السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
من هو صعصعة بن صوحان العبدي ؟؟؟
كثيرا هم أولياء الله الصالحين الذين سجلوا موقف خالدة اتجاه الدين الإسلامي واتجاه الرسول وأهل بيته عليهم السلام فنالوا رضوان الله تعالى والفوز بالجنة مع النبيين والصالحين { اولئك جزاؤهم مغفره من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين }ال عمران آية:136
فمنهم من قضاء نحبه قتيل ومنهم من غرب ونفي عن أهله
ترجمته:
صعصعة بن صوحان العبدي من سادات عبد القيس ينتهي نسبه إلى ربيعة بن نزار
مولده القطيف " دارين "سنة 24 قبل الهجرة كان خطيبا وبليغا عاقلا , له شعر جميل .
كما شهد بذلك معاوية عند و صفه آل صوحان فقال : ( بأنهم مخاريق الكلام )
فكان أيضا صعصعة بن صوحان ثقة معروف … و ثقة أبن سعد و النسائي .
و فقاتل مع الامام علي قي صفين واستشهد له اخوين في الجمل " زيد – سيحان " رضوان الله عليهم
مواقفه
له عدة مواقف مع معاوية منها :
1/ قدم وفد العراقيين على معاوية فقدم في وفد أهل الكوفة صعصعة فقال عمرو بن العاص لمعاوية : هؤلاء رجال الدنيا , وهم شيعة علي الذي قاتلوا مع يوم الجمل ويم صفين , فأمر معاوية لكل منهم بمجلس سري
فلما دخلوا عليه قال لهم: أهلاً وسهلاً قدمتم أرض المقدسة والأنبياء والرسل والحشر والنشر فتكلم صعصعة وكان من أحضر الناس جواباً فقال: يا معاوية أما قولك(أرض المقدسة) فإن الأرض لا تقدس أهلها، وإنما تقدسهم الأعمال الصالحة، وأما قولك(أرض الأنبياء والرسل) فمن بها من أهل النفاق والشرك والفراعنة والجبابرة أكثر من الأنبياء والرسل، وأما قولك(أرض الحشر والنشر) فإن المؤمن لا يضره بُعد المحشر والمنافق لا ينفعه قربه.
فقال معاوية: لو كان الناس كلهم أولدهم أبو سفيان لما كان فيهم إلا كيساً رشيداً.
فقال صعصعة: رض)( قد أولد الناس من كان خيراً من أبي سفيان، فأولد الأحمق والمنافق والفاجر والفاسق والمعتوه والمجنون، آدم أبو البشر. فخجل معاوية. ولو أن معاوية لا يخجل.
2/ وكانت قد حدثت قصة في أيام الإمام أمير المؤمنين (ع)، حيث بعث الإمام (ع) صعصعة إلى الشام بعد ان تخلف معاوية عن البيعة، ليحذر معاوية من مغبة الخروج على طاعة الإمام.
فجاء صعصعة إلى الشام واستأذن للدخول على معاوية، فسأله الخدم في القصر: من أنت؟ فقال صعصعة : رسول من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع).
فأرادوا أن يقتلوه، فارتفع صوت الخدم وهم يرعدون في وحه صعصعة، وهو غير مكترث بهم، فسمع معاوية بذلك فسأل عما يجري عند باب قصره فأخبر بأن صعصعة يحمل رسالة من الإمام سيدي أمير المؤمنين علي، إليه فأذن له بالدخول، فبدأ معاوية يسأل صعصعة عن حسبه ونسبه، وكان صعصعة يجيب بالثناء والمديح على أجداده وآباءه ولما خلص، قال معاوية له: ويحك يا ابن صوحان، فما تركت لهذا الحي من قريش مجداً ولا فخراً قال : بلى والله يا ابن أبي سفيان، تكرت لهم مالا يصلح الا بهم، ولهم تركت الأبيض والأحمر والأصفر والأشقر، ولاسرير والمنبر، والملك إلى المحشر وأنى لا يكون ذلك كذلك، وهم منار الله في الأرض ونجومه في السماء، ففرح معاوية وظن ان كلام صعصة بن صوحان يشتمل على قريش كلها فقال معاوية : صدقت يا ابن صوحان، ان ذلك كذلك. فعرف صعصعة ما أراد معاوية، فقال: ليس لك ولا لقومك في ذلك إصدار ولا إيراد، بعدتم عن أُنُفِ المرعى، وعلوتم عن عذب الماء. قال: فلما ذلك، ويلك يا ابن صوحان؟ قال: الويل لأهل النار، ذلك لبني هاشم، قال معاوية: قم فأخرجوه، فقال صعصعة: الصدق ينبىء عنك لا الوعيد، من أراد المشاجرة قبل المحاورة.
فقال معاوية: لشيء ما سوده قومه، وددت والله أني من صلبه.
ثم التفت معاوية إلى بني أمية فقال : هكذا فلتكن الرجال.
حديثه
صعصعة بن صوحان ثقة معروف … و ثقة أبن سعد و النسائي
له الحديث المشهور ايهم أفضل ؟
أيهم أفضل؟
روي عن صعصة بن صوحان أنه دخل على أمير المؤمنين علي لما ضُرب. فقال: أنت أفضل أم آدم أبو البشر؟
قال علي : تزكية المرء نفسه قبيح، لكن الله تعالى قال لآدم:
?يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة و كلا منها رغداً حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ?
و أنا أكثر الأشياء أباحها لي و تركتها و ما قاربتها.
و أنا ما دعوت على ظالمي حقي، و ابن نوح كان كافراً و ابناي سيدا شباب أهل الجنة.
قال: أنت أفضل أم موسى؟
قال : إن الله تعالى أرسل موسى إلى فرعون فقال: إني أخاف أن يقتلوني حتى قال الله تعالى:
?لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون?
و قال: ?رب إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون?
و أنا ما خفت حين أرسلني رسول الله بتبليغ سورة براءة أن أقرأها على قريش في الموسم
مع أني كنت قتلت كثيراً من صناديدهم، فذهبت بها إليهم و قرأتها عليهم و ما خفتهم.
ثم قال: أنت أفضل أم عيسى بن مريم؟
قال : عيسى كانت أمه في بيت المقدس، فلما جاء وقت ولادتها سمعت قائلاً يقول:
أخرجي هذا بيت العبادة لا بيت الولادة و أن أمي فاطمة بنت أسد، لما قرب وضع حملها كانت في الحرم،
فانشق حائط الكعبة و سمعت قائلاً يقول: أدخلي فدخلت في وسط البيت، و أنا ولدت به و ليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي و لا بعدي.
ولاؤه لأمير المؤمنين
جاء عن الإمام الصادق ( ع ) أنه قال ( وما كان مع أمير المؤمنين ( ع ) من يعرف حقه إلا صعصعة و أصحابه ) .
فقد شهد مع الإمام علي ( ع ) مواقعه كلها ، فقد جرح في الجمل ، و كانت له مناورات مشهورة بأحقية أمير المؤمنين (ع ) قال ( رض ) : في الإمام علي ( ع ) " كان فينا كأحدنا ، لين الجانب ، و شدة تواضع ، و سهولة قياد ، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف فوق رأسه " .
و وقف ( رض ) يوم بيعة الإمام علي ( ع ) يخاطبه " يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك و رفعتها وما رفعتك ، وهي إليك أحوج منك إليها " .
كما ذكر أبو الفرج الاصبهاني ( إن صعصعة بن صوحان أستأذن على علي ( ع ) وقد أتاه عائدا لما ضربه أبن ملجم ، فلم يكن عليه إذن ، فقال صعصعة للآذن : قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا و ميتا ، فقد كان الله في صدرك عظيما ، و لقد كنت بذات الله عليما . فأبلغه الآذن ذلك فقال : و أنت يرحمك الله فقد كنت خفيف المؤونة ، كثير المعونة " .
رثائه لامير المؤمنين
هل خبر القبر سائليه أم قر عينا بزائريه
أم هل تراه أحاط علما بالجسد المستكين فيه
لو علم القبر من يواري تاه على كل من يليه
ياموت ماذا أردت مني حققت ما كنت أتقيه
ياموت لو تقبل افتداء لكنت بالروح افتديه
دهر رماني بفقد ألفي أذم دهري واشتكيه
وله في هجو معاوية فيقول :
تمنيك نفسك مالا يكون جهلا معاوية لا تأثم
وله في عتاب المنذر بن الجارود فيقول :
هلا سألت بني الجارود أي فتى عند الشفاعة و البان ابن صوحانا
كنا وكانوا كأم أرضعت ولدا عق ولم نجز بالاحسان إحسانا
لا تأمنن على سوء فتى دهرا يجزي المودة من ذي الود كفرانا
ماذا قالواعنه ولاة عصره :
الخطيب الشحشح الإمام علي ( ع )
آنت مني و آنا منك عمر بن الخطاب
انك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء عبد الله ابن عباس
صعصعة عظيم الشأن قليل النظير عقيل بن أبي طالب
وددت والله أني من صلبه معاوية بن أبي سفيان
انه احضر الناس جوابا عبد الملك بن مروان
حسبك لعمري لقد أوتيت لسانا فصيحا المغيرة بن شعبة
نفيه
قال المغيرة – وهو عامل لمعاوية – لصعصعة : قم فالعن عليا . فقال : إن أميركم هذا أمرني أن ألأعن عليا , فالعنوه .
فاستغل المغيرة قول معاوية ( و الله لأجفينك عن الوساد ، و أشردن بك في البلاد ) فأمر واليه على الكوفة ( المغيرة بن شعبة ) بإبعاده عن الكوفة باعتبارها معقلا لتحركه الجماهيري المعارض ، و نفيه إلى جزيرة ( أوال ) ، و هي جزيرة البحرين الحالية.
وفاته ومقامه
توفي الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان ( رض ) في جزيرة أوال بعد نفيه إليها سنة 56 هجرية ، وقيل سنة 60 هجرية وله من العمر سبعين سنة ، ودفن في قرية ( عسكر ) الواقعة جنوب جزيرة المنامة العاصمة في البحرين ، و يقع بها ضريح صعصعة و مسجده المسمى بأسمه على ساحل البحر و كانت تعلوه قبة ثم تهدمت ولم يعاد بنائها من جديد ، وبناء المسجد عامة قديم و هو مزار مشهور لدى عامة الناس و يأمه الزائرون من كل مكان في البحرين باختلاف طوائفهم في العطل وفي المناسبات .
والسلام عليكم ...
كان من كبار أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) ، ومن الذين عرفوه حقَّ معرفته كما هو حقه ، وكان خطيباً بليغاً .
أثنى عليه أصحاب التراجم بقولهم : كان شريفاً ، أميراً ، فصيحاً ، مفوَّهاً ، خطيباً ، لَسِناً ، دَيِّناً ، فاضلاً .
ويكفي في عظمته قول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( ما كان مع أمير المؤمنين من يعرف حَقَّه إلاَّ صعصعة وأصحابه ) .
في رثاء الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) لصعصعة:
ألا من لي باُنسك يا اُخيا***ومن لي أن أبثك ما لديا