ملَكٌ من ملائكة الصفيح الأعلى يخبر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بمقتل الحسين
بتاريخ : 15-07-2015 الساعة : 12:48 PM
رُوي في (عوالم العلوم) أنّ ملَكاً من ملائكة الصفيح الأعلى اشتاق لرؤية النبيّ (صلى الله عليه وآله)، واستأذن ربَّه بالنزول إلى الأرض لزيارته، وكان ذلك الملَك لم ينزل إلى الأرض أبداً منذ خُلقَت، فلمّا أراد النزول أوحى الله (تعالى) إليه يقول: «أيّها الملَك، أخبِرْ رسول الله أنّ رجلاً من أُمّته اسمه يزيد يقتل فرخه الطاهر ابن الطاهرة نظيرة البتول مريم بنت عمران»، فقال الملَك: لقد نزلتُ إلى الأرض وأنا مسرورٌ برؤية نبيِّك محمّد (صلى الله عليه وآله)، فكيف أُخبره بهذا الخبر الفظيع؟ وإنّني لَأستحيي منه أن أفجعه بقتل ولده، فليتني لم أنزلْ إلى الأرض. قال: فنُوديَ الملَك من فوق رأسه أن افعَلْ ما أُمرتَ به.
فدخل الملَك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونشر أجنحته بين يديه، وقال: يا رسول الله، اعلمْ أنّي قد استأذنتُ ربّي في النزول إلى الأرض شوقاً لرؤيتك وزيارتك، فليتَ ربّي كان حطّم أجنحتي ولم آتكَ بهذا الخبر، ولكن لابدّ مِن انفاذ أمر ربّي (عزّ وجلّ): اعلمْ يا محمّد أنّ رجلاً من أُمّتك اسمه يزيد، زاده الله لعناً في الدنيا وعذاباً في الآخرة، يقتل فرخك الطاهر ابن الطاهرة، ولن يتمتّع قاتلُه في الدنيا من بعده إلّا قليلاً، ويأخذه الله مقاصاً له على سوء عمله، ويكون مخلَّداً في النار.
فبكى النبيّ (صلى الله عليه وآله) بكاءً شديداً، وقال: «أيّها الملَك، هل تفلح أُمّةٌ بقتل وَلدي وفرخ ابنتي؟»، فقال: لا يا محمّد، بل يرميهم الله باختلاف قلوبهم وألسنتهم في دار الدنيا، ولهم في الآخرة عذابٌ أليم.