أسمه ونسبه الشريفهو الشيخ أحمد بن زين الدين، بن الشيخ إبراهيم، بن صقر، بن إبراهيم، بن داغر، بن رمضان، بن راشد، بن دهيم، بن شمروخ، آل صقر، القرشي الأحسائي المطيرفي. من مشاهير العلماء، وكبار الفلاسفة والحكماء.
مولده ونشأتهولد "قدس سره" في (المطيرفي) من قرى الأحساء، في شهر رجب عام (1166هـ) وبها نشأ وترعرع، تحت رعاية والده الشيخ زين الدين، وبانت عليه علامات النبوغ منذ نعومة أظفاره، فكان يذكر ما جرى في بلاده من الحوادث، وبدأ بدراسة النحو قبل أن يبلغ الحلم.
مشائخه في الروايهيروي "قدس سره" عن جماعة من فحول العلماء، منهم:
1- السيد محمد مهدى الطباطبائي بحر العلوم.
2- الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي.
3- السيد علي الطباطبائي، صاحب (الرياض).
4- السيد ميرزا مهدي الشهرستاني.
5- الشيخ حسين آل عصفور البحراني.
6- الشيخ أحمد بن الشيخ حسن الدمستاني البحراني.
وهؤلاء المشائخ الستة، طبعت إجازتهم -للمترجم- ضمن كتاب "ترجمة الشيخ أحمد الأحسائي"، ثم طبعت هذه الإجازات مستقلة في النجف عام: (1390هـ), بتعليق الدكتور حسين علي محفوظ. وذكر الطهراني في (الذريعة)، أن مجموع الإجازات الصادرة للمترجم من مشائخه قد جمعت في مجلد يقرب من عشرة آلاف بيت، كان عند صاحب كتاب (النعل الحاضرة). ومن ذلك يظهر، أن للشيخ الأحسائي مشائخ كثيرين غير من ذكرناهم.
تلامذته الكرام1- السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي، المتوفى عام: "1259هـ".
2- الميرزا حسن بن علي الشهير ب "كوهر"، المتوفى عام: "1266هـ".
3- المولى محمد بن الحسين المعروف ب "حجة الإسلام" المامقاني التبريزي، والد صاحب "صحيفة الأبرار".
4- السيد عبدالله بن السيد محمد رضا شبر الحسيني الشهير، المتوفى عام: "1242هـ".
5- الشيخ هادي بن المهدي السيزواري، صاحب " المنظومة" – في الحكمة – المتوفى عام: "1289 هـ".
6- السيد محسن بن السيد الأعرجي الحسيني الكاظمي، المتوفى عام: "1227هـ".
مؤلفاتهلقد خلف المترجم له عدداً كبيراً من الكتب والرسائل، في مختلف العلوم والمعارف، وقد أكثر من مؤلف فهرساً خاصاً بأسماء تلك المؤلفات، إليك ذكر بعضها: التحقيق في مدرسة الأوحد، لآية الله المولى الميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي (قدس سره)، ذكر فيه ما يقرب من (173) مصنف، مع شرح مبسط لمحتوياتها وذكر مصادرها. فهرست تصانيف الشيخ أحمد الأحسائي، لرياض طاهر، وهو خاص بفهرسة مؤلفاته المطبوعة، التي بلغت "104مؤلفاً". وفيه: (إن مجموع ما صدر عن المترجم من رسائل وكتب وخطب وفوائد وقصائد "154" ومجموع جوابات المسائل "555 مسألة"، من مخطوطة ومطبوعة على الأقل).
ومن أشهر تلك المؤلفات:
1- شرح الزيارة الجامعة الكبيرة، في أربع مجلدات، طبع في خمسة مجلدات مؤخراً.
2- شرح الفوائد، في حكمة آل البيت عليهم السلام.
3- شرح على العرشية والشاعر، للملا صدر الدين الشيرازي.
4- العصمة والرجعة، في إثبات عصمة الأنبياء، وإثبات رجعة أهل البيت عليهم السلام.
5- جوامع الكلم، الجامع لغالب رسائله.
ثناء العلماء عليهقال السيد علي الطباطبائي صاحب "الرياض": (إن من أغلاط الزمان، وحسنات الدهر الخوان، اجتماعي بالأخ الروحاني، والخل الصمداني، العالم العامل، والفاضل الكامل، ذي الفهم الصائب، والذهن الثاقب، الراقي أعلى درجات الورع والتقوى والعلم واليقين، مولانا الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين الأحسائي – دام ظله العالي – فسألني، بل أمرني أن أجيز له ...).
قال الشيخ حسين آل عصفور البحراني: (التمس مني من له القدم الراسخ في علوم آل بيت محمد الأعلام، ومن كان حريصاً على التعلق بأذيال آثارهم، عليهم الصلاة والسلام). – إلى أن قال - : (وهو العالم الأمجد، ذو المقام الأنجد، الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي – ذلل الله له شوامس المعاني، وشيد به قصور تلك المباني – وهو في الحقيقة، حقيق بأن يجيز لا يجاز، لعرافته في العلوم الإلهية على الحقيقة لا المجاز، ولسلوكه طريق أهل السلوك وأوضح المجاز ...).
قال الخوانساري في "روضات الجنات": (ترجمان الحكماء المتأهلين، ولسان العرفاء والمتكلمين، غرة الدهر، وفيلسوف العصر، العالم بأسرار المباني والمعاني، شيخنا أحمد بن الشيخ إبراهيم الأحسائي البحراني، لم يعهد في هذه الأواخر مثله، في المعرفة والفهم، والمكرمة والحزم، وجودة السليقة، وحسن الطريقة، وصفاء الحقيقة، وكثرة المعنوية، والعلم بالعربية، والأخلاق السنية، والشيم المرضية، والحكم العلمية والعملية، وحسن التعبير والفصاحة، ولطف التقرير والملاحة، وخلوص المحبة والوداد، لأهل بيت الرسول الأمجاد، بحيث يرمى عند بعض أهل الظاهر من علمائنا بالإفراط والغلو، مع أنه – لا شك – من أهل الجلالة والعلو، وقد رأيت صورة إجازة سيدنا، صاحب الدرة – أجزل الله تعالى بره – لأجله، مفصحة عن غاية جلالته وفضله ونبله).
أولاده الكراموكان، مما فضل المولى تبارك وتعالى على جناب الشيخ أحمد الإحسائي قدس سره أن رزقه ذرية، كرمهم بالعلم، وكان كبيرهم سناً، هو: الابن الأعز، محمد تقي، قدس سره
وفاته ومدفنهكان عمره "75 عاماً" وهو في سفره الأخير إلى بيت الله الحرام، وكان بصحبته ولداه الشيخ علي والشيخ عبدالله وبقية عائلته، وبصحبته أيضاً بعض تلامذته وأصحابه وغيرهم، وفي الطريق أصيب الشيخ الأحسائي بمرض، فتوفى قدس سره في مكان يقال له "هدية" قرب المدينة المنورة، وكان ذلك ليلة الجمعة، أو يوم الأحد "22- ذو القعدة- 1241هـ"، ومادة تأريخه "مختار". ونقل جثمانه إلى "المدينة المنورة"، فجهزه نجله الشيخ علي نقي، وصلى عليه، ثم دفن في بقيع الغرقد، مجاوراً للزهراء، وأبنائها الأئمة: الحسن، وعلي زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق عليهم السلام، خلف قبورهم عليهم السلام، في الطرف المقابل لبيت الأحزان. وكان قبره هناك معروفاً مشهوراً، يزوره الكثير من العلماء والمؤمنين،إلى أن هدمت قبور الأئمة وغيرها في بقيع الغرقد سنة "1345 هـ". وممن زار قبره قبل هذا التاريخ، العلامة الشهير، الشيخ عباس القمي، صاحب كتاب "مفاتيح الجنان"، وقال أنه رأى على قبره الشريف لوحاً مكتوباً عليه:
لزين الدين أحمد نور علم تضيء به القلوب المدلهمة
يـريـد الجاحـدون ليطفئـوه ويـأبـــــى الله إلا أن يتمــــه