(( غديرية مباركة ؛ في ذكرى عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر :: بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي ::16 ذي الحجة 1445هـ :: 23 /5 / 2024 م ))
يتأرّجُ الكونُ الفسيحُ لضوعِه
::::::::::: وبذكره الأملاكُ تفخرُ في العُلا
والأنبياءُ استبشروا والأوصيا
:::::::::::::: وجميعُ خلق الله صار مُهلّلا
اليومُ أكملَ ربُّنا دينَ الهدى
:::::::::::: ختمَ الشرائعَ في الغدير مكَمِّلا
في بيعةٍ أمر الالهُ عبادَه
:::::::::::::::::::: والوا عليّاً هاديّاً ومبجَّلا
فهُو الصراطُ الى الجنان أقامَه
:::::::::: وأشاد عيداً في الغدير ومحفِلا
هذا الغديرُ فمن يشكُّ بهديه؟
:::::::::::::::: نور الهداية في البرية أقبلا
كالشمسِ في إشراقها وسموِّها
:::::::::: شعَّ الغدير على البرايا واعتلى
نبعُ الغديرِ ؛ تفجّرت غُدرانُه
:::::: ليعمَّ أهلَ الأرض من فيض الولا
عينُ الغديرِ تدفّقت واحاتُها
:::::::::::: ما خاب ملتمسُ رجاهُ مؤمِّلا
نَهَلَ المعارفَ من صفاءِ نميرِه
::::::::::::::::::::: عَذْباً فُراتاً سائغاً ومؤثّلا
عنه العلومُ بكلِّها ويقينِها
::::::::::::::: كالسيلِ ينحدرُ انهماراً أمْثلا
فمِن السّماء معينُه وأصولُه
::::::::::: ما عُذرُ مَن عنه تواكفَ أجفلا؟
فالدينُ مكتملٌ به بعَلِيِّهِ
:::::::::::::::::: وأتمّ نعمتَه الالهُ وأجزلا
نهجُ النجاة لمن يرومُ هدايةً
::::::::::: عينُ الحياة لمجدِبٍ قد أمْحلا
*****
قد خَطّ في يوم الغديرِ الهَنا
:::::::: فرْضَ الولايةِ في الكتاب مُنزِّلا
وأتى النداءُ الى الرسول من السما
:::::::::::::::::::::: جبريلُ يُنزلُه بخُمٍّ عجَّلا
بلِّغْ حشودَ المسلمين بأمره
::::::::::: هتَفَ النبيٌّ بجمعهم ذِكْراً تلا
إن كنتُ مولاكم وأولاكم بكُم
:::::::::::: مثلي عليٌّ فيكُمُ بعدي ، فلا
لا تخذُلوه وناصروهُ فإنّهُ
::::::::: مولى البرايا مُنذُ أنْ قالوا بلى
في عالم الأشباح كانت بيعةً
:::::::::: وبه جرى ميثاقُ عهدٍ في الملا
هرع المُحبُّ مسارعاً ومبايعاً
::::::::::::::::: لبّى بفطرته النداء تعجّلا
لكنَّ مَن نصبَ العَداء بغيِّهِ
::::::: زادت ضلالتُهم إذا الرُشْدُ انجلى
*****
أدّى رسالتَه أتمَّ أصولَها
::::::::::::::::::: وببيعة الكرّار دينَه أكملا
حتّى تدافع صحبُه ليُبايُعوا
:::::::::::::::::: عُمَرٌ يُبايعُ والعَتيق مُرقّلا
قاما بتهنئة العليِّ وبخبخا
:::::::::::::::::::: وتقدّما فيمن يباركُ أوّلا
أصبحت مولانا وصيَّ نبيِّنا
::::::::: مولى جميعَ المؤمنين وأفضلا
وبذلك الفهْمُ الجليّ تثبَّتوا
::::::::::::: وَفّى بِبَيْعَتِه القليلُ من الأُلى
والناكثون الى السقيفة سارعوا
:::::: من ناصبٍ نقض العهود ومن قلا
ما ضرّ مولانا انقلابَ حشودِهم
:::::::::::::: فالعهدُ بالغدر الخؤون تبدّلا
فخصيمُهم ربٌّ العُلا ومحمّدٌ
::::::::::::: يوم التناد ، يرون يوماً فيصلا
{رَبِّ ارْجِعُونِ ؛ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا}
:::::::::: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا } مقرّاً ومنزلا
لُعنوا بنقضهم الوصيّة في علي
:::::::::: وغدى الجحيمُ لهم بحقٍّ موئلا
والثابتون على الولاية أفلحوا
::::::::::::: فأثابهم فِردوسَ عَدْنٍ قد عَلا
غُرُفَاتُهم وسط الجنان تبذَّخت
::::::::::::::: وحبَاهُمُ الرحمّنُ عِزّاً أجملا
فسلامُ ربّي للأمير وآله
:::::::::::::::: لا زال متّصلاً إليه وأوصلا
من شيعةٍ مستمسكين عُرى الهدى
:::::::::::: حتى القيامة خالداً متواصلا
اللهم اجعل ثوابها لروح وَلَدَيَّ وَوَالِدَيَّ واحشرهم وإيانا في شفاعة صاحب بيعة يوم الغدير أمير المؤمنين صلوات الله عليه ... وقد أجزت نسخها وقراءتها في مجالس ومحافل المؤمنين ..