رحلات زيارة الأماكن المقدسة كما كان يقيمها بعد العودة منها فيأتم خلفه الحجاج والزائرين من مختلف الحملات.
• الحياة الثقافية:
للشيخ علي المرهون – حفظه الله – دور ثقافي كبير في مجال النشر والتأليف و الخطابة وجمع التراث ويعتبر من الشعراء والأدباء البارزين على مستوى المنطقة نظم الشعر بالطريقتين الدارجة والفصحى. وحرص على جمع التراث من كتب ومقالات وقصائد وغيرها. ومن دواوينه الشعرية ديوان المرهونيات وشعراء القطيف قديماً وحديثاً.
وكان يشجع العلماء والأدباء على الإنتاج الثقافي ويتبنى الاهتمام بنشر تراث البلاد، فقد تصدى لطبع مجموعة من الكتب بمساعدته وإشرافه ككتاب (الدمعة القطيفية) للشيخ علي المحسن وديوان الشيخ عبد الله المعتوق وديوان الحاج حسين الشبيب و(يوم الأربعين) للشيخ عبد الحي المرهون، و(بشرى المذنبين وإنذار الصديقين) للشيخ ناصر الجارودي، و(الروضة الحسينية) لوالده" فهو لم يقتصر على تراثه وتراث العائلة بل امتد للآخرين من أبناء منطقته.
وكانت له حلقة درس لتعليم الخطابة الحسينية في منزله الكائن بالدبابية وعند انتقاله للمسعودية قام بالتدريس في الطابق العلوي من منزله. له العديد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة والتي تربو على الخمسة والعشرين مصنفا في مختلف العلوم الإسلامية والأدبية أبرزها:
1- شعراء القطيف من الماضين 1385هـ
2- شعراء القطيف من المعاصرين 1385هـ
3- الروضة الزاهرة في مراثي النبي وعترته الطاهرة (مخطوط) 1365هـ
4- تخميس قصيدة الحميري 1381هـ
5- قصص القرآن 1375هـ
6- قصص الأنبياء
7- ديوان المرهونيات في رثاء السادات - جزأين
8- لقمان الحكيم
9- عبد الله بن معتوق
10- أعمال الحرمين 1366هـ
11- أعمال شهر رمضان
12- الروضة العلية – رثاء المعصومين باللهجة العامية
13- مغني القراء – 3 مجلدات ( مخطوط)
14- مذكرة ابن مرهون (مخطوط)
15- رحلتي إلى إيران (مخطوط)
16- آداب الطلاب الدينيين (مخطوط)
17- الدرة في أحكام الحج والعمرة 1391هـ
18-الشواهد العلية في رثاء النبي وآله خير البرية 1362هـ
19- تقريرات على كفاية الأصول
20- له دعوة الحق 1361هـ
21- المسائل الشرعية (مخطوط) 1416هـ
22- زاد المسافرين في الأدعية
23- أربح التجارات في الأدعية والزيارات
6- مع المنبر
كان لسماحة العلامة الشيخ علي المرهون منبره المعروف، يحدق به الصغير والكبير من مختلف الأعمار، في شهر رمضان والمناسبات الدينية المختلفة. وقد عرف باهتمامه في إحياء مناسبات أهل البيت - عليهم السلام- قبيل الصلاة أو بعدها في مسجده العامر بمنطقة المسعودية، حيث اتسمت خطابته بالتركيز على الموعظة وإنقاذ المجتمع من حضيض الأرض إلى سماء فكر وأخلاق أهل البيت . وقد بدأ سماحة الشيخ(حفظه الله) صعود المنبر في سن مبكرة برغبة وتشجيع والده(رحمه الله). ومن محاضراته في تأبين العلماء ما ألقاه بمناسبة رحيل العلامة الشيخ فرج العمران(رحمه الله) :
بسم الله الرحمن الرحيم
يا غائبا عن أهله أتقوم أم تبقى إلى يــوم المـعاد مغيـّبـا
يا ليت غائـبنا يعود لأهلـه فنقول أهلا بالحبيب ومرحبا
قال الرسول الأعظم «أعذً عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ولا تكن الخامسة فتهلك» إذا ساعدت الإنسان المقادير على أن يكون عالماً فتلك السعادة الأبدية، لأنه حينما يكون عالماً ويكون عاملاً يُدعى في الملكوت عظيماً، لأن به حياة القلوب وحياة الأرواح وحياة الأبدان وحياة البلاد، بل وحياة كل حي. والعالم كالنور يشرق على الأرجاء فتضيء بنوره. وغيابه يكسوها سواداً وعتمة، ألا ترون كيف عرتنا الظلمة لغياب الشيخ فرج العمران؟!
فـ « فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم» يفضل العابد وهو في البلد التي يكون فيها كعين ماء يروى منها جميع الناس، ولكن عند غيابه ترى مالذي سيصنعون؟ وبأي شيء يستضيئون؟ وفي أي أمور دينهم ودنياهم على من سيعولون؟ لقد مر على بلادنا (القطيف) زمان غير قصير تدعى فيه بالنجف الثانية، وأكثركم قد رأى ذلك، لكثرة ما فيها من العلماء، وقد كانوا يجتمعون عادة في يوم الأربعاء عند المرحوم السيد ماجد العوامي- قدس سره-، وهنالك تراهم ينتقلون من مباحثة إلى مباحثة ومن مناظرة إلى أخرى.
وقد كانت القطيف مع وجود تلك الأنوار الزاهرة تعيش في غبطة، ولكنها اليوم وللأسف الشديد قد أصبحت يتيمة، وهذا لم يكن في الحسبان حيث كان المرحوم الشيخ - قدس سره- مالئاً كل ذلك الفراغ، ولكننا الآن بعد رحيله صرنا نشعر باليتم، وصرنا نشعر بالظلمة، وصار الفراغ أمراً محسوساً. وهذا أمر مزعج وشيء مقلق. ولذلك أنا لم أكن لأصدق خبر وفاته عندما طرق سمعي.
وقال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم-:"إذا مررتم في رياض الجنة فارتعوا".قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال:«حلق الذكر، فإن لله سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم». قال بعض العلماء: حلق الذكر هي مجالس الحلال والحرام.
وأمثال هذه المجالس والحلقات كانت عامرة في بلادنا( القطيف) لكنها ذهبت وتلاشت. وجاء النبي يوماً إلى مسجده، و إذا فيه مجلسان: مجلس يتفقهون ومجلس يدعون الله ويسألونه، فقال: «كلا المجلسين إلى خير، أما هؤلاء فيتعلمون ويفقهون الجاهل، هؤلاء أفضل، بالتعليم أرسلت». ثم قعد معهم.
وكان المرحوم الشيخ – قدس سره- ممن فرغ نفسه لتعليم الناس أحكام الحلال و الحرام، فكان إذا فرغ من الصلاة يرتقي المنبر و يلقي من المسائل ما أمكنه المجال في الطهارة و الصلاة و الصيام و الأخلاق و الآداب. حتى أصبح مسجده مدرسة يتلقى فيها الناس تعاليم الشريعة و معارفها، ولكنها الآن بموت الشيخ فرج رحمه الله قد أغلقت أبوابها.
وقد كان الشيخ مثابراً مجداً في تعاليم الناس، وقد كان يقوم برحلات عديدة في أيام قوته إلى سائر القرى ومناطق القطيف من أجل نشر العلم و المعرفة بين الناس. حدث ابن عسال قال: أتيت النبي وهو في المسجد وهو متك على برد له أحمر، فقلت: إني جئت أطلب العلم. فقال «مرحباً بطالب العلم إن الملائكة لتحفه بأجنحتها ثم يركب بعضها بعضاً حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم بما يطلب». وقصد رجل من المدينة المنورة إلى دمشق حيث كان يسكن هناك أبوالدرداء، فجاء له في المسجد وقال له: أتيتك من المدينة من أجل حديث بلغني أنك سمعته من رسول الله ... فقال له: لقد سمعت رسول الله يقول: «.. و إن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، و إن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ».
من هنا أحببت أن أتعرض لما تعرض له صباح اليوم الخطيب الشهير (الملا عبدالكريم الحمود) من الحاجة إلى وجود جيل من طلاب العلوم الدينية، فهناك مجموعة من الشباب لهم تمام الاستعداد لطلب العلم، فيا حبذا لو يجتمع من هؤلاء الشباب من كل منطقة من مناطق القطيف اثنان ويذهبون جميعاً كبعثة لطلب العلم حتى يملئوا هذا الفراغ ويكونوا معقد الآمال. وأما ما يعود لأمر المادة فهذه ليست عقبة؛ إذ نحن على كامل الاستعداد لضمان هذا الجانب، فكل من يريد أن يخدم دينه وبلاده ومجتمعه ليس عليه إلا أن يتقدم والحوزة العلمية على تمام الاستعداد لتزويده بما يحتاج.
كثيرة هي البعثات الآن إلى مصر و إلى أمريكا وإلى لندن، والهجرة لطلب العلم ليست بأقل من هذه البعثات، ولكن التوفيق عزيز المنال، فليس على شبابنا إلا أن يبادروا ونحن سنذهب معهم لنهيئ أمورهم، وسنضعهم نصب أعيننا وسنسهر عليهم ليلنا لتعود بهم القطيف كما كانت تحتضن ما يقارب ثلاثين إلى أربعين عالماً. قال النبي الأعظم لمن حضر عنده: " من الأجود".فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال : « أجود الأجود الله تبارك وتعالى الذي تكفل بأرزاق العباد أجمع، ثم أنا من ولد آدم، ثم من بعدي رجل علم علماً فبث علمه وعمل به، ورجل جاهد في سبيل الله» فالعالم الذي علم العلم وبثه في الناس يعتبر من أجود الأجود، وكذلك من يجاهد في سبيل الله من أجل إحياء دين الله حتى يقتل في سبيل الله يقف بين الصفوف، وقد سلت على رأسه ثلاثمائة سيف وهو يقول: إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني.
المرحوم المبرور السعيد شيخنا العلامة، اللهم أرحمه رحمة الأبرار، وأحشره مع محمد وآله الأطهار.
• المصدر: مجلة التراث- المجلد الثالث- الطبعة الأولى سنة2001م
7- أخلاقه وصفاته
يلمس المتتبع لحياة العلامة الشيخ علي المرهون – أطال الله بقاءه- الزهد في جميع جوانب الحياة والابتعاد عن مغرياتها، فلا يعرف الكلفة ولا يعرف وضع الحواجز بينه وبين عامة الناس ويمتاز بالروحانية والتقوى والورع الشديد والاتكال على الله سبحانه وتعالى وتفويض الأمر إليه وتعلقه الشديد بأهل البيت – عليهم السلام- وأبرز الملامح التي تتميز بها شخصية هذا العالم الجليل تواضعه للجميع كباراً وصغاراً، فيلاعب الأطفال ويمازحهم ويقدم لهم المال ويسدي لهم النصيحة الأبوية بالأسلوب المناسب لإدراكهم. ويحس جليسه بشدة قرب منه كأنه أب أو أخ أو صديق حميم لما يتمتع به من تواضع جم في لباسه وهندامه، مع أناقة ظاهرة فيهما، لأنه كان يعرف أن الرسول القائد كان يحب المظهر الحسن والوجه الحسن ويطلب أن يكون كذلك، كما يبدو تواضعه في مسكنه وأثاث بيته، وهو ذو ذوق رفيع وإحساس مرهف وملاحظة دقيقة وذكاء حاد وفطنة وفصاحة وجرأة أدبية وشجاعة لا تعرف الخوف وهو ذو نشاط دؤوب لا يكل ولا يمل ولا يشتكي من تعب فتراه في أشد الحالات مبتسماً، يبدأ من يلقاه بالسلام.
وكان مؤمناً أشد الإيمان بالله تعالى وبرسوله وأهل بيته فكان في ليالي القدر يبكي عندما يقرأ قوله تعالى﴿ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾
(الدخان:12)
و سرعان ما تنهال دمعته بمجرد ذكر مصيبة أبي عبد الله الحسين . ولم يكن يفكر في نفسه اولاً وإنما انطلق إلى عالم الغير حاملاً هم المجتمع ومفكراً في سبل خدمته ليتحرر بذلك من طوق الأنانية والسيطرة الفردية. ومن الأمور التي كان يرفض تداولها في مجلسه الغيبة، إذ يرفضها بشكل مطلق ولايسمح لشخص أن يذكر آخر بسوء، ويرفض الطعن في المرجعيات الدينية والتقليل من شأن أي من طلبة العلوم الدينية والانتقاص من قدره فكان يحترم الجميع ويوقرهم فكان حصناً لأبناء مجتمعه، يجمعهم على كلمة واحدة ويحميهم من التمزق والتشرذم، كل ذلك لما تمتع به من تقوى وخوف من الله سبحانه وتعالى.
نقل أحد الآباء: كنت أخمس لدى أحد العلماء ولظروف معينة قررت أن أخمس عند سماحة الشيخ علي المرهون- حفظه الله- فجئته وأخبرته برغبتي بالتخميس عنده بدلاً من ذلك العالم، فقال لي لماذا أتيتني وتركت الشيخ فلان المؤمن، التقي، الورع، والذي تملأ سمعته البلاد والعباد؟ فقلت له: يا شيخ ليست العلة في ذلك العالم وإنما ظروف أصابتني فأرجو قبول الخمس. فلم يوافق على طلبي إلا بعد إلحاح مضني وطول عناء استمر لأكثر من خمسة أشهر.
مشكور اخي عبد محمد على هذا الموضوع...........
وكم نرغب ان نتعرف على هذه الشخصيات من القطيف..............
فنرجو المزيد ........... مشكورين اخي......................