إجابات الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في أصول العقيدة
بتاريخ : 07-09-2008 الساعة : 02:46 AM
كان الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في زمانه وحيد عصره في الإجابة على الأسئلة العقائدية المعقّدة ، ولا سيّما ما تعرّضت له الأُمّة الإسلامية من تيّارات فكرية مستوردة ، أو دخيلة تحاول زعزعة كيان العقيدة الخالصة ، كمباحث القضاء والقدر ، والجبر والاختيار التي ظهرت بوادرها في حياة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأخذت بالنمو والانتشار بحيث شكّلت ظاهرة فكرية تستدعي الانتباه وتتطلّب العلاج .
وبرز الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) على الصعيد العلمي بروزاً جعله مناراً يشار إليه ، وآمن به المسلمون جميعاً حتّى قال الزهري عنه : ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين ولا أفقه منه .
وقد اعترف بهذه الحقيقة حكّام عصر الإمام من خلفاء بني أُمية ـ وهم لا يعترفون بالفضل لمن يطاولهم في الخلافة والسلطان ـ حتّى قال عبد الملك بن مروان للإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ولقد أُوتيت من العلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك قبلك إلاّ من مضى من سلفك ، ووصفه عمر بن عبد العزيز : بأنّه سراج الدنيا وجمال الإسلام .
وممّا ورد عنه في القضاء والقدر أنّ رجلاً سأله : جعلني الله فداك ، أبقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل ؟
فأجابه ( عليه السلام ) : ( إنّ القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد ، فالروح بغير جسد لا تحسّ ، والجسد بغير روح صورة لا حراك بها ، فإذا اجتمعا قويا وصلحا ، كذلك العمل والقدر ، فلو لم يكن القدر واقعاً على العمل لم يعرف الخالق من المخلوق ، وكان القدر شيئاً لا يحسّ ، ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم يمض ولم يتمّ ولكنّهما باجتماعهما ، ولله فيه العون لعباده الصالحين ) .
ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( ألا إنّ من أَجور الناس من رأى جوره عدلاً وعدل المهتدي جوراً ، ألا إنّ للعبد أربعة أعين : عينان يبصر بهما أمر آخرته ، وعينان يبصر بهما أمر دنياه ، فإذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً فتح له العينين اللّتين في قلبه فأبصر بهما العيب ، وإذا أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه ) ، ثمّ التفت إلى السائل عن القدر فقال : ( هذا منه ، هذا منه ) .
وقال ( عليه السلام ) في بيان استحالة أن يوصف الله تعالى بالمحدودية التي هي من صفات الممكن : ( لا يوصف الله تعالى بالمحدودية ، عظم الله ربّنا عن الصفة ، وكيف يوصف بمحدودية من لا يُحَدّ ، ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) . الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ينصّ على الأئمّة من بعده ويبشّر بالمهدي ( عليه السلام ) :
1ـ روى ( عليه السلام ) عن جابر بن عبد الله الأنصاري حديثاً طويلاً جاء فيه : ( أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أشار إلى سبطه الحسين ( عليه السلام ) قائلاً لجابر : ( ومن ذرّية هذا رجل يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظُلماً وجوراً ... ) .
2ـ قال ( عليه السلام ) عن المهدي ( عليه السلام ) : ( إنّ الإسلام قد يُظهِرهُ الله على جميع الأديان عند قيام القائم ) .
3ـ قال ( عليه السلام ) : ( إذا قام القائم ، أذهب الله عن كلّ مؤمن العاهة وردّ إليه قُوَّتَه ) .
4ـ ذكر ( عليه السلام ) : ( أنّ سنن الأنبياء تجري في القائم من آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : فمن آدم ونوح ( عليهما السلام ) طول العمر ، ومن إبراهيم ( عليه السلام ) خفاء الولادة واعتزال الناس ، ومن موسى ( عليه السلام ) الخوف والغَيْبة ، ومن عيسى ( عليه السلام ) اختلاف الناس فيه ، ومن أيّوب ( عليه السلام ) الفَرَج بَعد البلوى ، ومن محمّد ( صلى الله عليه وآله ) الخروج بالسيف ) .
5ـ قال ( عليه السلام ) عن خفاء ولادته على الناس : ( القائم منّا تخفى ولادته على الناس حتّى يقولوا : لم يولَد بَعد ، ليخرجَ حينَ يخرج وليس لأحد في عنقهِ بيعة ) .
6ـ عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على سيّدي علي بن الحسين زين العابدين ( عليهما السلام ) فقلت له : يا بن رسول الله ! أخبرني بالذين فرض الله طاعتهم ومودّتهم ، وأوجب على خلقه الإقتداء بهم بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فقال لي ( عليه السلام ) : ( يا كنكر ! إنّ أُولي الأمر الذين جعلهم الله أئمّة الناس وأوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ انتهى الأمر إلينا ) ، ثمّ سكت .
فقلت له : يا سيّدي ! روي لنا عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : ( لا تخلو الأرض من حجّة لله على عباده ) ، فمن الحجّة والإمام بعدك ؟
قال ( عليه السلام ) : ( ابني محمّد ، واسمه في التوراة باقر يبقر العلم بقراً ، هو الحجّة والإمام بعدي ، ومن بعد محمّد ابنه جعفر اسمه عند أهل السماء الصادق ) .
فقلت له : يا سيّدي فكيف صار اسمه : الصادق وكلّكم صادقون ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( حدّثني أبي عن أبيه أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسمّوه الصادق ، فإنّ الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه ، فهو عند الله ( جعفر الكذّاب ) المفتري على الله ، المدّعي لما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه ، والحاسد لأخيه ، ذلك الذي يكشف سرّ الله عند غيبة ولي الله ) .
ثمّ بكى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بكاءً شديداً ، ثمّ قال : ( كأنّي بجعفر الكذّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّ الله ، والمغيّب في حفظ الله ، والتوكيل بحرم أبيه جهلاً منه بولادته ، وحرصاً على قتله إن ظفر به ، طمعاً في ميراث أبيه حتّى يأخذه بغير حقّه ) .
قال أبو خالد : فقلت له : يا بن رسول الله وإنّ ذلك لكائن ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أي وربّي إنّه المكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله )) .
قال أبو خالد : فقلت : يا بن رسول الله ثمّ يكون ماذا ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( ثمّ تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة بعده ، يا أبا خالد ! إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل أهل كلّ زمان ، لأنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف ، أُولئك المخلصون حقّاً ، وشيعتنا صدقاً ، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً ) . وقال ( عليه السلام ) : ( انتظار الفرج من أعظم الفرج ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْوعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
اللهمَ اجْعلْ صِيامي فـيه صِيـام الصّائِمينَ
وقيامي فيهِ قيامَ القائِمينَ ونَبّهْني فيهِ عن نَومَةِ الغافِلينَ
وهَبْ لي جُرمي فيهِ يا الهَ العالَمينَ واعْفُ عنّي يا عافياً عنِ المجْرمينَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختياركم بدون ادنى شك هو رائع بارك الله بكم حبيبتي
انا دائما اتمنى عندما تطرح مواضيع عن هذا الشاب العظيم ان يقرأها شبابنا
للاستفاده والاخذ بحياة امامنا العظيم روحي فداه
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه
الراحله الى ربها في وقت غير معلوم: خادمة السيد الفالي