عن الامام الصادق عليه السلام : (أبلغ شيعتنا أنه لن ينال ما عند الله إلا بعمل، وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم يخالفه إلى غيره )
فلا ادري كم هي حسراتنا في ذاك اليوم ونحن ونتحدث يوميا بالقرآن واحاديث وسيرة الرسول وائمة اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين واحاديث وسيرة اتباعهم الصالحين ولانعمل بتلك الاحاديث ولانعتبر من تلك السيرة فغالبا مانوجهها لغيرنا ونغفل من توجيهها الى انفسنا فرغم تأكيد القرآن الكريم وحثه لنا على ضرورة بداية التغيير من انفسنا ولكن للاسف ما اقل الواعين لهذا النداء (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) سورة البقرة
وقوله : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الى غيرها من الآيات و الاحاديث الشريفة التي تؤكد هذا المعنى ولكن للأسف نتغافل عنها ونسارع لانكار المنكر من الطواغيت دون انكاره من انفسنا لتحقيق التغيير مما يؤدي الى عدم نجاح عملية التغيير بشكل تام ,ولاننا لا نسلط الضوء ولا نبحث في اسباب نشوء الطاغوت بل نسارع الى محاربته لهذا سرعان ما ينشأ طاغوت جديد آخر كما حصل في الانتفاضة الشعبانية الاولى التي تمخضت بعد 12 عام من انطلاقتها الى زوال الطاغوت الصدامي الذي كان يعتقد الاكثرية انه السبب وراء كل مصائب العراق وانه بزواله سيعيش العراق بأمن وسلام ورفاه وبسبب هذا الاعتقاد الخاطيء عاش العراق بعد زوال صدام اوضاع اسوء بكثير من الاوضاع السابقة فنشأ اكثر من طاغوت ساهم في ايصال العراق الى ماهو عليه حتى فقد الامن من جميع مرافق حياتنا , والسبب هو عدم تشخيصنا او تهربنا من بحث اسباب نشوء الطواغيت في حياتنا والتي تستدعي ان نحاسب انفسنا بشجاعة ونعترف بضعفها و تعلقها بالدنيا الذي يجعلها تداهن اهل الباطل ولاتقف بوجههم مما يؤدي الى تسلطهم علينا تدريجيا كما قال رسولنا الكريم) :لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم )
لذا لاسبيل لنا إلا بإنتفاضة شعبانية ثانية
ننتفض فيها على واقعنا الداخلي ونحاسب انفسنا محاسبة شديدة قبل ان نحاسب الآخرين لنوفق للتشرف بإحداث التغيير العالمي على يد منقذ البشرية امامنا المهدي ارواحنا فداه